عبدالملك محمد عيسى*

في ظل تهديدات المجرم ترامب والتصعيد المتواصل بين أمريكا الإرهابية واليمن تلوح في الأفق خيارات عسكرية قد تلجأ إليها واشنطن للضغط على صنعاء عبر ضرب المدنيين بما في ذلك استخدام قاذفات B-52 العملاقة وقنابل GBU-43/B المعروفة باسم “أُمِّ القنابل” ضد أهداف مدنية يمنية؛ في محاولة لفرض هيمنة عسكرية وكسر إرادَة القيادة اليمنية التي لن تنكسرَ، كما أعلن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أمس الأحد: “هذه الخطوط الحمراء لا يمكن أبدًا أن نُفرِّط نحن في التزامنا ولو فرَّط الآخرون، أن نسكت نحن، ولو سكت الآخرون، فلن نسكت أبدًا، هذا موقفنا بكل ما نستطيع، في مستوى قدراتنا وإمْكَاناتنا، وخياراتنا المتاحة؛ لأَنَّ هذه مسؤولية أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والتفريط فيها عليه عقوبة من الله، عليه جزاءٌ كبير في الدنيا والآخرة، ونحن من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طُغاة عصرنا، وأن يكون الخطر علينا من جهتهم، أن نضحِّي في سبيل الله تعالى، ولا أن يكون لنا مشكلةٌ مع الله”.

السؤال المطروح بعد هذا الكلام القوي للسيد القائد: هل يمكن أن تحقّق هذه الخطوة أهدافها؟ أم أن الرد اليمني سيجعل من الخليج العربي ساحة نار باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية بصواريخ “فلسطين 2” الفرط صوتية؟ وضرب أرامكو السعوديّة والنفط والغاز في قطر والإمارات؟

إذَا تم قراءة الخيارات العسكرية الأمريكية فاستخدام قاذفات B-52 ستراتوفورتريس الذي هو سلاحُ الردع الجوي الأمريكي يُعتبَرُ من أضخم القاذفات الاستراتيجية في العالم وتستطيع حملَ كميات كبيرة من القنابل والصواريخ الباليستية الموجهة بما في ذلك قنابل مثل GBU-31 وGBU-38 وصواريخ كروز بعيدة المدى مثل AGM-86 ALCM القادرة على ضرب أهداف في عمق الأرض لكن رغم هذه السلاح غير التقليدي فَــإنَّ استخدامها في اليمن ليس مُجَـرّد قرار عسكري بل يحمل أبعادًا خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، حَيثُ إن دخول قاذفات B-52 في المواجهة قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه خَاصَّة إذَا استهدفت مناطقَ مدنية بسلاح غير تقليدي فإذا قرّرت الولايات المتحدة استخدامها ضد اليمن فسيكون الهدف إحداثَ تدمير واسع النطاق على المستوى البنية التحتية المدنية لمحاولة إركاع صنعاء.

لكن هل ستتقبل القيادة اليمنية هذا العدوان دون رد وردع؟ مؤكَّـدٌ الإجَابَة المختصرة لا فالسيناريو المتوقع للرد اليمني إذَا لجأت واشنطن إلى تنفيذ هذا النوع من الضربات فَــإنَّ صنعاء تمتلك عدة خيارات تصعيدية سيكون أبرزها قصف القواعد الأمريكية في الخليج بصواريخ “فلسطين 2” الفرط صوتية فصاروخ “فلسطين 2” يعد من أكثر الأسلحة تطورًا في الترسانة الصاروخية اليمنية وهو فرط صوتي (Hypersonic)؛ أي أسرع من الصوت بأكثر من 16 مرة؛ ما يجعله صعبَ الاعتراض من قبل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية مثل ثاد وباتريوت، هذا الصاروخ يستهدف أبرز القواعد الأمريكية المستهدفة قد تشمل قاعدة العُدَيْد في قطر (أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط) قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات قاعدة الملك فيصل في السعوديّة قاعدة عين الأسد الجوية في العراق؛ فأي استهداف لهذه القواعد سيؤدي إلى خسائرَ فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية الأمريكية؛ مما سيجبر واشنطن على إعادة حساباتها.

خيارات صنعاء ليس فقط ضرب القواعد بل أَيْـضًا قصف السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ فاليمن يمتلك قدرةَ ضرب السفن الحربية الأمريكية مباشرة في البحر الأحمر باستخدام صواريخ كروز البحرية والطائرات المسيَّرة الهجومية هجمات متكرّرة على حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية قد تؤدي إلى انسحاب هذه القطع من المنطقة كما حدث سابقًا مع “أيزنهاور” خلال العام الماضي.

أَيْـضًا لا ننسى أن هناك إمْكَانيةً لاستهداف منشآت النفط في السعوديّة والإمارات؛ فإذا تمادى العدوان الأمريكي فمن المرجح أن تستهدف القوات اليمنية منشآت أرامكو السعوديّة وأدنوك الإماراتية؛ مما قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية.. ضربة كبيرة للنفط الخليجي قد ترفع الأسعار إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل كحد أدنى ما يضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع الاقتصاد العالمي.

تداعياتُ هذه المواجهة ستؤدي حُكمًا إلى انهيار النفوذ الأمريكي في المنطقة إذَا تم استهدافُ القواعد الأمريكية فَــإنَّ ذلك سيجبر واشنطن على تقليل وجودها العسكري في الخليج؛ مما يفتح المجال أمام قوى أُخرى مثل الصين وروسيا لملء الفراغ فالدول الخليجية ستشعر بالخطر من تحولها إلى ساحة معركة بين اليمن وأمريكا؛ مما قد يدفعها لإعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن.

