سودانايل:
2025-08-12@10:34:15 GMT

تضافر كل الجهود لاستعادة آثار السودان المنهوبة

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١

أشرنا سابقاً إلى أن الحرب تقترب من نهاية عامها الثاني، مما يتطلب تضافر الجهود لوقفها واستعادة مسار الثورة، ومنع تجددها، لقد أدت الحرب لدمار غير مسبوق، ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد ومقتل وجرح الآلاف، وإبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي، وتدمير في البنى التحتية والمؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية والأسواق والبنوك وفي المصانع، وفي المواقع الأثرية والثقافية والتراثية، وعطلت الإنتاج الزراعي مما يهدد حياة 25 مليون سوداني بنقص الغذاء
إضافة إلى أن من أهداف الحرب اللعينة نهب ثروات السودان وكنوزه الأثرية ومحو تاريخه و هويته الثقافية، فبعد انسحاب الدعم السريع من الخرطوم،أوضحت الفيديوهات والصور لمباني المتحف القومي السوداني، الذي كان تحت سيطرة الدعم السريع، حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمتحف، الذي كان يعد تحفة معمارية تطل على النيل الأزرق وتعرضت باحة المبنى وحديقته، التي كانت بمثابة متحف مفتوح يضم تماثيل ضخمة ومعابد ومدافن، للتلف والخراب، كما رصدت كاميرة بي.

بي. سي.
وتم نهب اعداد كبيرة من القطع الأثرية، علما بأن تلك الآثار السودانية المنهوبة تشكل أهمية كبيرة نظرا لأنها تضم قطعا نادرة تحكي عن حقب تاريخية وإنسانية مختلفة وتشمل جماجم بشرية ذات مغزى كبير في تحديد تاريخ البشرية إضافة إلى منحوتات ومصوغات ذهبية نادرة تعكس اهتمام الإنسان السوداني الأول بالصناعة والفن منذ أمد بعيد.
مما يتطلب حصر تلك الآثار المنهوبة وحجم الدمار
وتقدير حجم الخسائر والمسروقات، وإعداد تقرير وافٍ بذلك. لمساعدة الحملة المحلية والعالمية لاستعادة آثار السودان المنهوبة.

٢
اشرنا سابقا، كان من آثار وجرائم الحرب نهب وضياع كنوز البلاد الثقافية وآثارها، مما يتطلب عدم التفريط فيها والسعي بجد لاستعادة آثارنا المنهوبة.
فقد جاء في ( قناة الحرة) نقلا عن صحيفة" التايمز البريطانية" يوم الإثنين ١٦/٩/٢٠٢٤ الي أن " قطعاً أثرية من السودان لا تقدر بثمن تعرضت للبيع على منصة “إيباي” بعد أن تم تهريبها من البلد الذي يعاني من حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
يُعتقد أن القطع، التي تتضمن تماثيل وأواني مصنوعة من الذهب والفخار، ربما تم نهبها من المتحف الوطني في الخرطوم، الذي يقع في منطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفقًا للصحيفة، تم نهب الآلاف من الآثار، بما في ذلك قطع من تماثيل وصور قديمة، خلال أكثر من عام من الصراع الذي أودى بحياة ما يصل إلى 150 ألف شخص، مما جعل الآثار الثمينة عرضة للسرقة".

٣
أدت الحرب إلى جريمة تدمير شامل أو جزئي للمعالم التاريخية والأثرية والثقافية والتراثية، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في الآتي:
- القصر الرئاسي الذي تعرض لدمار كبير.
- المحاكم وما بداخلها من سجلات إرشيف مهم.
- المتحف القومي الذي تعرض للدمار الشامل والنهب لموقعه في منطقة سيطرة الدعم السريع ووسط القصف بين الجيش والدعم السريع.
- الدمار الشامل لمركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية وفقدان مكتبته القيمة التي تحتوي على وثائق وأرشيف نادر.
- خسارة متحف السودان للتاريخ الطبيعي جراء سقوط الدانات عليه، مما أدى لموت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا. - تأثر مبنى البريد الأثري القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة.
- تأثر ديوان النائب العام وما بداخله من إرشيف مهم.
إضافة لتاثر بعض المعالم الأثرية والثقافية مثل: متحف التراث الشعبي في الخرطوم.،وطوابي المهدية في أم درمان، وسجن أم درمان ومتحف الخليفة، وبوابة عبد القيوم في أم درمان.
في الولايات تأثرت بعض المعالم التاريخية الأثرية مثل: تدمير مبنى “جراب الفول” الأثري في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
كما يتعرض مبنى السلطان على دينار في الفاشر لخطر التدمير جراء وقوعه تحت خط النار.
إضافة لخطر دمار آثار مروي- كبوشية بعد دخول عناصر من الدعم السريع في مواقعها، الذي وجد استنكاراً واسعاً من “اليونسكو” وكل المنظمات المهتمة بحماية الاثار.

