لجريدة عمان:
2025-06-24@21:46:18 GMT

تعريف الذات في المرآة

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

يرشدني باب «الهاء» في معجم «الرائد» لجبران مسعود إلى الفارق الطفيف رسمًا، والبعيد معنىً، ما بين «الهُوية» و«الهَوية». فحين أضمُّ الهاء في الأولى فإنني أمسكُ، لا ريب، بالمصطلح العصري المشتق من ضمير الغائب «هو»، المصطلح الذي يشير إلى حقيقة الإنسان أو الشيء في صورته المطلقة وصفاته الجوهرية (غني عن الذكر أننا لا نجد هذا المعنى العصري في معجم قديم كلسان العرب).

بينما لو أخطأتُ النُّطق ففتحتُ الهاء، كما في الثانية، فإن الخطأ اللغوي سيقودني إلى معنى آخر تمامًا ينزلق إلى حدود الطباق مع ما أريد؛ حيث الهَوية هي الهاوية، الحفرة السحيقة أو البئر البعيدة القعر، كما يقول المعجم.

لا أتوقف عند هذا الفارق اللغوي من باب تصحيح الخطأ الشائع، أو لمجرد الإيماء إلى مصادفة طريفة تعثَّرتُ بها داخل المعجم، فالدهشة في هذا الاشتباه المُلغَّم أخطر من أن تكون تفصيلًا عَرَضيًا إن أمعنَّا التدبر. لكنَّ التماس الكهربائي الذي ينشأ عن الخلط بين الكلمتين يدفعني للتأمل أولًا في كون اللغة نظامًا مشحونًا شديد الجهوزية، حصين الضبط والإحكام من الداخل ضد العبث والخطأ، ولذا لا بدَّ من التعامل معه بمنتهى الحذر والدقة، فأيُّ انحرافة في اللفظ قد تودي بالمتلفظ إلى ما لا تحمد عقباه. هكذا تدافع اللغة عن نفسها وتحمي نظامها من الاستهتار، فربَّ خطأ لغوي قد يتسبب في حادث سير على الطريق العام، أو يحيل متهمًا بريئًا إلى ساحة الإعدام.

المدهشُ ثانيًا هو التباين الرهيب بين المعنيين المتجانسين لفظًا رغم تنافر الدلالة. إنها -إن صحَّ التعبير- مفارقة الفارق، تلك التي تقفز إلى الوعي بمجرد أن يحاول الشاعر اللعب بالكلمات فتسحبه الكلمات إلى مزاح ثقيل مع أعضائها: هو، هُوِية، هُوَّة، هَوِية هاوية؟ بين الهُوية والهَوية يكتشف الشاعر دربًا جديدًا للمعنى، صوتًا ثالثًا يصدر عن تقاطع الصدى بين مفردتين ، كانتا منذ قليل فقط متنافرتين إلى حدود الطِباق الوشيك. تتحاور المفردتان في الجناس فتصير الهُوِية هَوِيةً سحيقة يصرخ فيها السائل: من أنا؟ من أنا في الجماعة؟ وما هو شكل الجماعة وصفاتها لكي أنحت منها تعريفي لنفسي وأبحث عن حدود ليديَّ داخلها؟

كيف السبيل لأشرح أكثر أنني لا أحاول ليَّ أعناق الكلمات أو ضغط معانيها لصالحي حتى توافق هوىً مضمرًا في النفس؟ قطعًا لا، وما من داعٍ لتبريرٍ كهذا، فالكلمتان تتحاوران في جناس شديد الإغراء حتى بالنسبة لأضعف القُراء حساسية في التعاطي مع اللغة، ولأكثر الكتَّاب نزاهةً وعِفة في توظيف الكلمات، ممن يدَّعون مقاومة الانجرار خلف أحابيل البلاغة ومكائدها.

