تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"لوموند" الفرنسية: سكان غزة يتطلعون إلى السلام الدائم لعلاج جراحهم وإعادة بناء ما يمكن بناؤه

"فيلوماج" الفرنسية: اليمين الإسرائيلى المتطرف يتلاقى مع حماس فى عقيدة متقاربة لا يمكن أن تحقق الاستقرار للمنطقة

"لا ليبر" البلجيكية: الحركة الإسلامية تحفر القبور لأي حل سياسي قابل للتطبيق وتتغذى على معاناة شعبها

"لوبوان" الفرنسية: متى ينتبه الغرب؟.

. حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين التى تسعى لفرض الهيمنة على الغرب والعالم لو أمكن

هيرتا مولر الحائزة على جائزة نوبل: المدنيون في القطاع هم أيضًا رهائن.. وإسرائيل تحتاج إلى أسلحتها لحماية شعبها.. وحماس تحتاج إلى شعبها لحماية أسلحتها

صموئيل لاكرو الكاتب البلجيكى: استفزازات اقتحام المسجد الأقصى وتكثيف الاستيطان فى الضفة الغربية يجعل اليمين الإسرائيلي المتطرف وكيلاً مثمراً للإسلاميين الفلسطينيين

 

نشرت الصحافة الغربية العديد من الموضوعات التى تسلط من خلالها الضوء على الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، وما أدت إليه من تصلب الموقف فى ظل معاناة غير مسبوقة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة الذى تتدهور أحوالة بين المطرقة والسندان. حيث حماس من جهة والتدمير الإسرائيلى المتواصل من جهة أخرى.. فإلى أهم ما نشرته تلك الصحف.

 

فى صحيفة "لوموند"، يقول جان بيير فيليو الأستاذ بمعهد العلوم السياسية بباريس والمعروف بمناصرته فى معظم كتاباته للحق الفلسطينى، إن  حماس تزعم "انتصارها" المفترض في هذا الصراع الذي لا ينتهي بنفس الإصرار الذي تتبناه إسرائيل. وفي حين أن سكان غزة يتطلعون فقط إلى السلام الدائم لعلاج جراحهم وإعادة بناء ما يمكن بناؤه، فإنهم ما زالوا يتعرضون للتكميم من قبل عناصر الحركة الإسلامية، كما أن المظاهرات العفوية التي اندلعت يومي 25 و26 مارس للتنديد بالهيمنة الإسلامية، تم إخمادها بسرعة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.

وتنتشر فى غزة فكاهة سوداء تلخص الموقف حيث تقول: لماذا يقوم مسلحو حماس دائمًا برفع علامة النصر بإصبعيهم؟ لأن اثنين فقط هو عدد المنازل التي ما زالت قائمة منذ "انتصارهم" المزعوم.. وعلى أية حال، فقد ثبت أن غزة وسكانها ما زالوا يقدمون لنا باستمرار مرآة لما أصبح عليه عالمنا من دراما قاسية بشكل لم يسبق له مثيل.

وفى تحليل شامل، ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن "المستحيل، في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث".. وأضافت: للمرة الأولى، تظاهر الفلسطينيون في قطاع غزة للتنديد بحركة حماس. وعلى مدى ثلاثة أيام، سار المتظاهرون للمطالبة بوقف إراقة الدماء ولعن الحركة الإسلامية المسئولة عن إيجاد مبرر لقوة الاحتلال مما أدى إلى الدمار الهائل الذى تعرض له القطاع فى بنيته الأساسية وفى المبانى الحكومية والأهلية.

 ويعاني المتظاهرون في غزة من قمع مضاعف، إذ يقعون بين القنابل الإسرائيلية من جهة والحكم الحمساوي من جهة أخرى. إنهم يظهرون شجاعة بطولية، لأنهم يخاطرون بحياتهم برفع أصواتهم ضد الدكتاتورية. وسارعت حماس إلى الرد، بأسلوب وحشي للغاية: حيث قام أتباع المنظمة بتعذيب متظاهر يبلغ من العمر 22 عاماً حتى الموت، ثم ألقوا بجثته المعذبة أمام منزل عائلته كتحذير. 

ولكن مجرد وقوع "انتفاضة الخيام"، كما يسميها الناشطون الفلسطينيون، يثبت أن سيطرة حماس على قطاع غزة لم تعد فعالة كما كانت في السابق. منذ استيلائها على السلطة بالقوة في عام 2007، لم تتسامح الحركة الإسلامية مع أي معارضة. لقد تم قمع وسجن وتعذيب المعارضين، كما ورد في  تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية. وفي يوليو الماضي، وفي ذروة الحرب، استخدم الحمساويون المطارق والقضبان الحديدية لكسر ذراعي وساقي الشاب الفلسطيني أمين عابد البالغ من العمر 35 عاماً، لأنه تجرأ على انتقاد عمليات القتل التي وقعت في السابع من أكتوبر.

لكن هذه هي المرة الأولى التي تجمع فيها المظاهرات العامة هذا العدد الكبير من الناس أو عدة آلاف في المجموع، بحسب المدافع عن حقوق الإنسان في غزة مؤمن الناطور. وتعبر شعاراتهم عن يأس السكان في منطقة دمرتها الحرب وخاضعة مرة أخرى لحصار يمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها. لقد فقد مئات الآلاف من السكان منازلهم بسبب القصف. وبعد وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، أدى استئناف الضربات الإسرائيلية في 18 مارس إلى فتح دورة جديدة من العنف. ويضطر العديد من الفلسطينيين إلى الفرار مرة أخرى بحثا عن ملجأ في مناطق أقل تعرضا للخطر.

إن المدنيين في غزة هم أيضًا رهائن، إلى حد ما. وكما أشارت هيرتا مولر الحائزة على جائزة نوبل في العام الماضي، فإن "إسرائيل تحتاج إلى أسلحتها لحماية شعبها؛ وتحتاج حماس إلى شعبها لحماية أسلحتها "

وأضافت "لوبوان": إن صحوة المجتمع المدني الفلسطيني تشكل بارقة أمل، ولكن الحل السياسي لا يزال يبدو بعيداً. ولكي يتمكن سكان غزة من العيش، لا بد من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف الحرب. ولكن قبل كل شيء، يجب على حماس أن تتخلى عن السلطة، حتى لو كانت حكومة نتنياهو، بسبب فشلها في تحديد أي خطة قابلة للتطبيق لمستقبل غزة، تتحمل المسئولية الأكبر عن المأزق السياسي. 

حماس سمٌّ للسلام

وفى افتتاحية لصحيفة "لا ليبر" البلجيكية، 4 أبريل الجارى، كتب فرانسوا ماثيو نائب رئيس التحرير أن هناك حقيقة يصعب التعبير عنها أحياناً في المناقشات الحادة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي أن حماس لم ترغب في السلام أبداً. ولم تتسامح مع أى حل وسط مقبول، ذلك أن هذه الحركة الإسلامية التي تتغذى على معاناة شعبها، تضع نفسها في موقع الحفار لقبر أي حل سياسي قابل للتطبيق.

وأضاف أن قصة عدي ربيع، الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 22 عاماً والذي تعرض للتعذيب والقتل على يد حماس لأنه تجرأ على انتقاد أساليبها، توضح القيود التي تفرضها هذه المجموعة على غزة. كل من ينحرف عن العقيدة، وكل من يطمح إلى أي شيء آخر غير الحرب الدائمة، يتم مطاردته وإسكاته وإعدامه. ولم يكن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي اغتاله رغم أنه اغتال الكثير من المدنيين بلا ذنب اقترفوه.. إنها حماس، القوة العنيدة التي تقمع شعبها بقدر ما تقاتل إسرائيل. وحتى قبل السابع من أكتوبر 2023، كانت تصرفات حماس بمثابة تصرفات منظمة منخرطة في حرب شاملة، ليس من أجل تحرير الفلسطينيين، بل من أجل تثبيت سلطتها التى اغتصبتها عنوة. إن التطرف الذي استخدمته في تدبير هجومها على المدنيين الإسرائيليين والطريقة التي تستغل بها محنة سكان غزة يتحدثان كثيرًا عن هدفها الحقيقي. حماس تحكم على شعب غزة بالبؤس، بينما تتستر وراء خطاب المقاومة. وتقمع مظاهرات أولئك الذين، في غزة نفسها، يجرؤون على المطالبة بمستقبل مختلف.

