الإمارات تقدم مبادرة لتعزيز الدعم الإنساني العالمي للاجئين من السودان
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
قدمت دولة الإمارات، في يوم زايد للعمل الإنساني، مبادرة رائدة تعكس حرصها على حشد الجهود الإقليمية والدولية لتقديم الدعم الإنساني اللازم للنازحين واللاجئين من السودان ودول الجوار.
وشاركت الإمارات، بالتعاون مع عدد من بعض الدول وممثلي المنظمات الدولية، في تنظيم زيارة إنسانية رفيعة المستوى إلى مخيم غوروم للاجئين في مدينة جوبا بجنوب السودان، وذلك انطلاقاً من إيمان الدولة بأهمية بناء استجابة إقليمية ودولية واسعة النطاق لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعانيها السودان، وتنسيق الجهود للحد من معاناة الشعب السوداني ومد يد العون للنازحين ودعم المحتاجين في شتى أنحاء العالم.
وأكد مسؤولون، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش مشاركتهم في الزيارة، أن "تضافر الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان والعديد من المناطق بالعالم يشكل ضرورة ملحة"، معتبرين أنه السبيل لتقديم دعم إنساني واسع النطاق وشامل يضمن نفاذ وتدفق المساعدات بكافة السبل المتاحة إلى المدنيين".
وأشادوا بجهود الإمارات ومبادراتها الإنسانية في هذا الصدد، وحرصها على التعاون مع كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لتحقيق الاستجابة الإنسانية المأمولة لكافة الأزمات الإنسانية.
مسؤولية جماعيةوأكد فلادلين سيميفولوس سفير روسيا لدى أوغندا وجنوب السودان، أهمية هذا التجمع الذي ضم مسؤولين من مختلف دول العالم وممثلي العديد من المنظمات الدولية، مشيراً إلى أن تقديم الدعم للاجئين والنازحين هو مسؤولية جماعية تتطلب تكثيف التعاون الدولي والعمل على بناء منظومة استجابة دولية شاملة وبناءة لدعم المحتاجين والمتضررين من الأزمات والكوارث في شتى أنحاء العالم.
وقال: "نحن في روسيا ندعم ونثمن ما تقوم به الإمارات من دور إنساني بارز ومستدام للشعب السوداني"، مشيراً إلى أن الإمارات نفذت العديد من المبادرات التي عكست حرصها على تعزيز الاستجابة الإنسانية الدولية لاحتياجات الشعب السوداني.
مبادرات إنسانيةمن جانبه، أكد حسن عبدالعزيز مراد ممثل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في البحرين، أن "دعم اللاجئين والنازحين في مختلف أنحاء العالم يعكس الحرص على ترسيخ دعائم السلام والاستقرار العالمي".
وأشاد بجهود الإمارات الإنسانية وحرصها على تنظيم والمشاركة في العديد من المبادرات الإنسانية العالمية، ومنها ما شهدناه اليوم من تنظيم هذه الزيارة رفيعة المستوى لمخيم غوروم، وقال: "سعداء بالتواجد في هذه الزيارة وقبلها المشاركة في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، الذي عقدته الإمارات مع إثيوبيا، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد"، في 14 فبراير (شباط) الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بهدف حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان.
كما أعرب عدد من اللاجئين السودانيين في مخيم غوروم في مدينة جوبا عن شكرهم وتقديرهم للإمارات على مبادراتها الإنسانية وحرصها على تقديم الدعم الإنساني اللازم للاجئين السودانيين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات
إقرأ أيضاً:
الغادريان: الإمارات تستخدم الرياضية للتغطية على الفظائع في السودان
انطلقت بطولة "كأس الإمارات إن بي إيه - NBA" السنوية، التي تُقام خلال الموسم، ليلة عيد الهالوين، برعاية رسمية من الإمارات، تزامنا مع اجتياح مقاتلي قوات الدعم السريع أكبر مدن غرب السودان، وسط تقارير عن ارتكاب مجازر جماعية وعمليات اغتصاب وتطهير عرقي باستخدام أسلحة يُعتقد أنها مقدّمة من الدولة الخليجية نفسها.
وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن البطولة تُعد أحد أبرز مظاهر توسّع الشراكة بين رابطة كرة السلة الأمريكية للمحترفين (NBA) ودولة الإمارات، وهي شراكة تشمل تنظيم مباريات تحضيرية سنوية في أبوظبي، وتوقيع عقد رعاية تجارية مع طيران الإمارات، إضافة إلى خطط لإنشاء أكاديمية إن بي إيه العالمية الجديدة داخل حرم جامعة نيويورك في أبوظبي.
وتشير تقارير إلى أن هذه الشراكة مرشحة للتوسّع خلال الفترة المقبلة، إذ تسعى رابطة إن بي إيه إلى جذب استثمار من أبوظبي في دوري أوروبي جديد يحمل علامتها التجارية، ومن المتوقع أن يرى النور في وقت مبكر من عام 2027.
