نُصرةُ #الضعيف ورد #الظالم.
#نايف_المصاروه.
النُّصْرةُ:أو النَّصرُ والعَونُ، وهي اسمٌ مِن نَصَره على عَدُوِّه.
ينصُرُه نَصرًا، أي: أعانه وقوَّاه.
والنَّصيرُ والنَّاصِرُ واحِدٌ في المعنى ، لكن النصير أبلغ في المناصرة، والنصير هو الله .
والنُّصْرةِ اصطِلاحًا: هى تلك الغريزة التي تدفع الإنسان لنصرة أخيه الإنسان، من كل عدو أو شر أو خطر يهدد حياته .
والنصرة من منظور العقيدة، هي الغَيرةُ الإيمانيَّةُ التي تدفَعُ المُسلِمَ لرَفعِ الظُّلمِ عن أخيه المُسلِمِ المُستضعَفِ .
نصرة الضعيف خُلقٌ عربي إسلامي أصيل، عرفه العرب قبل الإسلام، وجاء التأكيد عليه والندب إليه في الإسلام.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته.
قال صاحب عون المعبود:والمعنى ليس لأحد أن يترك نصرة مسلم، مع وجود القدرة عليه بالقول أو الفعل عند حضور غيبته أو إهانته أو ضربه أو قتله إلا خذله الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:نصر آحاد المسلمين واجب بقوله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما ـ وبقوله: المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه.
قال ابنُ بطَّالٍ: (النُّصْرةُ عِندَ العَرَبِ: الإعانةُ والتَّأييدُ.
النصرة أنواع، ولها مسمياتها وضروراتها وأحكامها، ولكنها في حالة الشدة والإحتياج إليها، تكون واجبة على الأقرب فالاقرب بكل ما يعني ذلك.
وعندما يتخلف أو يتأخر الأقرب، فإنه يتحمل الإثم الأكبر،كما تتحمل الأمة كلها وزر ذلك، وعودوا لنصوص الوحي، واسألوا أهل العلم عن ذلك.
منذ نحو عام تقريبا، تتعرض غزة إلى عدوان صهيوامريكي شنيع، قُتل وجُرح من أهلها مئات الآلاف، وهُجر مثلهم الملايين، وهم بشرٌ مثلنا عرب ومسلمين، لهم كرامتهم وحقوقهم، وليسوا مجرد أرقام تُذكر وتُسجل وتُنسى .
ناهيك عن تدمير مئات الآلاف من المنازل، التي سويّت بالأرض ، وتدمير كل ما يتعلق بالبنية التحتية، من الطرق والكهرباء والماء والمستشفيات والمدارس وغيرها، في أبشع وأشنع جريمة إبادة، وتطهير عرقي عرفه التاريخ الحديث .
أستغرب الصمت والسكوت الدولي، ومعه أستغرب الصمت العربي والإسلامي المُشين.
لكني أستغرب أكثر، ذاك الصمت المطبق لمعظم الداخل الفلسطيني، وفي أغلب المدن والقرى والتجمعات السكانية، المجاورة لمدينة غزة، أو لمخيمي جنين وطولكرم!
واستغرب أكثر وأكثر.. حالة الصمت الشائن للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأستغرب بقائها في ما يسمى بالحكم؛
وكيف للسادة فيها أن يبقوا بمسمياتهم الرسمية أو الشكلية، في ظل استمرار العدوان، وما يرافقه من قتل وجرح وتدمير وتهجير، واعتقال طال حتى النساء!
المستغرب أكثر وأكثر.. كيف لهذه السلطة، أو أجهزتها الامنية أو غيرها، أن يقبل أي منهم، أن يوجه رصاص بنادقهم إلى صدور الأشقاء من المقاومين، أو الرافضين للاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من أن يوجه ذلك الرصاص إلى صدور الغزاة والمحتلين الصهاينه !
وهمسه.. لكل ذكر كان أو رجل..!
عندما يقوم جيش الإحتلال الصهيوني، بإعتقال النساء على وجه الخصوص، وما يقوم به من تصرفات مُشينه مستفزة أثناء تفتيشهن!
