وزارة الصحة تطلق نداءً إنسانياً لتوفير أدوية السرطان في سوريا
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
دمشق-سانا
أطلقت وزارة الصحة اليوم نداءً إنسانياً عاجلاً لتوفير أدوية السرطان، داعية كل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي للمساعدة في تأمينها وإنقاذ حياة آلاف المرضى.
وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة الدكتور زهير قراط خلال مؤتمر صحفي بعنوان “نداء إنساني عاجل: أزمة حادة في توافر أدوية السرطان في سوريا وتأثيرها على مرضى الأورام” أن مشكلة نقص أدوية علاج السرطان واحدة من أعقد التحديات التي يواجهها القطاع الصحي خلال الفترة الحالية، لكونها تؤثر بشكل كارثي على حياة آلاف المرضى وعائلاتهم في مختلف أنحاء البلاد، وأصبحت أزمة صحية وإنسانية.
وبيّن الدكتور قراط أن القطاع الدوائي الخاص هو، ضمن خطة وزارة الصحة الإستراتيجية، شريك رئيسي، لكن تم توقيف العقود معه من أجل المراجعة والتدقيق القانوني لحين انتهاء قسم الرقابة الدوائية من متابعة هذه المعامل، والتأكد من جودة الأدوية التي ستقدم لمرضى السرطان، مؤكداً اهتمام الوزارة بتقديم الخدمات الطبية المطلوبة في المنطقة الشرقية في ظل نقص الرعايات الأولية والثانوية، والمستلزمات والأدوية، والعمل على تخصيص قسم لعلاج السرطان في مشفى دير الزور الوطني.
وأوضح الدكتور قراط أن المؤتمر نداء إنساني عاجل يتم إطلاقه من دمشق باسم المرضى وأسرهم لكل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية والدول الشقيقة والصديقة، حيث لا تطلب الوزارة المستحيل بل ما هو ضروري وعاجل، مؤكداً استعداد الوزارة للتعاون مع كل الجهات الراغبة في مد يد العون، ووضع خارطة طريق عملية قائمة على التنسيق والشفافية، لضمان وصول العلاج إلى مستحقيه.
بدوره رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للدم والأورام الدكتور جميل الدبل أشار إلى حالة الفقر التي يعاني منها الشعب السوري حالياً، والصعوبات التي يواجهها في تأمين بعض الأدوية، وندرتها وغلاء ثمنها، مؤكداً عدم توافر سوى 20 بالمئة من الاحتياجات الفعلية للأدوية لبعض أنواع السرطانات، بينما نفدت الكمية تماماً لأنواع أخرى، ما ينذر بكارثة صحية هائلة تطال الأطفال والبالغين، ويعرض آلاف المرضى لفقدان الفرصة في العلاج المناسب، ويزيد من نسبة الوفيات.
ووجه الدكتور الدبل الدعوة لوسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه الأزمة الصحية الحرجة، واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الحكومة والمنظمات الصحية المحلية لمحاولة تأمين الإمدادات الأساسية من الأدوية اللازمة والإسعافية لمرضى السرطان في سوريا.
وأوضح رئيس دائرة الأمراض المزمنة والسرطانية الدكتور كرم ججي أن الإصابات بمرض السرطان تزداد بشكل كبير، حيث تشهد سوريا تسجيل نحو 17 ألف حالة سنوياً للبالغين، و1500 إصابة للأطفال، بينما يبلغ عدد المراكز الصحية ذات الصلة بالمحافظات نحو 19 مركزاً بحاجة دعم كبير لجهة تأمين الأدوية الأساسية، والمستلزمات الصحية.
وفيما يخص إنتاج أدوية السرطان محلياً بيّن مدير البحوث والرقابة الدوائية الدكتور إبراهيم الحساني أن معمل “كيور فارما” هو الوحيد لإنتاجها، ويشمل 8 أصناف، ولا يغطي الكمية التي يحتاجها المرضى، لافتاً إلى أنه يتم العمل على ترخيص معملين آخرين لكنهما لم ينتجا حتى الآن، كما تم فتح المجال أمام الشركات لإنشاء مخابر لإجراء الدراسات حول تراكيب الأدوية والدراسات السريرية.
وأوضح الدكتور الحساني أن العقوبات المفروضة على سوريا أثرت بشكل كبير على سلاسل التوريد والإمداد، وأدت إلى تفاقم المشكلة، إضافة إلى أنه خلال السنوات الماضية تم الاعتماد على “الإيرادات الإيرانية” لكنها توقفت قبل تحرير سوريا، وكان لها سبب كبير في نقص الأدوية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الحكومة تستعد للإعلان عن مصر خالية من الجذام والوصول لـ صفر إصابات في 2030
تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعًا اليوم جهود واستعدادات الحكومة للإعلان عن القضاء على مرض الجذام، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان.
