إسرائيل تعود إلى الحرب في غزة بأهداف أوسع وقيود لا تُذكر
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تشي الهجمات الإسرائيلية العنيفة على غزة والتي بدأت الثلاثاء الماضي، بنهج تدميري أكثر فتكاً مقارنة بفترة ما قبل الهدنة الثانية، إذ تزعم إسرائيل أن مغزاها من العودة إلى الحرب هو تحقيق أهداف أكبر بقيود أقل بكثير في ظل وجود إدارة أمريكية تؤيدها بشكل مطلق فيما تفعله.
واستأنفت إسرائيل الحرب بقصف مفاجئ في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل المئات من الفلسطينيين، منهية بذلك وقف إطلاق النار ومتوعدة بمزيد من الدمار إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن المتبقين وتغادر القطاع.
وترافقت العودة إلى الحرب بتأييد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عبر عن دعمه الكامل للهجوم المتجدد، واقترح في الشهر الماضي إعادة توطين مليوني فلسطيني يعيشون في غزة في دول أخرى.
وأطلقت إسرائيل يد جيشها في فعل كل ما يحلو له في غزة مستفيدة من تراجع قوة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والمتحالفة مع حماس ودخولها في حالة من الفوضى، كذلك من قوة ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووجود عدد أقل من الرهائن داخل قطاع غزة مقارنة ببدايات الحرب، مما يمنح الجيش الإسرائيلي حرية أكبر في التحرك والقصف بشكل عشوائي، وفق تقرير لوكالة أسوشيتيد برس.
ويرى الخبراء أن تلك المعطيات تشير إلى أن المرحلة التالية من الحرب قد تكون أكثر وحشية من المرحلة السابقة، التي قُتل فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ونزح غالبية السكان، وقُصف جزء كبير من غزة ليتحول إلى أنقاض.
دمار وخرابومنذ الثلاثاء الماضي، وقبله، ووزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس يهدد باستمرار بلجوء إسرائيل إلى أشد وسائل الحرب تطرفاً "إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ولم يتم طرد حماس من غزة".
وقال كاتس الأربعاء الماضي، "أعيدوا الرهائن واطردوا حماس، وستُفتح لكم خيارات أخرى، بما في ذلك الذهاب إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغبون. أما البديل هو الدمار والخراب الكاملان".
تباينوعززت إسرائيل عودتها إلى الحرب بأسلحة أمريكية كانت محظورة في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وصارت متاحة في ولاية دونالد ترامب الثانية، وبينما قدمت إدارة بايدن دعماً عسكرياً ودبلوماسياً حاسماً لإسرائيل طوال الأشهر الـ 15 الأولى من الحرب، لكنها حاولت أيضاً الحد من الخسائر في صفوف المدنيين. وفي الأيام الأولى للحرب، أقنع بايدن إسرائيل برفع الحصار الكامل عن غزة وحثها مراراً على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، محققاً بدعواته نتائج متباينة. كما عارض هجوم إسرائيل على جنوب غزة في مايو (أيار) الماضي وعلق عدد من شحنات الأسلحة.
بدون قيودوعلى العكس تماماً، يبدو أن إدارة ترامب لم تضع أي قيود أمام دعمها لإسرائيل، فهي لم تنتقد قرار إسرائيل بإعادة حصار غزة مرة أخرى، أو الانسحاب من جانب واحد من اتفاق وقف إطلاق النار الذي نسب ترامب الفضل فيه لنفسه، أو تنفيذ ضربات أسفرت عن مقتل المئات من الرجال والنساء والأطفال.
وعلى الرغم من سعي ترامب لوقف الحرب فور وصوله إلى البيت الأبيض، إلا أن اختلافاً طرأ منذ ذلك الوقت دفعه إلى التخلي عن لهجته الصارمة وأفقده الاهتمام بوقف إطلاق النار خاصة عندما هدد بإلغاء الاتفاق إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن على الفور.
وتلا ذلك تخلي إدارة ترامب عن التفاوض مباشرة مع حماس بسبب غضب إسرائيل ليحمّل لاحقاً مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حماس مسؤولية انهيار الاتفاق.
ويبدو في الواقع أن حركة حماس لا تزال تحكم قطاع غزة، لكن معظم قادتها الكبار قتلوا، وقدراتها العسكرية استنزفت إلى حد كبير. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مسلح - دون تقديم دليل.
وفي أول هجوم لها منذ أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار، أطلقت حماس ثلاثة صواريخ أمس الخميس صوب تل أبيب، دون وقوع إصابات. وتضعضعت قوة حماس بسبب اضطرار حليفها حزب الله اللبناني، الذي تبادل إطلاق النار مع إسرائيل طوال معظم فترة الحرب، إلى قبول هدنة في الخريف الماضي بعد أن قتلت الحرب الجوية والبرية الإسرائيلية معظم قادته الكبار وتركت جزءاً كبيراً من جنوب لبنان في حالة خراب.