كيف لرجل.. يقول عن نفسه رجل.. وما ااظن أن رجلاً يقبل بذلك.. لكني أتساءل..!
كيف لرجل أن يرى أمه أو إبنته أو شقيقته أو زوجته، على الأقل ذوات القرب الأدنى، أن تُعتقل وتُفتش بإذلال وإهانة متعمدة، ويبقى صامتاً.. وفي عروقه قطرة دم..!
وبعدها.. كيف له أن يناام أو يأكل أو يشرب، أو أدنى ذرة لرغبة في الحياة؟
ذلك يجري بكل أسف.
قرأت في بعض إشعار العرب، مما يُعنى وله البلاغة في المعنى، قوله…
سأحمل روحي على راحتي * * وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق * * * وإمّا مماتٌ يغيظ العدوى.
وقال الزبير بن العوام رضي الله عنه، نحن أمة لا نموت إلا قتالاً، فما لي أرى الفُرش قد كثُر عليها الأموات؟
في قانون شريعة الغااااب، حيث تعيش الحيوانات، بعيداً عن مجتمع البشر.
تجد أن القوى يأكل الضعيف، وبرغم كثرة الاعداد لبعض الدواب في القطيع الواحد، إلا انك تجد أنها ترى أحد افراد القطيع، تتسابق عليه السباع، وتفترسه وتنهش لحمه، وهي تقف تنظر إلى كل ذلك لا تحرك ساكنا.
في حين تجد مثلاً أن الأم في عالم الحيوان، لا تترك وليدها ولو كان المعتدي أسد الغابة، فتدافع عنه بكل ما أُوتيت من قوة، وفي بعض الأحيان، تجد أن الأم تضحي بنفسها، ليسلم وليدُها، أو حتى لا ترى حالة مقتله.
في عالمنا الإنساني متى نتوحد لنوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة وكل فلسطين؟
وفي عالمنا العربي والإسلامي، متى نتوحد على عدونا، ولا نكون كالقطيع في مجتمع الغابة؟
ومتى نبادر لنصرة الشقيق الفلسطيني بشكل عام، والغزّي بشكل خاص بدافع الأخوة أو الأمومة؟
كاتب وباحث أردني.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
صواريخ اليمن إلى عمق العدوان.. استثناء في زمن الصمت العربي
الثورة / يحيى الربيعي
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والوحشي على قطاع غزة، الذي يتسم بجرائم حرب وإبادة جماعية موثقة، مخلفاً كارثة إنسانية هائلة من حيث أعداد الضحايا، والتجويع الممنهج، والنزوح القسري الواسع النطاق.. في خضم هذا المشهد المأساوي الذي يلفه أيضاً صمت عالمي مخزٍ ويُلطخه عار التخاذل والاستسلام والتواطؤ العربي، يبرز الموقف اليمني كمسار مغاير واستثنائي، ليشق طريقه بصلابة في دعم وإسناد القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة.
سياق العدوان الممنهج في خطة “عربات جدعون”
لم يعد الوضع في قطاع غزة مسرح إحصاءات اعتيادية، بل يمثل مستوى غير مسبوق من الدمار والمعاناة، حيث تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين ما لم يعد من السائد ولا من المألوف توصيفه بالإحصاءات، لأنه في الواقع المؤلم صار حصاداً لـ “سياسة متعمدة” ممنهجة وتهدف إلى “الإبادة الجماعية” وفق وصف خبراء الأمم المتحدة، بما في ذلك حصيلة مروعة من الأطفال. لقد تجاوزت الأرقام الواردة 53,272 شهيداً و120,673 إصابة بين 7 أكتوبر 2023م و16 مايو 2025م، وارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025م إلى 3,131 شهيدًا، و8,632 إصابة، بالإضافة إلى الضحايا الذين لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
يشمل العدوان حصاراً متعمداً للمساعدات الإنسانية، الذي استمر لأكثر من شهرين، مما أدى إلى توقف شبه كامل للجهود الإنسانية واستخدام التجويع “كتكتيك للضغط على المقاومة”، وهو ما يُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، كما أدى العدوان إلى نزوح 90 % من سكان غزة (2.1 مليون شخص)، يعيشون ظروفاً مأساوية ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.
