جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@11:00:50 GMT

الدعاء لأهلنا في غزة

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

الدعاء لأهلنا في غزة

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

إنَّنا ضعفاء ولا حيلة لدينا أمام ما يحدث لأهلنا في غزة وفي فلسطين؛ فهناك إخوة لنا يدافعون باسمنا عن المسجد الأقصى والمُقدسات الدينية، ويدافعون عن حقهم في وطنهم ووجودهم وهو حق إنساني تعترف به كل الأنظمة والشرائع الإلهية والبشرية، وهذا الحق لن يسترد إلا بالدماء والأرواح وبذل الغالي والنفيس، فلا معاهدات ولا اتفاقيات ولا مواثيق مع الصهاينة، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة، معادلة صحيحة أمام طاغوت لا يُؤمن بقيم الإنسانية ولا العهود والمواثيق.

وفي خضم هذه الأزمة وعدم وجود سبيل لنصرة إخواننا في غزة العزة، يبقى الدعاء هو السلاح الأقوى الذي يُمكن أن نحمله في أيدينا، وفي هذه الأيام المباركة، وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، تزداد أهمية الدعاء، حيث تفتح أبواب السماء وتستجاب الدعوات، ومن بين أولئك الذين يحتاجون إلى دعائنا العاجل والمخلص، هم أهلنا في غزة الذين يواجهون تحديات وصعوبات لا يمكن تصورها.

إن ما يعاني منه أهل غزة من قتل وتشريد ودمار يفوق الوصف، فقد فقدوا الكثير من أحبائهم، ودمرت بيوتهم، وأصبحوا يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، إن الحصار المفروض عليهم منذ سنوات طويلة قد زاد من معاناتهم، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، مما يهدد حياتهم اليومية، في ظل هذا الواقع الأليم، يظل الدعاء هو الأمل الذي يمكن أن يجمعنا جميعا، ويوحد قلوبنا في سبيل نصرة إخواننا في غزة.

أهل غزة اليوم يعيشون أسوأ مأساة إنسانية في العصر الحديث، تحت القصف والدمار والجوع والتشريد، أطفال يقتلون، نساء يرمون تحت الأنقاض، رجال يدفنون أحياء، ومستشفيات تحاصر حتى ينفد دواء المرضى، ومع كل هذا لا يملك مُعظم المسلمين حول العالم إلّا الدعاء، والدعم المالي إن استطاعوا، فلماذا نستصغر هذا السلاح العظيم؟

لقد جاء شهر رمضان ليكون فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولإحياء قيم الرحمة والمغفرة، وفي العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، يتضاعف الأجر والثواب، ويستجاب الدعاء بإذن الله، فالدعاء عبادة عظيمة تحمل في طياتها الأمل والتفاؤل. يقول الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)، وهذا تأكيد على أهمية الدعاء ومكانته في الإسلام.

وعندما ندعو لأهلنا في غزة، فإننا لا نتجه فقط إلى الله عزَّ وجلَّ؛ بل نؤكد على إنسانيتنا وتضامننا مع من يعانون، إن الدعاء لأهل غزة هو واجب علينا، وهو سبيل لتعزيز الروابط الإنسانية والروحية بيننا، وفي كل مرة نرفع فيها أيدينا إلى السماء، نذكرهم في صلواتنا وندعو لهم بالفرج والنصر، فإننا نؤكد على أننا لا نتركهم وحدهم في محنتهم.

إننا نعيش في زمن تتشعب فيه الأزمات، وقد تبدو أحيانا الأوضاع وكأنها لا تحتمل، ولكن يجب علينا ألا نستصغر من شأن الدعاء، فهو الوسيلة التي قد تقلب الأمور رأسًا على عقب، فكم من دعاء استجاب الله له في لحظة كانت فيها الأوضاع في أسوأ حالاتها، إن الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو ما يجعلنا نشعر بأننا جزء من هذه المُعاناة، وأنه بإمكاننا أن نُحدث فرقًا، حتى وإن كان هذا الفرق بسيطًا.

لنستغل هذه الأيام المباركة، ولنجعل من دعائنا لأهل غزة جزءًا لا يتجزأ من عبادتنا، فلندع لهم في صلواتنا، ولنتذكرهم في كل لحظة، ولنجعل من قلوبنا قناديل تضيء دروبهم نحو الأمل والحرية، فالدعاء هو أملنا، وهو ما يُمكن أن يرفع البلاء عنهم، ويجعل من المحن فرصا جديدة للنجاة، فالدعاء قد يغير الأقدار، ويرفع البلاء، وينصر المظلوم، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء" فلماذا لا نلح على الله في هذه الأيام المباركة أن يفرج عن إخواننا في غزة؟

ودمتم ودامت عُمان وفلسطين وكل الأمة الإسلامية بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أدعية مأثورة تريح القلب

يُعد الدعاء من أفضل العبادات التي تُقرّب العبد إلى ربه، فيطمئن قلب العبد ويهدأ، ويستطيع المسلم الدعاء بما شاء من جوامع الكلم، وسنذكر بعض الأدعية التي يمكن الدعاء بها في جميع الأحوال فيما يأتي: 


(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).
(اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي، إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا).
(اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).
(اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا)

مقالات مشابهة

  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • سنن اشتداد المطر عن النبي
  • الدعاء نزول المطر.. أهم أوقات وأماكن استجابة الدعاء في السنة النبوية
  • دعاء المطر لتحقيق المطالب والفرج العاجل.. لا تفوت أفضل لحظات الاستجابة
  • هل الدعاء عند نزول المطر مستجاب؟.. ردده بهذه الصيغة لتتحقق أحلامك
  • الحكمة من النهي عن قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود
  • 8 دعوات من هدى النبي.. كلمات تدفع بها دعاءك إلى السماء
  • أدعية مأثورة تريح القلب
  • في 4 نقاط.. كيفية اغتنام المؤمن لفصل الشتاء؟
  • دعاء قبل الفجر.. فرصة ذهبية يستجيب فيها الله لعباده ويزيد الرزق