تحذير إسرائيلي: نسير كحافلة مسرعة دون فرامل
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
مع تفاقم الأزمات السياسية في دولة الاحتلال، تزايدت القناعات الإسرائيلية أن الدولة تسير باتجاه نظام حكم أحادي الجانب، وتقترب من لحظة انتهاك متبادل للقواعد الدستورية، فالائتلاف اليميني يُعفي أنصاره من الالتزامات الأساسية، مثل: الخدمة العسكرية ودفع الضرائب، بينما يطالب المعارضة بالطاعة المطلقة, مما يجعل الإسرائيليين يقتربون أكثر فأكثر من انهيار الثقة بالدولة.
رونين تسور الكاتب في القناة 12، أكد أنه "في النظام السياسي الجديد الذي يضع بنيامين نتنياهو معالمه التعسّفية، بات كل شيء مسموح به، وسط غياب كامل للقواعد الدستورية، فوزير الحرب يسرائيل كاتس يحتفل بغطرسة في احتفالات جماعية للمتهربين من الخدمة العسكرية، والمتهربين من الضرائب".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "وزير المالية بيتسلئيل سموترتيش يُحوّل ملايين وملايين أخرى لجمعيات مقربة منه وأعضاء من حزبه لشراء ذممها. فيما حاييم ليفين وزير القضاء وسيمحا روتمان رئيس اللجنة القانونية في الكنيست، يُجدّدان حربهما العنيفة على أجهزة إنفاذ القانون، لتحويلها إلى دمى في يد الحكومة، ويوجّه حراس الكنيست ضربات قاتلة لعائلات الأسرى، ويُقتاد المتظاهرون مُكبّلين بالأصفاد لأقبية الشرطة، التي تتحول بسرعة إلى أحد فروع إنفاذ القانون في حزب الليكود، وليس الدولة".
وأكد أن "كل هذه المؤشرات دلائل جديدة على تفكك النظام السياسي، وخروج عن القواعد التي وازنت التوترات الداخلية العميقة في المجتمع الإسرائيلي، وغياب الإدراك بأن أجهزة إنفاذ القانون كالشرطة وسلطات الضرائب، تخدم المصلحة العامة، وليس المصالح الحزبية الخاصة، لكن الحاصل اليوم أن الحكومة اليمينية تعمل لتجنيد الدولة العميقة في خدمتها، من خلال تحريف نظام القضاء لإحباط إرادة الجمهور".
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "خروج نداف أرغمان الرئيس السابق لجهاز الشاباك، بتصريحاته التي هزّت الدولة، وتجرّأ على تحدّي الحكومة ورئيسها، وقام بكسر ألواحها، وأنشأ حالة من الرعب ضد نتنياهو الذي حوّل انتهاك القواعد الدستورية إلى استراتيجية منظمة، ولعل أهمية كلامه لا تكمن في المعلومات التي سيكشفها، أو لن يكشفها في لحظة الحقيقة، بل في انعكاس الشعور السائد لدى جمهور إسرائيلي واسع بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر".
وأشار إلى أن "تهرّب الحريديم من الخدمة العسكرية في الوقت الذي يخوض فيه جيش الاحتلال ما يسميها "حرب الوجود"، وإعفاء التجمّعات الدينية بأكملها من دفع الضرائب، بل وسنّ قوانين النهب، والأخطر تحريرهم من الولاء للدولة، مما يشير الى تشكّل واقع إسرائيلي لن يدوم طويلا في شكل مجتمع كبير، يخدم ويدفع، ويفي بجميع التزاماته، صحيح أننا أمام أقلية برلمانية، لكنها تكتسب أغلبية بفضل الديموغرافيا والعلاقات السياسية القائمة على المصلحة الشخصية".
وأوضح أن "دولة الاحتلال منوط بقاؤها بقوّتها الدستورية، ودون ذلك، ستنهار الأنظمة الأمنية والاقتصادية، وستُعمي الكراهية الداخلية نظام الحكم، كما أعمت صناع القرار السياسي، ولن يوافق جنود الاحتياط على الخدمة العسكرية عندما يواجهون إهانة اليهود المتشددين المترددين، رغم تلقيهم ميزانيات ضخمة مقابل رفضهم الانخراط في الجيش".