ينفذ العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي واضح، خطة “عربات جدعون” الهادفة إلى إعادة تقسيم غزة إلى معازل صغيرة، وتجويع السكان، وارتكاب المجازر المكثفة لمنع دخول الغذاء والدواء، تمهيداً لتهجير الفلسطينيين قسرياً خارج القطاع، ويمثل هذا المخطط الديمغرافي الكبير استمراراً لعقيدة صهيونية تاريخية من التجريد والتهجير التي استمرت لأكثر من 77 عاماً.
الدمار الهائل للبنية التحتية، بما في ذلك تضرر 95.4 % من المدارس، يُنظر إليه على أنه استهداف لمستقبل المجتمع الغزي ونسيجه الاجتماعي، ويتناسب مع رواية العقاب الجماعي، تصنيف 70% من غزة كمناطق عسكرية أو نزوح يحد بشدة من وصول المدنيين إلى سبل عيشهم ويسهل السيطرة والتهجير القسري، مؤكداً أن الهدف يتجاوز الأغراض العسكرية البحتة إلى تغيير ديمغرافي ممنهج.
دعم لا يتزعزع وأجندات خفية
يؤكد واقع حال التفاعلات التي تمر بها المنطقة، على الدور الأمريكي “المفضوح” في العدوان، حيث قدمت واشنطن الأسلحة الفتاكة (بما في ذلك قنابل ثقيلة تم بواسطتها استهداف خيام النازحين)، وضغطت على “الكيان بألا يوقف حمام الدم”، وتُحلل زيارة ترامب إلى المنطقة كجزء من محاولة “إعادة التموضع الأمريكي” و”استعادة الهيبة المفقودة” بعد “هزيمة العدوان الأمريكي في اليمن”، والهدف الأساسي للزيارة يتركز على الجانب الاقتصادي و”حلب دول الخليج تريليونات الدولارات” تحت مسمى الاستثمارات والصفقات العسكرية الضخمة، يُنظر إلى هذه الأموال على أنها تصب في “الخانة الأمريكية” بينما تحصل الدول الخليجية على “وهم الركون إلى القوة العظمى والرهان عليها في حماية دولها وعروشها”، كما تربط الزيارة بمحاولة تأمين الكيان الإسرائيلي وتهيئة الأرضية لتحالف اقتصادي أمني جديد يخدم كيان الاحتلال ويعادي حركات التحرر في المنطقة، كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل البيئة الإقليمية.
عار يتجلى في الاستقبالات والصفقات
ترسم تفاعلات الواقع العربي صورة قاتمة للموقف العربي، واصفة إياه بـ “الصمت العربي والإسلامي الذي مع الوقت يبدو أنه يتعود يوميات الجرائم الصهيونية”، و”عار التخاذل والاستسلام والتواطؤ”، وتشير إلى أن الأنظمة العربية التزمت بتعليمات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالصمت وعدم اتخاذ أي مواقف داعمة لغزة في بداية العدوان.
وتجسَّد هذا التخاذل في الاستقبال الحافل والمديح المفرط الذي لقيه ترامب في الرياض والدوحة وأبو ظبي، رغم دوره المباشر في دعم العدوان على غزة وفي سفك دماء اليمنيين، تم توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية ضخمة (600 مليار دولار استثمارات و142 مليار دولار أسلحة مع السعودية، 200 مليار دولار طائرات مع قطر، استثمارات تزيد عن تريليون دولار مع الإمارات)، يُنظر إليها على أنها “حلب” لأموال العرب وملء لخزائن أمريكا، والتي ستُستخدم جزئياً في تسليح الكيان الإسرائيلي لضمان تفوقها.
