نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا قالت فيه إن محدودية الأسلحة المتوفرة والأزمة الإقليمية المتصاعدة قد تلاحق الولايات المتحدة في معركتها ضد الحوثيين.

فحملة القصف التي تشنها الإدارة ضد الجماعة تتعارض مع التوجهات السياسية والصناعية للولايات المتحدة.

وبحسب التقرير فإن المسؤولين في البنتاغون وعدوا بعدم تحول القتال المتجدد مع الحوثيين في اليمن إلى حرب لا نهاية لها، مع أن الأمر يزداد تعقيدا بالفعل.




فقد تعهدت إدارة ترامب بملاحقة الحوثيين حتى ينهوا هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومع ذلك، فإن حملة القصف التي بدأت منذ أيام تصطدم بالقيود السياسية والصناعية الأمريكية، بما في ذلك مخزونات محدودة من الأسلحة الدقيقة، وأزمة إقليمية أوسع، وجماعة تمرد لن تتراجع على الأرجح، حتى في مواجهة مع قوة عسكرية عظمى.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل: "يمكن للحوثيين تحديد متى ينتهي هذا، وحتى ذلك الحين، ستستمر الحملة بلا هوادة" مضيفا: "جميع الخيارات مطروحة".

ومنذ بداية الغارات الأمريكية، ضربت المقاتلات والسفن الحربية أكثر من 30 هدفا في اليمن.

واستهدفت القيادة الحوثية ومخازن الصواريخ، في عملية قال الرئيس دونالد ترامب ستستمر حتى "تحقيق أهدافنا". وحذر من أي هجوم حوثي ضد أهداف أمريكية سيعتبر هجوما إيرانيا وستكون له تداعيات "خطيرة".

وتعلق المجلة أن الحوثيين نجو من عشرات الغارات الجوية والهجمات الصاروخية في ظل إدارة بايدن.

وبينما يؤكد البيت الأبيض على أن هذا الوضع سيتغير بقيادة ترامب، يواجه المسؤولون الأمريكيون أيضا تفاقم التوترات في الشرق الأوسط واحتمال تجدد القتال بين "إسرائيل" وحماس في غزة. وفي يوم الثلاثاء، شنت "إسرائيل" أكبر هجوم لها على القطاع ومنذ وقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير، رغم أن حماس لم ترد بعد.

وقال بلال صعب، المسؤول الدفاعي السابق أثناء إدارة ترامب الأولى: "أتركوا الأمر للحوثيين، فسيقاتلون حتى آخر رجل في حركتهم" و"لن يستسلموا ويرحبون بالقتال مع الولايات المتحدة".

وأي حملة أمريكية مستمرة ضد الحوثيين ستكون مختلفة عن حملة القصف في عهد بايدن، من حيث النطاق والقوة.

فقد نسقت إدارة بايدن غاراتها التي شنتها ما بين 2023- 2024 مع الفرنسيين والبريطانيين كجزء من تحالف أوسع. ولا يبدو أن إدارة ترامب مهتمة بإعادة تشكيل هذا التحالف.

وقالت دانا سترول، المسؤولة البارزة في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط أثناء إدارة بايدن: "العنصر المهم والمفقود هذه المرة هي القوة متعددة الجنسيات".

وتواصل قوة أمنية بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا مهمتها في البحر الأحمر، فيما تستمر مهمة أوسع بقيادة أمريكية تسمى "حارس الرخاء" تقوم بمرافقة السفن التجارية، لكن حملة القصف الجديدة هي عمل منفرد للولايات المتحدة.

وسلطت وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على جهودها المنفردة. وتحدث وزير الدفاع بيت هيغسيث مع وزير الدفاع القطري الشيخ سعود آل ثاني، وفقا للبنتاغون، "لمناقشة العمليات الأمريكية للقضاء على تهديد الحوثيين للتجارة الأمريكية واستعادة حرية الملاحة الأمريكية".

وقالت المجلة إن حملة القصف قد تزيد من أعباء إمدادات الأسلحة الأمريكية التي تكافح بالفعل لمواكبة الشحنات المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى أوكرانيا والجهود السابقة ضد الحوثيين والصواريخ للهجمات الإسرائيلية في غزة والدفاعات ضد الهجمات الإيرانية.

وتقول سترول: "نعلم أن قطاع الدفاع لا يواكب معدل الإنفاق العسكري الأمريكي ولا يدعم حلفاؤه وشركاؤه مثل أوكرانيا وإسرائيل".