وأوضح رئيس الوزراء أن الاهتمام بالخدمات الصحية المختلفة هو بُعد أساسي في تحقيق التنمية المستدامة بجميع جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وبالتالي يجب تعزيز السياسات التي من شأنها تأمين حياة صحية للأفراد، والقضاء على الأمراض المعدية وغير المعدية، ومساعدة المتعافين على استعادة حياتهم وتقديم أوجه الدعم المختلفة لهم وإدماجهم في المجتمع.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إنه مثلما نجحت مصر، وباتت رائدة عالميًا، في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، وفيروس "بي"، والملاريا، وشلل الأطفال، سنتمكن من القضاء على مرض الجذام وإعلان مصر خالية منه.
واستعرض وزير الصحة والسكان، خلال الاجتماع، جهود الوزارة لمكافحة مرض الجذام، موضحًا أن وزارة الصحة تتبنى منهجية محددة تتماشى مع الاتجاه العالمي للقضاء على مرض الجذام، من خلال تقديم خدمة متكاملة تتمثل في الاكتشاف المبكر للحالات وعلاجها عن طريق ترصد المرض وتوفير العلاج النوعي من خلال إدارة مكافحة الجذام التابعة لقطاع الطب الوقائي بالوزارة عبر 27 عيادة للأمراض الجلدية والجذام، فضلًا عن توفير الجانب الاجتماعي والنفسي للمتأثرين من المرض لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من خلال تدريب الأطباء والتمريض والاخصائيين الاجتماعيين على تأهيل المرضى طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا لدمجهم في المجتمع.
وأضاف الوزير أن رؤية الوزارة في هذا الملف تتمثل في الوصول إلي صفر حالات جذام بحلول عام 2030، من خلال منهجية العمل التي تتبناها وزارة الصحة والسكان وجهودها بصدد الاكتشاف المبكر وعلاج الحالات.
ولفت الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن رؤية الوزارة تتماشى مع الرؤى والسياسات العالمية، لافتًا إلى أن كل مستعمرات الجذام على مستوى العالم تم إلغاؤها ولا داعي لعزل مرضى الجزام؛ نظرًا لأنه مع أول جرعة من العلاج يصبح المرض غير مُعد، ويُعالج المريض في أي مستشفى عام. قائلًا: الجذام مرض جلدي كسائر الأمراض الجلدية.
وتحدث الوزير عن مستعمرتي الجذام في أبو زعبل والعامرية، مشيرًا إلى أن جميع المرضي الموجودين حاليًا بمستعمرة الجذام بالإسكندرية متعافون من مرض الجذام ولا توجد حالات نشطة تحتاج إلى عزل، ويمكن مغادرتهم المستعمرة ودمجهم بالمجتمع مع التردد على العيادات الخارجية ومعظم المرضى بمستعمرة أبو زعبل يعتبرون مرضى عيادات خارجية ويمكن أن يتلقوا خدماتهم العلاجية بأي مستشفى عام أو مركزي.
واستعرض الوزير الإجراءات المتخذة من أجل عدم عزل مرضى الجذام -الذي يتنافى مع معايير حقوق الإنسان- تزامنًا مع التوجُه العالمي لإلغائه، والاستغناء عن مسمى عيادات الجذام على مستوى الجمهورية واستبدالها بعيادات الجلدية التخصصية في ضوء كونه مرضا جلديا مثل باقي الأمراض الجلدية، مؤكدًا الاستمرار في دراسة الحالات الموجودة بالمستعمرات وتقديم الدعم الطبي والنفسي والنقدي والاجتماعي لها.
وأكد محافظ الإسكندرية أن عدد المرضى بمستعمرة الجذام بالعامرية يصل إلى نحو 26 مريضًا وتم شفاؤهم وعلاجهم بالكامل من مضاعفات المرض وكذا تأهيلهم.
وأوضح مُحافظ القليوبية أن أعداد المرضى تتقلص لأن المستشفى بأبي زعبل لا تستقبل حالات جديدة للحجز نظرًا لتغير طريقة علاج المرض.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه تم إجراء مسح اجتماعي للمرضى بالقليوبية، مشيرة إلى أنهم يحصلون على الدعم النقدي "تكافل وكرامة"، ما عدا نسبة قليلة لديهم دخل بالفعل، سواء من المعاش التأميني أو خلافه.
وأضافت أنه بالنسبة للمرضى في الإسكندرية، يوجد عدد حالات قليل جدًا، ويحصل الجزء الأكبر منهم على دعم "تكافل وكرامة". مؤكدةً حرص الوزارة على توفير خدمات الدعم الاجتماعي لجميع الحالات طبقًا لنتائج المسح الاجتماعي، وتتضمن تأهيل المرضى ودمجهم بالمجتمع مع توفير فرص عمل مناسبة للحالات القادرة.
ووجه رئيس مجلس الوزراء بتكثيف الجهود للوصول إلى هدف صفر حالات جذام، كما وجه أيضًا بتوفير الرعاية الكاملة للمتعافين، والدعم النقدي الاجتماعي المطلوب.