ترفض تفاعلات الأحداث على الواقع في غزة بشدة وصف ترامب بأنه “رجل سلام” من قبل القادة العرب، بل ويعتبر ذلك “مبالغة وتودداً زائداً” في الوقت الذي يدعم فيه العدوان على غزة ويقتل اليمنيين، ويُنظر إلى هذه الأنظمة على أنها تسهم بأموالها وخضوعها في “التمديد للأحادية القطبية وهيمنة أمريكا” بدلاً من التحرر منها، وأنها تفتقر إلى القدرة على استثمار ثرواتها الهائلة للتأثير على القرار الأمريكي أو فرض معادلة جديدة تخدم القضية الفلسطينية وشعوب المنطقة، ويُعتبر التطبيع (تحت مسمى اتفاقيات إبراهام) جزءاً من أجندة ترامب، حيث يُشترط على دول مثل سوريا التطبيع مقابل رفع العقوبات، مع ربط ذلك بطرد الفلسطينيين، مما يؤكد أن التطبيع يأتي على حساب الحقوق الفلسطينية الأساسية.
المسار اليمني الاستثناء المغاير
في بيئة الانبطاح هذه، يتصدر الموقف اليمني مسرح الأحداث كنقطة ضوء ساطعة في “جسم معتم حالك السواد”، واستثناءً مغايراً للوضع العربي السائد، حيث يرفض اليمن الخضوع لتعليمات واشنطن ويلتزم علناً بدعم غزة على كافة المستويات، بما في ذلك الدعم العسكري المباشر وغير المحدود.
وتجسَّد هذا الدعم في “إطلاق الصواريخ الفرط صوتية باتجاه عمق كيان العدو الإسرائيلي”، مستهدفة مطار اللد، وتنفيذ عمليات متتالية “أثارت الرعب والخوف والهلع” في صفوف الصهاينة، كما استهدفت القوات المسلحة اليمنية حاملات الطائرات والسفن الأمريكية في البحر الأحمر، مما “أجبر خمساً منها على تبادل الانتشار” وأدى إلى “فشل خطير” للترسانة العسكرية الأمريكية (فشل ثاد وباتريوت).
وكبدت الضربات اليمنية النوعية واشنطن خسائر فادحة (تصل حسب بعض المواقع الأمريكية إلى 8 مليارات دولار متضمنة كلفة العدوان على اليمن) وهي التي “أجبرت الإدارة الأمريكية على الانسحاب” و”إيقاف العدوان” على اليمن، وتحويل السعودية والإمارات من “أدوات للضغط إلى أوراق للتمويل”.
ويُعتبر الموقف اليمني رسالة واضحة ومدوية مفادها أن اليمن “لا يخضع لترامب ولزبانيته” ويقرر كيف يتعامل مع أعداء غزة والأمة، وأن ترامب “يجب أن يُستقبل بالحديد والنار، وليس بالابتسامات والمديح”.
يُعتبر الانتصار اليمني فعلاً وإسناداً عسكرياً استراتيجياً، يجعل من اليمن “لاعباً إقليمياً مهماً يرسم المعادلات”، فيما انتقلت الولايات المتحدة من “موقع اللاعب الميداني إلى موقع التاجر السياسي، بعد أن خسرت المبادرة على الأرض”، ويُعلي الموقف اليمني من قيمة الشجاعة والرجولة والصمود في مواجهة الأعداء، مقدماً “الدرس اليمني” الذي لو استفادت منه دول الخليج لكان بإمكانها فرض معادلة جديدة لا مكان معها للاستجداء باهظ الثمن.
خلاصة القول، تُظهر شواهد الواقع وتحليلات الخبراء والمحللين تبايناً صارخاً بين المسار اليمني في إسناد القضية الفلسطينية والموقف العربي الرسمي السائد، ففي الوقت الذي تنخرط فيه الأنظمة العربية في صفقات ضخمة مع الداعم الرئيسي للعدوان على غزة وتُقدم له المديح، يتخذ اليمن موقفاً مغايراً تماماً، يعتمد على الدعم العسكري المباشر والتحدي للقوى الكبرى، ويُعتبر الموقف اليمني، نقطة ضوء في ظل الظلام العربي، ويُسهم في إعادة رسم التوازنات الإقليمية، مؤكداً أن المقاومة والصمود هما السبيل الأنجع في مواجهة العدوان والتخاذل، وتؤكد الدراسات المتخصصة وتحليلات الواقع أن “ما بعد 7 مايو 2025م يؤسس لمرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية”، التي يساهم اليمن في رسمها من خلال موقفه الصامد، مقدماً نموذجاً يحتذى به في التمسك بالمبادئ والتحرر من التبعية.