ماذا لو كان التعريف هو أول صور الإلغاء؟ أليست محاولات تأطير الذات هي في ذاتها بداية محوها؟ في قصيدة «طباق» إلى إدوَرد سعيد قال محمود درويش: «لا أُعرِّف نفسي لئلا أضيعها»... تمامًا! وكأن ضبط المرء لهُويته في تعريف مؤطر، رغم ما يحاصرها من تهديد وجودي، هو بدايةُ الفقدان والاستلام إلى يقين نصفِ واقعي ونصفِ متخيَّل، يقينٍ يعيق الولادات الجديدة للذات ويقيد حرية عبورها بين الحواجز. بيد أن الهُوية الحقيقية هي ورشة مستمرة في مختبر التجارب، إنها «بنتُ الولادة، لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها لا وراثةَ ماضٍ» كما يهتف الشاعر في رثائه للمفكر.

إلا أن السجال على حدود التعريف ومساحته سيظل قائمًا بين الفرد والجماعة، غالبًا في إطار تحديد المشتركات من أجل التمييز بين ما هو شخصي من جهة، وما هو عام من جهة أخرى، ولترسيم الحدود بين «أنا» و«نحن». وضمن هذا السجال ستظل الهُوية منطقة صراع وتجاذبات، وحركةً للارتدادات ما بين الحرية والتدجين. فالنزعة الشخصية نحو الامتلاء بهُوية فردانية مختارة قد تشكل تهديدًا للهُوية الجماعية المتخيلة، قومية كانت أم وطنية أم دينية أو ما سواها. فقد يفتح الانفراد بالذات عن صورة الجماعة مخرجًا للتملُّص من الشعور العام بالهُوية الجماعية التي لا تنفك تفرض شروطها ومتطلباتها على منتسبيها. وعلى هذا النحو، يصبح من المرجح أن يتطرف هذا الانفراد، كما حدث مع حالات فردية أو «هُويات فرعية» في البلاد العربية، نحو حالة من الانعزال السياسي والاجتماعي، التي سرعان ما تُوصم بالخيانة. تهمةُ الخيانة هنا، مهما بدت تعسفية، إلا أنها تعكس حقيقةً لا يمكن إغفالها، حقيقة مفادها أن الانحياز للهُوية الخاصة، المُختارة والمطورة بجهد شخصي، تتطلب في كثير من الأحيان «خيانات» ضرورية لمعتقد الجماعة عن نفسها.

الهُويات الجماعية الموروثة والمتخيَّلة هي في المقابل لا تُقصِّر في طمس الهويات الفردية المكتسبة ومحوها بالعنف الناعم، في سعي دؤوب لخلق نسخ متشابهة من الأشخاص، عبر مناهج التربية الوطنية في المدارس الموجهة للناشئة وصولاً إلى الإعلام والقانون، وإلى مختلف وسائل التأثير والتدجين المتاحة بيد الدولة، الطوعي منها والقسري، في دورة متكاملة من التحكم بموصفات الهُوية المطلوبة وخصائصها. تضرب تجارب الأنظمة الشمولية والثيوقراطية أمثلة بليغة على هذا النوع من الممارسة للتربية الجماعية (القطيعية)، الممارسة ذاتها التي تنتهجها البيئات الأصولية المتشددة في مجتمعات ضمن الدولة، وإن بسياسات سلطوية ما دون الدولة.

اليوم، في حياتنا المعاصرة والمرقمنة في خزائن البيانات، تأخذ الهُوية معنى أكثر قسوة وصرامة حين تصبح رقمًا متسلسلًا في وثيقة السفر، رقمًا مدرجًا في أنظمة التعقب وشبكات الرصد والجمارك الدولية. هويتي وهويتك بطاقة دخول وخروج بين الحواجز ومعابر الحدود. وفي أفظع الأحوال تغدو الهُوية إجابة محفوفة بالحتف على حاجز التفتيش، في سنوات القتل على الهُوية بالسكين أو بالرصاص في أنحاءٍ متفرقة من البلاد العربية. لذا يصبح تعريف الذات في المرآة دخولًا في الثقب الأسود الذي يبتلع ملامحنا ويجرفنا بقوة ناحية الجهة المتخيلة التي يحلو لنا أن نتخيل أنفسنا فيها ومنها، بوصفنا نحن من نحن.

سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اله ویة

إقرأ أيضاً:

حدود التدخّل الأميركي: هل يصل المارينز إلى شواطئ لبنان؟

كتب الان سركيس في" نداء الوطن": دخلت الولايات المتحدة الأميركية الحرب مباشرةً. يتأثّر لبنان تلقائيًّا بما يحصل في المنطقة. تقف الدولة اللبنانية في هذه اللحظة التاريخية موقف المتفرّج وغير القادرة على التأثير على مجريات الأحداث. وصلت رسالة التحذير الأميركية منذ أيام إلى المسؤولين اللبنانيين عبر الموفد الأميركي توم برّاك. ويبدو أن الحكّام لم يستوعبوها جيداً. وتتوالى التحذيرات الأميركية والغربية إلى لبنان. وبعد دخول ترامب الحرب مباشرةً في إيران، يتوجّب على الحكومة اللبنانية إعادة حساباتها.
وتؤكّد مصادر مطلعة أنّ ما حصل في إيران هو رسالة ليس إلى الدولة الفارسية وحسب، بل إلى كل أذرعها في المنطقة، وإلى الدول والحكومات التي لا تحرّك ساكنًا تجاه هذه الأذرع. تحاول واشنطن مراعاة الوضع اللبناني قدر الإمكان، لكن من دون التخلّي عن المبادئ الأساسية وأهمها إنهاء الذراعالعسكرية لـ "حزب الله"، وبسط سلطة الدولة على أراضيها كافة وجمع كل السلاح غير الشرعي. وما يحاول محور "الممانعة" في لبنان الإيحاء به في الإعلام هو عكس الحقيقة التي تقال في الغرف المغلقة. لا يمكن التكهّن بما قد يحصل، خصوصًا إذا قرّرت أذرع إيران التحرّك في اليمن والعراق وغزة ولبنان.
أما بالنسبة إلى الوضع اللبناني، وما إذا كانت واشنطن ستتحرّك لمساعدة تل أبيب في حال دخول "حزب الله" الحرب، فتؤكّد المصادر المطلعة، أن ترامب ضرب منشآت نووية إيرانية لأن تل أبيب لا تملك القنابل القادرة على تدميرها، وطالما أن إسرائيل قادرة على ذلك، فلن يكون هناك تدخّل أميركي في الحروب مع الأذرع.
تُعتبر واشنطن الدولة الأكثر نفوذًا في لبنان حاليًّا. إذ يعتمد لبنان بشكل أساسي على الدعم الأميركي. وقد أنشأت واشنطن أكبر سفارة لها في الشرق في عوكر، كما تُدرّب الجيش وتساعده، وهي موجودة أصلًا في لبنان، وهناك تواجد عسكري أميركي تقني وتدريبي واستخباراتي، وأحيانًا يكون العمل المخفي أهم من الظاهر.
  مواضيع ذات صلة حاكم كاليفورنيا ينتقد قرار ترمب بنشر المارينز ويصفه بالمختلّ Lebanon 24 حاكم كاليفورنيا ينتقد قرار ترمب بنشر المارينز ويصفه بالمختلّ 23/06/2025 05:53:33 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ترامب: سأرسل المارينز إلى لوس أنجلوس إذا ساء الوضع Lebanon 24 ترامب: سأرسل المارينز إلى لوس أنجلوس إذا ساء الوضع 23/06/2025 05:53:33 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بأمر من ترامب.. نشر 700 عنصر من "المارينز" في لوس أنجلوس للتصدي للاحتجاجات Lebanon 24 بأمر من ترامب.. نشر 700 عنصر من "المارينز" في لوس أنجلوس للتصدي للاحتجاجات 23/06/2025 05:53:33 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 زلزال بقوة 6.5 درجات ضرب قبالة شواطئ تشيلي Lebanon 24 زلزال بقوة 6.5 درجات ضرب قبالة شواطئ تشيلي 23/06/2025 05:53:33 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً حذر لبناني من مرحلة ما بعد "الضربة الأميركية"واستبعاد رسمي لأي تورّط Lebanon 24 حذر لبناني من مرحلة ما بعد "الضربة الأميركية"واستبعاد رسمي لأي تورّط 22:05 | 2025-06-22 22/06/2025 10:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مشاورات رسمية لتجنيب لبنان تداعيات التصعيد وبيان السفارة الاميركية يثير الذعر Lebanon 24 مشاورات رسمية لتجنيب لبنان تداعيات التصعيد وبيان السفارة الاميركية يثير الذعر 22:09 | 2025-06-22 22/06/2025 10:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" صامد على موقفه...