30 مارس، 2025
بغداد/المسلة: كتب احمد ابو ريشة
“ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها…”
في سابقة مخزية، أقدم الوقف السني على إغلاق المساجد أمام المصلين، لا لضرورة شرعية، بل إرضاءً لجهات معلولة، متذرّعاً بعدم رؤية الهلال، مع أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن الخلاف بين الجهات ذات العلاقة كان مُسبقاً لإعلان العيد، وأن الإصرار على أن يكون العيد يوم الإثنين كان قائماً بصرف النظر عن المعايير الشرعية.
والمؤلم أكثر، أن أغلب هذه المساجد لم يتم بناؤها من أموال الوقف، بل شُيّدت بأموال المتبرعين الذين وقفوها لله، وتركوا أجرها عند رب كريم.
ولا نفهم كيف يُفطر المسلمون في قبلة الإسلام، مكة المكرمة، بينما نُجبر نحن على الصيام في اليوم ذاته! فأي وحدة دينية هذه التي نتغنّى بها، وأي فوضى في إدارة الشعائر
فبأي حق تُغلق المساجد، وبأي منطق يُمنع الناس من السجود فيها؟
المساجد بيوت الله، لا يملك أحد أن يصادر حق الناس فيها أو يغلقها لترضية طرفٍ أو لاعتبارات سياسية.
ومن أغلق باب الله في وجه عباده، فليتحمّل وزر هذه الخطيئة أمام الله والناس.
وفي الختام، أُحيّي الجماهير المؤمنة التي أدّت صلاة العيد في الحدائق العامة والساحات المفتوحة، وأسأل الله أن يتقبل منهم ويجزيهم خيراً، فقد أثبتوا أن الإيمان لا يُقيد بالأبواب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
يمانيون|| كتابات:
ليست كل المعارك تخاض بالسلاح وليست كل الآيات تتلى من كتاب. هناك في غزة المحاصرة حيث لا مكان للترف ولا متسع للتراجع تنبعث من تحت الركام أعظم الشواهد على حضور الله في واقع البشر. غزة التي اختارها الله لتكون ساحة التجلي لا تكتب سطورها بالحبر بل تحفرها بالدم وتوشّيها بصبر شعب يرفض أن ينكسر.
في هذا العالم التي تزداد فيه العتمة وتتكالب فيه قوى الطغيان على الشعوب المستضعفةتتوهج غزة كنجم لا يخبو لا لأنها تملك من العتاد ما يُرهب العدو بل لأنها تحمل في قلبها يقينا لا يتزعزع وتقاتل بثبات الجبال وإيمان الأنبياء. منذ ما يزيد عن ستمئة يوم متواصل يشهد العالم بأبصاره وقلوبه فصول ملحمة لا نظير لهاملحمة سُطّرت على تراب غزة بالدماء والصبر بالدمع والدعاء وبعزيمة رجال كأنهم خرجوا من كتب القداسة.
ليست غزة مجرد مدينة محاصرة بل هي مسرح لحدث إلهي مستمر حيث يتجسد الإيمان في أبهى صوره وحيث تصطف قلوب المجاهدين مع السماء في عقد لا ينفصم. هناك في كل زقاق وركن وركام تتنزل المعاني الربانية وتتكشف الحقائق الكبرى. رجالها ليسوا فقط أصحاب سلاح بل حملة رسالة يواجهون النار والموت باليقين والخذلان الأممي بثبات الموقنين. لم تفتّ في عضدهم المجازر، ولم تزعزعهم المجاعات، ولم تجرح كبرياءهم خيانة القريب والبعيد.
نرى في عيونهم تجلي الصبر المحبوب من الله ونلمح في جراحهم بشائر النصر الآتي. التاريخ – الذي عادة ما يكتبه المنتصرون – سيتوقف عندهم طويلاً لا ليُحصي فقط أسماء الشهداء بل ليكتب كيف يصبح الألم معراجا وكيف يتحول الحصار إلى ميثاق إيمان وكيف يُعاد تعريف الكرامة من خلال غزة.
ما يجري هناك ليس حدثا عابرا بل هو برهان لا يُدحض وإشارة كونية لا تُخطئ على أن الطريق إلى الله قد يكون مفروشا بالدم والركام لكنه موصل لا محالة إلى النصر الذي وعد به الصادقون. وعلى هذه الأرض وفي هذا الركن الصغير من العالم تتجلى أعظم آيات العصر… آية عنوانها: “غزة لا تنكسر”.
بقلم/عبدالمؤمن جحاف*
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي