أكد المؤرخ البريطاني تيموثي غارتون آش أن على أوروبا الاستعداد للدفاع عن نفسها في مواجهة تهديد تقارب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطرح ردا على ذلك رؤية تُوازن بين الاستقلالية الدفاعية والوحدة الأوروبية.

ويرى الكاتب في مقاله لصحيفة غارديان أن أوروبا تواجه اليوم "رئيسا أميركيا مارقا" يهدد وعدا أميركيا دام 80 عاما بالدفاع عن أوروبا ضد روسيا، ويرى أن الحل هو تبني رؤية تشرتشلية ديغولية، نسبة لرئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل والرئيس الفرنسي مهندس الجمهورية الخامسة شارل ديغول.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: "لا تخدع نفسك".. جامعة كولومبيا لن تكون النهايةlist 2 of 2الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبلend of list

ومن شأن هذا النهج الدمج بين الواقعية الإستراتيجية التي اشتهر بها تشرشل، والرؤية الأوروبية المستقلة التي حارب من أجلها ديغول، بهدف بناء أوروبا قوية ومستقلة وقادرة على الدفاع عن نفسها.

الحل المرجو

ويشير المؤرخ إلى أنه من شأن رؤية تشرشلية ديغولية حل 3 معضلات رئيسية تحول دون تحقيق استقلالية أوروبا، وهي الاختلافات العميقة بين الدول الأوروبية في عقيدتها الدفاعية، وهيمنة المصالح الوطنية على إستراتيجيات الدفاع الجماعي، والصعوبات السياسية في إعطاء الأولوية للإنفاق الدفاعي على حساب الرعاية الاجتماعية، خصوصا في ظل شيخوخة السكان.

إعلان

ويتصور آش عبر دمج هاتين المدرستين أن تحافظ أوروبا على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تسرّع في الوقت ذاته جهودها نحو تحقيق استقلاليتها من الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا التوازن سيمكن القارة من الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على قوة مهيمنة واحدة.

ويرفض آش تبني نهج ديغوليّ بحت يقوم على إعطاء السيادة الوطنية الأولوية على حساب الدفاع الجماعي، أو يسعى إلى جعل أوروبا قوة موازية للولايات المتحدة، ويؤكد بدلا من ذلك أن أي إستراتيجية دفاعية أوروبية واقعية يجب أن تُبنى على حلف الناتو، باعتباره الهيكل العسكري الوحيد القادر على ضمان أمن القارة.

ورغم أن الحلف له دور أساسي في رؤية آش، فإن المؤرخ يدعو كذلك إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، لا سيما في مجال الردع النووي وإنتاج الأسلحة والتنسيق العسكري.

لحظة حاسمة

ويشير إلى أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ بعض الخطوات في هذا الاتجاه، خاصة في دعمه لأوكرانيا، ولكن جهوده لا تزال مفككة ومنقسمة. ولمواجهة هذه التحديات يقترح آش تشكيل "تحالفات الراغبين"، وهي ائتلافات مرنة للدول المستعدة للمشاركة في مبادرات أوروبا الدفاعية الرئيسية.

ويؤكد آش تأييده لتحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتكررة بشأن ضرورة استقلال أوروبا، لا سيما في ظل رئاسة ترامب غير المتوقعة، والتي أثارت تساؤلات حول موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني لأوروبا.

وخلص آش في مقاله إلى أن أوروبا تمر بلحظة حاسمة، وهي عالقة بين الحرب والسلام، ولذا على القادة الأوروبيين تهيئة مواطنيهم لمعركة طويلة الأمد، وحذر من أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا عبر العسكرية والوحدة، وأعلن بحماس "تحيا أوروبا! تحيا التشرشلية الديغولية!".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات

إقرأ أيضاً:

تقرير بريطاني: الحكومة الشرعية تفقد أهميتها والحوثي خرج أقوى بعد حرب إسرائيل (ترجمة خاصة)

قال تقرير لموقع "ميديل است آي" البريطاني إن أهمية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المتمركزة في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، آخذة بالتضاؤل، نتيجة تصاعد الانقسامات الداخلية داخل صفوفها، في ظلّ توسع نفوذ جماعة الحوثي شمال البلاد وتصاعد الانقسامات داخل معسكرها الجنوبي.

