نددت الأمم المتحدة ودول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بمحاولة كوريا الشمالية الفاشلة لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض الاستطلاع العسكري، اليوم الخميس، في حين تعهدت بيونغ يانغ بإجراء محاولة جديدة أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقالت فلورنسيا سوتو نينو، المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "كل عملية إطلاق من كوريا الشمالية باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي".

من جهة أخرى، قال بيان مشترك لمجموعة السبع إن خطوة كوريا الشمالية تشكل "تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار الإقليميين والدوليين".

وجاء في البيان -الذي حمل توقيع بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- أنه "رغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي، فإن كوريا الشمالية تواصل تكثيف أعمالها التصعيدية بعدد قياسي من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية".

ورأت مجموعة السبع أن المحاولة تثبت "تصميم كوريا الشمالية على تطوير وتنويع قدراتها النووية والصاروخية الباليستية غير القانونية".

وأضاف البيان أن "التصرف المتهور لكوريا الشمالية يجب أن يقابل برد دولي سريع وموحد وقوي، خاصة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

في الوقت نفسه، عقدت الحكومة الكورية الجنوبية اجتماعا لمجلس الأمن القومي للتنديد بعملية الإطلاق مشددة على أن كوريا الشمالية "تبدد مواردها القليلة في استفزازات غير منطقية، محملة موظفين ثانويين مسؤولية الوضع الاقتصادي الذي يدفع الشعب إلى المجاعة والموت".


وفي اليابان، قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا "تأكدنا من أنه لم يوضع أي قمر في مدار الأرض خلال عملية الإطلاق هذه المرة، ونعتبر تاليا أنها فاشلة. لكن تصرفا كهذا ينتهك قرارات الأمم المتحدة، وقد احتججنا بقوة".

وكان كيشيدا قال في وقت سابق إن الصاروخ مر بالمجال الجوي الياباني فوق أرخبيل أوكيناوا.

وأخطرت بيونغ يانغ خفر السواحل الياباني -الثلاثاء الماضي- بأنها تعتزم إطلاق قمر اصطناعي بين 24 و31 أغسطس/آب، مما دفع طوكيو إلى حشد سفن ووضع نظامها الصاروخي الدفاعي "باك-3" في حالة تأهب، تحسبا لسقوط الصاروخ على أراضيها.

محاولتان خلال 3 أشهر

من جانبها، أعلنت كوريا الشمالية -اليوم الخميس- فشل محاولتها الثانية في غضون 3 أشهر لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض الاستطلاع العسكري.

وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء "أجرت ثاني عملية إطلاق لقمر الاستطلاع ماليغيونغ-1 بواسطة الصاروخ الحديث تشوليما-1 في موقع سوهاي لإطلاق الأقمار الاصطناعية في منطقة تشولسان في مقاطعة بيونغان الشمالية".

وأضافت الوكالة أن "رحلة الصاروخ في المرحلتين الأولى والثانية كانت طبيعية، لكن الإطلاق فشل بسبب خطأ في نظام التشغيل الطارئ خلال المرحلة الثالثة".

وأشارت إلى أن "سبب الحادث ليس مشكلة رئيسية"، وأن البلاد ستعمد إلى عملية إطلاق ثالثة أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية.

وأطلقت بيونغ يانغ يوم 31 مايو/أيار الماضي ما وصفته بأنه أول قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري "ماليغيونغ-1″، لكن الصاروخ "تشوليما-1" الذي كان يحمله سقط في البحر بعد دقائق من الإطلاق.

وجعل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من وضع قمر اصطناعي عسكري في المدار أولوية قصوى، قائلا إن ذلك بمثابة توازن ضروري للوجود العسكري الأميركي المتزايد في المنطقة.

وأتت عملية الإطلاق اليوم بعدما عقد قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قمة في كامب ديفيد تطرقت إلى "التهديدات النووية" الكورية الشمالية.

وتزامنت العملية مع مناورات "أولشي فريدوم شيلد" الأميركية الكورية الجنوبية الواسعة النطاق، التي بدأت الاثنين الماضي وتستمر حتى 31 أغسطس/آب الجاري. وقال البلدان إن التدريبات تهدف إلى مواجهة "التهديدات المتنامية" من كوريا الشمالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إطلاق قمر اصطناعی کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الاحتلال يسرع عملية التدمير ومعركة المساحة مستمرة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تسريع عملية التدمير الممنهج في قطاع غزة ضمن خطة واضحة للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، بالتزامن مع تقليص أي كلفة بشرية لقواته.

وأوضح حنا في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن المناطق التي تشهد عمليات عنيفة كبيت لاهيا، والشجاعية في الشمال، وشرق خان يونس في الجنوب، تعد ساحات اشتباك مستمرة، وهي في صلب الإستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع ميداني جديد قبل أي اتفاق سياسي محتمل.

وأضاف أن الاحتلال يعتبر خان يونس مركزا محوريا في عملياته، ويهدف إلى الدفع باتجاه تقسيم القطاع إلى منطقتين معزولتين، إحداهما في غزة والأخرى جنوبا في المواصي، بحيث يتم حصر المدنيين الفلسطينيين ضمن هاتين المنطقتين.

