سيناريوهات الحرب التجارية بعد رسوم «ترامب» الجمركية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
أثارت قرارات الرئيس الأمريكى «ترامب» بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات ردود أفعال واسعة حول العالم، حيث سارعت الدول المتضررة إلى التنديد بهذه الإجراءات والتحذير من تداعياتها الاقتصادية.
بدأت القصة في "يوم التحرير"، عندما أعلن " ترامب" عن فرض رسوم جمركية قاسية على الواردات من دول متعددة، ما أثار موجة من التوترات التجارية في جميع أنحاء العالم.
كان الرئيس الأمريكى قد أكد أن الهدف من هذه الرسوم هو تحقيق توازن تجاري لصالح الولايات المتحدة، وحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الخارجية، وقال إن هذه الرسوم تهدف إلى تصحيح الخلل في الميزان التجاري الأمريكي وتعزيز الإنتاج المحلي.
ولتنفيذ رؤيته الاقتصادية فرض ترامب رسومًا جمركية على جولتين الأولى شملت بعض الدول مثل كندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان الجديد بدول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بلغت أكثر من 180 دولة وجزيرة وإقليم، وشملت فرض رسوم تبدأ من 10% وتصل إلى 49%.
ولم يكد الرئيس الأمريكي يعلن جولته الثانية من حرب الرسوم الجمركية، والذى وصفه ترامب بـ"يوم التحرير" الأمريكي، حتى اشتعلت ردود الفعل الغاضبة من مختلف دول العالم، وعلى رأسها الصين والاتحاد الأوروبي. وتوقع خبراء أن تؤدي تلك الرسوم لتغيير كبير في خارطة الاقتصاد العالمي.
وبدأت التحركات العالمية للرد على قرارات ترامب والتصدي لها، وتوعدت كندا وأوروبا والصين وعدة دول بالرد على حرب رسوم ترامب.
وحذر اقتصاديون من طوفان رسوم ترامب الجمركية، وأن تلك الرسوم المتبادلة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، تهدد بإثارة حرب تجارية عالمية والتأثيرات لن تتوقف على العالم، وتوقع خبراء ومؤسسات دولية أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا كبيرًا الفترة القادمة.
وأشعلت تلك القرارات أسواق المال العالمية ودخلت الأسواق العالمية حالة من القلق وعدم اليقين، وخسر المستثمرون الأمريكيون من جراء التراجعات الكبيرة في أسواق الأسهم.
فهل ستنجح سياسة ترامب في إعادة هيكلة النظام التجاري العالمي؟ أم أن العواقب الاقتصادية ستجعل العالم يعيد النظر في الطريقة التي تُدار بها التجارة الدولية؟
يأتي هذا في الوقت الذى يترقب الجميع نتائج هذه السياسات، وهل ستظل الأسواق العالمية تحت ضغط هائل؟ الأيام القليلة القادمة ستحدد مصير هذه الحرب التجارية.
وفى رد فعل سريع أعلنت "بكين" أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات القادمة من الولايات المتحدة، وذلك بدءًا من 10 أبريل الجاري.
تأتي هذه الخطوة في إطار الرد الصيني المباشر على إعلان "ترامب" فرض رسوم جمركية مماثلة بنسبة 34% على السلع الصينية، وبإعلان هذه الخطوة، يرتفع إجمالي الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من الصين إلى 54% حيث فرضت الولايات المتحدة سابقًا رسوما بنسبة 20%.
كما قررت وزارة المالية الصينية فرض قيود على تصدير بعض المواد المرتبطة بالمعادن النادرة، وهي مواد يتم استخدامها في المنتجات عالية التقنية مثل رقائق الكمبيوتر وبطاريات السيارات الكهربائية.
وفى الاتحاد الأوروبي انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، القرار الأمريكي بشدة، مؤكدة أن هذه الرسوم تشكل ضربة قاسية للاقتصاد العالمي.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي يستعد للرد بإجراءات مضادة في حال فشل المفاوضات مع واشنطن.
فيما عقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعًا مع ممثلي القطاعات الاقتصادية المتأثرة بالرسوم الأمريكية، بينما أكدت المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس، أن الاتحاد الأوروبي يخطط لاستهداف قطاع الخدمات الرقمية ردًّا على الإجراءات الأمريكية.
ومن جانبه ندد اتحاد صناعة السيارات الألماني، بالرسوم الجمركية، مشددًا على أنها ستلحق خسائر جسيمة، ليس فقط بألمانيا ولكن الاقتصاد الأمريكي نفسه.
وناشد الاتحاد الأوروبي، بتعزيز اتفاقيات التجارة الحرة عالميًا لمواجهة هذه الأزمة.
فيما أكد وزير التجارة البريطاني، أن لندن تواصل التفاوض مع واشنطن لتخفيف تداعيات هذه الإجراءات، بينما انتقدت جماعات صناعية القرار، معتبرة أنه قد يضر بسلاسل التوريد بين البلدين.
