الجزيرة:
2025-06-24@15:51:57 GMT

هل حقاً تراجع ترامب عن فكرة التهجير؟

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

هل حقاً تراجع ترامب عن فكرة التهجير؟

خلال لقائه مع رئيس وزراء أيرلندا في البيت الأبيض، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لن يطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك ردًا على سؤال بهذا الخصوص توجهت به إحدى الصحفيات. هل يعتبر هذا التصريح تراجعًا من ترامب عن فكرته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟

يحمل تصريح ترامب تفسيرين:

الأول، أنه لا يعتبر خطته "طردًا" أو تهجيرًا للفلسطينيين، بل تحقيقًا لرغباتهم؛ لذلك لم يفهم معنى السؤال عندما وُجِّه إليه عن موضوع الطرد، واستهجن السؤال أيضًا، فهو مقتنع أن خطته تحظى بتأييد الفلسطينيين في قطاع غزة.

الثاني، هو أنه تراجع فعلًا عن مشروعه بتهجير سكان غزة، وذلك بعد إدراكه صعوبة تنفيذ هذا المقترح، ورفض الدول العربية له، ورغبته بتحقيق أهداف أكبر من قطاع غزة، وقد يخلق له التهجير مشاكل أكبر من التهجير نفسه ومكاسبه من السيطرة على قطاع غزة.

الحقيقة أن هذا السجال لا طائل منه، ومن المخاطرة تحليل توجهاته من فكرة التهجير بناءً على جملة قالها في لقاء، مثل الكثير من الجمل التي قالها وتراجع عنها، أو حملت تصريحات أكثر حدّة من واقعيتها، وحتى غزة نفسها تشهد على الرجل فيما يتعلق بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة بمهلة مُحددة زمنيًا، ولم يحصل شيء.

إعلان

بالمقابل، يمكن المخاطرة بفهم السياق للجملة التي قالها ترامب، والذي قد يشي (أي السياق وليس الجملة) بأن فكرة التهجير لم تعد فكرة جادة في أجندات الإدارة الأميركية، ومن هنا يمكن استحضار تصريح آخر لترامب يتعلق بضم الضفة الغربية.

ففي اللقاء المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والذي عرض فيه خطته لتهجير سكان قطاع غزة، وعد ترامب بفحص مشروع ضم الضفة الغربية خلال أربعة أسابيع ونشر موقفه من الموضوع، وكانت النتيجة أنه لم يحدث شيء، ولم يصدر البيت الأبيض بعد الأسابيع الأربعة أي موقف من فكرة ضم الضفة الغربية.

اعتقد ترامب أن فكرة التهجير هي "تفكير إبداعي خارج الصندوق"، وهي في الحقيقة أوصاف أطلقها الإسرائيليون على مقترح ترامب، لكنه اصطدم بموقف عربي موحّد ضد المقترح، ومبادرة عربية جديدة لإعمار غزة والخروج من المأزق السياسي العام، المتمثل بعدم منح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والسياسية.

ذهبت المبادرة العربية باتجاه سياسي يشبه أسلوب ترامب، فلم يطرحوا خطة لإعادة إعمار غزة فحسب، بل أفقًا سياسيًا واضحًا ومجدولًا "للسلام"، وهي الكلمة التي يستعملها ترامب كثيرًا.

فإذا كان أسلوب ترامب هو رفع سقف مطالبه ليحصل على ما يريد، فإن المبادرة العربية جاءت بسقف سياسي يتعدى إعادة الإعمار ومنع التهجير، بهدف استعادة غزة من أسر فكرة التهجير التي أطلقها ترامب، وعشّشت في المخيال الإسرائيلي، لتتحول إلى إدارة في وزارة الدفاع الإسرائيلية لتطبيق المقترح.

لعب الموقف العربي والموقف الدولي الواضح دورًا كابحًا في لجم جماح هذه الخطة لدى ترامب، فبغض النظر عن تصريحه الأخير، فالأهم هو عدم تكراره المقترح، فصمته عن المقترح هو المهم وليس حديثه عنه، حتى لو بجملة واحدة. فعدم الحديث عن الفكرة يدل على تراجعها أو تشكيك الإدارة الأميركية في جدواها.

إعلان

وللمقارنة مع إيقاع تكرار ترامب خططه الأخرى، فإن فكرة تهجير غزة لا تحظى باهتمام لديه منذ مدة، بالمقارنة مع صفقة المعادن مع أوكرانيا، أو ضم غرينلاند، أو فرض رسوم جمركية على كندا، وغيرها من الخطط التي ما يزال ترامب يكررها ويتفاخر بها، على عكس مقترحه عن تهجير سكان قطاع غزة.

تدرك الإدارة الأميركية أن مباحثات وقف إطلاق النار في غزة ستفضي إلى واقع يعارض التهجير، وليس أدل على ذلك من المباحثات التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن الأميركيين، آدم بولر، مع حركة حماس، والتي ناقشت هدنة لمدة خمس سنوات على الأقل في قطاع غزة، أي هدنة ستدوم لما بعد ولاية ترامب ونتنياهو.

وأكد بولر أن مباحثاته كانت بتأييد ودعم ترامب شخصيًا، وهو دليل آخر على أن فكرة التهجير ليست أولوية عند إدارة ترامب أو عنده شخصيًا. وبغض النظر عن نجاح أو فشل هذه المباحثات، فما يهمنا منها هو هذا المؤشر بالنسبة لفكرة التهجير، والذي يؤكد أن مقترح التهجير لم يعد واقعيًا أو عمليًا في نظر الإدارة الأميركية.

إلى جانب ذلك، يدرك ترامب أن التهجير يتناقض مع طموحه الأكثر أهمية لصنع السلام في الشرق الأوسط على حد فهمه وتعريفه للسلام. فهو ينسف كل مخططاته لإعادة الحياة لمشروع التطبيع في المنطقة واستقرارها ومنع الحروب.

فالتهجير يُهدد الاستقرار الإقليمي، فضلًا عن إعادة الصراع مع إسرائيل إلى لحظة البداية عام 1948، عندما هجّرت إسرائيل الفلسطينيين من وطنهم. فالتهجير لن يحل الصراع العربي الإسرائيلي، بل سيعيده إلى نقطة البداية بعد أن اعتقد ترامب أن هذا الصراع لم يعد موجودًا، كما توهمت إسرائيل أيضًا. لذلك فإن هناك تناقضًا بين الاستقرار وبين التهجير، وبين التطبيع والتهجير.

إذن، هناك مؤشرات أهم من جملة ترامب التي تشي بتراجع فكرة التهجير في تفكير الرجل؛ فمرات الصمت هو مؤشر، والممارسة هي مؤشر آخر على تراجع هذه الفكرة وربما يتم إلغاؤها.

ومع ذلك، يجب عدم التقليل من الحاشية الصهيونية خلف ترامب وعلى رأسهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، وغيرهم الذين قد يدفعون لبقاء هذا المقترح حاضرًا عند ترامب، فضلًا عن انتقال هذه الفكرة بقوة للجانب الإسرائيلي الذي يتحيّن الفرصة لتنفيذها، أو على الأقل يستعد لها ويتعامل معها بجديّة.

إعلان

لكن تراجع ترامب عن مقترحه سيؤثر على الطرف الإسرائيلي، والحقيقة أن أصواتًا في إسرائيل بدأت تتصاعد ضد هذا المقترح، إما لأسباب أخلاقية أو لأسباب سياسية باعتبارها خطة غير قابلة للتنفيذ، والحديث عنها سيُحدث ضررًا على إسرائيل على المستويين: الإقليمي والدولي، فضلًا عن تهديدها حياة وسلامة الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة الأمیرکیة فکرة التهجیر قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟

شنّت الولايات المتحدة هجومًا منسقًا واسع النطاق على المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، مستخدمةً ترسانتها العسكرية الأكثر تطورًا. اعلان

وقد أسفرت العملية، التي تمثل تصعيداً كبيراً في التوترات الإقليمية، عن تدمير المراكز العصبية للبرنامج النووي الإيراني. وقد تم تنفيذ الهجوم الأمريكي بدقة عسكرية باستخدام قاذفات استراتيجية من طراز B-2 Spirit وصواريخ توماهوك كروز التي تم إطلاقها من المنصات البحرية.

ووفقًا للمعلومات التي قدمها مراسل قناة "فوكس نيوز" شون هانيتي، بعد محادثات مباشرة مع الرئيس دونالد ترامب، فقد استخدمت في العملية ما بين خمس إلى ست قنابل خارقة للتحصينات ألقيت من قاذفات B-2، متجاوزة التقديرات الأولية التي كانت تشير إلى قنبلتين فقط للمهمة.

شملت المنشآت التي هوجمت المجمّعين النوويين في نطنز واستيفان اللذين تم تحييدهما بـ30 صاروخ توماهوك أُطلقت من مسافة 640 كيلومترًا تقريبًا. وكان الهدف الرئيسي هو منشأة فوردوالتي تعتبر حجر الزاوية في البرنامج النووي الإيراني والتي، وفقًا لمصادر نقلت عنها شبكة فوكس نيوز، "تم تدميرها بالكامل". وقد أيد هذه المعلومات الرئيس ترامب نفسه الذي غرّد على تويتر قائلاً:"لقد دمرتفوردو".

الانتشار العسكري الأمريكي

في الأسابيع التي سبقت الهجوم، نشرت واشنطن قوة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط. وشمل هذا الانتشار حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز"، ومقاتلات من طراز "إف-16" و" إف-22" و" إف-35" التابعة للقوات الجوية،** بالإضافة إلى قاذفات "بي-2" التي شاركت في العملية. وأقلعت عدة قاذفات من طراز B-2 إلى المحيط الهادئ بعد إتمام المهمة، بعد أن غادرت المجال الجوي الإيراني بحلول وقت الإعلان الرسمي.