أما مجلة "فيلوماج" الفرنسية، فقد أشارت فى عدة موضوعات إلى تلاقى اليمين الإسرائيلى المتطرف مع حماس فى عقيدة متقاربة لا يمكن أن تحقق الاستقرار للمنطقة. وفى هذا الإطار، كتب الصحفى بالمجلة صموئيل لاكرو أنه "منذ نهاية عام 2022، أصبحت عدة وزارات في إسرائيل في أيدي شخصيات من اليمين المتطرف في البلاد. وشجع الصهاينة المتدينون بشكل مستمر الاستعمار في الضفة الغربية، مما أدى إلى تفاقم التوترات. وتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، حزب اليمين التقليدي، من العودة إلى السلطة بفضل ائتلاف مع العديد من الأحزاب التي تنتمي بدورها إلى أقصى اليمين. وأصبح نتنياهو مديناً ببقائه السياسي للأحزاب التي وافق على الحكم معها. ومن بين هؤلاء، حصلت شخصيتان مثيرتان للجدل بشكل خاص على حقائب وزارية رئيسية: بتسلئيل سموتريتش، الذي ورث وزارة المالية، وإيتمار بن جفير، وزير الأمن الداخلي.

المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية

وفي هذا الائتلاف، إلى جانب حزبي شاس ويهودوت هتوراة المتشددين، يمثل سموتريتش وبن جفير ما يسمى بالصهيونية الدينية. إن هؤلاء يدعمون ضم فلسطين بأكملها، من غزة إلى الضفة الغربية عبر القدس الشرقية، وإقامة دولة ثيوقراطية تخضع بالكامل للشريعة اليهودية.

وكان بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب مفدال، قد أعلن قبل وقت قصير من الهجوم الحمساوى في السابع من أكتوبر أن "حماس هي فرصتنا"، معتبرا أن تعزيز الكيان الإسلامي المتطرف من شأنه أن يقوض أي عملية سلام، وبالتالي يؤكد رؤيته حول ضم كل فلسطين. كما أن إيتمار بن جفير هو الشخصية النموذجية لما تسميه الفيلسوفة وعالمة الاجتماع الفرنسية الإسرائيلية إيفا إيلوز "الفاشية اليهودية".

كما أن استفزازات ذهاب إيتمار بن جفير إلى ساحات المسجد الأقصى، وكذلك كل الدعوات إلى تكثيف استعمار الأراضي الفلسطينية، من شأنها أن تجعل من اليمين الإسرائيلي المتطرف وكيلاً مثمراً للإسلاميين الفلسطينيين. ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن التوصل إلى حل للأزمة الحالية في ظل وجود مثل هؤلاء المتعصبين في السلطة، والذين ليسوا في نهاية المطاف أكثر من ورثة أولئك الذين، مثل قاتل إسحاق رابين قبل ثلاثين عاماً، تسببوا تاريخياً في فشل كل عمليات السلام، إلى جانب أنهم يمثلون الوجه الآخر من عملة رديئة تظهر حماس على وجهها الآخر.

حماس بين المتغيرات والثوابت

وعن حركة حماس، كتب الصحفى نفسه أن هذه الحركة منذ نشأتها في عام 1987، صياغة برمجيتها الأيديولوجية وفقاً للظروف. ومن ميثاق عام 1988 إلى ميثاق عام 2017، نلاحظ التغييرات والثوابت في عقيدة وممارسات حماس. 

وتشير المادة الثانية من ميثاق عام 1988 للحركة الإسلامية بشكل واضح إلى أنها تشكل "أحد أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين". وتدعو إلى إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية في جميع أراضي فلسطين الانتدابية السابقة، من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى نهر الأردن، وبالتالي تدمير إسرائيل. ولتحقيق ذلك، يُنظر إلى الجهاد والكفاح المسلح باعتبارهما الوسيلة الوحيدة الكافية والمشروعة. وتنص المادة 13 على أنه "لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد. أما المبادرات والمقترحات والمؤتمرات الدولية الأخرى، فما هي إلا مضيعة للوقت وأنشطة عبثية". وقد جاء ذلك في العام نفسه الذي تم فيه الاعتراف تدريجياً بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بحق إسرائيل في العيش "في سلام وأمن"، باعتبارها الشريك الفلسطيني في المفاوضات لحل الصراع مع إسرائيل.

ويذكرنا هذا التاريخ على وجه الخصوص بتحالف البنا مع الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس الذي دعم أدولف هتلر في الحل النهائي، كما يتذكر الكاتب شارل إندرلين في كتابه العمى الأعظم. 

