ماذا قدمت القمة الثلاثية بين زعماء مصر والأردن وفرنسا لغزة؟
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
القاهرة- بالتزامن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وصمَم الآلة العسكرية الإسرائيلية عن الاستماع لدعوات العودة إلى اتفاق الهدنة داخل القطاع، يأتي اجتماع زعماء الدول الثلاث، المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والأردني عبد الله الثاني، لإجراء مباحثات حول سبل حلحلة الأزمة.
واشتملت مخرجات القمة الثلاثية، التي عقدت أمس الاثنين بقصر الاتحادية الرئاسي شرقي القاهرة، على دعوة المجتمع الدولي للدفع باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، والممتدة منذ نحو عام ونصف العام.
وأكد القادة الثلاثة على رفض تهجير الفلسطينيين ودعم مخرجات القمة العربية الأخيرة بما تشمله من خطة إعمار القطاع، وضرورة استئناف وصول المساعدات الإنسانية الكافية للحد من الأزمة المتفاقمة التي يواجهها أهل غزة جراء الحصار الإسرائيلي.
وعلى هامش القمة الثلاثية، أجرى القادة مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تضمنت مناقشة سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المحتجزين.
وحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فقد شدد الزعماء الثلاثة على ضرورة تهيئة الظروف لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين.
إعلانمن جانبها، رحبت الخارجية الفلسطينية بمخرجات القمة الثلاثية، مؤكدة خطورة استمرار العدوان الإسرائيلي على استقرار المنطقة، وطالبت -في بيان لها- فرنسا بترجمة تحركاتها إلى اعتراف أوروبي جماعي أو فردي بدولة فلسطين، ودعم الجهود الفلسطينية والعربية المبذولة لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
"ما دام أن مخرجات القمة غير مصحوبة بالتلويح بإجراءات حاسمة حيال إسرائيل، فهي بذلك تعتبر غير مجدية"، هكذا يلخص جمال زهران -أستاذ العلوم السياسية والأمين المساعد لتجمع دعم خيار المقاومة- رؤيته لاجتماع القادة الثلاثة.
ويطرح زهران -في حديثه للجزيرة نت- تصورا يتمثل في إقدام الدول الثلاث مصر والأردن وفرنسا على وقف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع تل أبيب، ويضيف أن "هذا الموقف بالقطع سيلقى صدى لدى إسرائيل، وسيمثل وسيلة ضغط عليها".
لكن القمة الأخيرة، وفق رؤية أستاذ العلوم السياسية، "تخلو من الإرادة أو الإجراء أو الإمكانية لممارسة أي ضغوط على الطرف الذي يمارس إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي فهي لم تقدم أي إفادة لقطاع غزة".
ويستدل الخبير السياسي على رؤيته بكون الرئيس الفرنسي لم يحضر للقاهرة من أجل حضور القمة حصرا، بل تنوع جدول زيارته، حيث عقد اتفاقات مع الجانب المصري في مجالات التعليم والصحة والنقل والدفاع، كما زار عدة معالم تاريخية.
تفاؤل حذرمن جانبه، يشير الكاتب الصحفي المختص بالشأن الأميركي محمد السطوحي إلى تقارب الموقف الفرنسي مع موقف كل من مصر والأردن بشأن غزة، من حيث المطالبة بوقف إطلاق النار ورفض التطهير العرقي أو عودة احتلال القطاع.
ويبين للجزيرة نت أن هنالك رغبة قوية لدى المجتمع الدولي -يمكن الاستدلال عليها من جلسات مجلس الأمن- لوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ويردف "لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد الآن بشكل أساسي على الدعم الكامل من إدارة ترامب عسكريا وسياسيا لمواجهة أي ضغوط يتعرض لها".
إعلانويرى الكاتب الصحفي أن زيارة نتنياهو مرتين للبيت الأبيض في غضون شهرين تعد مؤشرا على مدى التحول الكبير الذى حدث في الموقف الأميركي بعودة ترامب، "لم نعد نسمع أي انتقادات أميركية لما تقوم به تل أبيب من عمليات عسكرية تقتل فيها المدنيين والأطفال، أو حتى لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إذ يتم تحميل حماس المسؤولية عن كل ما يحدث".
ولا يبدو السطوحي متفائلا بشأن مخرجات القمة الثلاثية، مرجحا ألا يتغير الدعم الأميركي لتل أبيب، لكن في الوقت نفسه توقع أن يحدث تفاهم على تهدئة العمليات العسكرية قبل زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، موضحا أن "ترامب لا يريد أن يزور الرياض بينما الحرب تدور بصورتها الحالية بما يؤثر سلبا على الزيارة".
وبالنسبة للتهجير، فلا يتوقع الخبير أن يكون هناك تراجع حقيقي في مخطط تهجير سكان القطاع، وفي ذلك يؤكد ضرورة الانتباه إلى أن الإعلان عن رفض التهجير القسري لم يعد كافيا "فإسرائيل تدمر كل عوامل الحياة التي تسمح ببقاء الفلسطينيين في غزة، ثم تتحدث عن التهجير الطوعي، وبالتالي يجب الحديث عن رفض التهجير بشكل مطلق".