وأشار إلى أن القتال الدائر في بيت لاهيا والشجاعية وخان يونس يصب في هدف توسيع "المنطقة العازلة"، وهي جزء من تصور إسرائيلي أمني مرتبط بمراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

وتابع أن اليوم الأول من الاتفاق يتضمن إعادة انتشار قوات الاحتلال في الشمال، مع استحضار خرائط ميدانية جديدة، في حين يتوقع أن يشهد اليوم السابع إعادة انتشار في الجنوب، بما يكرس السيطرة الإسرائيلية على الأرض.

إعلان خرائط جديدة

وقال حنا إن المقاومة الفلسطينية تدرك هذه المعادلة، ولذلك تحرص على منع الاحتلال من التمركز وفرض أمر واقع عبر القتال المتواصل في نقاط التماس، ما يمنع تثبيت خرائط جديدة على غرار تلك التي طُرحت في يناير/كانون الثاني الماضي.

واعتبر أن الشجاعية تمثل مركز ثقل عسكريا، تماما كما بيت لاهيا وجباليا، ولذلك يتعمد الاحتلال اتباع سياسة تدميرية شاملة فيها، مستدلا بتصريح قائد لواء إسرائيلي أشار إلى تدمير نحو ألف منزل يحجب أي رؤية عن مستوطنة نحال عوز.

وأضاف أن مقتل متعاقد مدني في الشجاعية، مكلف بهدم منازل البنية التحتية، يعكس استعجال الاحتلال في تنفيذ تدمير واسع بدل اللجوء إلى وسائل تفجيرية تقليدية باتت محدودة لديه، في ظل ضغط الوقت واستنزاف الموارد.

وأكد حنا أن التدمير في شرق خان يونس، وخزاعة تحديدا، يأتي ضمن محور هجوم رئيسي ينطلق من كيسوفيم إلى القرارة ثم إلى عمق خان يونس، مع إمكان التمدد شمالا إلى وسط القطاع، وهو ما يفسر إعلان خزاعة منطقة منكوبة بالكامل.

وأوضح أن العمليات في عبسان، لا سيما حول محور موراغ، تؤكد أن الاحتلال يسعى إلى توسيع بقع التوغل، وهي مناطق تشمل ما يسميه "الحزام الأحمر" الذي يحاول تثبيته كأمر واقع يخدم خطته الكبرى.

معركة المساحة

وأشار إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير تحدث في وقت سابق عن خطة تمتد 3 أشهر للسيطرة على القطاع و9 أشهر لتفكيك المقاومة، مؤكدا أن هذه التصريحات تعكس إصرار الاحتلال على خوض معركة "المساحة".

وأوضح أن معركة المساحة تعني فرض واقع على الأرض بالقوة، وتثبيت مناطق السيطرة من دون الاضطرار لدفع ثمن بشري مرتفع، وهو ما يقود إلى اعتماد إستراتيجية "القضم المتدرج" بدل المواجهة الشاملة.

ورأى حنا أن الاحتلال يراهن على الضغط التدريجي على المقاومة بالتوازي مع مفاوضات يتكوف، بحيث يتم انتزاع مكاسب ميدانية تراكمية تضعف أوراق المقاومة وتدفعها إلى القبول بخرائط جديدة تكون مجحفة بحقها.

إعلان

وأضاف أن المتعاقد الذي قتل في بيت لاهيا كان مكلفا بتدمير بنى تحتية للمقاومة، ما يكشف بوضوح أن عمليات التدمير ليست عشوائية، بل ضمن خطة مدروسة تهدف إلى تجريد المقاومة من قدرة التجدد مستقبلا.

وتابع أن إيال زمير حين تحدث عن رفضه لحرب أبدية، كان يحاول التوفيق بين الإمكانات العسكرية المتاحة وبين الطموحات السياسية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفع سقف الأهداف رغم محدودية القدرة على الإنجاز.

ويرى العميد حنا أن الواقع الميداني الذي يعيشه الجيش الإسرائيلي اليوم، لا سيما في الشمال، شكّل دافعا لتحول في لهجة القيادة العسكرية، وباتت الأولوية لديهم موازنة الأهداف مع القدرة على تحمّل التكاليف.

مقالات مشابهة

  • أجسام غامضة على بارجة كوريا الشمالية المنكوبة ترصدها أقمار صناعية.. وخبراء يحاولون تحليل ما هي
  • ويتكوف: رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار غير مقبول على الإطلاق
  • زعيم كوريا الشمالية: المسابقات الطريق المختصر لبناء جيش قوي – كيف؟
  • خبير عسكري: الاحتلال يسرع عملية التدمير ومعركة المساحة مستمرة
  • ماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسيا
  • جنود وذخائر وصواريخ باليستية.. كيف سلحت كوريا الشمالية الجيش الروسي خلال حرب أوكرانيا؟
  • الجيش الكوري الجنوبي يطلق النار عن طريق الخطأ من مدفع رشاش باتجاه كوريا الشمالية
  • ماكرون يحذر الصين من إبقاء كوريا الشمالية بعيدة عن حرب أوكرانيا أو المخاطرة بتدخل الناتو في آسيا
  • تقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسيا
  • رويترز: كوريا الشمالية قدمت لروسيا 9 ملايين طلقة من ذخيرة المدفعية وقاذفات الصواريخ