حذَّر الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، من التوسع في استخدام ما يُعرف بـ"التزييف العميق"، وهو أحد أخطر التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي. 

مفتي الجمهورية: التشكيك في السُّنة استهداف مباشر للدين الإسلاميمفتي الجمهورية: التلاعب بالمحتوى في الفضاء الرقمي من صور الكذب المحرم

وأضاف مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني اليومي، أن خاصية التزييف العميق، تُستخدم هذه التقنية في تغيير الصور والمقاطع الصوتية والفيديوهات بطريقة دقيقة تضلِّل المتلقِّي وتشوِّه الحقيقة، مؤكدًا أن هذه الممارسات تندرج تحت طائلة الكذب المحرم شرعًا، وأنها تمثل تهديدًا مباشرًا للأمان المجتمعي والاستقرار الفكري.

وأشار إلى أن من أبرز التحديات كذلك الاستخدام غير الأخلاقي للبيانات، حيث لا يجوز استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالمعلومات أو التأثير السلبي على قرارات الأفراد أو انتهاك حقوقهم.

وأكد مفتي الجمهورية أنه من الضروري أن يكون الاستخدام مؤطرًا بجملة من المبادئ الأخلاقية المتوافقة مع الإسلام، في مقدمتها تحمُّل المسؤولية الأخلاقية عن القرارات الناتجة عن هذه التقنيات، وضرورة وجود رقابة بشرية، خاصة في المجالات الحساسة، مثل الصحة.

كما شدَّد على ضرورة مراعاة العدل وعدم التحيز، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90]، مؤكدًا أن أي انحياز في الخوارزميات أو توجيه للنتائج بما يخدم فئة دون أخرى يُعد خللًا أخلاقيًّا جسيمًا يجب معالجته.

وأوضح أن التقدم التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، هو جزء من التسخير الإلهي، بشرط أن يُستخدم فيما يعود بالنفع على البشرية، مؤكدًا أن التكنولوجيا لا تُرفض في ذاتها، وإنما يُنظر في أثرها وطريقة استخدامها.

وأشار إلى أن الفضاء الرقمي بات عالمًا متكاملًا، يضم وسائل التواصل، والمنصات التعليمية والتجارية، والمواقع المعرفية، وهذا يتطلَّب مجموعة من الضوابط الأخلاقية التي تحفظ حقوق الفرد والمجتمع، ومنها الصدق والأمانة في نقل المعلومات، إذ إن ترويج الأخبار الكاذبة، وتزييف الحقائق، والتلاعب بالمحتوى يُعد من صور الكذب المحرم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد الذكاء الاصطناعي أخطر التطبيقات التقنيات الحديثة المزيد مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: الإسلام سبق إلى ترسيخ العلاقة الأخلاقية بين الإنسان والبيئة

شارك مجمع البحوث الإسلامية في فعاليات المؤتمر الذي عقدته مؤسَّسة (شباب المتوسط للتنمية) بمكتبة الإسكندرية حول التغيُّر المناخي. 

أمين البحوث الإسلامية يتابع جهود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة«البحوث الإسلامية» يوجّه قافلة للواحات البحرية بالجيزة لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي

وألقى الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة، كلمةً نيابة عن الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أكَّد فيها أنَّ هذه القضية لم تَعُد مجرَّد مسألة علميَّة أو نقاش أكاديمي؛ بل أصبحت قضية وجود ومصير إنساني مشترك، وهمًّا عالميًّا يتطلَّب استنفار الضمير الإنساني.

وأشار خليل، إلى أنَّ الوعي المتزايد لدى الشباب بهذه القضية هو دليلٌ على إدراكهم لأهميَّة الدور الذي يُنتظَر منهم في حماية الحياة وصون البيئة، داعيًا إلى ضرورة إعادة التوازن في عَلاقة الإنسان بالبيئة، بما يضمن للأجيال المقبلة حقَّها في موارد الحياة.

ولفت الأمين المساعد للثقافة الإسلامية إلى أنَّ الإسلام سبق إلى ترسيخ منظومة أخلاقيَّة متكاملة للتعامل مع البيئة؛ من خلال عَدِّ الإنسان خليفةً في الأرض، مسئولًا عن إعمارها لا إفسادها، وأنَّ النبي ﷺ حثَّ على غَرْس الشجر، وحِفظ الماء، والعناية بالحياة في صورها المختلفة، وعدَّ ذلك من أبواب الصدقة والقُرب إلى الله.

وأشار إلى أنَّ الأزهر الشريف لم يكُن غائبًا عن هذه القضايا؛ بل كان شريكًا فاعلًا في الجهود التوعويَّة والعِلميَّة؛ من خلال مؤتمراته وندواته وفتاواه، التي تُعلي من قيمة البيئة، وتحذِّر مِنَ الاستهلاك المفرِط، وتدعو إلى مراجعة أنماط الإنتاج بما يحقِّق مقاصد الشريعة في حِفظ الضرورات الخمس.

وشدَّد على أنَّ الحلول التقنيَّة والعِلميَّة مهما بلغت من تطوُّر، فإنها لن تنجح ما لم تدعمها منظومة قِيميَّة تُربِّي الضمير، وتردع الجشع، وتنمِّي الإحساس بالمسئوليَّة، مبينًا أنَّ «البيئة ليست مِلكًا خاصًّا نعبث به؛ بل أمانة عامَّة سنُسأل عنها أمام الله تعالى».

واختتم حسن خليل، كلمته بتأكيد التزام الأزهر الشريف -بعلمائه ومبعوثيه المنتشرين في مختلِف دول العالم، ومنهجه الوسطي- بدعم كل المبادرات الهادفة إلى حماية البيئة وصون الحياة، وأنَّ الأزهر مستمرٌّ في أداء دَوره العالمي في ترسيخ المبادئ الأخلاقية والدِّينية التي تضمن مستقبلًا أكثر أمانًا للبيئة والإنسان.

طباعة شارك البحوث الإسلامية الأزهر الشريف المناخ البيئة الدكتور حسن خليل الإسكندرية

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: ندعم جهود باكستان في مواجهة الفكر المتطرف
  • مفتي الجمهورية يستقبل سفير باكستان الجديد لدى القاهرة لبحث سبل التعاون
  • مفتي الجمهورية يستقبل سفير تايلاند بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون.. صور
  • الإمارات تطلق البرنامج التدريبي للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي
  • البحوث الإسلامية: الإسلام سبق إلى ترسيخ العلاقة الأخلاقية بين الإنسان والبيئة
  • مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
  • ديب سيك للذكاء الاصطناعي تحدّث نموذجها للتفكير المنطقي
  • مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الرحمة بقرية أم الزين
  • مفتي الجمهورية: مستمرون في مواكبة التحديات الفكرية والمجتمعية المعاصرة
  • محافظ الشرقية يبحث مع مفتي الجمهورية عددا من الملفات الهامة