وانتقدت طوكيو الرسوم الجمركية الجديدة، معتبرة أنها قد تخالف اتفاقيات التجارة الثنائية مع الولايات المتحدة.
وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها من أن العالم بات يواجه حرب رسوم جمركية حقيقية، متعهدة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية اقتصادها.
اضطراب في الأسواق العالمية
وشهدت الأسواق المالية العالمية حالة من الاضطراب مع تصاعد الحرب التجارية، والتي تسببت في خسارة تريليونات الدولارات لأكبر الشركات في العالم، وتصاعد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وسجل الدولار الأمريكي أدنى مستوى له في ستة أشهر، حيث انخفض بنسبة 2.2% في اليوم التالي لصدور القرارات وسط فقدان متزايد للثقة في العملة التي كانت تعتبر في السابق الأكثر أمانًا في العالم طوال معظم القرن الماضي.
كما شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا مع استمرار الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية الجديدة مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر على الطلب على الخام.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت، انخفاضًا بمقدار 31 سنتًا أو 0.4% لتصل إلى 69.83 دولارًا للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتًا أو 0.5% إلى 66.63 دولار للبرميل.
اقرأ أيضاًرسوم ترامب الجمركية تقود أسعار السيارات الأمريكي نحو الارتفاع
رسوم ترامب الجمركية تهبط بأكبر تراجع لمؤشر داو جونز منذ 2020
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السلع الصينية الميزان التجاري الأمريكي رسوم ترامب الجمركية الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة رسوم جمرکیة رسوم ترامب فرض رسوم رسوم ا
إقرأ أيضاً:
الدولار يصعد بعد فرض رسوم جمركية جديدة من ترامب
يتجه الدولار لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له في نحو ثلاث سنوات أمام العملات الرئيسية، إذ حافظ على زخمه اليوم الجمعة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عشرات الشركاء التجاريين.
الدولار استفاد أيضاً من عوامل غير تجارية، حيث هبط الين الياباني إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر بعد أن لمح بنك اليابان إلى أنه غير مستعجل في استئناف رفع أسعار الفائدة. وسجل الين 150.46 للدولار في أحدث التداولات، بعد أن تراجع إلى 150.915 في وقت سابق من اليوم، وهو الأضعف منذ 28 مارس.
مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية، ارتفع هذا الأسبوع 2.4%، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي منذ سبتمبر 2022 عندما صعد 3.1%. وبلغ المؤشر اليوم 100.14، وهو الأعلى منذ 29 مايو.
بعض العملات تعرضت لضغوط أكبر جراء الرسوم الجمركية، إذ تراجع الدولار الكندي 0.12% إلى 1.3872 مقابل نظيره الأميركي، مسجلاً أدنى مستوى منذ 22 مايو، بعدما رفع ترامب الرسوم على كندا إلى 35% بدلاً من 25%. كما هبط الفرنك السويسري 0.26% إلى 0.8120 للدولار بعد أن زادت الرسوم الأميركية على الواردات السويسرية إلى 39% من 31%.
الرسوم أشعلت موجة بيع في عملات الأسواق الناشئة الآسيوية؛ إذ هبط البيزو الفلبيني إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، وتراجع الدولار التايواني لأضعف مستوى منذ يونيو، بينما هبط الوون الكوري الجنوبي إلى مستويات لم يشهدها منذ منتصف مايو.
أما اليورو، فبقي قرب أدنى مستوى في شهرين عند 1.1428 دولار، متأثراً باتفاق تجاري غير متوازن مع واشنطن، ولم يبتعد كثيراً عن 1.1401 دولار الذي لامسه الأربعاء وهو الأضعف منذ 10 يونيو.
وقال مايك هولاهان، مدير في شركة «إليكتوس فاينانشال» في أوكلاند: «على المدى القصير يمكن القول إن الدولار مرشح لمزيد من الصعود... أخبار الرسوم الجمركية اكتسحت معظم الأسواق». وأضاف: «الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو إعادة تقييم اليورو بالخفض، إذ إن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصبحت عقبة إضافية أمام اليورو».
الاتفاقية الإطارية بين بروكسل وواشنطن، التي أُبرمت الأحد الماضي، سرعان ما واجهت انتقادات من قادة فرنسيين ورئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي باعتبارها غير عادلة لأوروبا.
ورغم الهجوم المتواصل من ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حافظ الدولار على قوته. وكان الرئيس الأميركي قد جدد تهديداته بإقالة باول، داعياً إلى خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، وهو ما أثار تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي.
لكن الفيدرالي تجاهل تلك الضغوط يوم الأربعاء وأبقى سياسته النقدية دون تغيير، مشيراً إلى «ارتفاع طفيف» في التضخم و«قوة» سوق العمل.
الأسواق تترقب اليوم بيانات الوظائف الأميركية، حيث يتوقع الاقتصاديون تباطؤ نمو التوظيف إلى 110 آلاف وظيفة جديدة في يوليو، مقارنة بـ147 ألفاً في يونيو، في تراجع يبدو ملحوظاً لكن دون أن يثير قلقاً بالغاً.