محمد كركوتي يكتب: التنمية في ظل التسامح
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
لا حدود للعوائد الناجمة عن التسامح والتعايش، في كل ساحة. هذه القيم الإنسانية، أثبتت أنها داعم حقيقي لمسار الازدهار والتنمية والبناء الاقتصادي الاجتماعي- المعيشي، كما أنها تفتح الآفاق في كل ميدان يصنع الحراك العام، ويبني العلاقة الصحية الطبيعية بين الأمم.
كرست الإمارات هذه الحقائق، عبر تركيزها المبكر، على قيم التسامح، من خلال سلسلة لا تتوقف من المبادرات، مدعومة بأعلى معايير الجودة من وزارة التسامح والتعايش، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
في هذا العالم المشمول بترابط لا يتوقف، في ظل معطيات عولمة مستمرة منذ أكثر من ربع قرن، تشكل ثقافة التسامح استراتيجية أساسية في مساعي دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. فالحوار الصحي والتعاون المفتوح، والتفاهم، كلها عوامل داعمة بقوة للتنمية المستدامة والابتكار، ومولدة للمشاريع والمخططات والتي تدعم هذا التوجه، المرتبط بالمستقبل، كما هو ملتصق بالحاضر.
وهذا يعني بناء اقتصادات متوازنة، تستهدف بالدرجة الأولى الوصول إلى أعلى معايير الجودة المعيشية للأفراد. لا يمكن تحقيق أي خطوة على صعيد التنمية، وبلوغ درجات عالية من الازدهار تنعكس مباشرة على المجتمعات، في ظل الانغلاق على الآخر، والابتعاد عن الأسس التي يقوم عليها التفاهم المشترك الفاعل.
في قمة AIM للاستثمار التي تعقد في السابع من أبريل بأبوظبي، تنظم وزارة التسامح والتعايش دورتها الثالثة من مؤتمر «حكومات العالم حاضنة للتسامح» تحت عنوان عريض هو «نهج متوازن نحو الازدهار».
يؤكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حقيقة باتت ثابتة، وهي أن التسامح والتعايش، يشكلان ركيزة أساسية لبناء مجتمعات مزدهرة، واقتصادات مستدامة. والدورة المشار إليها، ستضيف مزيداً من الدعم للحراك العام لتحقيق المستهدفات الإنسانية بكل عناصرها، من بينها الجانب الاقتصادي المعيشي المحوري. فالطروحات والأفكار والمبادرات آتية من جهات متعددة تدرك أن للتسامح بعداً تنموياً مستداماً. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر التسامح والتعایش
إقرأ أيضاً:
عين واحدة تكفي.. جورجي مينونجو يكتب ملحمة إرادة في مونديال الأندية
بينما تسلط الأضواء على نجوم الصف الأول في بطولة كأس العالم للأندية، تبرز قصة مختلفة ولافتة للاعب لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل محفوفًا بالصعاب والتحديات. إنه جورجي مينونجو، لاعب فريق سياتل ساوندرز الأمريكي، الذي يشارك في البطولة بنسختها الجديدة رغم فقدانه البصر في إحدى عينيه.
عين واحدة تكفي.. جورجي مينونجو يكتب ملحمة إرادة في مونديال الأنديةولد جورجي مينونجو في إفريقيا، ونشأ مثل كثيرين من أبناء القارة السمراء على حلم واحد: الاحتراف في أوروبا. وفي عام 2021، تحقق الحلم جزئيًا عندما انتقل إلى الدوري التشيكي، حيث خاض أول تجربة احترافية خارج بلاده. لم يطل به المقام هناك، إذ انتقل سريعًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينضم إلى نادي سياتل ساوندرز، أحد أبرز فرق دوري الـMLS.
لكن ما بدا كرحلة صعود مستقرة تغير فجأة عام 2023. تعرض مينونجو لعدوى شديدة في عينه اليسرى، تدهورت حالتها سريعًا رغم تلقي العلاج، واضطر للخضوع لعملية جراحية معقدة انتهت بفقدان كامل للبصر في تلك العين.
يصف اللاعب تلك المرحلة قائلًا:
"كانت من أصعب لحظات حياتي. كنت آمل فقط في الحصول على عقد مع الفريق الأول لسياتل ساوندرز. لا أستطيع تفسير ما حدث، ما أعرفه هو أن عيني، شيئًا فشيئًا، توقفت عن العمل."
توقّع كثيرون أن تكون تلك الإصابة نهاية مسيرته، لكن مينونجو كان يرى الأمور من زاوية أخرى — بالعين السليمة، وبقلب لا يعرف الاستسلام. رفض أن يكون العمى عائقًا أمام شغفه، وعاد إلى التدريبات بعد شهور قليلة من الجراحة. بإصرار نادر وعمل شاق، أقنع الجهاز الفني بمنحه فرصة، مستندًا إلى ما قاله لاحقًا:
"لدي عين واحدة فقط، لكن بإمكاني تقديم أداء أفضل من شخص لديه عينان."
وبالفعل، لم يكتفِ بالعودة فقط، بل واصل التألق حتى اختير ضمن قائمة الفريق المشاركة في كأس العالم للأندية 2025، ليصبح من بين قصص البطولة التي تتجاوز حدود النتائج والأرقام، وتلمس جوهر الرياضة: الإيمان، والجهد، والانتصار على المحن.
اليوم، يقف جورجي مينونجو بين كبار لاعبي العالم، لا كنجم عادي، بل كبطل ملهم. لاعب أثبت أن القوة ليست فقط في الجسد، بل في الإرادة التي لا تُقهر.