 

وأفاد التقرير الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" بأنه بينما حكومة عدن تفقد قوتها إثر الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي، فإن جماعة الحوثي خرجت بعد حرب إسرائيل أقوى. مشيرا إلى أن هجمات الحوثيين الصامدة على مدى عامين حوّلتهم من جماعة متمردة إلى لاعب إقليمي رئيسي.

 

وحسب التقرير فإنه بينما يسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة، لا تزال حكومة منافسة لها مقرها عدن حاضرة. لكن أهميتها آخذة في التضاؤل. يرأس هذه الإدارة مجلس رئاسي للقيادة، يجمع قوى متباينة مناوئة للحوثيين. يُعتبر هذا المجلس، من الناحية الفنية، الهيئة التنفيذية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي طردها الحوثيون من صنعاء عام 2014.

 

وطبقا للتقرير فإنه ومع انقسام حكومة عدن وتهميشها، يتعامل الحوثيون الآن مباشرة مع المملكة العربية السعودية. خاضت الرياض سابقًا حربًا ضارية استمرت ثماني سنوات ضد الحوثيين، وانتهت عام 2023.

 

صمود الحوثي أمام هجمات إسرائيل منحها نصرا روائيا

 

قال محللون لموقع ميدل إيست آي إن صمود الحوثي في هجماتها على إسرائيل والشحن الدولي، جعل العالم يراقبها ويلاحظها، ومنح الجماعة نصرًا روائيًا في الداخل والخارج.

 

وقال أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع بكلية كينغز كوليدج لندن، لموقع ميدل إيست آي: "من الناحية العسكرية، حقق الحوثيون أداءً قويًا على مدار عامين بالنسبة لجهة فاعلة غير حكومية".

 

وأشار إلى حملتهم التي استمرت عامًا ونصف العام لمهاجمة الشحن الدولي في البحر الأحمر، مما أجبر السفن الكبرى المسافرة من أوروبا إلى آسيا على سلوك طريق طويل ومكلف حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا.

 

وأضاف إن الحوثيين شنوا أيضًا هجمات دورية بعيدة المدى على إسرائيل، "متجاوزين بذلك الهجمات الانتقامية الإسرائيلية مع انخفاضات قصيرة في وتيرة الهجمات".

 

وتابع "إن محرك هذه المرونة يكمن في كيفية بنائها: شبكة من الشبكات - عقد قبلية ودينية وأمنية وتجارية متداخلة ومتكررة. إذا قُضي على قائد أو مستودع، سيتعثر النظام، لكنه نادرًا ما يتوقف."

 

وأردف : "لقد انتقلوا من التمرد اليمني إلى لاعب رئيسي في محور المقاومة - الطرف العربي الوحيد الذي ينفذ ضربات روتينية داخل إسرائيل - مما يمنحهم وزنًا سرديًا يفوق حجمهم".

 

وقال كريج: "في الداخل، ولّد إطار "المقاومة" في غزة تأثيرًا من الالتفاف حول الراية تجاوز بعض الخطوط المتنافسة، حتى مع استمرار ضعف الحكم وتصاعد القمع".

 

الشرعية لا تزال حبراً على ورق

 

ويرى كريج أن "الخطر مُبالغ فيه: إذا استمرت الرواتب والخدمات في الانخفاض مع تشديد الأجهزة الأمنية قبضتها، فإن تصاعد الهيبة سيتحول إلى غضب مكتوم."

 

واستدرك: "يسيطر الحوثيون على الشمال المكتظ بالسكان، ويتعاملون الآن مباشرةً مع وسطاء رئيسيين وقوى كبرى بشأن الأمن والوصول، بينما يُكافح المجلس التشريعي الفلسطيني التشرذم وتقديم الخدمات الأساسية في الجنوب".

 

وأضاف أن عبارة "معترف بها دوليًا" لا تزال حبرًا على ورق.