قدرة اليمن على مواجهة القاذفات الاستراتيجية والقواعد العسكرية الأمريكية ستعزز من مكانة اليمن في محور المقاومة وستجعلها قوة إقليمية يُحسَب لها ألف حساب، سيتأثر الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر؛ فاستمرار الحصار البحري من قبل اليمن وتصعيد العمليات ضد السفن الإسرائيلية سيؤدي إلى أزمة اقتصادية داخل تل أبيب وسيضعف قدرة الجيش الإسرائيلي على إدارة حرب طويلة؛ فأي استهداف للقواعد الأمريكية قد يدفع واشنطن إلى التراجع عن دعم الكيان الإسرائيلي عسكريًّا؛ بسَببِ انشغالها بحماية قواتها في الخليج.

هل ستغامِرُ واشنطن باستخدام هذه الأسلحة؟

إن استخدام القاذفات B-52 والقنابل الفتاكة ضد اليمن هو سلاح ذو حدين؛ فإذا استخدمته أمريكا فذلك يعني أنها لم تستطع تحقيق أهدافها بالضربات التقليدية؛ مما يدل على فشل استراتيجيتها العسكرية.

لكن هذا التصعيد سيؤدي حتمًا إلى رد يمني مدمّـر يخدش وجه أمريكا؛ مما يجعل الأمريكيين يدفعون ثمنًا باهظًا سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.

الخيار الوحيد المتاح لواشنطن هو محاولة الوصول إلى اتّفاق سياسي، وَبحسب خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أمس الأحد، فالعدوّ الأمريكي عندما ينفذ هذا العدوان وهذه الغارات فهو لن يحقّق هدفَه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، الحل الوحيد هو:

دخولُ المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة.
إنهاءُ التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
إنهاءُ التعطيش للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
لكن استمرارَ التعنت الأمريكي قد يدفع المنطقة إلى حرب مفتوحة ستغيّر موازين القوى بالكامل فاليمن ليس ساحة اختبار للسلاح الأمريكي.

فَاقْضِ مَا أنت قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

* أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك جامعة صنعاء

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العسکریة الأمریکیة الأمریکیة ف السعودی ة

إقرأ أيضاً:

بعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويا

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، إنه مع استئناف المحادثات  الأحد بات واضحا بأن اتفاقا يضمن سلمية برنامج إيران النووي أصبح في متناول اليد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.

رفع العقوبات واستمرار التخصيب

أضاف عراقجي: "موقف ترامب أن إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية يتماشى مع عقيدتنا النووية ، ويمكن أن يشكل أساس الاتفاق ولهذا فأي اتفاق يجب أن يضمن رفع العقوبات واستمرار التخصيب تحت إشراف الوكالة الدولية".

يأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع عزيز ناصر زاده اليوم الأربعاء، قبل أيام من الجولة السادسة المقررة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية، إن إيران ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا فشلت المفاوضات النووية.

 ونشأ صراع مع الولايات المتحدة. وقال ناصر زاده خلال مؤتمر صحفي: "يهدد بعض المسؤولين في الجانب الآخر بالصراع إذا لم تؤت المفاوضات ثمارها.

إذا فُرض علينا صراع... فإن جميع القواعد الأمريكية في متناول أيدينا وسنستهدفها بجرأة في الدول المضيفة".

اعتداء عسكري علي مستشفي ميداني أردني جنوب قطاع غزةمصرع 3 وإصابة 10 في حريق بمجمع كاوه للبتروكيماويات جنوب إيرانمفاجئة.. واشنطن ترسل قوات ضخمة إلى لوس أنجلوس أكثر مما أرسلته للعراق وسوريالصد العدوان.. قرار عاجل من القوات المسلحة السودانية بشأن المثلث الفاصل


هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بالقصف إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

ومن المقرر عقد الجولة التالية من المحادثات بعد أيام حيث قال ترامب إن المفاوضات ستُعقد يوم الخميس بينما تقول طهران إنها ستُعقد يوم الأحد في عُمان.

ومن المتوقع أن تقدم إيران اقتراحًا مضادًا لعرض أمريكي سابق للتوصل إلى اتفاق نووي رفضته، حيث رد ترامب يوم الثلاثاء بأن إيران أصبحت "أكثر عدوانية" في المحادثات النووية.

وأضاف نصير زاده أن طهران اختبرت مؤخرًا صاروخًا برأس حربي يزن طنين، وأنها لا تقبل بأي قيود.

وكان المرشد علي خامنئي قد صرّح في فبراير بأنه ينبغي على إيران مواصلة تطوير جيشها، بما في ذلك صواريخها.

طباعة شارك الوعيـــد القواعد عراقجي ترامب إيران سلاحًا نوويًا وزير الخارجية الإيراني إيران النووي المحادثات النووية اتفاق نووي جديد

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يبحث مع الرئيس الأمريكي خفض التصعيد بالمنطقة وحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية
  • مصدر أمني:تحشيد عسكري في القواعد الأمريكية بالعراق
  • نائب الرئيس الأمريكي: لا أعلم ما إذا كانت إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي
  • إيران تهدد باستهداف جميع القواعد الأمريكية في حال فرض الحرب عليها
  • تصعيد ناري من طهران.. إيران تتوعد بقصف القواعد الأمريكية في الخليج
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي
  • بعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويا
  • طهران تهدد بضرب القواعد الأمريكية
  • الدفاع الإيراني يهدد بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة
  • عبدالله بن زايد ووزير الخارجية الأمريكي يبحثان العلاقات الاستراتيجية والتطورات الإقليمية