وأسفرت هذه الشراكة عن مكاسب متبادلة، حيث حصلت رابطة إن بي إيه على مستثمر يتمتع بقدرات مالية كبيرة، في حين وجدت الإمارات شريكاً رياضياً عالمياً يساهم في تعزيز صورتها الدولية، في ظل اتهامات موجهة إليها بالتحريض أو التواطؤ في الإبادة الجماعية الجارية في السودان.
وفي هذا السياق، أكدت رابطة إن بي إيه التزامها بتوجيهات الحكومة الأمريكية في ما يتعلق بعلاقتها مع الإمارات. وقال متحدث باسم الرابطة إن كرة السلة تتمتع بتاريخ يمتد لنحو قرن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن أنشطة الرابطة في الإمارات، بما في ذلك بث المباريات مباشرة للجماهير وتعليم أساسيات وقيم اللعبة لآلاف الأطفال سنوياً، تأتي ضمن جهودها للتواصل مع الجماهير واللاعبين الطموحين في أكثر من 200 دولة ومنطقة، مع التأكيد على الاستمرار في الاعتماد على توجيهات وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي المقابل، تشير تقارير حقوقية إلى أن الإمارات، رغم صورتها الحديثة، تفرض قيوداً مشددة على الحريات العامة، حيث يقبع معارضون ومدافعون عن حقوق الإنسان في السجون بتهم وُصفت بالتعسفية. كما يعتمد الاقتصاد الإماراتي بدرجة كبيرة على العمالة المهاجرة، التي تشكّل نحو 88 في المئة من القوى العاملة، وسط شكاوى من ضعف الحماية القانونية وانعدام سبل الانتصاف من الانتهاكات.
ويمتد النفوذ الإماراتي إلى مناطق نزاع خارج حدودها، مع تزايد الأدلة التي تربط الحكومة الإماراتية بقوات الدعم السريع السودانية، المتهمة بارتكاب جرائم واسعة النطاق ضد المدنيين. وكانت الحرب الأهلية في السودان قد اندلعت في نيسان/ أبريل 2023، على خلفية صراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية واندلاع أكبر أزمة نزوح في العالم.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، تتفاوت التقديرات بشأن أعداد الضحايا. فقد وثّقت الأمم المتحدة نحو 20 ألف قتيل، في حين أشار تقرير صادر عن مجموعة أبحاث السودان بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى مقتل أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم وحدها، بينهم 26 ألفاً نتيجة مباشرة للعنف. كما قدّر المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى السودان، توم بيريلو، عدد القتلى بما يصل إلى 150 ألف شخص.
واتسمت الحرب بارتكاب فظائع شملت العنف الجنسي والتعذيب والتشويه والتطهير العرقي، لا سيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في دارفور، حيث تحدثت تقارير عن موجات قتل جماعي واسعة النطاق.
ومنذ اندلاع النزاع، وُجهت اتهامات للإمارات بتمويل وتسليح جماعات شبه عسكرية، وهو ما دفع الحكومة العسكرية السودانية إلى رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها أبوظبي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية في غرب دارفور. ورغم ذلك، تواصل الإمارات نفي أي دور لها في النزاع.
وخلال الأشهر الماضية، استضافت الإمارات سلسلة من الفعاليات الرياضية الكبرى، شملت كأس آسيا للكريكيت، ومباريات تحضيرية لدوري إن بي إيه وبطولات UFC، وسباق الفورمولا 1 الختامي، إضافة إلى حفلات غنائية وفعاليات رياضية أخرى، في وقت نأى فيه عدد محدود من الفنانين، أبرزهم مغني الراب ماكليمور، بأنفسهم عن المشاركة احتجاجاً.
وحققت الإمارات مكاسب كبيرة من استثماراتها الرياضية، من بينها الاستحواذ على نادي مانشستر سيتي، واستثمارات في الكريكيت ورياضات السيارات والتنس والسياحة الرياضية، رغم بروز انتقادات محدودة، من بينها اعتراضات بعض مشجعي مانشستر سيتي على دور الإمارات في الصراع السوداني.
وفي هذا الإطار، أثار الصمت المحيط بالشراكة بين إن بي إيه والإمارات انتقادات من منظمات حقوقية، من بينها منظمة اللاجئين الدولية، التي اعتبرت أن البطولة تُستخدم لتبييض فظائع تُرتكب في السودان. كما شهدت الجمعية العمومية لنادي بايرن ميونخ اعتراضات من نشطاء على اتفاقيات رعاية مع طيران الإمارات، وسط تحذيرات من تأثيرها على سمعة النادي.
ورغم إنهاء بايرن ميونخ اتفاقيات رعاية سابقة مع قطر ورواندا، يواصل النادي تمسكه بعلاقاته مع الإمارات، في مؤشر على فعالية استراتيجيات العلاقات العامة للدولة الخليجية. وفي ظل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن من غير المرجح أن تُقدم رابطة إن بي إيه أو منظمات رياضية كبرى أخرى على إدانة سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان، رغم تصاعد الجدل حول دور الرياضة في تطبيع الانتهاكات والنزاعات.