مسلحون حوثيون (وكالات)

في خطوة غير مسبوقة، أشار الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي إلى أن الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها يوم السبت ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) قد تكون بداية لعملية برية واسعة النطاق تهدف إلى تقليص سيطرة الحوثيين على الأراضي اليمنية.

وتعد هذه الضربة جزءًا من التصعيد العسكري الأمريكي المستمر ضد الجماعة المدعومة من إيران، في سياق محاولات الولايات المتحدة تعزيز دورها في المنطقة ومواجهة تهديدات الحوثيين للأمن البحري وحرية الملاحة الدولية.

اقرأ أيضاً الريال اليمني يعود للهبوط مجددا بعد فترة من الاستقرار النسبي: آخر تحديث 16 مارس، 2025 واشنطن تحدد شروط توقف الضربات على قوات صنعاء: وموعد التوقف 16 مارس، 2025

 

الضربة الجوية: رد قاسي على تهديدات الحوثيين للسفن الأمريكية:

في تصعيد لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت عن تنفيذ "ضربة قوية" ضد قادة الحوثيين وقواعدهم العسكرية، بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت السفن التجارية الأمريكية في البحر الأحمر.

ووجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكداً أن إدارته "لن تتسامح مع أي هجوم على السفن الأمريكية"، مشيرًا إلى أن واشنطن ستستمر في استخدام "القوة المميتة الساحقة" لتحقيق أهدافها.

ورغم تأكيدات الإدارة الأمريكية بشأن استهداف قواعد عسكرية للحوثيين، قالت الجماعة إن الغارات طالت مناطق سكنية في العاصمة صنعاء، مما أثار موجة من الاستنكار من قبل المدنيين، الذين أكدوا أن الضربات لم تقتصر على الأهداف العسكرية، بل شملت أيضًا أحياء مكتظة بالسكان.

وتعتبر هذه الضربة بمثابة تصعيد جديد في الصراع القائم منذ سنوات بين قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، المدعوم من الولايات المتحدة، وقوات الحوثيين.

 

الخبير الفلاحي: الضربة تمهيد لعملية برية ضد الحوثيين:

في تحليل أدلى به الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي لشبكة الجزيرة، رجح أن تكون الضربة الأمريكية الأخيرة مقدمة لعملية برية تهدف إلى تقليص مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن. ووفقًا للفلاحي، فإن الضربات الجوية لا تقتصر فقط على ردع الحوثيين أو إيران، بل يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية أكبر تشمل دعم القوات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين على الأرض.

وأشار الفلاحي إلى أن الولايات المتحدة، من خلال هذه الحملة العسكرية، تسعى إلى إرسال رسالة قوية إلى إيران من جهة، وإلى الحوثيين من جهة أخرى، مفادها أن أي تهديد للمصالح الأمريكية أو لحرية الملاحة الدولية سيكون له عواقب وخيمة.

كما أضاف أن إدارة ترامب قد تستخدم هذه الضربات الجوية كبداية لتوجيه دعم أكبر للقوات اليمنية الحكومية في إطار عملية برية، وهي خطوة قد تقلب موازين الحرب لصالح القوى المناهضة للحوثيين.

 

تصعيد أمريكي ضد إيران: التهديدات تتجاوز الحوثيين:

ومن جانب آخر، لا تقتصر تصريحات ترامب على الحوثيين فقط، بل شملت أيضًا توجيه رسالة تحذيرية إلى إيران. حيث دعا الرئيس الأمريكي طهران إلى وقف دعمها للحوثيين، محذرًا من أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديدات طهران وحلفائها في المنطقة.

ويبدو أن هذه الضربة تأتي في سياق سياسة ترامب المتشددة تجاه إيران، والتي شهدت تصعيدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول الأمن البحري في البحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يعكس رغبة واشنطن في تقليص النفوذ الإيراني في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وفي هذا السياق، تبرز أهمية مضيق باب المندب، الذي يعد نقطة استراتيجية حيوية في حركة التجارة العالمية، حيث يمر عبره نحو 10% من شحنات النفط العالمية.

وقد أصبح هذا المضيق هدفًا رئيسيًا في المواجهة الأمريكية الإيرانية غير المباشرة في المنطقة.

 

هل تشهد اليمن تصعيدًا أكبر؟:

بينما تواصل الولايات المتحدة تصعيد عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، يبقى السؤال الأهم: هل ستتطور هذه الضربات الجوية إلى تدخل بري مباشر في اليمن؟ التوقعات تشير إلى أن الوضع قد يتصاعد في الأيام المقبلة، خاصة مع تكثيف الدعم للقوات اليمنية الشرعية، التي قد تصبح في وضع يمكنها من استعادة الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

إن العملية العسكرية الأخيرة قد تكون البداية فقط لموجة جديدة من التصعيد، ولن يقتصر تأثيرها على الحوثيين فحسب، بل سيكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها. إذا كان الفلاحي على صواب في تحليله، فإن اليمن قد يشهد تحولات دراماتيكية في ميدان المعركة خلال الفترة القادمة، ما قد يغير بشكل جذري خارطة النفوذ في البلاد والمنطقة.

