ردود فعل دولية واسعة على رسوم ترامب الجمركية.. وأوروبا تدعو للوحدة والحزم
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تصاعدت وتيرة ردود الفعل الدولية تجاه الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب تجارية شاملة تُثقل كاهل الاقتصاد العالمي وتُضعف سلاسل التوريد العابرة للحدود.
انتقد وزير التجارة الفرنسي المفوض، لوران سان مارتين، الإجراءات التجارية "العدوانية والتعسفية للغاية" التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً إن فرنسا "تفضل التعاون على المواجهة".
وقال مارتين، إن الهدف من هذه الرسوم هو "التفاوض للعودة إلى حيث كانت الأمور"، في إشارة إلى رغبة واشنطن باستخدام الرسوم كأداة ضغط في المفاوضات التجارية.
وأشار وزير التجارة الفرنسي إلى إنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يستبعد الرد "بشكل عدواني للغاية" على الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتحاد.
من جهتها، حذّرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من أن الرسوم الأميركية ستُحدث تأثيراً مباشراً في بعض القطاعات الحيوية الأوروبية، وعلى رأسها الصناعات الكيماوية والسيارات والتكنولوجيا، مؤكدة أنّ الإجراءات الجديدة "ستؤدي إلى خفض الإيرادات ونمو الأرباح" لدى الشركات العاملة في هذه المجالات.
أما وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، فشدد على ضرورة الرد الأوروبي بـ"هدوء وحزم"، محذراً من الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "لا ينبغي لأوروبا أن تسمح لنفسها بالانقسام". وأضاف أن بلاده قد تزيد الضغوط على الولايات المتحدة في قطاع الأدوية رداً على الإجراءات الأميركية.
وفي السياق ذاته، قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، إن التكتل بحاجة إلى تسريع التعاون التجاري مع دول أخرى، سعياً لتنويع الشراكات وتقليل الاعتماد على السوق الأميركي.
تداعيات الرسوم الأميركية على الاقتصاد الياباني
وفي طوكيو، أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عزمه تشكيل فريق عمل خاص يوم الثلاثاء لدراسة تداعيات الرسوم الأميركية على الاقتصاد الياباني، بينما أكد وزير الاقتصاد الإسباني أن وزراء الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي سيبحثون اليوم قائمة المنتجات الأميركية التي ستخضع لرسوم انتقامية.
ودعت وزارة الخارجية الصينية إلى الابتعاد عن التصعيد، مؤكدة أنّ "التهديدات والضغوط ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين".
في الوقت نفسه، أعلن وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو، دعم بلاده لإنشاء أداة مالية على المستوى الأوروبي تهدف إلى "حماية ومساعدة القطاعات المتضررة من الرسوم الأميركية"، ما يعكس اتجاهاً أوروبياً متزايداً نحو اتخاذ إجراءات منسقة لمواجهة تداعيات السياسات الحمائية الأميركية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الرسوم الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
معركة الرسوم الجمركية تهدأ مؤقتاً.. ماذا يعني الاتفاق الأمريكي الصيني للأسواق؟
وسط أجواء من الضبابية الاقتصادية العالمية وتنامي المخاوف من انزلاق جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء الاتفاق التجاري الإطاري الأخير بين أكبر اقتصادين في العالم ليبعث بارقة أمل وطمأنينة في الأسواق العالمية المتوترة.
وتُعد تصريحات قادة واشنطن وبكين عقب محادثات لندن خطوة أولى مهمة نحو تبديد حالة عدم اليقين التي استمرت لفترة طويلة، إذ أطلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب حربًا تجارية أثرت على أسواق المال والتجارة العالمية، ورغم أن الاتفاق ما زال في مرحلته المبدئية، إلا أنه يمثل مؤشراً واضحاً على رغبة الطرفين في تهدئة التوترات وإعادة ترتيب قواعد الاشتباك التجاري ضمن آليات أكثر انضباطاً وتنظيماً.
ما الذي تم التوصل إليه؟
بعد يومين من المفاوضات المكثفة في لندن، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار عمل يعيد إحياء الهدنة في صراعهما التجاري، وجاء هذا الاختراق بعد اتفاق تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي استهدف تخفيف التوترات التي تفاقمت بسبب الخلافات حول صادرات المعادن النادرة الصينية وضوابط التصدير الأميركية.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن الاتفاق سيُعرض على الرئيس ترامب، متوقعاً حل ملفات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس في إطار هذا الاتفاق.