٤
آثار المتحف القومي تعكس فترات تاريخ السودان المختلفة الذي شهد خلال تاريخه الممتد حضارات عرفت التعدد الثقافي واللغوي والديني، ومازال هذا التنوع ماثلا في واقعنا الراهن، واثاره التي يعبر عنها المتحف القومي للآثار الذي عكس آثار حضارات :
ممالك: كرمة، نبتة، مروي- كبوشية في السودان القديم (بلاد كوش).
- ممالك النوبة المسيحية (نوباطيا، المقرة، علوة).
- الممالك الإسلامية ( الفونج، الفور، تقلي، والمسبعات) في العصور الوسطى.
- اثار السودان الحديث كما في فترات : الحكم التركي - المصري، المهدية، والحكم الانجليزي - المصري، وحتى تاريخنا المعاصر.
بالتالي من المهم العض بالنواجذ على آثارنا وكنوزنا الثقافية، وقيام أوسع حملة داخليا وخارجيا لحمايتها واستعادتها ، في وجه الحملة البربرية الجارية لمحو تاريخنا وثقافتنا وتراثنا الرطني ، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثرواتها. ومواصلة أوسع حراك جماهيري بمختلف الأشكال لوقف الحرب واسترداد الثورة، وتأمين وتوفير مقومات عودة النازحين لقراهم ومنازلهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، و عدم الافلات من العقاب بمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي. وغير ذلك من أهداف ثورة ديسمبر المجيدة. .

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المتحف القومی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مبادرة أميركية جديدة لاستعادة أراض أوكرانية ومحاولة إنهاء الحرب| ماذا يفعل ترامب؟

في تطور لافت على صعيد الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة المقبل في ولاية ألاسكا. 

يأتي هذا اللقاء المرتقب وسط توقعات بتحقيق تقدم في ملف تبادل الأسرى، والتفاوض حول مصير الأراضي الأوكرانية الخاضعة حاليا للسيطرة الروسية، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من استبعاد كييف من طاولة الحوار. 

وأثارت تصريحات ترامب، التي تضمنت تعهدا بمحاولة "استعادة بعض الأراضي لأوكرانيا"، اهتماما واسعا وأعادت تسليط الضوء على مستقبل الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها قبيل لقائه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إنه يعتزم العمل على استعادة جزء من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

وفي حديثه للصحفيين، صرح ترامب قائلا: "سأحاول أن أستعيد بعض الأراضي لأوكرانيا"، مشيرا إلى أن اللقاء مع بوتين سيتضمن قضايا متعددة، من بينها تبادل الأسرى وإجراء تغييرات في السيطرة على الأراضي.

وأوضح الرئيس الأميركي أن الاجتماع، المزمع عقده يوم الجمعة في ولاية ألاسكا، سيركز على حث روسيا على إنهاء الحرب في أوكرانيا، متوقعاً أن يكون اللقاء بناءا ويُشكل خطوة نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.

وأضاف ترامب: "سأتحدث إلى فلاديمير بوتين وسأخبره بضرورة إنهاء هذه الحرب"، مؤكدا أن القضية الأساسية التي سيطرحها خلال اللقاء تتعلق بوقف النزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات ونصف.

وأعرب ترامب عن انزعاجه من موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يرفض تقديم أي تنازلات إقليمية لروسيا في إطار تسوية ممكنة للصراع. 

وقال إن زيلينسكي قد يشارك في اجتماع لاحق في المستقبل، دون تحديد تفاصيل إضافية.

