التصعيد اليمني أصبح محرجا لأمريكا
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
تقرير/وديع العبسي
الكيان الصهيوني الذي تهابه الأنظمة العربية، يتلقى الضربة تلو الضربة من القوات المسلحة اليمنية، و”مستوطنوه” اعتادوا الذهاب والإياب إلى الملاجئ، وأحيانا يبدو الأمر كسباق ماراثوني، والملايين منهم يتسابقون من يصل أولا فيسلم من مخاطر الزائر اليمني الناري.
وتأخذ تحذيرات الكيان لمستوطنيه أشكالا متعددة تبعا لمستوى الخطر حسب تقييم قادة الحرب الصهاينة، وفي المحصلة ومع تراجع الثقة بقدرة منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على الوقوف أمام السلاح اليمني، يتحدد المطلوب بالحذر والانتباه، و اللجوء إلى الملاجئ إذا انعدمت الوسيلة.
التصعيد بالتصعيد
صعّد العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين الأبرياء، فيما صعّدت المارقة أمريكا من هجماتها على الأعيان المدنية اليمنية، ليأتي الرد اليمني مواجها الجبهتين ومصعّدا من ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة.
وخلال الأيام الماضية، زاد اليمن في التأكيد على أن خذلان العرب والمسلمين لفلسطين، لن يكون موقف اليمن، فتواصلت العمليات خلال شهر رمضان وعيد الفطر ليأتي هذا الفعل مصداقا للوعد بمقابلة التصعيد بالتصعيد، ليس ذلك وحسب وإنما كان في الفعل أيضا ترجمة صريحة وواضحة لرفض معادلة الاستباحة التي كشف عنها السيد القائد عقب تصاعد أعمال البلطجة من قبل العدو الإسرائيلي من جهة، واعتداءات الجيش الأمريكي من جهة أخرى.
زاد الأمر من إحراج وقلق واشنطن، وهي ترى أن اليمن يصنع لها واقعا جديدا وقد قلّم مخالبها وأنيابها، وباتت عاجزة عن تعيين الرد المناسب لإيقاف اليمن عن الاستمرار. وكلما طال أمد المواجهة انحشرت أمريكا في زاوية الفشل، خصوصا مع تصاعد نبرة التذمر الإسرائيلية بسبب تصاعد وتيرة العمليات اليمنية.
يبقى الفشل مع ذلك حليف قوي وملازم لإجراءات أمريكا والكيان الإسرائيلي العدوانية، ففي غزة فشلت كل جهود العدو ومن معه في إنهاء المقاومة، وظلت حماس وباقي الفصائل تقصف داخل الكيان بالرشقات الصاروخية الموجعة والمحبطة للعدو. وفي اليمن تفننت أمريكا في استهداف الأعيان المدنية مع تصويرها للعالم بأن أهدافها لها علاقة بالقدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، ليصفعه استمرار العمليات المباشرة بضربات باليستية ومسيرة متصاعدة على مستوى الكم والكيف وكذا على مستوى زمن الاستهداف، ولا يبدو أن الأمر سيكون بأي حال في صالح أمريكا و”إسرائيل”، واستمرارهما بالاستخفاف بقدرة هذه الضربات على إحداث متغيرات استراتيحية، وبالتالي الاستمرار في الغيّ، سيقود حتما كلا الكيانين إلى بداية النهاية وسيكشف الغطاء عن الأنظمة المشاركة في قتل الفلسطينيين واستهداف اليمن.
تؤكد الجبهة اليمنية أنَّ “عشراتِ الغاراتِ اليوميةَ لن تثنيَ القواتِ المسلحةَ عن تأديةِ واجباتِها الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ وستواصلُ بعونِ اللهِ عملياتِها ضدَّ العدوِّ الإسرائيليِّ حتى وقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها”، وهذه مسألة محسومة هزت أروقة الساسة في أمريكا، التي ما انفكت عن استهداف اليمن منذ عشرة أعوام مع ذلك لم تتمكن من إحداث أي تغيير لصالح أمريكا أو “إسرائيل”.
نتنياهو: لا تراجع عن خطة ترامب
بالنظر إلى الإجرام الصهيوأمريكي يتضح تشابه البشاعة والوحشية، حيث الاستهداف يختار بعناية الأهداف المدنية أو خيام النازحين، ويزيدون عليها باستهداف طواقم العمل الإنساني، فضلا عن البلطجة الإسرائيلية في لبنان وسوريا. وهذا التوافق في قتل العرب وتدمير الأعيان المدنية يعزز من واقعية التوجه الفعلي لأعداء الأمة في تكريس معادلة الاستباحة.
مع ذلك فإن اليمن يبقى على الموقف ثابتا، وكلما استمر هذا الموقف الإنساني والأخلاقي زاد تآكل الأعداء، في هيبتهم وحضورهم، وهذه الوتيرة ومع أي مفاجآت أخرى قادمة لا شك بأن الواقع سيشهد تقزُما أكثر لأمريكا قائدة الحملة العدائية على العرب والمسلمين.
تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن “الإدارة تواجه تساؤلات حول استراتيجيتها العامة في اليمن، خاصة بعد فشل الضربات الأمريكية السابقة في عهد إدارة بايدن في تحقيق أهدافها. ولم تقدم الإدارة الحالية ما يثبت اختلاف نهجها أو قدرته على تحقيق نتائج أفضل، في وقت تشير فيه تقارير محلية إلى سقوط ضحايا مدنيين في بعض الضربات دون أي تعليق رسمي من القيادة المركزية الأمريكية” بحسب تقرير نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في شؤون الشرق الأوسط بأن هزيمة اليمن “ليست مهمة سهلة، خاصة في ظل صمودهم خلال سبع سنوات مضت أمام الحملات العسكرية السعودية والضربات الأمريكية في عهد بايدن”.
تهديدات ترامب.. “بندقية بلا رصاص”
داخل الميان المحتل تتندر النخب من تشنجات ترامب وتجديده في كل مرة يتلقى فيها صفعة جديدة سواء بتعرض بارجات للقصف أو وصول الصواريخ والمسيرات إلى أهدافها داخل الكيان، على تصعيده وجديته في إنهاء “الخطر اليمني”،
يقول العميد (احتياط) في الجيش “الإسرائيلي” والمستشار الاستراتيجي، “زفيكا هايموفيتش”، والذي شغل سابقاً منصب “قائد الدفاع الجوي” قي “جيش” العدو تعليقا على تهديدات ترامب “لقد مررنا بخمسة أيام متوالية من الإطلاقات، ومرة أخرى (للمرة الألف) يُنظر إلى تهديد الرئيس ترامب على أنه بندقية بلا رصاص”. ويؤكد هايموفيتش: “إن الحوثيين الذين ربطوا مصيرهم بالفلسطينيين منذ أكتوبر 2023، لا يشكلون تهديداً مقلقاً لإسرائيل فحسب، بل يتحدون التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويضعون الرئيس ترامب على المحك”. حسب تعبيره. ومع فشل الزوبعة الترامبية عن إحداث تغييرات جذرية ملموسة، يرى الإسرائيلي “هايموفيتش” بأنهم داخل الميان “مضطرون إلى الاعتماد على قدرات الدفاع والإنذار المبكر للمدنيين”.
اليمن.. لا حياد عن المبدأ
سيبقى حصار البحر الأحمر مفروضا على العدو الإسرائيلي والكيان الأمريكي وكل من تعاون معهما في استباحة الأمة، وسيبقى الحظر قائما على حركة مطار اللُد “بن غوريون”.. فالمسألة مبدأ لا يمكن الحياد عنه، ولن تظل أمريكا تبيح وتشرعن لنفسها دعم الكيان الصهيوني في منهجية حرب الإبادة الجماعية في غزة، ثم تمنع على أي أحد الدفاع عن المستضعفين الفلسطينيين.