وختم بالقول بأن "النظام السياسي الإسرائيلي أصبح أشبه بحافلة ينطلق سائقها بسرعة فائقة في منحدر حاد، ودون فرامل، بينما يُشغّل نظام الصوت موسيقى عالية لإسكات صرخات الرعب في ركابها، فيما يظهر قادة الأمن والجيش مثل الراكب الذي وقف، وواجه سائق الحافلة، ووجه له تحذيرا واضحا: إما أن تتوقف، أو سنوقفك قبل أن تصطدم الحافلة بركابها، تماما كما حدث في هجوم السابع من أكتوبر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة الاحتلال طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
العلامة مفتاح يشارك وزارة الخدمة المدنية تدشين البرنامج التدريبي الموجه
الثورة نت /..
شارك القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري تدشين البرنامج التدريبي “المهارات الإدارية المتكاملة” الموجه لمدراء مكاتب الوزراء ومساعديهم ضمن المرحلة الأولى من التدريب للقيادات الإدارية في المعهد الوطني للعلوم الإدارية لـ40 متدربًا خلال الفترة 14 – 24 ديسمبر 2025م.
وفي التدشين ألقى القائم بأعمال رئيس الوزراء كلمة توجيهية، أشار في مستهلها إلى أن حسن الأداء لن يتحقق إلا بالتدريب والتأهيل وباستيعاب اللوائح والأنظمة والقوانين الميسرة للأعمال.
وتوّجه بالشكر والتقدير لوزير الخدمة المدنية وقيادة المعهد وطاقم العمل الأكاديمي والإداري والفني على الجهود التي يبذلونها طيلة الفترة الماضي، معبرًا عن الأمل في بذل المزيد من الجهود البناءة في الحاضر والمستقبل وخدمة توجه الدولة في التطوير الإداري.
ولفت العلامة مفتاح إلى أهمية المراجعة والتقييم المستمر لمسار التدريب وآلياته التطبيقية لضمان الفعالية المطلوبة لهذه العملية ودورها في تنمية وتطوير القدرات الإدارية بسهولة، مؤكدا أهمية استمرار العملية التدريبية لتشمل مختلف المستويات القيادية والإدارية في عموم وحدات الخدمة العامة.
وأوضح أن العمل الإداري في ظل استمرار العدوان و الحصار والتضييق على اليمن، ينبغي أن يكون منسجمًا مع مسار المواجهة العسكرية باعتبار ذلك جهادًا حقيقيًا.
وخاطب المتدربين بالقول “معنيون كمدراء مكاتب وسكرتارية بإيجاد بيئة عمل مرتبة وإيجابية مهما كانت الضغوط ويكون هذا الهدف ضمن أولويات عملكم اليومي لأهميته في خدمة ونجاح العملية الوظيفية لهذه الوزارة أو تلك وكذا علاقاتها بالمؤسسات الأخرى وأن تحرصوا على أن تكونوا عند مستوى الأمانة والمسؤولية المنوطة بكم في أداء واجباتكم الوظيفية وصون الوثائق وحمايتها”.
وأضاف القائم بأعمال رئيس الوزراء، “ينبغي أن تحرصوا على الاستعانة بالله والسعي لامتلاك وتنمية المهارات الإدارية بصورة مستمرة، فقدراتنا جميعًا مهما بلغت تظل بحاجة لتنميتها وتطويرها بمختلف الوسائل وفي مقدمتها من محيطكم لتكونوا عونًا فاعلًا للوزير، مع إيلاء عناية خاصة لعمليات الترتيب والتنظيم وحفظ المهام والوثائق وأرشفتها باعتبار ذلك من أسس نجاح العمل الإداري”.
وتابع “ستواجهون نفسيات ومزاجات متعددة في عملكم اليومي، ما يتوّجب عليكم التحلي بالهدوء والمسؤولية والصبر والكلمة الطيبة في التعامل معها وإرشاد أصحاب المعاملات إلى الآلية السليمة لاستكمال معاملاتهم”.
وأوضح العلامة مفتاح، أن هناك أعمال أخلاقية بسيطة يقوم بها هذا الموظف أو ذاك إزاء المعاملين ولها آثارها على نفسياتهم ومستوى ثقتهم بمؤسساتهم، معبرًا عن الثقة في أن يكون الجميع قدوة حسنة في أعمالهم اليومية والقيام بواجباتهم مع استشعار الأبعاد الأخلاقية والإنسانية والوظيفية.
وأفاد بأنه سيتابع مع وزارة الخدمة المدنية توسيع البرنامج التدريبي ليشمل كافة القيادات والمسؤولين في مختلف المستويات مع تقييم أثر البرنامج التدريبي الحالي في الواقع العملي، معبرًا عن الأمل في تتمكن وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري من صنع بصمة في مسار التحول والتطوير الإداري في الجهاز الإداري للدولة.
بدوره أشار وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، إلى أن الوزارة منذ تشكيل حكومة التغيير والبناء، شرعت في إعداد العديد من المشاريع والبرامج الهادفة تطوير الواقع الإداري والمؤسسي، ومنها مشروع برنامج التدريب القيادي لتأهيل قيادات وكوادر الدولة الذي يشمل حقائب تدريبية متعددة.
وأوضح أن الحقيبة التدريبية “المهارات الإدارية المتكاملة”، تستهدف ٤٠ متدربًا من مدراء مكاتب الوزراء ومساعديهم ضمن المرحلة الأولى من التدريب للقيادات الإدارية، يتلقون خلالها محاضرات نظرية وعملية حول إعداد العلوم الإدارية وكتابة المحاضر ومتابعة تنفيذها والرسائل والتقارير والاجتماعات الإدارية وكيفية التلخيص.
واعتبر الوزير الحوالي، في التدشين الذي حضره وكيلا الوزارة لقطاعي التقييم والتدريب العزي الحطامي والنظم وسياسات الموارد البشرية شكري عبدالمولى، التدريب حجر الزاوية وأحد الأركان الرئيسية في التطوير الإداري والبناء المؤسسي والتحول الرقمي.
وأكد الحرص على تجويد المادة التدريبية وفقًا للمتغيرات والاحتياجات وبما يواكب التطورات الدولية في هذا المجال الحيوي المهم، لافتًا إلى أن الوزارة بصدد التأسيس لبناء قوي في الجانب التدريبي استنادًا للدور الذي أنيط بها بصورة مبنية على التخطيط والاحتياج في إطار التوجه الهادف إلى ربط المسار الوظيفي بالمسار التدريبي، بما يرفع من كفاءة العنصر الوظيفي ويعزز ويحسن من أداء مؤسسات الدولة.
وأفاد وزير الخدمة المدنية بأن ذلك يأتي انطلاقًا من أهداف وتوجهات برنامج الحكومة فيما يتعلق بالبناء النوعي للقدرات والمهارات الإدارية والوظيفية للكادر العام بمختلف المستويات لتلبية الطموحات والاحتياجات التدريبية ذات الصلة بمنهجية الأداء العام للدولة.
فيما ثمن عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية الدكتور محمد القطابري، جهود قيادة وزارة الخدمة المدنية المبذولة في الاهتمام ودعم تدريب وتأهيل الكوادر الإدارية في كافة مؤسسات الدولة.
وأوضح أن هناك خطة تدريبية شاملة تعكف الوزارة مع المعهد على العمل عليها، تتضمن مصفوفة برامج تدريبية من شأنها إحداث نقلة نوعية لكوادر الدولة وتعزيز أداء المؤسسات.
ولفت الدكتور القطابري، إلى أنه ومن خلال تحديد الاحتياجات التدريبية سيتم وضع برامج تدريبية نوعية بحسب المستويات “الدنيا والوسطى والعليا”، بما يكفل تأهيل الكادر الإداري التأهيل الأمثل الذي يرفع كفاءته وينمي قدراته ويحسن من أدائه لمهامه وواجباته وينعكس إيجابًا على واقع العمل الإداري والخدمي بكافة وحدات الخدمة العامة.
وحث المشاركين في الدورة من الكفاءات الإدارية من مختلف مؤسسات الدولة على الاستفادة المثلى من برنامج الدورة والخروج بحصيلة من المعلومات والمهارات التي تكفل لهم تطبيقها في واقعهم العملي لدى الجهات التي يعملون بها.