ومن المتوقع أن يشهد اللقاء بين ترامب وبوتين محاولة لإيجاد مخرج دبلوماسي للحرب، رغم وجود تحذيرات من كييف وعواصم أوروبية من مغبة استبعاد أوكرانيا من المفاوضات.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، الأحد الماضي، إن محادثات السلام المستقبلية بشأن الحرب الأوكرانية ستضطر على الأرجح إلى التطرق لمصير الأراضي التي تخضع حاليا لسيطرة روسيا.

وأكد روته قائلا: "علينا أن نعترف في هذه اللحظة بأن روسيا تسيطر على بعض الأراضي الأوكرانية"، مشددا على أن المفاوضات، بعد وقف إطلاق النار، ستتركز على القضايا الإقليمية والضمانات الأمنية الممكنة لأوكرانيا.

في الوقت ذاته، حرص الأمين العام للناتو على التأكيد على مبدأ سيادة أوكرانيا وحقها في تحديد مستقبلها الجيوسياسي، داعيا إلى ضرورة التمييز بين "الاعتراف الواقعي" و"الاعتراف القانوني" عند التعامل مع مسألة السيطرة على الأراضي.

وأشار روته إلى أن المجتمع الدولي قد يضطر إلى الاعتراف بالسيطرة الفعلية لروسيا على بعض المناطق، دون أن يعني ذلك قبولا قانونيا بهذه السيطرة.

 واستشهد بعدم اعتراف الغرب باحتلال الاتحاد السوفيتي لدول البلطيق بين عامي 1940 و1991 كمثال على هذا التمييز بين الواقع والقانون.

ومن المقرر أن يعقد اللقاء بين ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا يوم الجمعة، في إطار جهود البحث عن حل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، والذي خلف آثارا إنسانية وسياسية واقتصادية عميقة في المنطقة.

وأشاد روته بالمبادرة التي يقودها ترامب، معتبرا أن يوم الجمعة سيكون "محوريا"، لأنه سيشكل اختبارا لمدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء "هذه الحرب الفظيعة"، على حد وصفه.

ترامب يمدد تعليق الرسوم الجمركية على البضائع الصينية لمدة 90 يومارسوم جمركية على الذهب.. تصريح جديد من ترامب بشأن المعدن الثمين

في المقابل، لم تتم دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المشاركة في محادثات ألاسكا، الأمر الذي أثار مخاوف لديه ولدى حلفائه الغربيين من إمكانية اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبل أوكرانيا دون إشراكها مباشرة في المفاوضات.

كان زيلينسكي قد أعلن في وقت سابق رفضه القاطع لأي صفقات تشمل تبادلات في الأراضي مع روسيا.

ترامب يتجنب دعم هجوم إسرائيل على غزة ويؤكد صعوبة الإفراج عن الرهائن | تقريرمنك لله.. أشرف سيف يهاجم محمد رمضان بعد ظهوره مع لارا ترامب طباعة شارك أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية روسيا ترامب الرئيس الأمريكي أمريكا

مقالات مشابهة

  • مبادرة أميركية جديدة لاستعادة أراض أوكرانية ومحاولة إنهاء الحرب| ماذا يفعل ترامب؟
  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • السودان وليبيا ومصر.. هل يحول “الدعم السريع” الحدود المتوترة إلى ساحة حرب؟
  • قرقاش يوضح موقف الإمارات من السودان: دعم وقف النار والإغاثة الإنسانية والحكم المدني المستقل
  • قوات الدعم السريع تقصف بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية ومراكز الإيواء بالفاشر
  • معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتجاهين الجنوبي والشرقي بدارفور
  • دولة إفريقية ترفض تسليم سيارات السودان المنهوبة
  • مقابر الحرب العشوائية.. مأساة وحكايات لم تُروَ في قلب الخرطوم
  • شاهد بالفيديو.. أيقونة الثورة السودانية “دسيس مان” يظهر حزيناً بعد إصابته بكسور في يديه ويلمح لإنفصاله عن الدعم السريع والجمهور يكشف بالأدلة: (سبب الكسور التعذيب الذي تعرض له من المليشيا)
  • قوات الدعم السريع: مزاعم قصف مطار نيالا لا أساس لها من الصحة