وسيبقى الأمل قائما بحدوث صدمة في الواقع العربي تعيد أنظمة وشعوب المنطقة إلى منطلقاتها الأصيلة الدينية والأخلاقية الإنسانية فتعمل على نجدة النساء والأطفال والمسنين في غزة والضفة، والمسألة ليست بحاجة إلى مبررات لاتخاذ هذا الموقف الجاد، فنتنياهو يعلن صراحة أنه لن يغادر غزة إلا بعد الإفراج عن الأسرى الصهاينة مجانا، وتسليم المقاومة للسلاح وإخراج جميع قادتها خارج البلاد. ولا يقف الأمر عند هذا الحد في تصريحات نتنياهو، وإنما يضيف إلى ذلك “تنفيذ خطة ترامب” وخطة ترامب ليست بالخفية وإنما يعلم بها الجميع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد فشله عسكرياً .. العدو الأمريكي _ الصهيوني يحرك أدواته الداخلية لضرب الموقف اليمني المناصر لغزة
في ظل اشتداد العدوان الصهيوني _ الأمريكي على غزة، وتكامل أدوات الاستهداف في أكثر من جبهة، يواصل اليمن تصدره لمشهد الصمود العربي والإسلامي، بموقفه السياسي والعسكري الحاسم في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، موقفٌ فاجأ العدو وأربك حساباته، خاصة في ظل عجز الأنظمة العربية الرسمية عن اتخاذ موقف مشابه، أو حتى مجرد الاعتراض على الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
ومع استمرار فشل العدوان العسكري على اليمن خلال السنوات الماضية، وتهاوي محاولات إخضاع الشعب اليمني بوسائل الغارات والحصار والمؤامرات، تحركت قوى العدوان، بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني، لتفعيل أدوات بديلة تركّز على اختراق الجبهة الداخلية واستهداف الموقف الوطني من الداخل، عبر تحريك شخصيات فقدت رصيدها الشعبي والسياسي، وعلى رأسها المرتزق أحمد عفاش، بدعم إماراتي مباشر، وتنسيق أمني استخباراتي مشترك.
هذا التقرير يستعرض، خلفية هذا التحرك الأمريكي _ الصهيوني بعد فشل أدوات الحرب التقليدية، وتفاصيل تفعيل ورقة أحمد علي عفاش وتحركاته الأخيرة في أبو ظبي، وكذلك محاولات تمويل وتحريك خلايا داخلية لضرب الموقف اليمني من دعم فلسطين، ودور دويلة الإمارات كأداة وظيفية في هذا المشروع القذر، الذي واجهته الأجهزة الأمنية بيقظة استباقية ، ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على هذه التحركات الخطيرة، وقراءة أبعادها السياسية والأمنية، وتحذير الرأي العام الوطني من خطورة التغافل أو التهاون أمام أدوات العدو الجديدة، التي لا تقل فتكًا عن صواريخه وقنابله، بل تسعى لتفكيك الداخل وتدمير الموقف من داخله تحت عناوين خادعة وشعارات مموهة.
تحريك أوراق مهترئة .. أحمد عفاش في واجهة المشروع التآمري
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن تحركات مكثفة جرت خلال الأشهر الماضية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، شارك فيها أحمد عفاش، ضمن لقاءات استخباراتية مع جهات إماراتية وأجنبية، في إطار مشروع يستهدف اليمن سياسيًا وأمنيًا، ويسعى لإعادة إنتاج أدوات النظام السابق، ضمن سيناريو تفكيك الجبهة الداخلية، وبث الفوضى السياسية،
وبحسب المصادر، فإن أمريكا والعدو الإسرائيلي يدركان أن الخيار العسكري لاستهداف اليمن أصبح غير ذي جدوى، بعد أن أثبتت صنعاء قدرتها على الردع وإفشال الحصار، والتحرك الاستراتيجي خارج حدود الجغرافيا، لذا، فإن المسار البديل يتمثل في محاولات تفتيت الداخل اليمني، عبر شخصيات فقدت شرعيتها الشعبية والسياسية، لكنها ما تزال حاضرة في حسابات العدو كأدوات يمكن من خلالها إثارة البلبلة وإعادة إنتاج مشاريع الوصاية.
دلالات التحرك وتوقيته
يأتي تفعيل ورقة أحمد عفاش في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تصعيد غير مسبوق في غزة، واشتداد المواجهة بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، إلى جانب تزايد الضغوط الغربية على الدول والكيانات المساندة للمقاومة.
في هذا السياق، يُفهم تحريك هذه الورقة على أنه رد مباشر على الموقف اليمني الواضح في دعم غزة، ومحاولة لتحييد هذا الموقف أو على الأقل زعزعة الجبهة الداخلية اليمنية عبر خلق انقسام داخل مكونات سياسية، أبرزها المؤتمر الشعبي العام، كما أن توقيت هذه التحركات يتقاطع مع مخطط إقليمي شامل، تسعى من خلاله الإمارات والسعودية، وبتنسيق مع الأمريكيين، إلى إعادة تدوير الفلول وإحياء مشاريع ما قبل الثورة، بما يخدم التحالف الصهيوني – الأمريكي في مواجهة المد المقاوم.
التمويل والتحريك .. الأهداف الخفية
التحركات الأخيرة لم تكن مجرد لقاءات سياسية، بل تضمنت تمويلًا مباشرًا لعناصر داخلية مرتبطة بأحمد عفاش، بهدف تحريكها داخل المحافظات اليمنية، وخلق حالة من التشظي السياسي والاجتماعي، وربما الأمني لاحقًا، بما يمهد الطريق لخلق واقع جديد يخدم أهداف العدوان.
أهداف هذه المؤامرة توفير غطاء لتحركات تخريبية تسعى لضرب التحالف الوطني المقاوم، وتحييد اليمن عن موقفه الاستراتيجي في مناصرة فلسطين، وقطع الجسر المعنوي والميداني الذي يمثل اليمن أحد أعمدته.
خطر هذه التحركات على الموقف اليمني والمشروع التحرري
تُعد هذه التحركات، في جوهرها، امتدادًا للحرب الصهيونية على اليمن، وهي أكثر خطرًا من الغارات العسكرية، لأنها تستهدف الوعي والانتماء والموقف من الداخل، وتحاول شرعنة أدوات فقدت شرعيتها الثورية والشعبية، لصالح مشروع خياني يلتقي مع العدو الإسرائيلي في المصالح والأهداف، وما يزيد من خطورة هذا المشروع هو أنه يتستر بغطاء وطني، ويستثمر في العلاقات القديمة والانقسامات المرحلية، لإعادة تدوير عناصر ثبت تورطها في التآمر على الشعب خلال سنوات العدوان.
اليقظة الأمنية تكشف خبايا المؤامرة
لم تكن الأجهزة الأمنية اليمنية بعيدة عن هذه التحركات، بل كانت على درجة عالية من الجهوزية والرصد والمتابعة الدقيقة لكل خيوط المؤامرة التي حيكت في غرف مغلقة بأبو ظبي، وبمشاركة استخباراتية أمريكية _ صهيونية _ إماراتية مكشوفة وواضحة.
وكشفت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات اليمنية رصدت خلال الفترة الماضية تحركات مشبوهة، ولقاءات غير معلنة جرت بين المرتزق أحمد عفاش ومسؤولين أمنيين إماراتيين، إضافة إلى ضباط ارتباط غربيين، وذلك ضمن خطة معدة لاستهداف الوضع الداخلي في اليمن، سياسياً وأمنياً.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من اختراق بعض قنوات الاتصال والتمويل التي كانت تستهدف تنشيط خلايا نائمة داخل البلاد، وتعمل على تفكيك الجبهة الداخلية تحت عناوين متعددة، منها السياسية والحزبية، في محاولة لاستغلال الوضع السياسي الراهن والتحديات التي تمر بها البلاد.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المخطط تضمن عمليات تجنيد وتواصل مع عناصر كانت قد خرجت من المشهد السياسي خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى سعي حثيث لإعادة بناء شبكات نفوذ مالية وإعلامية، تُمكن أحمد عفاش من الظهور مجددًا كرقم سياسي قابل للتوظيف في المشروع المعادي.
كما تم ضبط تمويلات مالية ضخمة قدمت عبر قنوات إماراتية، وتم تتبع مساراتها إلى بعض المناطق، حيث كانت تهدف إلى خلق بؤر توتر وتحريك الشارع اليمني ضمن أجندة موجهة تخدم قوى العدوان وتستهدف القضية الفلسطينية عبر إضعاف حليفها الأقوى في المنطقة.
الأجهزة الأمنية أكدت أن هذه المؤامرة لن تمر، وأن كل من تورط فيها سيتم ملاحقته قانونياً، مهما كانت صفته أو موقعه، كما وجهت رسالة حازمة لكل من يظن أن اليمن سيكون ساحة لتصفية الحسابات أو إعادة تدوير المشاريع البائدة، مؤكدة أن الوعي الشعبي والتكامل الأمني والسياسي أقوى من أي مؤامرة خارجية
رسالة إلى الداخل .. لا تهاون مع الخيانةأمام هذه المعطيات، ترى القوى الوطنية اليمنية أن التهاون مع هذه التحركات يمثل خطرًا استراتيجيًا لا يقل عن خطر الغارات الجوية أو الحصار الاقتصادي، بل يتجاوزه لكونه يسعى إلى إسقاط اليمن من داخله.