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: أمريكا الحوثي اليمن صنعاء الولایات المتحدة تصعید ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية

قام المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن برئاسة الوزير المفوض التجاري يحيى الواثق بالله بالإعداد والتنظيم للزيارة الترويجية الأولى  وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1 إلى 5 ديسمبر 2025، والتي شملت مدينتي واشنطن ونيويورك بهدف استعراض الفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة أمام مجتمع الأعمال الأمريكي، والترويج لأهم القطاعات المستهدفة داخل المنطقة الاقتصادية.

وخلال محطة نيويورك يومي 1 و2 ديسمبر 2025، تم عقد مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع عدد من الشركات والمؤسسات الاستثمارية الأمريكية، شملت شركة Becton Dickinson لتصنيع الأجهزة الطبية، وشركة Boraie Development المتخصصة في التطوير العقاري والإنشاءات. كما تضمنت الزيارة عقد مائدة مستديرة مع شركة المحاماة الدولية DLA Piper، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية مع ممثلي شركات Climatic Co. العاملة في الطاقة المتجددة وDuffy Capital Partners المتخصصة في حلول الاستدامة وإدارة النفايات.

واختُتمت لقاءات نيويورك بعقد مائدتين مستديرتين مع بنك HSBC ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي BCIU، بمشاركة شركات أمريكية متعددة من بينها:

Citigroup, TCW Group, Alvarez & Marsal, Data Dynamics, International Development, International Merchant Bank, Operator Fund I, Resecurity, Southshore Resources.

وفي العاصمة واشنطن، عقد وليد جمال الدين سلسلة موسعة من الاجتماعات مع كبرى الشركات الأمريكية، شملت لقاءً مع شركة Merck للصناعات الدوائية، وشركة Blumbergrain للأنظمة اللوجستية، وشركة Honeywell لأنظمة التحكم والتشغيل الآلي. كما شارك في موائد مستديرة مع مؤسسات أمريكية كبرى مثل McLarty Associates وغرفة التجارة الأمريكية وDLA Piper، بحضور عدد من الشركات الصناعية والتكنولوجية الكبرى مثل:

Bechtel, Chevron, SpaceX, Motorola Solutions, Caterpillar, Lucid Motors.

كما تضمنت الزيارة اجتماعاً مع الجمعية الأمريكية للمصدرين والمستوردين AAEI، ولقاءً مع جمعية الطاقة بالولايات المتحدة USEA للتباحث حول فرص التعاون في مجالات الطاقة والنقل المستدام. وشهد برنامج الزيارة أيضاً مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة التنمية الاقتصادية لمقاطعة برنس جورج بولاية ميريلاند، بالإضافة إلى اجتماعات متخصصة مع شركات أمريكية في مجالات حيوية شملت تحلية المياه مع AquaTech، والأمن اللوجستي مع OSI Rapiscan، فضلاً عن لقاءات مع شركات التكنولوجيا المتقدمة مثل ServiceNow، وشركة NVIDIA في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد اكد رئيس المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن متابعة المكتب لنتائج الزيارة والبناء على الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركات الأمريكية لتحويله إلى شراكات واستثمارات فعلية خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا الصدد فقد اشار الوزير المفوض التجاري د. عبد العزيز الشريف – وكيل أول الوزارة رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري ان هذه الزيارة تعكس المستوى المتقدم من التعاون بين التمثيل التجاري المصري والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في الترويج لمصر كوجهة استثمارية جاذبة في واحدة من أهم الممرات البحرية عالمياً. 

كما أضاف ان نجاح هذه الجولة في فتح حوار مباشر مع مؤسسات أمريكية كبرى وإبراز الإمكانات التنافسية للمنطقة الاقتصادية، بما يشمل البنية التحتية المتطورة، وسلاسل القيمة الصناعية، والإصلاحات التي اتخذتها الدولة لتحسين مناخ الاستثمار.

طباعة شارك التمثيل التجارى الصادرات التجارة العلاقات الاقتصادية

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • اعتداء خطير.. الأونروا تُعقّب على اقتحام مقرّها في الشيخ جراح
  • التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد يقدم أوراق اعتماده
  • إيران تعلن ترحيل 55 من مواطنيها من الولايات المتحدة وتتّهم واشنطن بمضايقات ممنهجة
  • الحوثيون يشرعون بمحاكمة 13 مختطفًا بتهم التجسس على الولايات المتحدة وإسرائيل
  • جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية يطلق عملية ترحيل برية منظمة من مدن المنطقة الجنوبية
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • إيران ترفض رسائل أمريكية لاستئناف المفاوضات النووية