الذكاء الاصطناعي يقتحم الرسوم المتحركة اليابانية... لكن إبداع ميازاكي باقِ
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
طوكيو "أ.ف.ب": قد يتولى الذكاء الاصطناعي وظائف فناني الرسوم المتحركة اليابانيين، لكن لا شيء يمكن أن يحل محل موهبة هاياو ميازاكي، العقل الإبداعي لاستوديو "غيبلي" الياباني، على ما قال نجله غورو لوكالة فرانس برس.
بعد إصدار النسخة المحدثة من "تشات جي بي تي" (جي بي تي 4 أو - GPT4o)، شهدت الصفحات الإلكترونية سيلا من الصور والميمات التي أُنشئت بأسلوب استوديو الرسوم المتحركة الشهير، المعروف بتنفيذه أفلاما شهيرة بينها "ماي نيبر توتورو" و"بوركو روسو" و"برنسس مونونوكي".
ويبدي غورو ميازاكي اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي قد "يحل محل" صنّاع المحتوى يوما ما، قائلا "لن يكون مفاجئا إذا تم إنتاج فيلم (رسوم متحركة) بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين".
كما فتحت هذه الموجة من الصور الواسعة الانتشار التي تم إنشاؤها بواسطة البرنامج التابع لشركة "أوبن إيه آي"، نقاشا حول حدوث انتهاك محتمل لحقوق الملكية الفكرية واستخدام المحتوى لتطوير هذا البرنامج.
لكن خلال مقابلة أجريت في نهاية مارس في مقر استوديو غيبلي في غرب طوكيو، تساءل غورو ميازاكي عما إذا كان الجمهور سيكون مستعدا لمشاهدة فيلم رسوم متحركة يتم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويقر المخرج البالغ 58 عاما، مع ذلك، بأن التقنيات الجديدة توفر "إمكانات كبيرة لظهور مواهب غير متوقعة".
تواجه اليابان نقصا في رسامي الرسوم المتحركة المؤهلين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معظمهم يعتاشون من وظائف منخفضة الأجر لسنوات قبل أن يتعلموا أساسيات المهنة.
"الجيل زي" والرسم..
بالنسبة لابن ميازاكي، فإن "الجيل زي" (وهم الأشخاص المولودون بين نهاية تسعينات القرن العشرين وبداية العقد الثاني من القرن الحالي)، والذي يتمتع بقدر كبير من الوعي بالتقنيات الرقمية، قد يرفض أيضا العمل اليدوي تدريجيا.
ويضيف "في هذه الأيام، أصبح العالم مليئا بالفرص لمشاهدة أي شيء، في أي وقت، وفي أي مكان"، ما يجعل من الصعب على الأجيال الشابة تصور كسب العيش من الرسم.
أسس والد غورو استوديو غيبلي مع إيساو تاكاهاتا في عام 1985، بعد عام من إخراج فيلم الرسوم المتحركة "ناوسيكا أميرة وادي الرياح" الذي تدور أحداثه ما بعد نهاية العالم.
بعد وفاة تاكاهاتا في عام 2018، واصل هاياو ميازاكي الذي يبلغ حاليا 84 عاما، صناعة أفلام الرسوم المتحركة مع المنتج توشيو سوزوكي، البالغ 76 عاما.
ويقول غورو ميازاكي، ردا على سؤال عن مستقبل استوديو غيبلي "إذا لم يعد هذان الشخصان قادرين على الحركة أو التحرك، فماذا سيحدث؟"، مضيفا "ليس من الممكن استبدالهما".
وعلى الرغم من سنه، فاز هاياو ميازاكي بجائزة الأوسكار الثانية في مسيرته العام الماضي عن فيلم "The Boy and the Heron"، والذي من المرجح أن يكون آخر أفلامه الروائية الطويلة.
عادة ما تستهدف الرسوم المتحركة الأطفال، لكنّ تاكاهاتا وهاياو اللذين ينتميان إلى "الجيل الذي شهد الحرب"، أضافا عناصر أكثر قتامة تناسب البالغين، بحسب غورو ميازاكي.
ويصف غورو ميازاكي "رائحة الموت" التي تعبق بها هذه الأفلام، قائلا "ليس هناك حلاوة فحسب، بل مرارة أيضا وأشياء أخرى متشابكة بشكل جميل في العمل"، و"هذا ما يعطي هذا العمل عمقه".