وفي الفترة ما بين أبريل 1993 و2005، بدأ شكل من أشكال نزع الشيطنة عن حماس.. فرغم أنها ساهمت إلى حد كبير في فشل عملية السلام، فمن اللافت للنظر أن خالد مشعل وإسماعيل هنية، بدا وكأنهما على استعداد لاحتمال الهدنة مع "الكيان الصهيوني"، قائلين إنهما مستعدان لقبول تشكيل دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 (غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية)، وهو شكل من أشكال القبول والاعتراف الضمني بإسرائيل. 

وفي ذلك الوقت، زادت حماس من تقاربها مع حزب الله وإيران، وكان الدافع وراء هذا التقارب هو فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006 والحاجة إلى الموارد المالية لإدارة غزة في سياق شبه حرب أهلية مع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.

حركة لا تزال طائفية

وفي عام 2017، ورغم إصرار حماس على أن ميثاق عام 1988 يحتفظ بقيمته المرجعية، إلا أنها أضافت إليه تعديلاً مهماً. الميثاق الجديد، الذي عُرض في الأول من مايو في الدوحة بقطر، يسقط كل الإشارات إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يعد يحتوي على فقرات معادية للسامية صراحة، ويعترف بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967: "إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس هي صيغة للإجماع الوطني".  وإلى جانب الرغبة في الحماية من خطر مخالفة القانون الدولي، يبدو أن هدف هذا التعديل هو الحفاظ على حوار أفضل مع كل من المجتمع الدولي ومنظمة التحرير الفلسطينية. 

وفي نهاية المطاف، وكما هو الحال مع أي أيديولوجية متحجرة، فقد جاء هجوم 7 أكتوبر 2023 ليقلب الموازين، حتى لو بررته حماس أنه كان في سياق إهمال القضية الفلسطينية على المستوى الدولي. وشعر كثيرون بأنهم مضطرون إلى دعم حماس منذ رد جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة،  بينما كان هجوم حماس جزءاً من تقاليد الحركة التي سعت دائما إلى الحكم من خلال الفوضى والصدمة. كما كتبت الخبيرة بالشأن الفلسطينى ليلى سورا: "في أغلب الأحيان، تنجح حماس في إعادة تعريف أيديولوجيتها بما يتوافق مع مصالحها".

وختم الكاتب تحليله قائلاً:  كما أنه من الصعب أن نرى كيف يمكن البدء في عملية السلام في ظل وجود صهاينة دينيين متشددين للغاية في السلطة في إسرائيل، فمن الصعب أن نثق في حل الصراع مع وجود حماس في السلطة. ويبدو أن هاتين القوتين المتعارضتين ظاهريًا توحدتا في نهاية المطاف في رغبة مشتركة في وقف أي عملية سلام، مما يؤدي إلى إثارة طائفية ضد أخرى، وعنف ضد آخر.

 الغرب وحماس

لكن الكاتب الفلسطينى جون عزيز، ينقلنا إلى بُعدٍ آخر مهم حين يشير، فى مقالٍ له نشرته "لوبوان" نقلاً عن موقع "كويليت" إلى أن "الصراع في الشرق الأوسط يجب أن يوضع ضمن التاريخ العالمي: تاريخ الإسلام المتطرف الذي يسعى إلى إعادة بناء إمبراطوريته الثيوقراطية".

وتوضيحاً لفكرته يقول جون عزيز: أصبحت عبارة "لم تبدأ القصة في السابع من أكتوبر" شعارًا لأولئك الذين يرغبون في إضفاء الشرعية على تصرفات حماس في السابع من أكتوبر 2023، من خلال التلميح إلى أن وحشية ذلك اليوم ليست سوى النتيجة المنطقية للأحداث السابقة.. وفي حين أنه من غير الممكن بالطبع إنكار أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ككل لم يبدأ في السابع من أكتوبر، إلا أن الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل اندلعت بالفعل في ذلك اليوم، بسبب الهجوم الذى نفذته حماس، وأدى إلى الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة.