يو إس إس نيميتزويكيميديا ​​كومنز

كان الرئيس ترامب واضحًا بشأن الأهداف الأمريكية في المنطقة. فقد قال في تصريحات نقلتها شبكة فوكس نيوز:"نحن لا نبحث عن وقف إطلاق النار. نحن نبحث عن النصر التام والكامل. وأكرّر، أنتم تعرفون ما هو النصر: لا أسلحة نووية". هذا التصريح يؤكد عزم الولايات المتحدة على القضاء التام على القدرات النووية الإيرانية، بعيدًا عن السعي إلى اتفاقات مؤقتة أو وقف إطلاق النار.

الترسانة العسكرية المستخدمة: تحليل تقني للصواريخ والقنابلالقنابل الخارقة للتحصينات GBU-57قنبلة خارقة للذخائر الضخمة GBU-57x.com

تمثل القنابل الخارقة للتحصينات المستخدمة في العملية أحدث تكنولوجيا في أسلحة الاختراق العميق. وقد تم تصميم هذه الأسلحة خصيصاً لتحييد الأهداف المحصنة تحت الأرض، مثل المنشآت النووية الإيرانية.

الخصائص التقنية:

الوزن: ما بين 14,000 و30,000 رطل (6,350 إلى 13,600 كجم) حسب الطراز.القدرة على الاختراق: حتى 200 متر في الخرسانة المسلحة.الرأس الحربي: رأس حربي: شديد الانفجار مع تأخير التفجير بعد الاختراق.التوجيه: نظام تحديد المواقع عالي الدقة مع إمكانية التصحيح أثناء الطيران.صواريخ توماهوكصاروخ توماهوكمن قبل البحرية الأمريكية - تم إصدار هذه الصورة من قبل البحرية الأمريكية كـ 021110-N-0000X-003.

تمثل صواريخ توماهوك الثلاثين المستخدمة في الهجوم المعيار الذهبي في صواريخ كروز بعيدة المدى للبحرية الأمريكية.

مواصفات توماهوك:

المدى: يصل إلى 2,500 كيلومتر في أحدث إصداراته.السرعة: حوالي 880 كم/ساعة (دون سرعة الصوت).الرأس الحربي: 450 كيلوغراماً من المتفجرات التقليدية.التوجيه: نظام الملاحة بالقصور الذاتي مع نظام تحديد المواقع العالمي ورسم خرائط التضاريس.الدقة: هامش الخطأ أقل من 10 أمتار.منصات الإطلاق: غواصات هجومية من طراز فيرجينيا ولوس أنجلوس ومدمرات من طراز أرلي بيرك.قاذفات B-2 سبيريتقاذفة بي-2 سبيريتصورة من سلاح الجو الأمريكي/الرقيب بيني جيه. ديفيس الثالث - نشرت هذه الصورة سلاح الجو الأمريكي برقم 060530-F-5040D-22

يشير استخدام من خمس إلى ست قنابل خارقة للتحصينات إلى مشاركة ثلاث قاذفات من طراز B-2 سبيريت، كل منها قادرة على حمل قنبلتين عاليتي الاختراق.

قدرات B-2

تقنية التخفي: لا يمكن للرادار التقليدي اكتشافها فعلياً.المدى: 11,000 كيلومتر دون إعادة التزود بالوقود.الحمولة: ما يصل إلى 23,000 كيلوغرام من الأسلحة.الطاقم: طياران بقدرة 44 ساعة طيران متواصلة.التداعيات الإقليمية والعالمية

تعتبر هذه الضربة نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وتشكل سابقة مهمة في مكافحة الانتشار النووي. إذ أن تدمير المنشآت الرئيسية مثل فوردو هو انتكاسة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني الذي كان هدفاً للعقوبات الدولية والدبلوماسية النووية لأكثر من عقد من الزمن.

وتظهر العملية أيضًا قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف شديدة التحصين باستخدام أكثر تقنياتها العسكرية تقدمًا.

في هذه المرحلة، يمكن لإيران إما أن تصعّد هجماتها إلى حرب أو أن توقع اتفاقية سلام وحظر انتشار التكنولوجيا النووية كما سعى ترامب في البداية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن تراجع إسرائيل عن ضرب إيران.. ونتنياهو ينفي
  • سموتريتش وقرعي يدعوان للتصعيد بغزة وتعزيز التهجير بعد الحرب مع إيران
  • اتفاق ترامب يهدّئ الأسواق.. الذهب يخسر بريقه أمام وقف النار
  • تقرير السلع الأسبوعي لـ «ساكسو بنك»: أداء قوي لقطاع الطاقة يعوّض تراجع المعادن الثمينة
  • مصطفى بكري يكشف بنود المقترح المصري - القطري لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
  • كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟
  • ترامب يطرح فكرة تغيير النظام الإيراني
  • مراسل الجزيرة بواشنطن: رسائل مهمة من ترامب إلى طهران
  • ستيف بانون يحذر ترامب: ضرب إيران فكرة سيئة
  • مدير مكتب الجزيرة بطهران: تراجع الزخم الدبلوماسي ينذر بمستوى جديد من المواجهة