وأطلقت الولايات المتحدة أكثر من 800 صاروخ خلال حملة القصف الجوي التي شنتها عام 2024 ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك 135 صاروخا من طراز توماهوك، بلغت تكلفة الصاروخ الواحد مليوني دولار، بالإضافة إلى 155 صاروخا تقليديا من سفن حربية أمريكية، تتراوح كلفة الصاروخ الواحد منها بين مليوني دولار و4 ملايين دولار.

إلا أن بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون أكد على أن الجهود الأخيرة "ليست هجوما بلا نهاية والأمر لا يتعلق بتغيير النظام". لكن مسؤولين وضباطا عسكريين سابقين حذروا أيضا من أن الضربات هذه المرة ستلحق المزيد من الضرر.

وقال الجنرال المتقاعد كينث ماكينزي الذي قاد القيادة المركزية ما بين 2019-2022 في عهد كل من ترامب وبايدن: "ظلت الإدارة السابقة تعيش في أسر التصعيد، وقيدت نفسها بكل ما يلزم القيام به" و"هذه الأهداف أوسع وأعمق مما اختارت إدارة بايدن ضربه". وعلق قائلا إنه في حين أن مهمة طويلة الأمد قد ترهق البنتاغون وتحول انتباهه عن ردع الصين، لكنها ستضمن أيضا  حرية الملاحة عبر أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم. وقال: "هناك مخاطر، ولكنني أعتقد أن هناك مخاطر كبيرة بعدم التحرك".

كما أن تغيير البروتوكول قد يطيل أمد القتال. فترامب، على عكس عهد بايدن، يسمح للقادة في المنطقة بتحديد متى وأين يشنون الضربات، بدلا  انتظار موافقة من الرئيس.



ونقلت المجلة عن نائب الأدميرال كارل توماس، رئيس الاستخبارات البحرية، قوله إن الولايات المتحدة وجهت "ضربة هجومية قوية" إلى الجماعة المتمركزة في اليمن. وأضاف: "سنرى إلى أي مدى يريدون الوصول".

وفي النهاية سيظل دور إيران مهما ومدى سيطرتها على الحركة الحوثية والمدى الذي ستستمر فيه العمليات. ويقول صعب،المسؤول الدفاعي السابق: "المشاهد هو إيران، وهذا يطرح تساؤلا حول ما إذا كان لدى الإيرانيين هذا النوع من النفوذ على الحوثيين ودفعهم إلى الهدوء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الحوثيين اليمن ترامب امريكا اليمن الحوثيين ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إدارة بایدن ضد الحوثیین حملة القصف فی الیمن

إقرأ أيضاً:

WP: إدارة ترامب ستزيد من أعداد المرحلين إلى غوانتانامو.. بينهم رعايا دول صديقة

قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيادة عمليات الترحيل إلى سجن غوانتانامو بمن فيهم مواطنو دول حليفة لأمريكا مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبدون إخبار حكومات بلادهم، على حد قول مسؤولين.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب تخطط لنقل آلاف الأجانب المحتملين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا، بدءا من هذا الأسبوع، حسبما قال مسؤولون أمريكيون على معرفة بالأمر.

وينتمي الرعايا الأجانب الذين قد يرحلون إلى مجموعة من البلدان، عدد منهم من الدول الأوروبية الصديقة، التي تشمل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وبلجيكا وهولندا وليتوانيا وبولندا وتركيا وأوكرانيا، إلى جانب دول أخرى حول العالم مثل هاييتي.

وقال المسؤولون إنه من غير المرجح أن تبلغ الإدارة حكومات الأجانب الأصلية بشأن عمليات النقل الوشيكة إلى المنشأة العسكرية سيئة السمعة، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة المقربون مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا.



وتشمل الاستعدادات فحصا طبيا لـ9 آلاف فردا لتحديد ما إذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة لكي يتم إرسالهم إلى سجن غوانتانامو، المعروف بتاريخه كسجن للمشتبه بهم في الإرهاب وغيرهم ممن أسروا في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر.

ومن غير الواضح ما إذا كانت المرافق هناك قادرة على استيعاب 9 آلاف محتجزا جديدا، وهو تدفق من شأنه أن يرقى إلى زيادة هائلة عن عدة مئات من المهاجرين الذين تم نقلهم من وإلى القاعدة في وقت سابق من هذا العام.

إلا أن مسؤولي إدارة ترامب يقولون إن الخطة ضرورية بسبب الحاجة إلى تخفيف الضغوط على مرافق الإحتجاز المحلية التي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد وأصبحت مكتظة وسط تعهد الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير المسجلين في تاريخ أمريكا.