وفي الوقت نفسه، يشكل السابع من أكتوبر جزءا من قصة أكبر، تتضمن هجمات تم إعدادها بعناية فائقة مسبقا. أما القصة التي لم تبدأ في السابع من أكتوبر فهي قصة حماس وأيديولوجيتها. وبالنسبة لحماس، فإن الصراع مع إسرائيل هو جزء من تاريخ أطول بكثير، وهو تاريخ الهيمنة الإسلامية. ويُنظر إليها باعتبارها استمرارًا لحملة تأكيد هذه الهيمنة وإعادة بناء الإمبراطورية أو دولة الخلافة الإسلامية الدينية. 

وكثيراً ما واجهت الحكومات الغربية المعاصرة والفلاسفة صعوبة في فهم هذه الفلسفة باعتبارها منافساً حقيقياً للقوة الغربية. ونتيجة لهذا المأزق، بدأ كثيرون يفسرون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره مجرد صراع على قضايا علمانية كالأرض أو السيادة الوطنية، على سبيل المثال، ويرون في حماس منظمة مقاومة مناهضة للاستعمار. وهذا خطأ خطير، ذلك أن الحقيقة أن حماس تسعى إلى تحقيق هدف يتشابك مع رؤية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ويكون مقدمة للهيمنة الإسلامية العالمية.

وإلى حد ما، فإن قصر نظر الغرب هو نتاج لهيمنته العسكرية والثقافية على مدى القرون القليلة الماضية. نادراً ما أُرغم الغربيون على دراسة مفهوم الحكم الديني الإسلامي أو أخذه على محمل الجد، لذا فقد بدت هذه الطموحات سخيفة وبعيدة المنال. ومن هنا، يتعين علينا أن نضع الصراع بين إسرائيل وحماس في سياقه الأوسع: صراع أوسع من أجل الخلافة الإسلامية. إن هذا الطموح يهدف إلى فرض الحكم الإسلامي ليس فقط على المسلمين أنفسهم، بل أيضاً على اليهود الإسرائيليين وغيرهم من المجتمعات غير المسلمة في الشرق الأوسط، مثل الموارنة اللبنانيين، والإيزيديين، أو الزرادشتيين، ولكن أيضاً على المناطق والسكان خارج العالم الإسلامي. إن الغرب، على وجه الخصوص، هو هدف مرغوب فيه، حيث أن قيمه مرفوضة بشدة.

ويواصل جون عزيز: إن العقائد الإسلامية، مثل تلك التي تدافع عنها حماس، وداعش، والقاعدة، أو جماعة الإخوان المسلمين، مبنية على رؤية عالمية تعتبر كل أشكال الحكم غير الإسلامي غير شرعية. وتعتبر المجتمعات غير المسلمة بمثابة كيانات انتقالية، ويجب استبدالها بنظام إسلامي موحد في ظل الشريعة الإسلامية. إن هذه الديناميكية تشكل صراعًا عالميًا ومن الضروري أن نفهمها في هذا الضوء.

ويختتم بقوله: يجب أن ندرك الخط الفاصل بين ما تريده حماس والقوى المماثلة لها وبين موقفنا من الإسلام كدين سماوى يدعو إلى الوسطية والتعايش مع الآخر وعدم نفيه نهائياً.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فی السابع من أکتوبر الإخوان المسلمین الحرکة الإسلامیة الضفة الغربیة میثاق عام قطاع غزة سکان غزة حماس فی حماس من من جهة کما أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

إدانة عربية وأوروبية لقرار إسرائيل السيطرة على غزة خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك

في اجتماع طارئ دعت إليه المملكة المتحدة وفرنسا وسلوفينيا والدنمارك واليونان، اجتمع سفراء الأمم المتحدة في مجلس الأمن بمقر المنظمة الدولية في مدينة نيويورك يوم الأحد. اعلان

في وقت سابق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التوسع الإسرائيلي المخطط له في العمليات العسكرية بأنه "تصعيد خطير" بالنسبة لمليوني مدني محاصرين في القطاع، بالإضافة إلى الرهائن الإسرائيليين المتبقين.

أثار النقاش، الذي ركز على الوضع في الشرق الأوسط، وخاصةً في قطاع غزة، نقاشًا حادًا ومثيرًا للجدل.

عواقب وخيمة

في إحاطته الافتتاحية، حذّر ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين، من أن خطة الحكومة الإسرائيلية لتوسيع نطاق العملية العسكرية في غزة قد تترتب عليها عواقب وخيمة.

