تصاعد العنف في موزمبيق.. داعش يتراجع عدديًا لكنه يغير تكتيكاته
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا تزال محافظة " كابو ديلجادو" في شمال موزمبيق تعاني من تداعيات التمرد المسلح الذي يقوده تنظيم داعش موزمبيق منذ عام 2017.
ورغم التراجع العددي الكبير في صفوف عناصر التنظيم، بفضل العمليات العسكرية التي تقودها القوات الدولية وعلى رأسها " الجيش الرواندي"، إلا أن الهجمات الإرهابية لم تتوقف، بل ازدادت في بعض المناطق وباتت أكثر انتشارًا.
خلال الأشهر الأخيرة، تكيّف التنظيم مع الضغوط العسكرية بتغيير تكتيكاته، والاعتماد على مجموعات صغيرة متناثرة داخل الغابات، مما صعّب على القوات الأمنية القضاء عليه نهائيًا.
ومع استمرار العنف، يبقى المدنيون هم الضحية الأكبر، حيث قُتل الآلاف، وشُرّد ما يقرب من نصف سكان المحافظة، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية.
وكان قد شن إرهابيون ينتمون إلى تنظيم داعش في موزمبيق هجومين متتالين على قوات الدفاع المسلحة الموزمبيقية خلال شهر فبراير، مستهدفين موقعين مختلفين في محافظة كابو ديلجادو.
في يوم 20 فبراير، نفذ المسلحون هجومًا على موقع عسكري في منطقة كيسانغا، مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من عناصر القوات المسلحة.
ووفقًا لمصادر محلية نقل عنها موقع "موز 24 أوراس" الإخباري، فقد انسحب الإرهابيون بعد تنفيذ الهجوم، ثم عادوا لاحقًا ليتسللوا إلى المناطق السكنية المجاورة.
وجاء هذا الهجوم بعد عملية أخرى نفذها التنظيم الإرهابي، حيث استهدف مركبة تابعة للجيش الموزمبيقي بعبوة ناسفة محلية الصنع، إلا أن هذا الهجوم لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح.
ويُشار إلى أن مسلحي داعش موزمبيق كانوا قد ركزوا هجماتهم في الأشهر الأخيرة على المدنيين، قبل أن يعاودوا استهداف القوات العسكرية.
وقد أثارت هذه الهجمات المتكررة مخاوف من أن الجماعة الإرهابية باتت تتبنى تكتيكات أكثر جرأة في عملياتها، إلا أن بعض الخبراء يرون أن من المبكر الجزم بذلك.
وفي هذا السياق، صرح الصحفي توم غولد، المتخصص في الشؤون الموزمبيقية بموقع "زيتامار نيوز"، لمنبر الدفاع الإفريقي قائلًا: "لا أعتقد أننا نشهد تغييرًا جذريًا في أساليب داعش موزمبيق في هذه المرحلة، إذ لا يزال المدنيون هم الهدف الأساسي لهجماتهم".
غير أن سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفت قواعد الجيش قد تكون مؤشرًا على حاجتهم إلى إعادة الإمداد، حيث لطالما كان نهب القواعد العسكرية وسيلة رئيسية لهذا التنظيم من أجل الحصول على الأسلحة والذخائر والمعدات".
نشاط مكثفشهد شهر فبراير نشاطًا مكثفًا لتنظيم داعش في عدة مناطق بمحافظة كابو ديلجادو، حيث نفذ هجماته في مراكز ماكوميا، وميلوكو، وموسيمبوا دا برايا، ومويدومبي.
ووفقًا لما أورده موقع " كابو ليغادو"، المتخصص في مراقبة التمرد، فقد وقع ما لا يقل عن 12 هجومًا إرهابيًا بين 10 و23 فبراير، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، بينهم 11 مدنيًا على الأقل.
في 13 فبراير، شن مسلحو داعش هجومًا على مركز ميلوكو، حيث قتلوا عددًا غير محدد من الأشخاص، وقاموا بنهب المواد الغذائية. كما هاجموا قرية مجاورة لمركز مونتيبويز، حيث أُبلغ عن سقوط قتلى خلال الهجوم.
وفي تقرير صادر عن هيئة الاستعلامات الموزمبيقية، وهي مؤسسة إعلامية مملوكة للدولة، أفاد مصدر مجهول أن الإرهابيين أكدوا وجود قاعدة قريبة لهم، ما يسمح لهم بالتنقل باستمرار بين المناطق.
ووفقًا للتقرير، فقد وصلت القوات العسكرية إلى القرية التي تعرضت للهجوم، إلا أن المسلحين كانوا قد انسحبوا لمسافة خمسة كيلومترات، وذكر الجنود أنهم بحاجة إلى تعزيزات لملاحقتهم.
وفي 18 فبراير، حاول عناصر داعش اقتحام قرية ليتاماندا التابعة لمركز ماكوميا، إلا أن القوات المحلية تصدت لهم، مما أسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين.
لكن في اليوم التالي، عاد المسلحون ليشنوا هجومًا جديدًا على قرية تقع شمال مدينة ماكوميا مباشرةً، حيث قاموا بنهب الممتلكات، وإحراق المنازل، وقتل اثنين من المدنيين قبل انسحابهم.
ويُعزى استمرار هذا التمرد إلى مجموعة من العوامل، منها ضعف الخدمات الحكومية، وتفشي الفقر، والتوترات العرقية، والنزاعات على الأراضي، بالإضافة إلى استمرار العنف السياسي منذ الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2024.
تراجع في الأعدادشهد عدد تنظيم داعش موزمبيق تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، إذ انخفض عددهم من مقاتلي عدة آلاف إلى بضع مئات فقط، رغم استمرار الهجمات التي يشنها التنظيم. ويُعزى هذا الانخفاض في المقام الأول إلى النجاحات العسكرية التي حققتها القوات الدولية بقيادة الجيش الرواندي، والتي تمكنت من توجيه ضربات قوية للتنظيم وتقليص نفوذه في المنطقة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة " نيويورك تايمز"، فقد أدى الضغط العسكري المتزايد إلى تفكك المتمردين إلى فصائل صغيرة متناثرة داخل الغابات الكثيفة، حيث باتوا يعتمدون على تكتيكات الكر الفر.
وعلى الرغم من أن عدد الهجمات في عام 2024 زاد مقارنة بعام 2023، إلا أن هذه الهجمات أصبحت أصغر حجمًا وتُنفذ في مناطق جديدة، مما يشير إلى تغيّر في أساليب التنظيم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش موزمبيق الارهاب تنظيم داعش العمليات العسكرية الهجمات الارهابية داعش موزمبیق هجوم ا ووفق ا إلا أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يغير موقفه ويتعاطف مع أطفال غزة.. أعرف دور السيدة الأولى في كشف الحقائق
على متن الطائرة الرئاسية، وفي طريق العودة من اسكتلندا، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تراجع عن بعض مواقفه الصلبة تجاه قضايا دولية ملتهبة، متأثرًا بما وصفه بـ"بصيرة ميلانيا"، السيدة الأمريكية الأولى. فوسط حديثه عن روسيا وأوكرانيا، أطل ترامب بلغة غير معتادة حول معاناة المدنيين في غزة، معترفًا ضمنيًا بوجود "مجاعة حقيقية" هناك، وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية.
ميلانيا تُغير المعادلة.. من بوتين إلى غزة
خلال الرحلة، لفت أحد الصحفيين إلى إشادة ترامب بزوجته، التي كان لها تأثير واضح في مواقفه الأخيرة. وأوضح الرئيس أن ميلانيا كانت أول من نبهه إلى استمرار القصف الروسي على المدن الأوكرانية، رغم محادثاته "الودية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قال ترامب: "لقد قالت لي إن بوتين لا يزال يقصف، وأن هذا يجب أن يتوقف". ومنذ ذلك الحين، تبنى ترامب لهجة أكثر حدة تجاه الكرملين، وصلت إلى حد التلويح بإنذار لإنهاء الحرب.
غزة في قلب المحادثات الخاصة
لكن اللافت في تصريحات ترامب كان التحول في موقفه من الوضع الإنساني في قطاع غزة، إذ أشار بشكل غير مباشر إلى أن ميلانيا أثّرت أيضًا في رؤيته لهذه الكارثة المتفاقمة.
قال الرئيس: "إنها تعتقد أن الوضع مروع. إنها ترى نفس الصور التي تراها، والتي نراها جميعًا. وأعتقد أن الجميع يعتقد ذلك - إلا إذا كانوا قاسيين القلب، أو حمقى".
وأضاف: "لا يمكن وصف الوضع إلا بأنه مريع... عندما ترى الأطفال. سواء تحدثوا عن المجاعة أم لا، هؤلاء أطفال يتضورون جوعًا".
اعتراف ضمني يحرج نتنياهو
تصريحات ترامب لم تمر مرور الكرام، إذ اعتبرتها وسائل الإعلام الأمريكية المرافقة له على الطائرة بمثابة اعتراف ضمني بوجود "مجاعة حقيقية" في غزة، وهو موقف يخالف صراحة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ينكر استهداف المدنيين الفلسطينيين بالتجويع، رغم الصور وشهادات الإغاثة التي تثبت عكس ذلك.
وتابع ترامب: "ترى الأمهات، لا يبدو أنهن قادرات على فعل أي شيء. عليهن أن يطعمن أطفالهن، ونحن سنساعدهن. سنجلب لهن الطعام".
رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. حتى الآن
ورغم لهجته المتعاطفة مع سكان غزة، رفض ترامب حتى الآن تبني موقف بريطانيا وفرنسا بربط تقديم المساعدات بالاعتراف بدولة فلسطينية. فقد أوضح أنه لن يهدد إسرائيل سياسيًا، لكنه شدد على ضرورة إيصال الطعام للمدنيين، في موقف وصفه البعض بـ"المتناقض لكنه لافت".
في خضم الأزمات العالمية والتجاذبات السياسية، قد لا يكون من السهل توقع تغير في مواقف قادة مثل دونالد ترامب. لكن ما بدا واضحًا في رحلته الأخيرة هو أن تأثير السيدة الأولى ميلانيا يمتد أبعد من حدود البيت الأبيض، إلى قضايا إنسانية ملحة. غزة، الجريحة والمنسية، وجدت أخيرًا من يذكر معاناتها على لسان رئيس أمريكي.. حتى ولو جاء ذلك على استحياء.