ماكرون في العريشوفي اليوم التالي لانعقاد القمة الثلاثية، توجه الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مدينة العريش الحدودية رفقة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتزامن مع ذلك احتشد آلاف المصريين أمام مطار العريش ومعبر رفح، رافعين لافتات تعبر عن التضامن مع الموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين.
وتفقد ماكرون خلال زيارته -التي تعد الأولى من نوعها لرئيس أوروبي- مستشفى العريش الذي يستقبل مرضى فلسطينيين، ثم زار مركز المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والقريب من معبر رفح.
من جانبه، اعتبر معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق زيارة ماكرون لرفح ذات فائدة دبلوماسية، "ليرى بعينيه مشاهد تكدس شاحنات المساعدات أمام المعبر المغلق، بسبب الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية".
إعلانوأضاف في حديثه للجزيرة نت: "من يرى ليس كمن يسمع، سيرى ماكرون بعينيه المواد الغذائية التي ربما وصلت لدرجة التعفن من طول فترة الانتظار أمام المعبر، وقد يمتد نظره ليرى بعض مشاهد الدمار داخل القطاع".
وبشكل عام، يرى الدبلوماسي السابق أن الإسهام الأوروبي منذ بداية الحرب بدا ضعيفا في اتجاه وقف العدوان الإسرائيلي، فلا تمتلك دول أوروبا وسائل ضغط كافية على الجانب الإسرائيلي، ولا تعد فرنسا استثناء في ذلك.
ورغم ذلك، فثمة تحرك في الموقف الأوروبي، وفق مرزوق، الذي يضيف أن "أوروبا انحازت في بداية الحرب انحيازا تاما لتل أبيب، ولكن بمرور الوقت ومع صلف وتعنت ووحشية الاحتلال، انحازت للرأي العام الدولي المناصر لوقف العدوان على غزة".
ويأمل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تكون زيارة الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط خطوة البداية لتتخذ أوروبا مواقف أكثر جدية حيال الإبادة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة القمة الثلاثیة مخرجات القمة
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال ينسف 10 منازل فلسطينية شرقي غزة
غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 12 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي اليوم غالبيتهم قرب مركزين للمساعدات في وسط وجنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل "نقل إلى المستشفيات 12 شهيدا وعشرات المصابين بنيران وغارات قوات الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 8 شهداء من منتظري المساعدات".
ولفت بصل الى نقل "5 شهداء و15 مصابا" إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، اثر إطلاق القوات الاسرائيلية النار في اتجاههم، حيث كانوا يتجمعون على طريق صلاح الدين الرئيسي قرب مفترق نتساريم قرب مركز للمساعدات في منطقة جسر وادي غزة وسط القطاع.
ولفت إلى "4 إصابات خطيرة" بين الجرحى، مشيرا إلى أن آلاف المواطنين تجمعوا في ساعة مبكرة من صباح السبت في محاولة للحصول على بعض المواد الغذائية من مركز المساعدات المدعوم من الولايات المتحدة.
وتدير هذه المراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التعاون معها.
وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات نهاية مايو، لكن العملية تتخللها مشاهد فوضى وحوادث دامية.
ومنذ نهاية مايو، قتل 450 شخصا واصيب نحو 3500 خلال محاولاتهم الوصول الى نقاط توزيع المساعدات في غزة، بحسب احدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
واشار بصل ايضا الى "3 شهداء على الأقل وأكثر من 20 إصابة بنيران قوات الاحتلال قرب دوار العلم قرب مركز المساعدات الأميركي" في شمال غرب رفح جنوب القطاع.ونقل الضحايا والمصابون إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس.
واوضح ان المستشفى نفسه استقبل "شهيدا وعددا من الإصابات في غارة جوية إسرائيلية صباح (السبت) في شارع الطينة" في خان يونس.
وأورد بصل أن "3 مواطنين أشقاء من عائلة عبيد استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية صباح اليوم استهدفت منزلا في منطقة المنصورة" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى "المعمداني" في البلدة القديمة في مدينة غزة.
ونسف الجيش الاسرائيلي بالمتفجرات أكثر من عشرة منازل في مناطق الشجاعية والزيتون والتفاح في شرق مدينة غزة، كما شن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية عنيفة ليلا وصباح اليوم في غزة وجباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع، بحسب بصل.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اليوم "تدمير جرافة عسكرية صهيونية من نوع D9 بعبوة برميلية في منطقة السناطي" شرق مدينة خان يونس.وأضافت السرايا أنها أطلقت "قذائف هاون وصواريخ من نوع 107 باتجاه جنود وآليات الجيش الإسرائيلي المتوغلين غرب بيت لاهيا وشرق مخيم جباليا" في شمال القطاع غزة.