محاولات ترامب لحل النزاعات العالمية تصطدم بالواقع
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعجل دائماً عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأزمات العالمية. فحتى قبل تنصيبه، تباهى بأنه وراء ما وصفه بـ "وقف إطلاق النار الملحمي" في غزة. كما سارع لدفع أوكرانيا وروسيا نحو تهدئة فورية للقتال، ويسعى لإبرام اتفاق مع إيران خلال شهرين فقط لمنعها من تطوير سلاح نووي.
تعكس هذه التحركات نهجه المعروف بـ"إغراق الساحة"، الذي استخدمه داخلياً لتفكيك البيروقراطية وتعزيز سلطته التنفيذية ومهاجمة خصومه السياسيين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
سياسة سريعة الإيقاعأما على الساحة الدولية، فهو يعتمد على سياسة خارجية سريعة الإيقاع تهدف إلى إنهاء النزاعات بأسرع ما يمكن. لكن هذه السرعة تصطدم الآن بتعقيدات السياسة الدولية، ما يثير تساؤلات حول استدامة إنجازاته حتى الآن.
فقد انهار وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحه بوقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوماً، كما أن الاتفاق النووي مع إيران لا يزال بعيد المنال رغم ضغوطه للتوصل إلى صفقة سريعة.
يقول آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في قضايا الشرق الأوسط والباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "ترامب دائماً في عجلة من أمره، يبحث عن حلول فورية وصفقات مؤقتة". وأضاف أن الأزمات الكبرى مثل أوكرانيا وغزة وإيران لا تُحل في دورة رئاسية واحدة، بل تمتد عبر أجيال. ويرى ميلر أن "استعجال ترامب قد يؤدي إلى سوء تقدير للمشاكل".
#LeadStoryOnET | Donald Trump’s sweeping overhaul of US diplomacy leaves allies confused & concerned https://t.co/0nhPYqHfMf
— Economic Times (@EconomicTimes) March 22, 2025كان ترامب يفاخر بجهوده في إحلال السلام بغزة حتى استئناف الهجمات الإسرائيلية هذا الأسبوع، كما لمح إلى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، قائلاً: "لن يمنحوها لي أبداً".
سياسة الاندفاع الكاملمن جانبهم، يرفض أنصار ترامب هذه الانتقادات، ويعتبرون أن أسلوبه يهدف إلى كسر ما يسمونه "النظام العالمي القائم على القواعد"، الذي سيطر على السياسة الخارجية لعقود.
وإلى جانب قضايا إيران وإسرائيل وأوكرانيا، يشيرون إلى تهديداته باستخدام القوة للسيطرة على غرينلاند وقناة بنما كأمثلة على استراتيجيته التي لا تعرف التباطؤ.
يصف ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، هذه السياسة بأنها "اندفاع كامل بلا توقف"، مضيفاً أن ترامب يرسل مستشارين وصفهم بـ"القوات الصاعقة" للتعامل مع الأزمات العالمية بنفس النهج الذي يستخدمه لإصلاح الحكومة الفيدرالية. ويقول بانون: "ما يفعله على المستوى الجيوسياسي والاقتصادي يتجاوز بكثير ما يفعله محلياً".
يتمحور نهج ترامب، بحسب الصحيفة، حول توليد الزخم، وهو ما انعكس في تعامله مع أبرز نزاعين عالميين في الوقت الحالي: الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، والحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا.
عقبات كبيرةلطالما ألقى ترامب باللوم على سلفه جو بايدن في تفاقم هذه الأزمات، متهماً إياه بالفشل في منع اندلاعها أو حلها بسرعة. وفي خطابه الأخير أمام الكونغرس، قال: "هناك الكثير يحدث في الشرق الأوسط". وبشأن أوكرانيا، أعرب عن نفاد صبره قائلاً: "حان الوقت لإنهاء هذه الفوضى. يجب وقف القتل. هذا الصراع لا معنى له".
يرى كليفورد ماي، مؤسس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن ترامب يسعى للتخلص من الأزمات العالمية حتى يتمكن من التركيز على قضايا أخرى مثل الهجرة وما يسميه "الحرب ضد اليسار الثقافي". لكنه يعتقد أن سعي ترامب لحل سريع للصراع في أوكرانيا اصطدم بـ "عقبة كبيرة" تتمثل في بوتين، الذي رفض التسرع في قبول أي وقف لإطلاق النار، مكتفياً بالموافقة على التوقف عن استهداف البنية التحتية للطاقة.