من جهته، وصف نائب وزير التجارة الصيني لي تشنغقانغ المحادثات بأنها “عقلانية ومتعمقة وصريحة”، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة بين الصين والولايات المتحدة.
موقف ترامب من الاتفاق
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين ستزود الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مسبقاً كجزء من الاتفاق التجاري، مشيراً في منشور على “تروث سوشيال” إلى أن العلاقة بين البلدين “ممتازة”، وأن الرسوم الجمركية تحقق فائدة كبيرة لأميركا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقدم بدورها تنازلات مثل تسهيل قبول الطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية.
وأكد ترامب أن الاتفاق ينتظر الموافقة النهائية منه ومن نظيره الصيني شي جين بينغ، معرباً عن نية العمل مع الصين لفتح أسواقها أمام التجارة الأميركية، واصفاً ذلك بأنه “فوز كبير للطرفين”.
الخطوات القادمة
تقول الصحافية الصينية سعاد ياي شين هوا في تصريحات خاصة لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الانتقال من الاتفاق الإطاري إلى اتفاق نهائي يتطلب مفاوضات تفصيلية حول الرسوم الجمركية، تأمين التكنولوجيا، والاستثمار.
وأضافت أن من المتوقع تأسيس فرق عمل مشتركة لمعالجة قضايا مثل الاقتصاد الرقمي والزراعة والخدمات المالية، ما يشكل نقطة تحول مهمة في استقرار العلاقات الاقتصادية بين القوتين.
الاتفاق لا يحمل فقط دلالات إيجابية للعلاقات الثنائية، بل يمتد تأثيره إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي وتعزيز التنمية الشاملة، خصوصاً في ظل تنامي التوترات الجيوسياسية.
تحليل السوق وردود الفعل
في الوقت الذي يشيد فيه المفاوضون الأميركيون بالاتفاق، تبقى أوساط المستثمرين وقادة الأعمال متحفظة، وفق تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”. لا يزال هناك تساؤلات حول مدى تحقيق تقدم ملموس، مع خوف من أن تكون هذه الخطوة مجرد إعادة ضبط لاتفاقات سابقة دون ضمان استدامتها.
وتتجلى مخاوف مشابهة في تحركات الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحتسب حالياً خفضاً محدوداً في أسعار الفائدة لعام 2025، انعكاساً لحالة عدم اليقين السائدة.
وأكد الخبير الاقتصادي والسياسي نادر رونغ هوان في تصريح خاص لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن المفاوضات الحالية تهدف إلى تنفيذ التوافقات بين ترامب وشي، مشدداً على أن بكين تظهر نية حقيقية للتعاون مع حرص على المبادئ الوطنية، معتبراً أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة لبث طاقة إيجابية في الاقتصاد والتجارة العالمية.
في إطار التنافس المنضبط
يمثل الاتفاق مؤشرًا على تحول نحو نمط من “التنافس المنضبط” بين واشنطن وبكين، يسمح بإدارة الخلافات دون تصعيدها إلى أزمات كبرى، كما يعكس رغبة مشتركة في وضع قواعد لعب جديدة أكثر استقرارًا، تؤثر إيجاباً على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، خاصة في قطاعات متقدمة مثل الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الخضراء.
قراءة في التاريخ
وفقاً لتقرير حديث من “ستاندرد أند بورز”، نفذت إدارة ترامب أكبر زيادة في الرسوم الجمركية منذ عام 1910، مما يسلط الضوء على حجم التحديات التي تحيط بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أخيرا ورغم أن الاتفاق الإطاري بين واشنطن وبكين ليس نهاية المطاف، فهو بلا شك خطوة إيجابية حاسمة تمهد الطريق أمام استقرار اقتصادي عالمي أفضل، وسط تحديات جيوسياسية معقدة وتوترات تجارية متواصلة، وتترقب الأسواق العالمية بحذر لكن بأمل، وسط توقعات بأن يشكل هذا الاتفاق بداية لتحول نوعي في علاقات القوتين الأكبر في العالم.