ويرجح الخبراء أن تبقى إيران الداعمة لحركة حماس على الحياد بعد ضربات إسرائيلية سابقة ألحقت أضراراً جسيمة بدفاعاتها الجوية، وتهديدات من إدارة ترامب بعمل عسكري أمريكي إذا لم تتفاوض إيران على اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة إسرائيل ترامب حماس غزة وإسرائيل حماس نتانياهو ترامب إطلاق النار إلى الحرب إذا لم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها
كشفت أمس مصادر عبرية وبريطانية عن فضيحة تجسس إسرائيلية على الولايات المتحدة الأمريكية فى الأراضى الفلسطينية.
أكدت المصادر قيام الاحتلال الإسرائيلى بجمع معلومات استخباراتية عن القوات الأمريكية داخل قاعدة التنسيق المشترك فى «كريات غات» وسط فلسطين المحتلة.
وقالت القناة 12 العبرية، نقلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية إن الجيش الأمريكى أعرب عن قلقه الشديد من هذه الممارسات، وطالب حكومة الاحتلال بوقفها فوراً.
وأوضحت المصادر أن الأمور وصلتإلى حد قيام قائد القاعدة الأمريكية فى كريات غات بمطالبة مسئولين إسرائيليين بشكل مباشر بوقف أعمال المراقبة
ووفقاً لتصريحات الأمريكيين تبين أن جهات إسرائيلية قامت بعمليات مراقبة واسعة للقوات الأمريكية ولحلفائها، بما فى ذلك تسجيلات صوتية، علنية وسرية، لمحادثات واجتماعات داخل مركز التنسيق المدني– العسكرى.
ويعمل ضباط أمن عرب ودبلوماسيون غربيون وعاملون إنسانيون، داخل القاعدة مع مئات الجنود الأمريكيين والإسرائيليين على رسم مستقبل غزة، بدون حضور أو وجود أى تمثيل للفلسطينيين.
وكشفت الجارديان والإعلام العبرى عن مغادرة العشرات من الخبراء لموقع العمل فى «كريات غات» بعد أسابيع قصيرة من بدء العمل فيه، بسبب استمرار القيود الإسرائيلية على حركة دخول المساعدات إلى القطاع.
وأعرب موظفون وزوار من دول أخرى عن مخاوفهم بشأن تجسس إسرائيل داخل مركز مراقبة الأسلحة الكيميائية، وطُلب من بعضهم تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية جمعها واستغلالها.
ورفض الجيش الأمريكى التعليق عن أنشطة المراقبة الإسرائيلية، كما رفضت تل أبيب التعليق على طلب الجنرال الأمريكية بالقاعدة بوقف التجسس،
وأشار إلى أن المحادثات داخل مركز التنسيق العسكرى غير سرية.
وادعى الاحتلال فى بيان له أنه يوثق ويلخص الاجتماعات التى يحضرها من خلال البروتوكولات، كما تفعل أى منظمة مهنية من هذا النوع بطريقة شفافة ومتفق عليها.
ووصف الاحتلال الاتهامات له بأنه يجمع معلومات استخباراتية عن شركائه فى اجتماعات يشارك فيها بشكل نشط، بأنه «ادعاء سخيف».
وأُنشئ مركز تنسيق المساعدات الإنسانية الأمريكى فى «كريات غات»، فى أكتوبر الماضى، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنسيق المساعدات، ووضع خطط لمستقبل غزة، بموجب خطة ترامب لوقف حرب الإبادة.
وأسندت للجنود العاملين فى القاعدة مهمة دعم زيادة الإمدادات الأساسية إلى غزة، كجزء من الاتفاق، بعد أن تعمدت إسرائيل تقييد أو منع شحنات الغذاء والدواء وغيرها من السلع الإنسانية إلى غزة، إذ أدى الحصار الشامل إلى انتشار المجاعة فى القطاع.
وبعد شهرين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أصبحت واشنطن تتمتع بنفوذ كبير، لكن «تل أبيب» لا تزال تسيطر على محيط غزة وما يدخل إليها، وفق ما نقلت «جارديان» عن مسئول أمريكى.
وتقول الصحيفة إن الجنود الأمريكيين كانوا راغبين فى تعزيز تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن القيود الإسرائيلية على البضائع الداخلة إلى غزة تُشكل عائقًا أكبر من التحديات الهندسية، وفى غضون أسابيع، غادر العشرات منهم.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن المناقشات فى مركز التنسيق كانت أساسية فى إقناع إسرائيل بتعديل قوائم الإمدادات الممنوع دخولها إلى غزة بزعم أنها مزدوجة الاستخدام أو يمكن إعادة استخدامها لأغراض عسكرية وإنسانية.
