ارتفاع حاد لـ أسعار الكاكاو عالميًا بسبب تراجع الإنتاج في كوت ديفوار
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
شهدت عقود الكاكاو المُقرر تسليمها في شهر مايو المقبل قفزة كبيرة، حيث ارتفع سعر الطن إلى أكثر من 9,168 دولارا، بزيادة بلغت 9.67%، ليسجل أعلى مستوى له خلال شهر.
أسباب ارتفاع أسعار الكاكو في العالموتُعد هذه هي الزيادة الثانية على التوالي، بإجمالي ارتفاع يقترب من 13.5% مقارنة بسعر الإغلاق في 31 مارس الماضي، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "الدياريو" الإسبانية.
وترجع هذه الزيادة إلى تراجع إنتاج حبوب الكاكاو في كوت ديفوار، التي تُعد أكبر منتج للكاكاو عالميًا، إذ توفر نحو 45% من الإنتاج العالمي بكمية تتجاوز مليوني طن سنويًا.
كما أعلنت السلطات الإيفوارية عن رفع سعر شراء الكاكاو من المزارعين إلى 2200 فرنك أفريقي (ما يعادل 3.6 دولار أمريكي) للكيلوجرام خلال موسم الحصاد الأوسط، بعد أن كان السعر 1800 فرنك في موسم الحصاد الرئيسي الذي يمتد من أكتوبر حتى نهاية مارس.
ويبدأ موسم الحصاد الأوسط في البلاد من أبريل حتى سبتمبر، ويُعد مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من السكان العاملين في قطاع الزراعة، حيث يُسهم الكاكاو بنحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي ويُشكل حوالي 40% من عائدات التصدير.
وأشار تقرير صادر عن بنك "رابوبانك" إلى أن التوقعات العالمية بشأن إمدادات الكاكاو أصبحت أقل تفاؤلًا، خاصة مع ظهور مؤشرات سلبية على نتائج الحصاد في غرب أفريقيا، بسبب الأمطار المتأخرة التي أثّرت على نمو المحاصيل في كوت ديفوار وغانا.
وكشفت آخر استطلاعات من المزارعين عن نتائج مخيبة للآمال، إذ يُتوقع أن يصل إنتاج الكاكاو في موسم الحصاد الأوسط بكوت ديفوار إلى نحو 400 ألف طن فقط، بتراجع نسبته 9% مقارنة بـ 440 ألف طن في العام الماضي.
ورغم أن الحكومة أعلنت عن شحن 1.44 مليون طن من الكاكاو إلى الموانئ خلال الفترة من الأول من أكتوبر حتى 30 مارس، بزيادة 11% عن نفس الفترة من العام الماضي؛ إلا أن هذه الزيادة تظل أقل بكثير من الارتفاع الكبير الذي سُجل في ديسمبر بنسبة 35%.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حبوب الكاكاو كوت ديفوار أبريل المزيد موسم الحصاد الکاکاو فی
إقرأ أيضاً:
تراجع مستوى المياه في سد دوكان العراقي 75% بسبب الجفاف
بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنينا على ملايين السكان المتضررين أصلا من الجفاف.
قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينات القرن العشرين لتكون خزانا للمياه، يمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط.
وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية أيار/مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع حزيران/يونيو 2025.
وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه.
ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريبا أي "نحو 24%" من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسبما يقول مديره كوجر جمال لفرانس برس.ويضيف جمال "لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة"، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة.
ويعزو هذا الانخفاض أوّلا إلى "التغيّر المناخي" وبالتالي "قلّة الأمطار" وعدم انتظامها.
ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمترا من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة.أمّا "السبب الثاني"، فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف.
قلّة الأمطار
وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدودا على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.
لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر.
وبحلول نهاية أيار/مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاما بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف.
وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير.
ويعمل حسين خدر (57 عاما) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلا إن أرضه كانت جزءا من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام2012.
ويفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء.
غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله.
فزرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونما، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، "لكنه لم تُثمر بسبب قلة الأمطار"، ما ألحق به خسائر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريبا أي ما يعادل نحو 5600 دولار.
ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية".
ويضيف "لا يمكن للأربعة دونمات التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونما".
تقنين "صارم"
ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم.
ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من "انخفاض مفاجئ" بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم.
وفي العراق الذي شهد عقودا من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بشكل متقطع في صنابيرهم.
ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعدا، وفق كريم.
وفضلا عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه.
وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد.
ويوضح كريم "نحاول ألّا نمنع المياه بشكل كامل عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعا "نريد أن يكون لكل محطّة حصة".