بري: الحل بالعودة إلى الحوار الأميركي - الإيراني Lebanon 24 "حزب الله" صامد على موقفه...بري: الحل بالعودة إلى الحوار الأميركي - الإيراني 22:12 | 2025-06-22 22/06/2025 10:12:00 Lebanon 24 Lebanon 24 القوى السياسية تتابع بقلق تطورات المنطقة:للتمسك بالحياد وتطبيق ال"1701" Lebanon 24 القوى السياسية تتابع بقلق تطورات المنطقة:للتمسك بالحياد وتطبيق ال"1701" 22:45 | 2025-06-22 22/06/2025 10:45:44 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ Lebanon 24 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ 22:51 | 2025-06-22 22/06/2025 10:51:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ Lebanon 24 مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ 04:27 | 2025-06-22 22/06/2025 04:27:05 Lebanon 24 Lebanon 24 يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن Lebanon 24 يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن 10:53 | 2025-06-22 22/06/2025 10:53:08 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر 09:00 | 2025-06-22 22/06/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه 06:46 | 2025-06-22 22/06/2025 06:46:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) 06:56 | 2025-06-22 22/06/2025 06:56:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:05 | 2025-06-22 حذر لبناني من مرحلة ما بعد "الضربة الأميركية"واستبعاد رسمي لأي تورّط 22:09 | 2025-06-22 مشاورات رسمية لتجنيب لبنان تداعيات التصعيد وبيان السفارة الاميركية يثير الذعر 22:12 | 2025-06-22 "حزب الله" صامد على موقفه...بري: الحل بالعودة إلى الحوار الأميركي - الإيراني 22:45 | 2025-06-22 القوى السياسية تتابع بقلق تطورات المنطقة:للتمسك بالحياد وتطبيق ال"1701" 22:51 | 2025-06-22 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ 22:39 | 2025-06-22 الاقتصاد خسر 52% من حجمه فيديو بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" 13:40 | 2025-06-21 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) 04:00 | 2025-06-21 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 23/06/2025 05:53:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الفن مش رسالة وأنا مش قدوة.. تصريح جريء من سلوى عثمان عن تعريف دور الفنان
  • الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟
  • ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
  • طموحات بلا حدود وسباق نحو المجد.. رونالدو يجدد عقده مع النصر لموسم إضافي
  • الأرصاد: نشاط للرياح شرقاً والحرارة في حدود معدلاتها
  • حدود التدخّل الأميركي: هل يصل المارينز إلى شواطئ لبنان؟
  • الفرق بين الأهلية والاستحقاق في برنامج حساب المواطن
  • حدود النار والسيادة.. بين كسر الهيمنة أو السقوط في فخ المساومة
  • زيادة المعاشات الجديدة.. النسبة وتاريخ التطبيق
  • حرس حدود عسير يحبط تهريب 240 كيلوغرامًا من القات المخدر