وتشمل هذه المواد مواد أساسية مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية اللازمة لتنقية المياه، كما منع الاحتلال إدخال مواد أخرى، مثل الأقلام والورق اللازمين لإعادة فتح المدارس، دون إبداء أسباب.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تدعى أن وقف إطلاق النار لن ينتقل إلى المرحلة التالية قبل نزع سلاح حركة حماس.
وأضافت أنه ليس لدى الولايات المتحدة أو حلفاؤها خطة لكيفية تحقيق شىء لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيقه على الرغم من عامين من الهجمات الوحشية.
وتواصل كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس برفقة طواقم الصليب الأحمر البحث عن آخر جثة لأسير إسرائيلى فى غزة.
وكشفت مصادر أمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامبعرضت على حماس عامين لنزع سلاحها فيما يطالب نتنياهوبنزع السلاح الكامل فوراً.
ونقلت المصادر بقولها إنه استعداداً لاجتماع دراماتيكى بين ترامب ونتنياهو فقعد عرض مسئولون أمريكيون كبار يعرضون على حماس مهلة عامين لنزع سلاحها، فيما حذرت إسرائيل من أن مثل هذا الجدول الزمنى الطويل سيؤدى فى النهاية إلى ضياع إنجازات الحرب.
وأوضحت أن القلق الرئيسى أن حماس ستستخدم هذه الفترة لإعادة بناء قوتها القتالية، وبدلاً من نزع السلاح ستحصل على ترسانة صاروخية متجددة.
وأعلن القيادى فى حماس باسم نعيم وفى تصريحات لوكالة لأسوشيتد برس استعداد الحركة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» أسلحتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
كما رحب نعيم بقوة أممية على الحدود للإشراف على الاتفاقومنع التصعيد.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن وزير المالية والوزير فى وزارة الحرب بتسلئيل سموتريتش، قرر تخصيص ميزانية ضخمة لتعزيز الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة المحتلة، واصفة هذه الخطة بتحول جذرى فى سياسة حكومة الاحتلال تجاه تعزيز الاستيطان فى الضفة المحتلة.
وتتضمن الخطة تخصيص 1.1 مليار شيكل لتأسيس مستوطنات جديدة وتعزيز أخرى قائمة، إلى جانب 660 مليون شيكل للمستوطنات الـ17 التى أقرتها حكومة الاحتلال مؤخراً، من بينها معالوت حلحول وصانور وجبل عيبال.
كما ستخصص 338 مليون شيكل لـ36 مستوطنة وبؤرة قيد التنظيم، تشمل تمويل مشاريع البنية التحتية الأساسية: المياه والصرف الصحى والكهرباء والمبانى العامة، بما فيها المعابد الدينية والمراكز المجتمعية.
أما فى المستوطنات الجديدة، فسوف يجرى إنشاء «تجمعات استيعابية» تضم نحو 20 كرفاناً فى كل موقع، لتسهيل انتقال العائلات الإسرائيلية وتشكيل نواة استيطانية فورية.
كما سيتم تحويل حكومة الاحتلال نحو 300 مليون شيكل للمستوطنات الجديدة، منها 160 مليوناً كمنح تأسيس أولية، و140 مليوناً لعمليات التنظيم والنشاط الميدانى.
كما سيوزع 434 مليون شيكل على المستوطنات القائمة لإعادة تأهيل البنية التحتية، إلى جانب 300 مليون شيكل للمجالس الإقليمية والمحلية الاستيطانية فى الضفة المحتلة.
ومن بين أخطر البنود، تخصيص 225 مليون شيكل لإنشاء وحدة إسرائيلية خاصة لتسجيل الأراضى فى الضفة، بعد نقل السجلات من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال إلى سجل إسرائيلى مباشر. وتهدف الوحدة إلى تسجيل 60 ألف دونم بحلول عام 2030، عبر طاقم يضم 41 موظفاً.
وتتضمن الخطة أيضا تخصيص 140 مليون شيكل لشق طرق جديدة تخدم الاحتلال والمستوطنات، إضافة إلى 150 مليون شيكل خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحديث الحافلات المدرعة فى الضفة، بواقع 50 مليوناً سنوياً، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الاستثمار السابق فى هذا المجال.
كما سيحول وزير الحرب، إسرائيل كاتس، ميزانيات إضافية لتطوير الأنظمة الأمنية فى المستوطنات، بما يشمل الأسوار الذكية ومواقع المراقبة والكاميرات.