الجزيرة:
2025-06-03@21:39:10 GMT

زيارتان في شهرين.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

زيارتان في شهرين.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

واشنطن- تثير زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الثانية لواشنطن منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكم من جديد في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، تساؤلات كثيرة، خاصة أن زيارته الأولى كانت قبل شهرين فقط.

وشهد الشهران الماضيان تطورات مختلفة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية والأوضاع المتوترة بالشرق الأوسط، إذ أعادت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وتجمَّد الحوار حول إنهاء الحرب على القطاع والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

كما صعَّدت إدارة ترامب بشدة ضد إيران بما يتعلق بملفها النووي والصاروخي، وشنَّت واشنطن هجمات شبه يومية على الحوثيين في اليمن.

وقبل أيام، شملت التعريفات الواسعة التي فرضها الرئيس ترامب على دول العالم فرض 17% تعرفة إضافية على جميع الصادرات الإسرائيلية إلى أميركا.

وتستعرض الجزيرة نت، عبر سؤال وجواب، كل ما يتعلق بزيارة نتنياهو الثانية لواشنطن:

في أي سياق تأتي زيارة نتنياهو الثانية لواشنطن؟

تم الاتفاق على الزيارة عبر مكالمة هاتفية الخميس الماضي أثناء وجود نتنياهو في المجر، بطلب من نتنياهو لمناقشة التعريفات الجديدة التي فرضها ترامب الذي اقترح أن يأتي نتنياهو إلى البيت الأبيض للحديث عن تلك القضية وغيرها من القضايا الثنائية والإقليمية.

إعلان

ويهدف ترامب أن يشاهد الشعب الأميركي قادة دول أجنبية يتوافدون على واشنطن للحديث حول صفقات جديدة بعدما فرض التعريفات التي أدت إلى هبوط قياسي بأسواق المال الأميركية يومي الخميس والجمعة الماضيين، خسرت فيه الشركات الأميركية نحو 11 تريليون دولار.

وقال مكتب نتنياهو إنه سيناقش مع ترامب "الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق المحتجزين بغزة، والعلاقات الإسرائيلية التركية، والتهديد الإيراني، ومواجهة المحكمة الجنائية الدولية".

تساؤلات كثيرة حول أهمية وأهداف اللقاء الثاني بين نتنياهو وترامب (مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي) ما أهم مخرجات الزيارة الأولى يوم 4 فبراير/شباط الماضي؟

جاءت زيارة 4 فبراير/شباط لتبرز أهمية العلاقات الخاصة والاستثنائية التي تجمع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكان نتنياهو أول مسؤول أجنبي يلتقي ترامب في البيت الأبيض بعد وصوله الثاني إلى سدة الحكم.

وكانت الحرب على غزة محور لقاءات الطرفين التي شارك فيها كبار مسؤولي ملفات السياسة الخارجية الأميركيين والإسرائيليين، وطرح ترامب للمرة الأولى فكرة تهجير سكان غزة للخارج، وأن تأخذ بلاده القطاع وتطوره كي يصبح "ريفيرا جديدة" في الشرق الأوسط.

كذلك ألغى ترامب عقوبات فرضها الرئيس السابق جو بايدن على المستوطنين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، وأمر بشحن أسلحة لإسرائيل احتجزها بايدن.

الحرب على غزة خلفت أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني وعشرات آلاف المصابين (الأناضول) ما أهم التطورات التي حدثت خلال الشهرين الماضيين؟

شهد الشهران الماضيان منذ زيارة نتنياهو تطورات عديدة مثيرة ومهمة. وبداية انهار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي تم التوصل إليه يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، برعاية أميركية قطرية مصرية مشتركة.

ونص الاتفاق على 3 مراحل بما يشمل انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة، وهو ما لم يحدث. وخرقت إسرائيل الاتفاق بعد رفضها تنفيذ المرحلة الثانية وطالبت حماس بالإفراج الفوري عن بقية المحتجزين، الأحياء منهم والأموات.

وأعادت حربها على القطاع يوم 18 مارس/آذار الماضي، وقتلت أكثر من 1300 مواطن وجرحت آلافا آخرين، أضيفوا إلى أكثر من 50 ألف شهيد قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

كما شهد ملف البرنامج النووي الإيراني تصعيدا كبيرا من جانب ترامب؛ إذ أرسل خطابا لمرشد الثورة الإيرانية يطالبه بالحوار المباشر للتوصل لاتفاق جديد، أو أن تواجه طهران عواقب وخيمة.

وتزامن تهديد ترامب بإرسال البنتاغون المزيد من العتاد الحربي بما يشمل أكبر وأقوى الطائرات المقاتلة إلى قاعدة في المحيط الهندي، إضافة إلى حاملة طائرات جديدة لا تقف بعيدة عن الأراضي الإيرانية.