 

وحسب التقرير فإن الحكومة في عدن تواجه تحديات اقتصادية هائلة، مدفوعة جزئيًا بسلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون عام 2022 على موانئ في مناطق جنوبية منافسة.

 

ونقل الموقع البريطاني عن إليونورا أرديماغني، الباحثة والخبيرة في شؤون الجماعات المسلحة اليمنية، قولها إن الحرب أتاحت للحوثيين فرصة "تعظيم مكاسبهم الداخلية من حيث الدعم والتجنيد".

 

وقالت أرديماغني: "أدى حظر تصدير النفط إلى انخفاض إضافي في إيرادات الحكومة، مع تداعيات كبيرة على الخدمات العامة ودفع الرواتب. وقد ساهم ذلك في تفاقم الانقسامات السياسية".

 

وأضافت: "مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يُطرح السؤال الأهم الآن: هل سيعيد الحوثيون النظر في استراتيجيتهم؟ وكيف سيحاولون تعزيز مكانتهم الإقليمية مع تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط؟".

 

إسرائيل فشلت من الحاق الضرر بالحوثيين

 

علي رزق، المحلل السياسي والأمني ​​اللبناني، قال لموقع ميدل إيست آي: "عندما شارك الأمريكيون وقصفوا اليمن، ردّ الحوثيون، وفي النهاية تراجع ترامب".

 

وأضاف: "أجبر الحوثيون أمريكا على فك الارتباط مع إسرائيل فيما يتعلق بالجبهة اليمنية - وهو إنجاز ليس بالهين".

 

يتابع: "ليس لدى الإسرائيليين الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي يمكنهم العمل معها لإلحاق ضرر حقيقي بالحوثيين".

 

وأشار إلى أن إسرائيل كانت تمتلك معلومات استخباراتية مهمة عن حزب الله، مما أدى إلى اغتيال زعيمه حسن نصر الله وشخصيات بارزة أخرى، بالإضافة إلى هجمات أجهزة النداء التي قتلت وجرحت الآلاف.

 

وزاد رزق: "من السهل على إسرائيل شن حرب شاملة على لبنان. لكن الأمر ليس كذلك في اليمن، فهو أبعد". وأضاف: "يستطيع الحوثيون مواصلة هجماتهم ضد إسرائيل دون دفع الثمن الباهظ الذي قد يدفعه حزب الله أو لبنان".

 

وأفاد أنه في السنوات الأخيرة، حدث تحول إقليمي، حيث أصبحت إسرائيل تُعتبر العدو الرئيسي بدلًا من إيران.

 

وقال: "لطالما أكد عبد الملك الحوثي أن الأمريكيين والإسرائيليين وجهان لعملة واحدة". وأضاف: "ما حدث في قطر يدعم حجة الحوثيين"، في إشارة إلى هجوم إسرائيل على مسؤولي حماس في الدوحة الشهر الماضي.


مقالات مشابهة

  • "المعركة لم تنته بعد".. هل يلمّح نتنياهو لعودة الحرب؟
  • تقرير بريطاني: الحكومة الشرعية تفقد أهميتها والحوثي خرج أقوى بعد حرب إسرائيل (ترجمة خاصة)
  • "كل الشكر وتحيا مصر".. أول تعليق من خالد جلال بعد تعيينه بمجلس الشيوخ
  • بينها تعزيز الدفاع الجوي.. مباحثات هاتفية بين زيلينسكي وترامب
  • سيمون: سأظل أعافر في الغناء.. لأنه هويتي ومشواري الغالي مع جمهوري الحبيب
  • الاتحاد الفرنسي يعلن غياب مبابي عن مواجهة آيسلندا في التصفيات الأوروبية
  • هل يمكن فصل التاريخ كما جرى عن التأريخ كما يُكتب؟ الطيب بوعزة يجيب
  • الدنمارك تعزز منظومتها الدفاعية بـ 16 مقاتلة أمريكية إف 35
  • دعم بريطاني لبرامج الأمم المتحدة لتعزيز حقوق المرأة في لبنان
  • نظام التسجيل المسبق للشاحنات يحقق رقمًا قياسيًا بمحطة "تحيا مصر" بميناء الإسكندرية