شراكة عراقية – صينية لتعزيز التعاون في ملف الطاقة من بوابة حقل الحلفاية
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
نشرت وكالة شينخوا الصينية، تقريراً لرجب، أشاد بمستوى التعاون في الملف النفطي بين بغداد وبكين، وفيما أشارت إلى أن مشروع الحلفاية لمعالجة الغاز الطبيعي في محافظة ميسان الذي تنفذه شركة (بتروتشاينا) خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في العراق.
وقال التقرير الذي كتبه رجب دوان وتابعته "الاقتصاد نيوز"، إنه "مع أولى خيوط الشمس التي تخترق ضباب نهر دجلة صباحا، دخل القروي العراقي حيدر مصطفى كعادته إلى مطبخ منزله في محافظة ميسان جنوبي البلاد وأدار مفتاح موقد الغاز، لتنطلق منه شعلة زرقاء "تُشبه جنيا خرج من مصباح علاء الدين، يحررنا من نقص الوقود ويحسن معيشتنا"، حسب وصفه.
وأضاف، أنه "يسكن حيدر قريبا من حقل الحلفاية النفطي، وقد تغير واقع حياته المعيشية وكذلك آلاف العائلات العراقية في محافظة ميسان بفضل تشغيل محطة الحلفاية لمعالجة الغاز الطبيعي، والتي شيّدتها شركة صينية".
وتابع أنه "في عام 2019، استثمرت شركة ((بتروتشاينا)) بصفتها المشغّل لحقل الحلفاية النفطي، أكثر من مليار دولار أمريكي في المشروع، ودخلت المحطة حيز التشغيل في يونيو 2024، ليُصبح أول مشروع متكامل لمعالجة النفط والغاز المصاحب بهذا الحجم في العراق".
ولفت تقرير شينخوا إنه مثّل المشروع مرحلة جديدة في تطوير صناعة الغاز الطبيعي في البلاد، حيث يُعد بمثابة "المفتاح الذهبي" لحل نقص الغاز الطبيعي في البلاد.
ورغم امتلاك العراق موارد وفيرة من النفط والغاز بحسب التقرير، إلا أن "محدودية قدرات التكرير والمعالجة خلقت أزمة في نقص الغاز الطبيعي والكهرباء خاصة في الصيف، ما جعله يعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز والكهرباء من إيران".
وأشار التقرير، إلى أنه "مع إلغاء الولايات المتحدة لإعفاءات استيراد الكهرباء من إيران في مارس الماضي، وفرضها ضغوطا على العراق لوقف الواردات الإيرانية من الغاز، أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إمدادات الغاز الطبيعي أولوية وطنية ملحّة".
وتابع أنه "جاء تشغيل المحطة في توقيت مناسب، حيث تعد بمثابة القلب النابض الأخضر لحقل الحلفاية النفطي، إذ تتمكن من معالجة نحو ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز المصاحب سنويا، وتوفر 2.25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء، ما يُنتج نحو 5 مليارات كيلو واط/ساعة من الكهرباء، الأمر الذي يكفي لتلبية احتياجات أربعة ملايين منزل تقريبا، مما يخفف من نقص الكهرباء في المنطقة بشكل كبير".
وزاد بالقول: إنه "بالإضافة إلى تحسين إمدادات الكهرباء، حقق المشروع فوائد اقتصادية وبيئية ملموسة، وتنتج المحطة نحو 860 ألف طن من الغاز النفطي المسال (LPG) كل سنة، توزع عبر شاحنات إلى محافظة ميسان والمناطق المجاورة، مما حسّن معيشة الشعب. كما يُنتج المشروع نحو 900 ألف طن من النفط الخفيف و15 ألف طن من الكبريت سنويا، مما يقدم قيمة اقتصادية إضافية للسلطات المحلية".
ونقل التقرير عن المدير العام لفرع الشرق الأوسط التابع لشركة الهندسة والإنشاءات البترولية الصينية جيانغ فنغ أن "المحطة تبنت تقنيات صينية متقدمة على مستوى عالمي، وقال "لم نقدم فقط التكنولوجيا، بل نجلب مفهوم التنمية المستدامة إلى العراق".
وقالت زينب رحيم، وهي موظفة عراقية تعمل في المحطة وفقاً للتقرير "كنا نشاهد نيران الشعلة تحرق الغاز المصاحب دون فائدة في السابق، وكان ذلك مؤلما. الآن نرى الشاحنات مصطفّة، محملة بالغاز النفطي المسال إلى كافة أنحاء البلاد، أصبح الغاز ثروة وطنية تُحرك عجلة الاقتصاد، ونحن سعداء من أعماق قلوبنا".
وعبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال حضوره حفل تشغيل المشروع، عن تقديره الكبير لشركة ((بتروتشاينا)) الحلفاية ولجميع الجهات المنفذة، واعتبر المشروع مثالا ناجحا للتعاون بين العراق والصين، ومصدر دعم قويا للاستفادة من الغاز المصاحب وضمان أمن الطاقة في البلاد.
وقال رئيس شركة ((بتروتشاينا)) الحلفاية فانغ جيا تشونغ لـ ((شينخوا)) إن الشركة التزمت بمبدأ التنمية الخضراء خاصة فيما يتعلق بحماية البيئة منذ دخولها في حقل الحلفاية النفطي قبل 15 عاما.