وقال: "إن القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية يُنذر بإشعال فصلٍ مروعٍ آخر في هذا الصراع، مع عواقب محتملة تتجاوز إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة"، مُقرًا بأنه "في الوقت الراهن، لدينا تفاصيل رسمية محدودة عن الخطط العسكرية الإسرائيلية".

قرار خاطئ

حثّ نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارها بتوسيع هجومها العسكري على غزة:

وقال: "هذا القرار خاطئ"، لأن توسيع العمليات العسكرية لن يُسهم في إنهاء هذا الصراع. "هذا ليس طريقًا للحل، بل هو طريق لمزيد من سفك الدماء".

وأضاف أن العديد من أفراد عائلات الرهائن حذّروا من أن هذا القرار "لن يُسهم في عودة الرهائن، بل يُعرّض حياتهم للخطر".

ومع ذلك، صرّح أيضًا بأن بلاده واضحة في ضرورة نزع سلاح حماس، وعدم السماح لها بالاضطلاع بدور مستقبلي في إدارة غزة، حيث يجب أن يكون للسلطة الفلسطينية دور محوري.

وأكدت نائبة المندوبة الدائمة للدنمارك ساندرا جنسن لاندي، على الأزمة الإنسانية قائلة: "لشهور، راقب العالم بيأس الأوضاع في غزة وهي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم".

وأكدت أن "هذا أمرٌ لا يُطاق، مُستنكرةً قتل المدنيين الجائعين الذين يحاولون الحصول على الطعام، التكرار المُقلق لهذه الحوادث وحجمها غير مقبولين بتاتًا"، داعيةً إلى تحقيقات شفافة في هذه الحوادث. وصرحت جينسن لاندي قائلةً: "نحث الأطراف المتحاربة على الكف عن دفن السلام تحت الأنقاض".

ألقى الممثل الدائم لسلوفينيا، بيانا أمام قاعة مجلس الأمن الدولي نيابةً عن المملكة المتحدة وفرنسا والدنمارك واليونان قال فيه: “دعونا اليوم إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بشأن الوضع في غزة. نُدين قرار حكومة إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة".

وتابع: "تُهدد هذه الخطة بانتهاك القانون الإنساني الدولي. ندعو إسرائيل إلى التراجع عن هذا القرار فورًا وعدم تنفيذه، ونُؤكد أن أي محاولة للضم أو توسيع المستوطنات تُمثل انتهاكًا للقانون الدولي إن توسيع العمليات العسكرية لن يُعرض حياة جميع المدنيين في غزة للخطر، بمن فيهم الرهائن المتبقين، وسيُسفر عن المزيد من المعاناة غير الضرورية”.

انتقاد أمريكي لمهاجمي إسرائيل

في المقابل، اتهمت ممثلة الولايات المتحدة، تامي بروس، الحكومات التي تنتقد تصرفات إسرائيل بمساعدة حماس.

وقالت إن "اجتماع اليوم يُجسّد الدور غير المُجدي الذي لعبته حكومات كثيرة جدًا في هذا المجلس وفي جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة بشأن هذه القضية"، وادعت أن "أعضاء هذه الهيئة، بدلًا من الضغط على حماس، شجعوا تعنتها وكافأوه بنشاط، مُطيلين أمد الحرب بنشر الأكاذيب عن إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية والولايات المتحدة، وبمنح الإرهابيين انتصارات دعائية".

Related تزايد ضحايا الجوع في قطاع غزة.. واجتماع طارئ لمجلس الأمنسموتريتش: لم أعد أثق بقدرة نتنياهو وإرادته على "حسم" الحرب في غزةنتنياهو يتمسّك بخطته بشأن غزة.. وحماس تتّهمه بـ "إنكار الجرائم وتبرير العدوان"

دفاع إسرائيلي وانتقاد فلسطيني

وأعاد ممثل إسرائيل جوناثان ميلر تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي أدلى بها في وقت سابق يوم الأحد بأن بلاده "لا تخطط ولا ترغب في احتلال غزة بشكل دائم"، بل إن قرارها الأخير كان يهدف إلى تحرير القطاع من "نظام إرهابي".

وقال إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اعتمد خمسة مبادئ لإنهاء الحرب: "نزع سلاح حماس، إعادة جميع الأسرى، الأحياء منهم والأموات، نزع سلاح قطاع غزة، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإقامة إدارة مدنية سلمية غير إسرائيلية لا تحكمها حماس ولا السلطة الفلسطينية".

