«طرق دبي» تفتتح جسراً بـ3 مسارات من جسر إنفينيتي باتجاه شارع الشيخ راشد
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
دبي: «الخليج»
افتتحت هيئة الطرق والمواصلات اليوم الأحد جسراً رئيسياً يخدم الحركة المرورية القادمة من جسر إنفينيتي عبر شارع الميناء باتجاه تقاطع شارع الشيخ راشد مع شارع الشيخ خليفة بن زايد، بطول 1210 أمتار، وبسعة ثلاثة مسارات وطاقة استيعابية تقدر بنحو 4800 مركبة في الساعة، وذلك ضمن أعمال المرحلة الرابعة من مشروع تطوير محور الشندغة، التي يمتد نطاق عملها على شارع الشيخ راشد من تقاطعه مع شارع الشيخ خليفة بن زايد، إلى تقاطع الصقر على شارع الميناء، بطول 4.
وقال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة: يأتي مشروع تطوير محور الشندغة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، لمواكبة التنمية المستمرة التي تشهدها المنطقة الواقعة على طول المحور، واستيعاب احتياجات النمو العمراني والسكاني، مشيراً إلى أن الجسر الجديد يوفر انسيابية في الحركة المرورية القادمة من جسر إنفينيتي مروراً بشارع الميناء ثم شارع الشيخ راشد وصولاً إلى تقاطع شارع الشيخ راشد مع شارع الشيخ خليفة بن زايد، ويخدم مناطق الحضيبة، والرفاعة، والجافلية، والمنخول، والكفاف، والكرامة.
وأضاف: أنجزت الهيئة 90% من إجمالي أعمال المرحلة الرابعة من المشروع، حيث ستفتتح في الربع الثاني من العام الجاري الجسرين الآخرين، وهما، الأول بطول 780 متراً، وبسعة ثلاثة مسارات، وبطاقة استيعابية تقدر بنحو 4800 مركبة في الساعة، ويخدم الحركة المرورية القادمة من جسر إنفينيتي عبر شارع الميناء المتجهة إلى شارع الوصل، والجسر الثاني، يبلغ طوله 985 متراً، بسعة مسارين، وبطاقة استيعابية تبلغ 3200 مركبة في الساعة، ويخدم الجسر الحركة المرورية القادمة من شارع جميرا المتجهة إلى شارع الميناء وتقاطع الصقر.
جسور منجزة
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة افتتحت في ديسمبر الماضي جسراً بطول 1335 متراً وبسعة ثلاثة مسارات، وبطاقة استيعابية قدرها 4800 مركبة في الساعة، ويخدم الجسر الحركة المرورية القادمة من تقاطع شارع الشيخ خليفة بن زايد مع شارع الشيخ راشد، باتجاه شارع الميناء وتقاطع الصقر وصولاً إلى جسر إنفينيتي، وساهم افتتاحه في توفير حركة مرورية انسيابية من شارع الشيخ راشد باتجاه جسر إنفينيتي وصولاً لمنطقة ديرة، كما افتتحت الهيئة مطلع العام الجاري جسراً بطول 605 أمتار، بسعة مسارين وبطاقة استيعابية تبلغ 3200 مركبة في الساعة، يخدم الحركة المرورية القادمة من تقاطع شارع الميناء مع شارع الشيخ راشد، بالاتجاه إلى تقاطع شارع الشيخ راشد مع شارع الشيخ خليفة بن زايد.
تطوير 15 تقاطعاً
ويعد مشروع تطوير محور الشندغة من أضخم المشاريع التي تنفذها الهيئة حالياً، وقطعت فيها مرحلة متقدمة، ويمتد على طول شارع الشيخ راشد وشارع الميناء وشارع الخليج وشارع القاهرة بطول 13 كيلومتراً، ويتضمن تطوير 15 تقاطعاً بطول 13 كيلومتراً، ونظراً لضخامته، قُسّم إلى خمس مراحل، ويخدم المحور منطقتي ديرة وبردبي، إضافة إلى عدد من المشاريع التطويرية مثل: جزر دبي، وواجهة ديرة البحرية، ومدينة دبي الملاحية، وميناء راشد، ويقدر عدد السكان الذين يخدمهم المشروع بمليون نسمة، ويسهم تطوير المحور في توفير حركات مرورية حرة على طول محور الشندغة، ورفع الطاقة الاستيعابية، وكفاءة الطرق، وتقليل زمن الرحلة من 104 دقائق إلى 16 دقيقة بحلول عام 2030، ورفع مستوى السلامة المرورية، وتقدر قيمة الوفر من تقليل زمن الرحلة بـ 45 مليار درهم على مدى 20 عاماً.
8890841
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات طرق دبي دبي الإمارات فيديوهات تقاطع شارع الشیخ مرکبة فی الساعة شارع الشیخ راشد محور الشندغة شارع المیناء على شارع
إقرأ أيضاً:
حقيبة الذكريات
سالم بن محمد بن أحمد العبري
حين وطأت قدماي مصر في 14 يونيو 1968، كانت نكسة يونيو 1967، قد أناخت بكلكلها على جمال عبد الناصر استشعارًا منه للمسؤولية، وربَّما لشعور داهمه بأنها نهاية أجله قد حانت، ففجرّت كل عِلل العصر بجسده الضخم المتحمّل الذي لم يكن يومًا ينوء بحمل الجبال، إلّا أنه تداعى أمام هجمة الأمراض؛ لكن اجتماعيًا لم تهزّ النكسةُ الزعيم جمال عبد الناصر، ولم تزحزحه قيد أنملة عن قناعاته القومية ومبادئه الإنسانية، لقد ظل رجلا إِمَامًا أو خليفةً أو زعيمًا، لم تنل هزيمة يونيو من أفكاره في مُقاومة الاستعمار، ولم تحنِ له هامة.
ولأنَّ الدولة المصرية ظلت قوية في عهده- رغم الهزيمة- فلم يتأثر مستوى معيشة مواطنيها، ولم تتعرّض مستحقاتهم المعيشية للنقص؛ بل لم تُمس مطلقًا، ورغم تناقص الدعم المادي الإسناديّ الذي كانت تقدمه مصر لمعظم بلدان العالم العربي ودول أفريقيا والدول الإسلامية على السواء في سائر المعمورة مثل المنح التعليمية المجانية، والمعونات الاقتصادية؛ إلا أنّ السياق الاجتماعي في مصر بقي كما هو؛ فشواطيء الإسكندرية والمصائف الأخرى ظلّت مكتظة بالبشر؛ فلا ترى ذرات الرمال إلا من بين أقدام المصطافين من سائر المحافظات المصرية، ولا تستطيع التفرقة بين الرجال والنساء إلا بالتمعن في ملابس البحر.
وفي تلك الأيام كنَّا ندرس في مصر، وكان زميلنا (سليمان) لا يترك لنا هدوءًا لنأخذ قسطاً من الراحة والنوم؛ حيث كان رفيقًا للمحطات الإذاعية، ويطلق صوت الراديو عن آخره، وكأننا في مطعم (علي بابا)، وحين نطالبه بخفض الصوت يتهمنا بعدم الفهم لأغنيات (أم كلثوم كوكب الشرق)، ويؤكد لنا- إمعانًا في المكايدة منه- أننا لم نبلغ من النضج لنسمع قصائد مثل: الأطلال أو هذه ليلتي... إلخ.
وكان (وليد) زميل دراستنا يناغي، فتاتين في العمارة غرب المدرسة، وكانتا تسهران سويًا في شرفة شقتهم بالدور الثاني في البناية التي يسكنها الفنان الشهير (إسماعيل يس)، ويظل صاحبنا متحفزًا وعلى وَجَلٍ لا يقرّ له حال، ولا يستقرّ له بال. وكان صاحب مقام وحظوة لدى الفتاتين، وكما يبدو من أحواله يحادثهما بلغة الإشارة، ويحركهما بإشارة من أصابع يده وكأنَّه يمسك بعصا مايسترو يقود جوقة كبرى كالسنباطي أو بليغ حمدي؛ حيث ترى ذراعيه وكفيه وأصابعه تتلوى يمينًا وشمالًا، وصعودًا ونزولًا. فما إن تضرب لغة الإشارة بينهم الموعد، نرى أبا خالد مسرعًا للذهاب لموقع المواعدة، وقد تزين وجهه بابتسامة الرضا، كمن أصاب الهدف في المرمى؛ فيأخذ طريقه إلى شارع محمد مظهر، أما الفتاتان فتسلكان شارع أحمد حشمت حتى إذا ما وصلا إلى الشارع الفاصل بين السفارة الجزائرية والمدرسة الابتدائية التي أجرينا بها اختبار الوافدين في أكتوبر 1968 ينحنيان يسارًا ثم يميلان يمينًا ليستمر المسير بهما إلى شارع البرازيل امتداد محمد مظهر، ثم ينحرفوا شرقًا ويعبروا معًا أو فُرادى شارع 26 يوليو وهو امتداد للشارع الذي سُمي بيوم إعلان الجمهورية بعد إلغاء الملكية بعد ثورة يوليو بأربعة أيام، فإذا ما تعاقدت الأيدي وتناغمت الحركات وتفتحت القلوب، وبدأ البشر بنشر ملامحه على وجه أبي خالد وفتاتيه وتوقفت عجلات الأوتوبيس (الحافلة) رقم 888، في محطته والذي سيأخذهم إلى وسط البلد حيث (سينما ريفولي)، و(مطعم بامبو). أما وجبة العشاء فقد كانت تحلو على أنغام الموسيقى ودسّ بعض اللقيمات في فم بعضهم البعض، ثم تنتهي الفسحة بثلاثة مقاعد في السينما لمشاهدة فيلم (أبي فوق الشجرة) أو فيلم من بطولة (نجاة الصغيرة وحسن يوسف)؛ لكننا لن نجد أبا خالد في الليل عائدًا إلى شقته، ولن نعرف كيف قضى أمنيات تلك الليلة البهجية.
أما إنْ كان يوم الخميس وقد أرخى الليل سدوله وبعد أن ترخّص ابن جمعة من دراسته بالكلية، فلا نكاد نراه أو يُريح نفسه بِسِنَةٍ من نوم ما بين الظهيرة والمغرب، فما إن ينتهي من دوامه التعليميّ في أدراج المدرسة، حتى يلقي بحقيبته المدرسية ليركض إلى شارع أبي الفداء فيعقد يده بيد السمراء ابنة البواب ويطوفان معًا بشارع أبي الهدى ثم المنتزه.
وهما لم يكونا الحبيبين الوحدين؛ بل الكل يتمثله ويقتنص فرصة الحديث مع الصديقة الخطيبة، وإذا عدت بكم خطوات إلى ما بعد شارع 26 يوليو أي شارع (الجبلاية) الذي يبدأ من رأس كُبري (جسر) الزمالك؛ حيث يحفظك غربا فرع النيل الديربي، وشرقا جامع الزمالك، فإذا توكلت به جنوبا وقد جنّ مساء المغرب ويتبعه الليل وجدت الغرام يتنزّل في ظلمة الليل، والمنارات بضوئها الخافت فيهتك الظن كل سِتر واستطال الغرام بأرض الحب غير الممنوع، فترى الفتاة قد انثنت على ذراع فتاها فتظنهما توأمين ملتصقين، وتسمع الحديث الهامس يثني الخطوات والضحك يشبِّب بعض المارة، وقد يزعج البعض الآخر، وترى آخرين قد أعياهم المشي فاختاروا مكانًا على جانب النهر تفصلهم عنه أمتار أسفل الحاجز ومسلك المحبين وقد وَفَّرَ الشجر الكثيف جنة للمحبين؛ فالهمس لغة الرغبة، والحديث يعلو أحياناً حين يزحف التخطيط للمستقبل وتريد الفتاة أن تتعجَّل الخطوبة والزواج، بينما الشاب يريد مهلةً لتهيئة الأسرة لتحظى فتاته التي تعرّف عليها في الجامعة أو المتنزه أو العمل بالقبول، ويتسع التخطيط لمستقبل غير معلوم، وصولا إلى السكن فهو يريد أن يبقى ببيت الأسرة حتى يمكنهما الحصول على شقة، وهي تنوي إقناع أبيها به.
ويذهب الشوق بهما بعيدًا إلى لحظة ولادة طفلتهما الأولى، ويأخذهما الخيال الشاطح فيتناقشان حول اسمها: فتسأله فتاتُه ماذا نسمي أول مولودة لنا: فيجيبها: (فاطمة). فترد عليه معترضة: لا، سنسميها (نانسي)؛ فينبهر من اقتراحها لهذا الاسم الأجنبي غير المألوف ولا يمت لهما بصلة، ويقول: دعينا نسميها (هيام) فقالت بجواب الموافقة: آهٍ يعبر عن حبنا. فقال لها: نعم وأنت تعلمين أنه اسم المطربة الشهيرة (هيام يونس)، فردّت والبشرى تُزين وجهها وإن كان أول مولود الحب ولد ماذا سنسميه. قالت دون إبطاء: (فيصل). فقال: لا، سنسميه: (جمال أو ناصر)، وبعد حوار بين المحبين حول الشخصيتين. يقول سنسميه (خالد) فقالت: نعم اختيار موفق. سيُخلِّد حبنا وجذبت رأسه إليها بشغف (كُثَيِّر عزة) وقبَّلت الأولى في الوجنة اليمنى وأردفت الثانية بالوجنة اليسرى، ونادى: وقبلتها تسعا وتسعين قبلة وواحدة أخرى ويثنيها على حجره، ويتبعها بقبلة في الوجه ويلثم ثغرها وهي تكاد تذوب في حضنه، وقال: هيا نذهب قد يستبطيء أهلك عودتك وقصدا شمالا إلى شارع 26 يوليو ومحطة الباصات بُعيد الجامع، والكاتب لا يكاد يلحق بهما ولعل إضافات القصة لا تفوته.