الجزيرة في سوريا.. فيلم يحكي قصة 14 عاما للشبكة ويستذكر شهداءها
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تمر الذكرى الرابعة عشرة للثورة السورية، والأولى بعد تحرير كامل البلاد من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وخلال هذه السنوات واكبت قناة الجزيرة مجريات الثورة وتحولاتها المفصلية مقدمةً تغطية استثنائية دفعت ثمنها باستشهاد 7 من صحفييها ومصوريها، فضلا عن إصابة آخرين.
ويوثق الفيلم "الجزيرة.. في سوريا" هذه الرحلة الصحفية، مستعرضا الأحداث التي غيرت ملامح البلاد، ومُستذكرا الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في سبيل نقل الحقيقة.
والفيلم الذي أعده الصحفي محمود الكن وقدّمته الإعلامية خديجة بن قنة، يأخذ المشاهدين في رحلة عبر الزمن ليعيد رسم المشهد السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار 2011 وحتى اللحظة الراهنة.
ومع بداية الثورة، كانت الجزيرة في قلب الحدث ناقلةً المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت المدن السورية، من درعا إلى دمشق وحمص وحلب، حيث وثّقت صرخات المحتجين المطالبين بالحرية والكرامة.
ومع تصاعد وتيرة القمع، تحولت التغطية من رصد المظاهرات إلى توثيق المواجهات العنيفة، وكان مراسلو القناة في الميدان يرسلون تقاريرهم وسط مخاطر جسيمة.
وحيث كانت درعا مهد الثورة، استشهد المراسل محمد المسالمة (الحوراني) برصاص قناص من قوات النظام أثناء تغطيته المعارك.
إعلانوفي ريف دمشق، خسر المنتج حسين عباس حياته عندما سقطت قذيفة على سيارته ليكون أحد أبرز ضحايا العمل الصحفي في البلاد.
كذلك، استشهد المصور محمد الأصفر أثناء تغطيته الاشتباكات في درعا، في حين نجا زميله محمد نور رغم إصابته بطلق ناري في قدمه.
الجزيرة كانت هناكوفي حمص، إحدى أبرز مدن الثورة، وثّقت كاميرات الجزيرة الحصار والتجويع والدمار الذي عاناه سكانها، حيث قتل في سهل الحولة أكثر من 100 شخص في مجزرة مروعة، كان للجزيرة دور بارز في كشف فصول هذه المأساة، كما استشهد المصور زكريا إبراهيم أثناء تغطيته الأحداث هناك.
أما حلب، المدينة التي شهدت أقسى فصول الحرب حيث كانت مسرحا لتضحيات أخرى، فقد خسر مصور الجزيرة مباشر إبراهيم العمر حياته أثناء توجهه لتغطية المعارك، كما أصيب مراسلو القناة، وبينهم عمر خشرم وميلاد فضل وصلاح العلي وعمرو حلبي، خلال توثيقهم الدمار والمعارك التي اجتاحت المدينة.
ولم يكن العمل الصحفي في سوريا مجرد نقل للأحداث، بل كان شهادة على حجم المأساة، كما لم يكن مراسلو الجزيرة مجرد ناقلين للخبر، بل عاشوا لحظاته القاسية، وعانوا من المخاطر ذاتها التي تعرض لها السوريون.
وفي الغوطة الشرقية، حيث استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، أصيب الصحفي محمد نور عدة مرات بالغازات السامة، مؤكدا أن نقل الحقيقة لم يكن خيارا، بل واجبا مهنيا وأخلاقيا.
تحديات جديدةوفي مناطق أخرى، مثل إدلب ودير الزور والرقة، استمرت الجزيرة في تغطية المعارك والتطورات السياسية والميدانية، ومع كل مرحلة، كانت القناة تواجه تحديات جديدة، من قصف مكاتبها إلى استهداف صحفييها، لكن ذلك لم يوقفها عن أداء رسالتها الإعلامية.
وبعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة، عاد فريق الجزيرة إلى شوارع دمشق، التي كانت محظورة عليهم بسبب قرار النظام السابق بإغلاق مكاتب القناة. هذه العودة ترمز إلى نهاية حقبة طويلة من الحظر، وإلى بداية جديدة في تغطية الشأن السوري من قلب العاصمة.
إعلانولم يقتصر الفيلم على توثيق مسيرة الجزيرة في سوريا، بل طرح تساؤلات أعمق عن مستقبل البلاد بعد سنوات من الصراع، وأعاد إحياء ذكرى الصحفيين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إيصال الحقيقة، وسلط الضوء على دور الإعلام في النزاعات، والتحديات التي يواجهها الصحفيون في مناطق الصراع، حيث تبقى الحقيقة أغلى الأثمان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الجزیرة فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ترامب يتحدث عن مصير الصحفي المختفي في سوريا منذ 2012
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختُطف في سوريا منذ ما يربو على 12 عاما، لم يره أحد منذ سنوات.
وعندما سُئل ترامب عما إذا كان قد تطرق لقضية تايس خلال لقائه بالرئيس السوري الجديدأحمد الشرع خلال زيارته للسعودية ، يوم الأربعاء، أجاب "أتحدث دوما عن أوستن تايس. (لكن) الآن.. أنتم تعلمون أن أستون تايس لم يُر منذ سنوات عديدة".
وتابع "لديه أم عظيمة تعمل جاهدة للعثور على ابنها. لذلك أتفهم الأمر، لكنه مختف منذ سنوات طويلة جدا"
تايس جندي سابق في البحرية الأميركية وصحفي مستقل كان يبلغ من العمر 31 عاما وقت اختطافه في أغسطس 2012 أثناء تغطيته للانتفاضة في دمشق ضد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ونفت سوريا احتجازه.
وحث المسؤولون الأميركيون على الإفراج عن تايس بعد سقوط الحكومة. وحينها عبر الرئيس السابق جو بايدن عن اعتقاده بأن تايس
وعادت القصة إلى السطح بعد اكتشاف أن السجين الذي خرج من أحد السجون السورية، هو شخص آخر، يحمل كذلك جنسية الولايات المتحدة ويدعى ترافيس تيمرمان.
وذكرت شبكة سي بي إس أن الأميركي الذي تداولت وسائل الإعلام العالمية صورته بزعم أنه تايس، يُدعى ترافيس تيمرمان، من ولاية ميسوري.
.