شراكة بين «راكز» و«كوشيما» لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
رأس الخيمة (الاتحاد)
أبرمت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز»، شراكة استراتيجية مع شركة كوشيما الرائدة في مجال استشارات الذكاء الاصطناعي وتعليمه بهدف تمكين الشركات والسماح لها باتباع نهج عملي من أجل تطوير كفاءتها التشغيلية وخفض التكاليف وتعزيز نمو أعمالها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقع الاتفاقية «روبرت هايز» شريك مؤسس واستشاري أعمال الذكاء الاصطناعي بشركة كوشيما، وقتيبة العيسى مدير إدارة خدمات القيمة المضافة براكز، وذلك في مركز كومباس للأعمال، حيث تُعد هذه المبادرة المبتكرة الأولى من نوعها على مستوى جهات الترخيص العاملة في الدولة.
وستقدم شركة كوشيما بموجب هذه الاتفاقية مجموعة متنوعة من الخدمات المصممة خصيصاً لسد الفجوة بين التدريب التقليدي وتطبيق الذكاء الاصطناعي عملياً، بما في ذلك تنظيم ورش عمل مخصّصة لتمكين عملاء «راكز» من استخدام الذكاء الاصطناعي في مهنهم ومهامهم اليومية مع توفير تدريب عملي فوري لتحقيق أقصى قيمة ممكنة على أرض الواقع.
وسيتم منح جميع المشاركين في الورش شهادات خاضعة للتدقيق ومعتمدة بعد استكمال البرامج التدريبية، كما ستسمح الخدمات الاستشارية التي توفرها شركة كوشيما بمساعدة الشركات على دمج الذكاء الاصطناعي بطرق تقود إلى تحقيق نتائج قابلة للقياس وتحسين الأداء التشغيلي وتعزيز النمو.
وقال رامي جلاد الرئيس التنفيذي لمجموعة «راكز»، «تلعب شراكتنا مع شركة كوشيما دوراً بارزاً في تزويد عملائنا بأحدث الأدوات التقنية والخبرات اللازمة للتفوق في سوق العمل الذي يشهد تنافسية عالمية، حيث تعكس هذه الخطوة مدى التزام «راكز»، بتبني حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة ودمجها في عمليات العملاء بما يتماشى مع استراتيجيتها لدعم الابتكار والتحول الرقمي.
ومن جانبه قال روبرت هايز الشريك المؤسس لشركة كوشيما، تساهم شراكتنا مع «راكز»، في فتح المجال أمام الشركات للوصول إلى حلول ذكاء اصطناعي عملية واستراتيجية بشكل مباشر.
كما سيتم العمل على تقديم برامج تدريبية واستشارات تعتمد على التطبيق الفعلي لمساعدة الشركات على استغلال الذكاء الاصطناعي بطرق مدروسة من أجل تحسين إنتاجيتها وتعزيز كفاءة عمليات أعمالها وتحقيق نمو بوتيرة سريعة على أكبر قدر من الكفاءة.
وتتيح هذه الشراكة مع كوشيما لعملاء «راكز»، المهارات والاستشارات المتخصّصة واللازمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي مصممة بشكل عملي ومحدد وفقاً للأدوار الوظيفية المختلفة على الوجه الذي يضمن تكاملاً سريعاً وفعّالاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الشركات اليومية، كما تلعب جاهزية الخدمات للاستخدام الفوري دوراً هاماً في تمكين الشركات والانطلاق في رحلة التحول الرقمي بالذكاء الاصطناعي والتقدم فيها بسرعة مما يعزّز من إنتاجيتها ويرفع كفاءتها التشغيلية ويمنحها ميزة تنافسية قوية في السوق. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: راكز
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر