واشنطن– سببت موجة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب صدمة في وول ستريت منذ اللحظة الأولى لفرضها، حيث أدت التوقعات الاقتصادية المتشائمة والمخاوف بشأن الركود العالمي إلى تراجع في أسواق الأسهم إلى أسوأ يوم لها منذ ذروة جائحة كورونا التي ضربت العالم قبل 4 سنوات.

وانخفض مؤشرات ستاندرد آند بورز 500، وداو جونز وناسداك، بما يقرب من 6% نهاية تعاملات الأسبوع أمس الجمعة، وبلغ إجمالي خسائر رأس المال الأميركي نحو 6.

6 تريليونات دولار.

وخلال سفره إلى فلوريدا أول أمس، قال ترامب للصحفيين إن هذه الصدمة متوقعة، وهي حالة مؤقتة ستمر سريعا، وكرر أنه لن يتراجع عن سياساته التجارية التي تهدف لإيجاد فرص عمل وعودة للتصنيع للولايات المتحدة.

مبدأ "أميركا أولا" تجاريا

وخلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021) اتبع ترامب إستراتيجية حمائية تجارية اعتبرها بمثابة الجناح الاقتصادي من أجندة "أميركا أولا". وفرض خلال هذه السنوات سلسلة من التعريفات الجمركية هدفت بالأساس إلى خفض العجز التجاري، وحماية الصناعات الأميركية، ومواجهة ما اعتبره ممارسات تجارية غير عادلة من قبل دول منافسة مثل الصين، ودول حليفة مثل كندا والمكسيك، مما مثل خروجا كبيرا عن السياسات الداعمة للعولمة خاصة في شقها التجاري.

إعلان

وفرض ترامب تعريفات عالية على المنتجات الصينية، في حين رضخت كندا والمكسيك وتم التوقيع على اتفاقية محدثة من اتفاقية نافتا للتجارة الحرة بين الدول الثلاث.

وبعد وصوله للحكم للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، كرر ترامب أن "التعريفة" هي كلمته المفضلة. وهو يجادل أن التعريفات الجمركية ستشجع المستهلكين الأميركيين على شراء المزيد من السلع الأميركية الصنع، مما يعزز اقتصاد البلاد ويزيد من مقدار الضرائب التي يتم جمعها.

ويريد ترامب أيضا تقليص الفجوة بين قيمة السلع والبضائع التي تستوردها بلاده وتلك التي تصدرها إلى دول أخرى، بحجة أن أميركا قد استغلت من قبل "الغشاشين" و"نُهبت" من قبل الأجانب.

واستهدفت التعريفات الجمركية التي أعلنها ترامب خلال فترة ولايته الحالية الشركاء التجاريين الرئيسيين الصين والمكسيك وكندا. وقال إنه يريدهم أن يفعلوا المزيد لمنع المهاجرين والمخدرات من الوصول إلى الولايات المتحدة، في حين استهدف ترامب بالتعريفات الجمركية الأخيرة أغلب دول العالم.

ورفض ترامب سابقا استبعاد احتمال حدوث ركود نتيجة لسياساته التجارية، في حين قال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن التعريفات الجمركية "تستحق العناء" حتى لو أدت إلى انكماش اقتصادي.

ترامب: الصدمات متوقعة بعد فرض الرسوم وهي حالة مؤقتة ستمر سريعا (رويترز) خلفية منطق ترامب

وكان جوهر إستراتيجية ترامب التجارية ينبع من إيمانه بأن الولايات المتحدة قد تم استغلالها من مختلف دول العالم التي نجحت في تحقيق فائض تجاري على حساب بلاده. وبالفعل تشير بيانات مكتب الإحصاء الفدرالي إلى فجوة تجارية تقترب من 1.2 تريليون دولار لصالح شركاء واشنطن التجاريين في السلع والبضائع عام 2024. إلا أن الوضع يختلف في حالة الخدمات، إذ حققت واشنطن فائضا لصالحها اقترب من 300 مليار دولار. وصدرت الولايات المتحدة ما قيمته 3.2 تريليونات دولار عام 2024، مقابل تلقيها واردات بقيمة 4.1 تريليونات دولار.

إعلان

كما يؤمن الرئيس الأميركي أن دول مثل الصين والهند وفيتنام تتورط في ممارسات تضر بالصناعات الأميركية مثل إغراق الأسواق الأميركية بالمنتجات الرخيصة، والتلاعب بالعملة المحلية، وسرقة الملكية الفكرية، وتقديم دعم حكومي غير عادل للشركات المحلية.

ويتناسى ترامب أن بلاده تهيمن على الاقتصاد العالمي بعيدا عن اتجاهات وفواض التجارة العالمي في السلع والبضائع، وذلك عن طريق هيمنة الدولار الأميركي على المعاملات العالمية، وممارسة شركاتها التكنولوجية الكبرى، مثل ميتا وغوغل وآبل وأمازون، ومايكروسوفت، على احتكارات عالمية واسعة النطاق.

فهم رباعي لمنطق الرئيس

يعتمد منطق ترامب وراء التعريفات التجارية على مزيج من القومية الاقتصادية، والسياسة التجارية الإستراتيجية، والرسائل التفاوضية، على النحو التالي:

أولا: تقليل العجز التجاري
يكرر ترامب أن العجز التجاري الكبير -خاصة مع الصين- دليل على خسارة بلاده في التجارة. ويرى أن المنطق أن فرض تعريفات جمركية على الواردات يدفع الأميركيين لشراء سلع أجنبية أقل، وهذا من شأنه تقليص العجز. وتجعل التعريفات السلع المستوردة أكثر تكلفة، وهذا سيتبعه تحسن الميزان التجاري. ثانيا: حماية الصناعات المحلية
يعتقد ترامب أن فرض التعريفات يحمي القطاعات التصنيعية الأساسية مثل الصلب والألمنيوم، من الواردات الرخيصة، لا سيما من دول مثل الصين التي اتهمت بالإغراق، أي بيع السلع بأقل من التكلفة لاكتساب حصة في السوق. ومن شأن التعريفات أن ترفع تكلفة السلع المستوردة، بما يمكن المنتجين المحليين من التنافس بشكل أفضل على السعر.

كما ينتج عن التعريفات توسع المصانع الأميركية التي أُغلق منها 90 ألف مصنع خلال العقدين الأخيرين، ومن ثم توظف المزيد من العمال، وإحياء التصنيع الأميركي. كما أن التعريفات تدفع بالشركات الأجنبية لنقل مصانعها إلى داخل الولايات المتحدة لتجنب التعريفات الجمركية.

إعلان ثالثا: أوراق مساومة تتخطى القضايا التجارية
تنظر إدارة ترامب إلى التعريفات الجمركية على أنها ورقة مساومة، أي أنها طريقة للضغط على الدول الأخرى لإبرام صفقات تجارية أكثر ملاءمة، أو تغيير سياسات محددة مثل تأمين الحدود الجنوبية في حالة المكسيك. ومن شأن فرض تعريفات جمركية إيجاد حالة من عدم اليقين للبلد المستهدف، ويرغب ترامب -باستخدام التهديد بالتعريفات أو إلغائها- في الدفع إلى طاولة المفاوضات. رابعا: حماية الأمن القومي
يستخدم ترامب القسم 232 من قانون التجارة الأميركي لتبرير التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم، مدعيا أن الاعتماد على واردات المعادن الأجنبية يهدد الأمن القومي. وتحت هذا يمكن للرئيس اللجوء لاستخدام واستغلال هذا القانون لتبرير أي فرض إضافي للتعريفات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة ترامب أن

إقرأ أيضاً:

أجيري غاضب من «الهزيمة الرباعية» أمام سويسرا

سولت لايك سيتي (أ ف ب)

أخبار ذات صلة شاهد على تألق بيليه ومارادونا.. ملعب «أستيكا» يخضع للتجديد الشامل انعقاد الجولة السادسة من المشاورات السياسية بين الإمارات والاتحاد السويسري

تلقى المنتخب المكسيكي خسارة قاسية أمام نظيره السويسري 4-2 في مباراة ودية أقيمت في رايس-إيكيلس ستاديوم في سولت لايك سيتي الأميركية، ما أثار غضب مدرب «إل تري» خافيير أجيري الذي عبرّ عن عدم رضاه من أداء بلاده.وتأتي هذه المباراة في إطار استعدادات المكسيك لمسابقة الكأس الذهبية كونكاكاف التي تنطلق هذا الشهر، إلّا أن سقوط رجال المدرب أجيري كان مدوياً أمام سويسرا التي يشرف عليها المدرب مورات ياكين. قال أجيري البالغ 66 عاماً: «عندما تستقبل أربعة أهداف، عليك أن تهدأ وتعود للتدريب في المنزل». وأضاف: «ارتكبنا العديد من الأخطاء، جماعياً وفردياً، وعندما تفعل ذلك ضد فرق بهذا المستوى، تُعاقب». تقدمت سويسرا في الدقيقة 20 عندما أرسل ريكاردو رودريجيز تمريرة طويلة إلى بريل إمبولو، الذي سددها في مرمى الحارس راوول رانخيل. وحرم حارس المرمى السويسري جريجور كوبل منتخب المكسيك من التسجيل في الدقيقة 29، عندما تصدى بصدره لتسديدة سانتياغو خيمينيز من مسافة قريبة. سدد المكسيكي فينسنت سييرو كرة ارتدت من العارضة في الدقيقة 34، بينما تصدى رانجيل لتسديدة خطيرة من سيلفان فيدمر. وأدرك خيمينيس التعادل للمكسيك برأسية (51)، لكن سويسرا استعادت الأفضلية بعد 13 دقيقة بتسديدة من البديل زكي أمدوني من مسافة قريبة. وسجل دان ندوي الهدف الثالث بتسديدة من زاوية ضيقة بعد تمريرة رائعة من فابيان ريدر (71)، لكن المكسيك منحت نفسها بعض الأمل عندما سدد أنخيل سيبولفيدا كرة رائعة من اللمسة الأولى في مرمى كوبل (75). لكن مع اندفاع المكسيك بحثاً عن التعادل، نجح السويسريون في تسجيل الرابع، بعدما سدد ريدر كرة ساقطة من حافة منطقة الجزاء في الشباك (90). ويواجه المنتخب المكسيكي نظيره التركي، الثلاثاء، في ولاية كارولينا الشمالية، بينما تلعب سويسرا أمام الولايات المتحدة في ناشفيل.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأميركي يهاجم حاكم كاليفورنيا ويُهدّد بتعبئة مشاة البحرية
  • الحظر الأميركي على دخول مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ غدا
  • الحظر الأميركي على دخول مواطني 12 دولة يسري غداً
  • أجيري غاضب من «الهزيمة الرباعية» أمام سويسرا
  • اليابان: تقدم في محادثات الرسوم الجمركية مع واشنطن
  • وفد صيني وأميركي يبحثان الرسوم الجمركية الاثنين في لندن
  • المبعوث الأميركي لدمشق: رؤية ترامب بشأن سوريا مفعمة بالأمل
  • الرئيسان الكوري والأمريكي يتفقان على العمل للتوصل إلى اتفاق مربح للطرفين بشأن الرسوم الجمركية
  • الرئيس الكوري الجنوبي يبحث مع ترامب التعرفات الجمركية
  • توقع اجتماع بين أميركا والصين بشأن الرسوم الجمركية قريبا