يقول ماي إن بوتين يستغل رغبة ترامب في حل سريع لتحقيق مكاسب تكتيكية، مما يضع ترامب في موقف صعب: "في بعض الأحيان، يمكن أن يكون نهج ترامب التخريبي مفيداً، لكنه قد يفشل أيضاً مع قادة مثل بوتين، الذين يتمتعون بالدهاء والصبر، ويعرفون كيف يلعبون اللعبة".
???? The Americans now have more Russian narratives than the Russians themselves: Special envoy of the U.S. President gave an interview to Carlson — and it’s shocking
For example, special envoy Steve Witkoff, said Putin told him that after the assassination attempt on Trump, he… pic.twitter.com/jOcAYn8lg1
وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد استخدم ترامب منصته الإعلامية للضغط من أجل هدنة قبل أيام فقط من توليه منصبه. ورغم تجدد القتال، يصر على أن جهوده الدبلوماسية تستحق التقدير.
قرارات غير مدروسةأما فيما يخص إيران، فلا يبدو أن هناك تقدماً في التوصل إلى اتفاق نووي، رغم إصرار ترامب على تحقيق ذلك بسرعة. فحتى الآن، لا يوجد مؤشر على قرب إبرام صفقة شبيهة بالاتفاق الذي انسحب منه في ولايته الأولى.
يعتقد خبراء السياسة الخارجية أن السرعة قد تكون مفيدة أحياناً في الدبلوماسية، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى قرارات غير مدروسة.
Long before his presidency and Russia’s attempt to seize Ukraine, the Trump Organization pursued expansion plans in the country, including a potential hotel in Kyiv, according to testimony Donald Trump gave in 2007.
Read more: https://t.co/REFyWUyUiV pic.twitter.com/YtCUet8XpB
يقول لورانس فريدمان، أستاذ الدراسات الحربية في كلية كينغز بلندن، إن مشكلة ترامب تكمن في أنه "يعتقد أن التهديد والضغط كافيان لجعل الآخرين يرضخون، لكنه لا يأخذ في الاعتبار تعقيدات المشاكل التي يحاول حلها".
ويضيف ميلر أن ترامب يهتم أكثر بالمكاسب السياسية السريعة من أي حلول طويلة الأمد، قائلاً: "لدينا شخصية شديدة الاندفاع، حيث تهمه السرعة أكثر من جودة السياسات التي ينفذها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب إيران أوكرانيا ترامب الحرب الأوكرانية إيران
إقرأ أيضاً:
ترامب بعد الضربة الروسية على أوكرانيا: بوتين أصبح مجنونا
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد أن فلاديمير بوتين أصبح مجنون تمامًا بعد أن أطلاق أكبر هجمة جوية منذ بداية حرب موسكو الشاملة على أوكرانيا والتي استمرت لثلاث سنوات.
ونشر ترامب على موقع التواصل ’Truth’، قائلًا: "كان لدي علاقة جيدة جدًا مع فلاديمر بوتين من روسيا، ولكن حصل له شيئًا ما. لقد أصبح مجنونًا تمامًا! إنه يقتل الكثير من الناس بغير داعًا، وأنا لا اتحدث فقط عن الجنود. الصواريخ والطائرات بدون طيار تُطلق على المدن الأوكرانية بدون سببًا على الإطلاق."
وأعلن ترامب للمراسلين، قبل ساعات، قائلًا: "لست سعيدًا بما يفعله بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعلم ما حدث لبوتين بحق الجحيم".
ووفقًا للمسئولين فإن موسكو أطلقت هجمات ليلة يوم الجمعة، والسبت، والأحد على أوكرانيا، مُخلفة 29 قتيلًا على الأقل على مدار الثلاث أيام وإصابة العشرات.
وكانت الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أُطلقت على أوكرانيا في القصف الذي بدأ يوم السبت وحتى يوم الأحد، هي الأكثر كثافة من أي هجوم فردي في الثلاث السنوات الماضية.
وسيتم النظر إلى تدخل ترامب، والذي أتى في لحظة مصيرية في حرب موسكو، بارتياح من الغرب في إشارة إلى أن البيت الأبيض أصبح مُحبطًا من رفض بوتين قبول مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في هذا النزاع.
وسعى الكرملين يوم الاثنين إلى التقليل من أهمية تلك الملاحظات، ووضعها تحت تصنيف "رد فعل عاطفي".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الثنين، قائلًا: "إن تلك اللحظة مهمة جدًا، مرتبطة بإفراط عاطفي زائد من الجميع مع ردود فعل عاطفية".
وأضاف أيضًا أن موسكو "ممتنة فعلًا للأمريكيين وبالأخص للرئيس ترامب" في محاولات لاجتذاب موسكو وكييف لطاولة المفاوضات.