وأكد المراقب الدائم لدولة فلسطين، رياض منصور، أن إسرائيل لا تُطيل أمد الحرب لنزع سلاح حماس، بل "لمنع قيام دولة فلسطينية"، وأضاف، مخاطبًا المجتمع الدولي، أن "أفعالكم اليوم ستحدد مصير ملايين البشر غدًا، على الأقل أولئك الذين كانوا سيبقون على قيد الحياة بحلول ذلك الوقت، ومصير منطقتنا لأجيال قادمة".

دول عديدة تنتقد إسرائيل

جدد مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، رفض بلاده لقرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، قائلا إن ذلك يوضح أن "قتل الجيش الإسرائيلي 18 ألف طفل فلسطيني بالقطاع ليس كافيا ضمن قائمة جرائمهم".

وأكد بن جامع، في كلمة لمندوب الجزائر خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، إدانة الجزائر بأشد العبارة قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) تشريد كامل سكان مدينة غزة وشمالها وفرض سيطرة كاملة على القطاع.

من جانبه، أدان نائب المندوب الفرنسي في مجلس الأمن دارماد هيكاري بشدة خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها للسيطرة على مدينة غزة.

وأضاف: "نذكّر بمعارضتنا الشديدة لأي خطة لاحتلال قطاع غزة وضمه واستيطانه أو تهجير سكانه قسريا".

وطالب إسرائيل بفتح جميع معابر غزة بشكل عاجل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

بدوره، قال نائب مندوب روسيا بمجلس الأمن إن "وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ذرف دموع التماسيح على مصير الأسرى، وهو يعلم أن قرار حكومته لن يعيدهم أحياء، وأنه كان يريد تعاطف أعضاء مجلس الأمن ليتواصل قتل الفلسطينيين".

خطة إسرائيل في غزة

فجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابينت خطة تبدأ بالسيطرة على مدينة غزة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، يلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع.

وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، عن خططه الجديدة للسيطرة على قطاع غزة، مشددا على أن حكومته لا تعتزم احتلال غزة وإنما "نزع السلاح من غزة".

وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي في القدس إن "خطة السيطرة على مدينة غزة لا تهدف إلى احتلال غزة ، بل هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب".

من جهتها، علقت حماس على تصريحات نتانياهو، الأحد، وقالت إن الطريق الوحيد للحفاظ على حياة المحتجزين الإسرائيليين هو "وقف العدوان والتوصل لاتفاق، لا مواصلة القصف والحصار".

وأضافت الحركة الفلسطينية في بيان أن "حديث نتنياهو عن عدم رغبة إسرائيل في احتلال غزة مجرد خداع يخفي خططه للتهجير القسري، وتدمير مقومات الحياة، وتنصيب سلطة تابعة له".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يؤكد رؤيته لـ«إسرائيل الكبرى» وأمريكا تحدد شروط الاعتراف بفلسطين.. هل يصبح جنوب السودان وإفريقيا وجهة بديلة للتهجير؟
  • الشيباني: ما حدث في السويداء فتنة طائفية افتعلتها إسرائيل
  • نتنياهو يؤكد ارتباطه برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل ضم أجزاء من مصر والأردن
  • نجاة من فخ الخطف.. «أية» تكشف لـ الأسبوع لحظات الرعب التي عاشتها قبل نجاتها من محاولة تخدير علي يد سيدة بالإسكندرية
  • رئيس الوطنية للانتخابات يشكر عضو قضايا الدولة التي أصيبت بجرح في القرنية خلال عملها بانتخابات مجلس الشيوخ
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد أن قتل “إسرائيل” الصحفيين في غزة ضربة لحرية الصحافة
  • صحيفة عبرية: حماس لا تزال تُمسك بالسلطة في غزة رغم ضراوة الحرب الأشد في التاريخ الحديث
  • إدانة عربية وأوروبية لقرار إسرائيل السيطرة على غزة خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك
  • البنك المركزي يؤكد مواصلة الإجراءات الصارمة للحد من المضاربة بالعملة الوطنية
  • الوطنية للصحافة: غدا صرف مكافأة نهاية الخدمة للزملاء المحالين للمعاش خلال يوليو