وأشار إلى أن "الشركة أولت اهتماما بالغا بحماية النظام البيئي المحلي، من خلال مراقبة المياه والتربة والهواء والتنوع البيولوجي بانتظام، مما أسهم في الحفاظ على بيئة الطيور المهاجرة، ليحصل على إشادة واسعة من السلطات المحلية والسكان المحليين".
وأكد قائممقام قضاء الكحلاء في ميسان علي شبوط جحيل أن "مشروع حقل الحلفاية النفطي يعد ركيزة أساسية من الركائز التي يعتمد عليها اقتصاد البلد، وأسهم في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي في محافظة ميسان وتوفير فرص العمل لأبناء المناطق المحيطة".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی محافظة میسان الغاز المصاحب الغاز الطبیعی من الغاز
إقرأ أيضاً:
شل العالمية تبحث مع وزارة البترول التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي بمصر
استقبل المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم بمدينة العلمين الجديدة، وفدا رفيع المستوى من شركة شل العالمية، برئاسة سيدريك كريمرز رئيس أنشطة الغاز المتكاملة بالشركة، وداليا الجابري رئيسة شركة شل مصر، وبحضور عزة شلباية، مسئولة العلاقات المؤسسية في شل مصر.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء تطورات استثمارات شل في مشروعات الغاز الطبيعي بمصر، خاصة في منطقة غرب الدلتا العميق (WDDM)، حيث تم متابعة نتائج المرحلتين العاشرة والحادية عشرة من مشروع إنتاج الغاز، مع بدء باكورة الإنتاج من المرحلة الحادية عشرة. كما ناقش الطرفان خطط التوسع بإطلاق مراحل إنتاجية جديدة في المنطقة، والسعي لاستكشاف المزيد من الإمكانات الواعدة للغاز الطبيعي.
و تناول اللقاء افاق التعاون في تعظيم دور مصر كمركز إقليمي للطاقة، لاسيما من خلال تنمية حقل أفروديت القبرصي الذي تستثمر فيه شل مع شركائها، بهدف نقل إنتاجه إلى مصر والاستفادة من البنية التحتية المصرية المتميزة لاستقبال ومعالجة وإعادة تصدير الغاز. ويبرز في هذا الصدد الدور المحوري الذي يلعبه مجمع إدكو للغاز الطبيعي المسال، كشراكة ناجحة بين قطاع البترول وشركة شل، كأحد ركائز نجاح الدور المصرى كمركز إقليمي للطاقة.
وأكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أن القيادة السياسية والحكومة حريصتان على التعاون الكامل والالتزام من مصر تجاه شركاء إنتاج البترول والغاز، والعمل على تهيئة مناخ جاذب للاستثمار بهدف زيادة الإنتاج المحلي. وأوضح أن مصر تولي اولوية لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة وتحقيق التكامل الإقليمي مع قبرص في مجال استغلال موارد الغاز، وذلك من خلال استقبال إنتاج الحقول القبرصية مثل أفروديت وكرونوس ونقله إلى مصر بالاستفادة من البنية التحتية المصرية ، في إطار التعاون الناجح مع وزارة الطاقة القبرصية والاستثمارات المشتركة بين الشركاء في البلدين.
وأشار الوزير إلى أن استراتيجية الوزارة تركز على تنويع مصادر إمدادات الغاز على المدى المتوسط والطويل، وهو ما يتمثل في خطط استقبال الغاز القبرصي، لتعزيز دور مصر كمركز لتجارة وتداول الغاز وإعادة تصديره إلى الأسواق العالمية من خلال البنية التحتية المصرية المتطورة. كما أكد على مواصلة الجهود مع الشركاء لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز بعد النجاح في وقف تراجعه، وذلك بالتوازي مع تنفيذ خطط الدولة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، بما يسهم في توفير الغاز لصناعات القيمة المضافة وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية من الموارد.
من جانبه، أكد سيدريك كريمرز رئيس أنشطة الغاز المتكاملة بشركة شل العالمية، أن مصر تملك فرصا واعدة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى التزام الشركة بتنفيذ خططها لزيادة الإنتاج واطلاق إمكانات جديدة من الغاز لافتاً في هذا الصدد الى أهمية منطقة غرب الدلتا العميق WDDM، ودراسة إطلاق مرحلة جديدة لزيادة الإنتاج بعد نتائج المرحلتين العاشرة والحادية عشر، بالإضافة إلى إجراء أعمال المسح السيزمي لاستكشاف المزيد من الإمكانات الواعدة في المنطقة ، مشيرا الى اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في تنمية منطقة حقل غرب مينا بالبحر المتوسط تمهيدا لبدء العمليات وحفر الابار لتنمية الحقل المكتشف في منطقة امتياز شمال شرق العامرية بالبحر الأبيض المتوسط، كما اكد ان منطقة غرب المتوسط تمثل فرصة مهمة ، وأن الشركة تؤمن بالإمكانات الكبيرة لهذه المنطقة.
ونوه كريمرز عن أهمية مشروع تنمية حقل أفروديت القبرصي بالتعاون مع الشركاء في الحقل والحكومة المصرية لتحقيق تكامل اقليمى في مجال الطاقة .