ويؤكد مراقبون أن المطلوب اليوم ليس فقط الوعي بهذه التحركات، بل التحرك الاستباقي الحازم لإفشالها، سواء عبر كشف أدواتها، أو تحصين الجبهة الداخلية، وفضح الارتباطات المشبوهة التي تحاول استخدام يافطات حزبية أو قبلية لتغليف مشروع صهيوني – أمريكي خالص.
تعزيز الجبهة الأمنية والسياسية.. أولوية وطنية
إن كشف هذه المؤامرة قبل أن تتفجر نتائجها يؤكد أن اليمن، رغم ما يمر به من تحديات، يملك منظومة أمنية متماسكة، وقيادة يقظة تدرك حجم التهديدات والأدوات المتخفية خلف الشعارات الزائفة.
ومن هنا، فإن الواجب تعزيز الدعم الشعبي والأمني لكل الجهود الرامية إلى حماية البلاد من الاختراق، وإلى التحلي باليقظة تجاه الحملات الإعلامية والسياسية التي تحاول تسويق أدوات العدوان كبدائل سياسية، بينما هي في جوهرها خناجر في ظهر الوطن والمقاومة.
الرهان على وعي الشعب اليمني أقوى من مؤامرات الأعداء
في مواجهة المؤامرات المستمرة التي تُحاك ضد اليمن من قبل قوى العدوان الأمريكي _ الصهيوني وأدواتهم الإقليمية والمحلية، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في أكثر من مناسبة أن الرهان الحقيقي هو على وعي الشعب اليمني وبصيرته الثورية، لا على الألاعيب السياسية أو حسابات الخارج.
ويضع السيد القائد دائمًا في صلب خطابه التأكيد على أن اليمن، بشعبه المقاوم، لا يمكن أن يُخترق أو يُركع، مهما كانت أشكال العدوان أو تنوعت أساليبه، ومهما تحركت الأدوات العميلة من الخارج أو الداخل، هذا الوعي الشعبي الذي يُعوّل عليه السيد القائد هو الذي أسقط الرهان العسكري طيلة سنوات العدوان، وهو ذاته الكفيل بإسقاط المؤامرات الناعمة والمموهة، كتحريك الشخصيات المنتهية والمرتبطة بأجندات الخارج.
ويشدد السيد القائد في توجيهاته وخطاباته على أن المعركة اليوم لم تعد فقط في ميدان السلاح، بل انتقلت إلى ميدان الوعي والثبات، مؤكداً أن الحذر من الحرب الناعمة والمؤامرات السياسية لا يقل أهمية عن الحذر من القصف والحصار، بل إن تفكيك الداخل وضرب الانتماء والهوية الوطنية يشكل خطرًا أكبر وأكثر خبثًا، لأنه يسعى لتدمير بنية الأمة من داخلها.
إن تأكيد السيد القائد على هذه الرؤية يُمثل بوصلة لكل القوى الوطنية، ويعكس الإدراك العميق لطبيعة المعركة الشاملة التي يخوضها اليمن، والتي تتطلب تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية، وتفعيل دور الإعلام، والمجتمع، والقيادات السياسية، لمواجهة كل مشاريع الاختراق.
وفي ظل هذه التحديات، يواصل السيد القائد دعوته إلى الثبات واليقظة، والتمسك بالموقف المبدئي في دعم فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن أي تراجع في هذا الموقف إنما هو خيانة للأمة بأكملها، وهو ما لن يسمح به الشعب اليمني الذي أثبت في الميدان أن دماء أبنائه ليست أغلى من دماء أهل غزة.
خاتمة
التحركات الأخيرة التي يقودها العدو عبر أدواته الداخلية والخارجية، لن تنجح ما دام الشعب اليمني ثابتًا وواعيًا ومتماسكًا، وما دام يقوده علم يُجسد القيم القرآنية والمواقف المبدئية التي لا تتبدل أو تُشترى.
لقد أكد السيد القائد أن اليمن ليس ساحة رخوة تُستباح كما يتوهم الأعداء، بل هو جبهة متقدمة في معركة الأمة، ولن تنجح كل المؤامرات، مهما تغيرت أدواتها أو أُعيد تدويرها.
ومن هنا، فإن مواجهة هذه المؤامرات لن تكون فقط بالرد العسكري، بل أيضًا ببناء جبهة وعي وطنية، وإحباط أدوات العدو أينما كانت، وفضح كل من يقف اليوم في معسكر الصهاينة، وإن ارتدى لبوسًا يمنيًا أو حزبيًا.