الأعياد في الإسلام هي مواقيت فرح وسرور، يُغالب فيها الناس أحزانهم ويواسوا جراحاتهم، ويعيدوا تطبيع الحياة بالرضى والتسليم لله رب العالمين، ويندرجوا في مسارات المجتمع المسلم، بأداء الفرائض والواجبات، وهي مواسم يجتمع فيها الناس، وتلتئم الأسر، ويتجدّد عهد الإخاء والمودة، وهي ( *حرم* ) يتنازل فيه المتشاحنون عن حظ أنفسهم، ويتعافون دون الشعور بإنتقاص الكرامة، وهي محاولة لطيّ صحاف ما مضى، وبداية جديدة ولبس جديد، كأنّه تعبير تجريدي عن خلع الماضي والتهيؤ بالجديد، لمواسم حياة بإحساس متجدّد.
ولكن كان قدر السودان وبعض الشعوب المبتلاة بالحروب والصراعات أن يكون فتقه أكبر بكثير من أن ترتقه مشاهد العيد وتقمّص روح الفرح؛ لأن إجرام الجنجويد خلال سنتين عجفاوتين قد أكلتا كل أخضرٍ في شعور الإنسان السوداني المفطور على الطيبة، وإخترقت بنصال الغدر أفئدة الألم ومكامن الشعور، وقطّعت الأكباد بالوجع، وأرغمت الناس على الخروج من ديارهم في أكبر تهجير قسريّ في تاريخ حياة السودانيين.
الخوف الذي حمله الناس وهم يخرجون من مُدنهم وقُراهم ألا يتمكنوا من العودة مجددًا، بل زاد الخوف بإرهاصات توطين الغرباء في مساكنهم وسدّ أبواب العودة في وجوههم، وهم يرون ويسمعون الجنجويد يُرسلون هذه النذر بإستمرار، أيّام نشوتهم، وتدفّقهم من كل حدبٍ وصوب وإنتشارهم في غالب أرض السودان، الأمر الذي زرع الإحباط واليأس في القلوب وهم يعلمون أنّ الجيش صامد أمام هذا التمدّد الأسطوري المترّس بأحدث الأسلحة، والمسنود بأدوات السياسة والمصالح الصهيونية ورعاتها الإقليميين، وإنتظم أهل السودان قاسم الهم المشترك، هل ضاع الوطن الذي نعرفه ويعرفنا ؟؟
هل نطبّع أحوالنا على إغتراب وهجرات طويلة الأمد بعيدة الشقاق ؟؟
هل نهيئ شعورنا على صدمات الألم ومعاناة الخسارة ؟؟
وبين فرث هذه المعاناة، ودماء شهداء الجيش، قدّر الله النصر العزيز بقوله تعالى ( *كُنْ* ) فكان بقوة الله وفضله، ثم بلاء الجيش، ومن مع الجيش كافةً من المقاتلين المجاهدين، فحدث ما لم يكُن في الحسبان ( *في التوقيتات* ) برغم موفور الثقة في الجيش لكن المفاجأة غير المنتظرة ( *للجنجويد واعوانهم القحاطة* ) قد حدثت، وبدأ التداعي والإنهيار المدوي، ليس فقط لمقاتلي عصابة الإجرام، ولكن للمشروع الكبير، للمؤامرة الدولية، لسرقة وطن بأكمله، لتهجير شعب وإستبداله بشتات قبائل للسيطرة على كنوزٍ من التاريخ، والجغرافيا، والموارد، والإنسان والذكريات.
وقد شهد الناس هزيمة الجنجويد ومقدار الفرح الذي يُنسي صاحبة الألم ولو كان فقد عزيز، وهدم دار، وكلوم عزة وإحساس بالإذلال المُر.
عمّ الفرح العميق أنفُس أهل السودان ( *عدا القحاطة طبعًا* ) وتجدّد الإحساس بالعيد، وفرحته، ولبس جديده وتبادل تهانيه، والتعافي ( *إلا مع الجنجويد وداعميهم* )
وكُل ذلك الفضل من الله الكريم الحليم العظيم سبحانه وتعالى، ثُمّ من جيشنا صاحب البلاء الحسن، الذي لم يخيّب رجاء شعبه، ولا أمل أمتّه في أن يعيشوا على أرضهم أعزاء، آمنين.
تقبّل الله شهداء معركة الكرامة، وصالح الأعمال.
بارك الله في جيشنا وقيادته، وضبّاطه، وصفه وجنوده، وكُل من سانده في هذه المعركة، وكُل من قدّم دعمه ودُعاءه.
*وعيدكٌم* ،،، *جيش*
لـواء رُكن (م) د. يـونس محمود محمد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
محمد ثروت: تجربة فيلم ريستات مميزة فنيا وإنسانيا
قال الفنان محمد ثروت أن فيلم 'ريستارت'،يمثل تجربة مميزة على المستويين الفني والإنساني.
وأضاف محمد ثروت، خلال لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان في برنامج "سبوت لايت" على قناة صدى البلد، قائلاً: مبروك لكل زمايلي وكل صُنّاع الفيلم، من أول أصغر واحد في فريق العمل لأكبر واحد، الناس تعبت جدًا واجتهدت، وبإذن الله الفيلم يعجب الناس ويحوز القبول".
وتحدّث محمد ثروت، عن مضمون العمل قائلًا: 'تجربة "ريستارت" كانت جميلة جدًا بالنسبالي، الفيلم بيتناول موضوع شائك وجدلّي جدًا هذه الأيام، وهو تأثير السوشيال ميديا على حياتنا، وده اتقدم في الفيلم بشكل كوميدي ساخر أو بـ(ساركازم) خفيف، يخلّي الناس تفكر وفي نفس الوقت تضحك'.
باسم سمرةوأشاد محمد ثروت بفريق العمل، معبّرًا عن اعتزازه بالتعاون مع نخبة من النجوم، قائلاً: 'سعيد جدًا بوجود أستاذ باسم سمرة، وتامر حسني، وهنا الزاهد، وميكا، وعصام السقا، وأستاذة ميمي جمال اللي وقوفي قدامها شرف كبير، هي قيمة وقامة، وقدمنا مع بعض مشاهد بطابع كوميدي كنت فخور بيها'.
وتحدث محمد ثروت، عن تجربته الأولى مع المخرجة سارة وفيق، قائلًا: 'أول مرة أشتغل معاها، لكن الحقيقة هي مخرجة متمكنة جدًا، بتعرف تعزف على أدواتها، وعندها إحساس عالي بالكوميديا اللي مكتوبة في الورق'.
وختم ثروت حديثه برسالة تهنئة لـ تامر حسني، قائلًا: 'مبروك يا تيمو.. فيلم (ريستارت) أنت تعبت عليه وإحنا كلنا تعبنا، وربنا يكرمنا ونكسر الدنيا بإذن الله'.