ما المتوقع بشأن حرب غزة؟

ينتظر أن يلتقي نتنياهو مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وتأمل إسرائيل في إحياء المفاوضات. وبدعم من ويتكوف، سعت إسرائيل لتأمين مرحلة أولى ممتدة من الاتفاق الموقع في يناير/كانون الثاني يطلق بموجبها المزيد من المحتجزين الأحياء، بدلا من الدخول بالمرحلة الثانية من الاتفاق التي ستلزمها بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة.

ولا يزال هناك 59 محتجزا بغزة، تؤكد إسرائيل مقتل 35 منهم. ويصر نتنياهو على إنهاء الحرب فقط بعد تدمير قدرات حماس، وضمان عدم سيطرتها على القطاع.

ويقول ترامب إنه يريد "حل مشكلة غزة"، لكنه لم يوضح مؤخرا ما يقصد بذلك. ومنذ طرحه فكرة تهجير الغزيين للخارج، يكرر نتنياهو دعوته "للهجرة الطوعية" لهم التي نددت بها دول كثيرة.

وتقصف إسرائيل غزة وتتعمق قواتها في القطاع منذ استئناف الحرب أواخر مارس/آذار الماضي، كما منعت إدخال المساعدات له منذ أكثر من شهر، في محاولة للضغط على حماس، وذلك ما فاقم الأزمة الإنسانية للمواطنين، بينما تلقي إدارة ترامب باللوم على الحركة في انهيار وقف إطلاق النار.

هل تتفق أراء نتنياهو وترامب حول إيران؟ وهل سيتم التنسيق حول هجوم مشترك على طهران؟

تعمل إسرائيل على ضمان أخذ مصالحها الأساسية في الاعتبار بأي مفاوضات مستقبلية بين إدارة ترامب وإيران. وتكرر تأكيداتها، التي تتفق عليها دائرة صنع القرار الأميركي، بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وتحاول إسرائيل الضغط لتضمن أي اتفاق مستقبلي يخلِّص إيران من صواريخها الباليستية الطويلة المدى.

إعلان

وفي الوقت الذي يرغب فيه ترامب التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران عبر محادثات مباشرة، يؤمن نتنياهو أن اتفاقا نوويا جديدا بين أميركا وإيران غير مرجح للغاية، ويريد مناقشة ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية.

وصرح ترامب بمقابلة مع شبكة "إن بي سي" بأن العمل العسكري ضد إيران "احتمال حقيقي"، وقال "إذا لم يبرموا صفقة، فسيكون هناك قصف، سيكون قصفا لم يروا مثله من قبل".

وفي رده، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بشن "هجوم مضاد قوي" إذا ضربتها أميركا أو حلفاؤها، ورأت إيران أن أي تصعيد سيأتي "بتكلفة باهظة للحكومة الأميركية وحلفائها".

وبعث ترامب الشهر الماضي برسالة إلى خامنئي حثه فيها على إجراء مفاوضات نووية وحذَّر من عمل عسكري محتمل، ورفضت إيران الرسالة بسرعة واتهم خامنئي ترامب بمحاولة تضليل الرأي العام العالمي بتصوير إيران على أنها غير راغبة بالتفاوض.

ورغم رفضها المحادثات المباشرة، أعلنت إيران استعدادها للتفاوض غير المباشر، مما يشير إلى مسار محتمل للمضي قدما.

وقال ترامب إنه يريد حلا دبلوماسيا، لكنه هدّد في الأيام الأخيرة بقصف إيران إذا لم تتفاوض على اتفاق لتراجع برامجها النووية.

وكثفت أميركا ضغطها العسكري تزامنا مع المسار الدبلوماسي. ووسع البنتاغون الوجود العسكري الأميركي بالشرق الأوسط، ونشر مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية بالمنطقة، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز "إف 35" وقاذفات "بي 2" ودفاعات جوية من طراز "باتريوت".

وقالت أميركا إن هذه التحركات ليست استعدادات لضربة وشيكة على إيران، بل لدعم الحملة الأميركية ضد أحد حلفاء طهران بالمنطقة، خاصة الحوثيين. وسبق أن حذَّر البيت الأبيض من أنه سيحاسب إيران إذا أطلق الحوثيون النار على القوات الأميركية.

وبسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجه إيران، إضافة إلى خسائرها الإقليمية سواء في لبنان أو سوريا، يشعر ترامب بفرصة للضغط أكثر على القيادة الإيرانية على أمل أن توقع اتفاقا جديدا مع بلاده.

إعلان

من جانبه، تعهد نتنياهو منذ فترة طويلة بالقيام بعمل عسكري لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وقال في زيارته السابقة للبيت الأبيض إنه تحت قيادة ترامب "ليس لديه شك في أننا نستطيع أن ننهي المهمة" ضد إيران.

وما مصير الـ17% قيمة التعريفات التي فرضها ترامب على إسرائيل؟

تجعل زيارة البيت الأبيض من نتنياهو أول مسؤول أجنبي يتفاوض شخصيا مع ترامب بشأن التعريفات الجديدة التي فرضتها واشنطن على مختلف دول العالم الأربعاء الماضي.

