الأمم المتحدة تدعو لتفكيك إرث تجارة الرقيق وبناء مجتمعات أكثر عدلا وكرامة إنسانية
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانج، إلى تفكيك إرث تجارة الرقيق وبناء مجتمعات أكثر عدلا وكرامة إنسانية، واصفاً تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بأنها واحد من أحلك فصول تاريخ البشرية، مشددا على الضرورة الأخلاقية الملحة لوضع أسس مستقبل أكثر عدلا قائم على الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان.
وأشار يانج بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من إلغاء الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي رسميا، واستعادة الدول الإفريقية سيادتها عبر موجات من إنهاء الاستعمار، فإن آثار الظلم لا تمحى بسهولة، فهي لا تزال قائمة في سياسات ومؤسسات تُديم العنصرية والقمع المنهجي ضد المنحدرين من أصل إفريقي.
وسلط يانج في كلمته بالجلسة العامة السنوية للجمعية العامة للاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي الضوء على أثر تلك الممارسة حيث تم اقتلاع ما بين 25 و30 مليون شخص قسرا من ديارهم وتقييدهم ونقلهم من إفريقيا إلى منطقة البحر الكاريبي والأمريكيتين على مدى 400 عام، والكثيرون منهم لم ينجوا من تلك الرحل.
ودعا «يانج» إلى هدم هياكل عدم المساواة هذه، وتعزيز وتنفيذ القوانين التي تُعضد المساواة في السكن والتوظيف والرعاية الصحية والتعليم والعدالة الجنائية، وتطبيق سياسات لا تكتفي بالاعتراف بالظلم التاريخي، بل تُصححه وتصون كرامة وحقوق المنحدرين من أصل إفريقي، ومعالجة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية المتجذرة في استغلال الشعوب المستعبدة من خلال ضمان الوصول العادل إلى الموارد والفرص.
وشدد رئيس الجمعية العامة، على أن التعليم وإحياء الذكرى أمران مهمان لضمان ألا ننسى، داعيا إلى دمج تاريخ شامل للرق وتداعياته في المناهج التعليمية حول العالم، فالمجتمع المُطّلع أكثر قدرة على مواجهة التحيز وتعزيز التعاطف.
وأشار "يانج" إلى العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل إفريقي الذي أعلنته الجمعية العامة في 2024، مؤكدا أنه يمثل فرصة حاسمة لمواجهة الإرث المستمر للرق والاستعمار.
ولفت إلى أن الوقت قد حان لدعم المبادرات التي تعزز التعافي سواء من خلال تدابير إصلاحية، أو اعتراف علني، أو مشاريع مجتمعية تهدف إلى المصالحة. وأضاف: يجب أن تكون مكافحة بقايا الرق عالمية. من خلال العمل الجماعي فقط يُمكننا بناء عالم تسوده الكرامة والعدالة.
بدوره.. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمته في الفعالية، إن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وصمة عار على ضمير الإنسانية لا تُمحى، مشددا على أن الأرباح الفادحة المتأتية من الرق والأيديولوجيات العنصرية التي غذّت هذه التجارة لا تزال قائمة.
وأكد الأمين العام، أن هذا اليوم، الذي يُصادف 25 مارس من كل عام، ليس مجرد يوم للذكرى، بل هو أيضا يوم للتأمل في الإرث الدائم للعبودية والاستعمار ولتعزيز عزمنا على مكافحة هذه الشرور اليوم. وقال إن جرائم تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وتأثيرها المستمر ظلت دون معالجة لفترة طويلة جدا، ولكن بفضل العمل الدؤوب للقادة والمجتمعات المتضررة، لم يعد من الممكن تجاهل الدعوات إلى الاعتراف بالماضي وإصلاحه.
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة، أن بعض المؤسسات والدول تتخذ بالفعل خطوات للاعتراف بماضيها ومعالجته، ولكن هناك حاجة إلى المزيد.وأضاف: أهوال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي حقيقة لا يمكن إنكارها. والاعتراف بهذه الحقيقة ليس ضروريا فحسب، بل هو أيضا أمرٌ حيوي لمعالجة أخطاء الماضي، وتعافي الحاضر، وبناء مستقبلٍ تسوده الكرامة والعدالة للجميع.
وحثّ جوتيريش، الجميع على القيام بدورهم في بناء مجتمعات شاملة خالية من شرور العنصرية، داعيا الدول إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتطبيق الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والانضمام إليها إن لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل.
وقال إنه يجب على قادة الأعمال تعزيز المساواة ومكافحة العنصرية، وعلى المجتمع المدني والمواطنين العاديين مواصلة السعي لتحقيق العدالة، واتخاذ موقف ضد العنصرية أينما وحيثما ظهرت.
وأكد الأمين العام، أن هذه الرسالة تقع في صميم عمل الأمم المتحدة، قائلا: إن كرامة كل إنسان هي عقيدتنا المؤسسية. علينا أن نقف مع الجميع، في كل مكان، لمكافحة التمييز العنصري والكراهية، والدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة الجميع.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تُحذر من تناقص الإمدادات في غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي
الأمم المتحدة: الهجوم على مسجد في النيجر وقتل المصلين انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
الأمم المتحدة تطلق دعوة لجمع مليار دولار للاجئي الروهينجا في بنجلاديش
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تجارة الرقیق عبر المحیط الأطلسی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
شراكة بين باي موب وRobusta لتسريع التحول الرقمي وبناء اقتصاد غير نقدي أكثر قوة
أعلنت شركتا باي موب، المتخصصة في تكنولوجيا المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وRobusta Technology Group (RTG)، المتخصصة إقليميًا في تطوير المنتجات الرقمية وحلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، عن توقيع شراكة استراتيجية تهدف إلى إطلاق إطار تعاوني مشترك يقدم حلولًا متكاملة تجمع بين المدفوعات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتجارب المستخدم المتقدمة، لتمكين التجار والشركات الناشئة والمؤسسات في مصر والمنطقة من تسريع تحولها الرقمي وتحقيق نمو أكثر كفاءة.
تأتي هذه الشراكة في إطار رؤية مشتركة لبناء منظومة رقمية متكاملة تدعم نمو الاقتصاد غير النقدي، وتعزز جاهزية الشركات الصغيرة والمتوسطة للانتقال نحو بيئة رقمية شاملة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف الدولة للتحول الرقمي والشمول المالي.
وترتكز الشراكة على إطار عمل استراتيجي مشترك يجمع بين بنية باي موب المتقدمة في مجال المدفوعات الرقمية وخبرات RTG الواسعة في مجالات التحول الرقمي وتطوير المنتجات وحلول الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا التعاون إلى تمكين التجار والشركات من بناء تجارب رقمية ذكية تشمل الدفع، والأتمتة، والتحليلات المتقدمة، مع توفير سهولة التكامل وسرعة التنفيذ، كما يعزز التعاون التوسع الإقليمي للطرفين، مما يرسخ موقع الشراكة كمحرك رئيسي للتحول الرقمي في المنطقة.
قال حسين محي الدين، الرئيس التنفيذي لشركة Robusta Technology Group: "تشكل شراكتنا مع باي موب خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة رقمية موحدة تربط بين الذكاء الاصطناعي والمدفوعات وتجربة العملاء في إطار واحد. هدفنا ليس فقط تسريع التحول الرقمي للشركات، بل تمكينها من النمو بذكاء وكفاءة في أسواق تتطور بسرعة. هذه الشراكة تعكس التزام RTG بقيادة التحول الرقمي من الفكرة إلى الإيرادات، ومن المحلية إلى الإقليمية، وتؤكد دورنا كشريك استراتيجي في بناء بيئة رقمية أكثر تكاملًا في المنطقة".
وقال إسلام شوقي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة باي موب: "نؤمن بأن التكامل بين التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي هو المستقبل الحقيقي لنمو الأعمال في المنطقة. تمثل هذه الشراكة خطوة محورية توحد بين بنية التكنولوجيا المالية واستراتيجيات تطوير المنتجات الرقمية، لتقديم تجربة متكاملة تجمع بين المدفوعات، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي ضمن منظومة واحدة. ويعد التعاون مع RTG نموذجًا لتكامل الرؤى بين شركتين رائدتين تسعيان إلى تمكين الشركات الناشئة والمؤسسات من تحقيق نمو مستدام وتسريع التحول نحو الاقتصاد الرقمي."
وتمهد هذه الشراكة الطريق أمام إطلاق مبادرات مشتركة قادمة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والمدفوعات والتجارب الرقمية، بهدف تسريع التحول الرقمي للتجار والشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعم موقع مصر كمركز إقليمي للتحول التكنولوجي والابتكار في المنطقة.