وذكرت وثيقة أن "جي تي أن أو"، وهو الاختصار الحكومي للقاعدة، "ليست بكامل طاقتها"، لاستقبال هذا العدد. وكان الرئيس ترامب قد تعهد في كانون الثاني/يناير بإرسال ما يصل إلى 30,000 مهاجرا إلى هذه المنشأة. وأعيد عشرات المهاجرين المحتجزين في القاعدة في آذار/مارس إلى منشآت في لويزيانا، في خطوة اشتبه منتقدو حملة الإدارة الصارمة على الهجرة في أنها ناجمة عن مشاكل في القدرة الاستيعابية.  ورفضت وزارة الأمن الداخلي التعليق، بينما لم يدل البيت الأبيض بأي تعليق.

وصرح مسؤول دفاعي بأن "المهام الجارية في قاعدة غوانتانامو البحرية لم تتغير، ونحن لا نعلق على أي مهام مستقبلية متوقعة".

وقالت الصحيفة إن وزارة الأمن الداخلي تعتزم "تقليص" الوقت الذي يقضيه المحتجزون في القاعدة الكاريبية، لكن البيت الأبيض قد يقرر استخدام المنشأة للاحتجاز طويل الأمد، وفقا لوثيقة رسمية.



ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة الرامية إلى توسيع نطاق عمليات النقل بشكل كبير انتقادات من حلفاء الولايات المتحدة القلقين على سلامة مواطنيهم في القاعدة العسكرية، التي أصبحت رمزا عالميا للتعذيب والإساءة  بسبب تكتيكات مكافحة الإرهاب التي انتهجتها واشنطن عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وأعلن مسؤولون أمريكيون أن الأفراد الذين يخضعون للتدقيق لنقلهم مقيمون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأضافوا أن العديد من بلدان المحتجزين أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها لقبول مواطنيها، لكنها لم تتحرك بالسرعة الكافية في نظر وزارة الأمن الداخلي. وتأتي هذه الخطط، القابلة للتغيير، في الوقت الذي يدفع فيه المتشددون في مجال الهجرة داخل حكومة ترامب لمزيد من عمليات الترحيل واعتقال المهاجرين غير الشرعيين.

وقال المسؤول الذي عينه ترامب لمتابعة سياسة الحدود توم هومان: "علينا زيادة عمليات الإعتقال هذه والترحيل". وقال مساعد في الكونغرس على معرفة بالأمر أن وزارة الأمن الداخلي طلبت زيادة قدرة استيعاب منشأت الإعتقال من 140 إلى 300 معتقلا.

وقال نائب رئيسة طاقم موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، لشبكة "فوكس نيوز" الشهر الماضي، متعهدا بزيادة الأعداد: "تحت قيادة الرئيس ترامب، نتطلع إلى تحديد هدف بحد أدنى 3،000 اعتقال لدائرة الهجرة والجمارك يوميا". أعرب توم هومان، مسؤول الحدود في البيت الأبيض، عن مشاعر مماثلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية في القاعدة أقامت بداية هذا العام مدينة خيام و 195 مبنى تتسع لأكثر من 3,000 شخص - تحسبا لتدفق كبير للمحتجزين. لكن ذلك لم يحدث، حيث لم تنقل الرحلات الجوية سوى أعدادا محدودة من الأشخاص، ولم تتجاوز سعة المرافق المتاحة الحد الأقصى.

وقام أفراد القاعدة بإزالة الخيام خلال فصل الربيع. وأفاد مسؤول دفاعي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، يوم الثلاثاء بأنه لم تبق خيمة واحدة قائمة وأن مدينة الخيام لم تستخدم.

مقالات مشابهة

  • “بوليتيكو”: استهداف إيران يجرّ الولايات المتحدة إلى نزاع في الشرق الأوسط
  • بوليتيكو: هجوم إسرائيل على إيران يورط أميركا وترامب بموقف لا يحسد عليه
  • إدارة ترامب تراجع صفقة غواصات مع بريطانيا وأستراليا
  • كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا
  • صعوبات تواجه مرضى السرطان في اليمن
  • تهديد عراقي خطير للولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب يعلق على إخلاء البعثات الأمريكية من المنطقة: سترون
  • إدارة ترامب تنتقد بريطانيا بسبب العقوبات على وزراء إسرائيليين
  • WP: إدارة ترامب ستزيد من أعداد المرحلين إلى غوانتانامو.. بينهم رعايا دول صديقة
  • صعوبات وعراقيل تواجه خطط التحوّل للطاقة النظيفة في جنوب أفريقيا