وحققت التجارة الأميركية مع إسرائيل العام الماضي عجزا بلغ 7.4 مليارات دولار، إذ بلغت قيمة الصادرات الأميركية 14.8 مليار دولار، مقابل واردات من إسرائيل بلغت قيمتها 22.2 مليار دولار.

وسبق أن وقعت الدولتان اتفاقية تجارة حرة عام 1995. وتُعد أميركا أكبر وأهم سوق لرجال الأعمال الإسرائيليين الذي يعتمدون كثيرا على وجود جالية يهودية ضخمة وغنية ونافذة داخل الولايات المتحدة.

وسيسعى نتنياهو لإقناع ترامب بإلغاء أو تقليل نسبة التعريفات، أو تقديم تنازلات تجارية من جانب إسرائيل التي تفرض تعريفات قيمتها 33% على السلع والمنتجات الأميركية. وبالفعل، استبق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش زيارة نتنياهو لواشنطن بإلغاء جميع التعريفات الجمركية على الواردات الأميركية.

مظاهرات عائلات الأسرى بإسرائيل للمطالبة باتفاق يطلق سراحهم (رويترز) كيف تخدم زيارات البيت الأبيض نتنياهو؟

ستكون زيارة نتنياهو للبيت الأبيض الرابعة التي يقوم بها لواشنطن منذ بدء الحرب على غزة، والثانية له منذ تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي. ويروج نتنياهو داخل إسرائيل لخصوصية علاقاته بترامب الذي يحظى بشعبية "طاغية" في إسرائيل تتجاوز كثيرا شعبية نتنياهو أو أي سياسي إسرائيلي آخر.

ووسط التحديات القضائية والسياسية التي تواجه نتنياهو، يُعد اللقاء مع ترامب "طوق نجاة مؤقتا" من مواجهة عائلات الأسرى والمحتجزين الذين لا تتوقف مظاهراتهم المطالبة بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

إعلان

وقال البيان الصادر عن مكتب نتنياهو إن "رئيس الوزراء يقدّر العلاقة الشخصية والدافئة مع الرئيس ترامب، ويشكره على دعوته ليكون أول زعيم يلتقي به بعد فرض الرسوم الجمركية العالمية، تماما كما كان أيضا أول زعيم يلتقي به بعد دخوله البيت الأبيض".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ینایر کانون الثانی زیارة نتنیاهو البیت الأبیض الحرب على أکثر من على غزة

إقرأ أيضاً:

والد أسير إسرائيلي يطالب ترامب بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب

طالب والد أسير إسرائيلي في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجبار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية– على إنهاء الحرب بالقطاع لاستعادة نجله.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن يهودا كوهين -والد الجندي الأسير لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نمرود كوهين- دعوته ترامب إلى "إجبار نتنياهو على وقف الحرب في غزة، لأنها الطريقة الوحيدة لرؤية ابنه المحتجز".

وقال كوهين مخاطبا ترامب: "أرجوك، أجبر نتنياهو على إنهاء الحرب، إنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع من خلالها رؤية ابني على قيد الحياة".

قافلة جرارات زراعية للتضامن مع الأسرى الإسرائيليين (وسائل التواصل) احتجاجات

وفي سياق متصل، وصلت صباح اليوم قافلة من الجرارات الزراعية إلى ميدان الرهائن في تل أبيب، وذلك في مبادرة خاصة أطلقتها الحركة الكيبوتسية بمناسبة ما يسمى عيد الأسابيع "الشفوعوت" وبالتعاون مع هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين.

وشارك في القافلة مزارعون من كيبوتسات في الجنوب والشمال، حيث ساروا في شوارع الدولة وحملوا معهم شعارات ولافتات تطالب بعودة جميع الأسرى الإسرائيليين الـ58 المحتجزين في قطاع غزة.

وأكد المشاركون أن هذه المبادرة تهدف إلى إبقاء ملف الأسرى في صدارة الاهتمام العام، مشددين على أن العيد لا يكتمل إلا بعودة الجميع إلى منازلهم.

المبادرة تهدف إلى إبقاء ملف الأسرى الإسرائيليين في صدارة الاهتمام العام (مواقع التواصل)

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

إعلان

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يقرع طبول الحرب وعينه على إيران
  • جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب
  • ترامب يقيل 3 مسؤولين مؤيدين إلى إسرائيل ويؤكد: لا تخصيب لليورانيوم في إيران تحت أي ظرف!
  • استقالات في إدارة ترامب تثير مخاوف نتنياهو
  • الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع مع تصاعد المخاوف التجارية والاقتصادية الأميركية
  • إقالات مفاجئة بإدارة ترامب تثير قلق نتنياهو
  • ترامب والحلفاء الخليجيون وردع تهور نتنياهو من غزة إلى إيران
  • ضرائب ترامب تعوق المساعي الأميركية لتطوير البطاريات
  • والد أسير إسرائيلي يطالب ترامب بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • هل انضمام كندا للقبة الذهبية الأميركية يشكل عبئا على الاقتصاد؟