بالنسبة للشباب الذين نشأوا في زمن السلم، "من المستحيل أن يخلقوا شيئا يحمل القدر نفسه من المعنى والنهج والموقف مثل جيل والدي"، كما يقول غورو ميازاكي.
"إهانة للحياة"..
مع انتشار الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على غرار صور استوديو غيبلي عبر الإنترنت، ظهر مقطع فيديو يعود لعام 2016 لهاياو ميازاكي رأى فيه البعض إشارة إلى نفوره من التكنولوجيا.
وقال المؤسس المشارك لاستوديو غيبلي في فيلم وثائقي على قناة التلفزيون العامة اليابانية NHK "أعتقد بصدق أن هذا الأمر يشكل إهانة للحياة نفسها".
وكان يتفاعل مع رسوم متحركة أنشئت بمساعدة الذكاء الاصطناعي لمخلوق يشبه الزومبي، وصفه بأنه "مقيت للغاية".
انضم ابن هاياو ميازاكي إلى ستوديو غيبلي في عام 1998 وأخرج فيلمين للرسوم المتحركة.
كما أشرف على تطوير متحف yيبلي في منطقة كيتشيجوجي في طوكيو ومتنزه غيبلي الذي افتُتح في نوفمبر 2022 في منطقة آيتشي (وسط اليابان).
وقد أحب غورو ميازاكي الرسم منذ الطفولة. ويقول إنه تعلم الكثير من مشاهدة أعمال والده وتاكاهاتا، على الرغم من أنه "لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح رساما" للأعمال الكرتونية بما يضاهي موهبتهما.
ويقول المخرج "والدتي، التي كانت تعمل رسامة للرسوم المتحركة، حثتني أيضا على عدم متابعة هذه المهنة لأنها صعبة وتتطلب الكثير من الجهد"، مضيفا أن والده هاياو نادرا ما كان يتواجد في المنزل.
ويضيف "لكنني كنت أرغب دائما في القيام بشيء إبداعي... وأعتقد أن كوني مخرجا يناسبني".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الرسوم المتحرکة
إقرأ أيضاً:
نمو زيارات المواقع من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي بمعدل يتخطى الضعف
سجلت شركة "تول بت" ارتفاعا ملحوظا في معدل زيارات المواقع من قبل روبوتات الاسترجاع التي تعتمد عليها أدوات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المحتوى، وذلك بحسب تقرير تعاونت فيه الشركة مع صحيفة واشنطن بوست.
وتستخدم روبوتات الاسترجاع من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المواقع المختلفة -وتحديدا مواقع الناشرين الكبار ومنافذ الأخبار العالمية- ثم جمع المعلومات الموجودة في الموقع وقراءتها بمعدل يفوق معدل القراءة البشرية، لتقوم بتلخيصها وعرضها في النهاية للمستخدم.
وأشار توشيت بانيجراهي المدير التنفيذي وأحد مؤسسي "تول بت" في مقابلة مع "واشنطن بوست" إلى صعوبة التقاط هذه الروبوتات من المواقع، لذا قد لا تظهر في الإحصاءات الخاصة بالموقع، وهذا لا يعني غيابها أو ضعف تأثيرها، بل يعكس اهتمام المستخدمين حول العالم بالمحتوى ذي القيمة، مؤكدا أنه رغم كون الذكاء الاصطناعي يهدد بانخفاض الزيارات الفعلية للموقع فإنه يعزز معدل رؤية المحتوى وانتشاره.
وبحسب تقرير "واشنطن بوست"، فإن معدل الزيارات من روبوتات الاسترجاع ارتفع أكثر من 2.5 مرة بين الربع الأخير من عام 2024 والربع الأول من عام 2025، والسبب في ذلك هو تقديم نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير العميق، فضلا عن عملاء الذكاء الاصطناعي وانتشارهم.
ويرى بانيجراهي أن تطوير محتوى المواقع يجب ألا يقتصر على استهداف المستخدم البشري فقط، بل يجب أن يتسع للوصول إلى روبوتات الذكاء الاصطناعي والأدوات الخاصة بها، إذ أوضح في مقابلته مع "واشنطن بوست" أن استهداف المستخدم البشري فقط يضيّع على المواقع فرصا عديدة لنشر محتواهم بشكل أكبر.