لأول مرة منذ مائة عام بلا زراعة.. حرب السودان تفاقم أزمات مشروع الجزيرة وتفقر المزارعين
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
ود مدني 11 أبريل 2025 - أخرجت الحرب في السودان مشروع الجزيرة الزراعي، وهو أكبر رقعة مروية تحت إدارة واحدة في أفريقيا، عن الإنتاج لموسمين زراعيين، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس المشروع قبل قرن بالتمام والكمال، وتبلغ مساحة مشروع الجزيرة الذي تأسس في العام 1925،
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
المصدر : سودان تربيون
ود مدني 11 أبريل 2025 - أخرجت الحرب في السودان مشروع الجزيرة الزراعي، وهو أكبر رقعة مروية تحت إدارة واحدة في أفريقيا، عن الإنتاج لموسمين زراعيين، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس المشروع قبل قرن بالتمام والكمال.
وتبلغ مساحة مشروع الجزيرة الذي تأسس في العام 1925، حوالي 2.2 مليون فدان، خرج غالبها من الإنتاج منذ سيطرة قوات الدعم السريع على غالب ولاية الجزيرة بأواسط السودان في ديسمبر 2023 قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على الولاية يناير الماضي.
وتعرض مشروع الجزيرة وبنيته التحتية من قنوات ري وورش ومحالج ومخازن لدمار وتخريب وعمليات نهب واسعة، مما فاقم من التدهور والإهمال الذي ظل يعاني منه المشروع قبل الحرب.
[caption id="attachment_221909" align="alignleft" width="300"] صورة لمستودع الجرارات من الخارج بعد نهبه ولم يبقى سوف التالف منها[/caption]
ويقول الأمين العام لمجلس إدارة مشروع الجزيرة علي أحمد إبراهيم لسودان تربيون إن إدارة مشروع الجزيرة قدرت خسائر المشروع بنحو 15 إلى 20 مليار دولار كتقديرات أولية، مرجحاً أن تزيد الخسائر عن هذه الأرقام.
ويضيف المسؤول الذي تبدو الحسرة عليه وهو يتجول داخل رئاسة إدارة مشروع الجزيرة في بركات، أن قوات الدعم السريع نهبت أكثر من 50 جرارا بكل ملحقاتها فضلا عن أكثر من 50 سيارة كانت تخص مفتشي الغيط ويتحركون بها بين مكاتب المشروع لمتابعة الأعمال الفلاحية.
ويؤكد أن أعمال التخريب والنهب طالت المخازن والورش، وتورطت فيها قوات الدعم السريع التي ساهمت أيضا في تشجيع اللصوص على سرقة ما تبقى من أصول مشروع الجزيرة.
قطاعات مدمرة
وعلى مستوى كل ولاية الجزيرة التي يعتمد 80% من سكانها البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة على الزراعة، يبدو حجم الكارثة أكبر بالنظر إلى التجريف الواسع الذي تعرضت له قطاعات البساتين والدواجن والماشية.
وطبقا لتقرير حديث صادر عن وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية الجزيرة تحصلت عليه سودان تربيون فإن ولاية الجزيرة تعد أهم ولاية زراعية من واقع امتلاكها لنحو 6.2 مليون فدان من الأراضي الزراعية تنتشر فيها المشاريع المروية والزراعة المطرية ومشاريع البساتين والدواجن والمراعي على نطاق واسع.
ووفقا للتقرير فإن الحرب أخرجت مليون فدان من جملة 1.5 مليون فدان في القطاع المطري من دائرة الإنتاج فضلا عن 150 ألف فدان من جملة 200 ألف فدان في القطاع البستاني كلها أضحت تالفة حيث كانت الولاية مصدر مهما لصادر الفاكهة والخضراوات، خاصة ثمار الموز.
ويشير تقرير الوزارة إلى أن الحرب تسببت أيضا في تجريف كامل لقطاع الدواجن بنسبة 100% وتجريف قطاع الماشية بنسبة 80% إلى جانب نهب حوالي 90% من الآليات والمعدات الزراعية.
افقار المزارعين
ولم تكتفي قوات الدعم السريع بنهب الآليات والمركبات المملوكة لمشروع الجزيرة، بل طالت أيادي جنودها كل ما يملكه المزارعون في مشروع الجزيرة.
وحسب المزارع بكري معاوية في مكتب "سييد فارم" القريب من بركات، فإن عناصر من قوات الدعم السريع نهبت جراره وسيارته تحت تهديد السلاح.
ويذكر أن ذات العناصر عاودت الكرة ونهبت الغلال من مخازنه، تحت دعاوى أنه يتبع للفلول - أي ينتمي لنظام الرئيس المعزول عمر البشير -.
وتتبدى أزمة المشروع أيضا في حقوله التي امتلأت بالحشائش والآفات الزراعية، إلى جانب جفاف القنوات التي بدورها تحتاج لعمليات تطهير واسعة.
ويقول المزارع بكري معاوية، إنه لأول مرة في حياته يرى هذه القنوات جافة بلا مياه.
ورغم ذلك يقول معاوية إنه بدأ في تحضير جزء من أراضيه بموارد شحيحة حتى يمكنه اللحاق بالموسم الصيفي وتدبير بعض الغلال، على أمل أن يتمكن من زراعة مساحات أكبر في الموسم الشتوي القادم.
دمار البنية التحتية
تعرضت عشرات المخازن على امتداد مشروع الجزيرة في الباقير والحصاحيصا ومارنجان للنهب والتخريب والحرق، لكن ما جرى للمخازن العمومية في مارنجان والتي تمول وتغذي كل المشروع بالتقاوي والأسمدة وقطع غيار المحالج يبدو كبيرا وخسائره لم تقدر بعد.
وحسب الفاتح حاج بابكر مسؤول إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمشروع الجزيرة فإن المخزن العمومي للأسمدة والمبيدات في مارنجان تعرض للنهب قبل أن يتم حرقه ويسرق كل هيكله ولم تتبقى منه سوى أطلال وأعمدة حديدية لم يتمكن اللصوص من انتزاعها، وفعلت بها النيران ما فعلت.
وفي مخزن قطع الغيار العمومي الخاص بالمحالج والمشيد منذ مائة عام، تعرضت المنشأة لحريق ضخم جعلت المخزن العتيق يجثو ويلامس سقفه الأرض.
كما تعرضت مخازن التقاوي في بركات ومارنجان لنهب محتوياتها وطال النهب هياكلها.
وحتى مقر الخزنة الرئيسية لمشروع الجزيرة في بركات تعرضت لعمليات نهب واسعة وكسر وتخريب خزن تعد أثرية لكونها استجلبت من بريطانيا مع بداية تأسيس مشروع الجزيرة قبل مائة عام.
ورغم الدمار الهائل في مشروع الجزيرة والشلل الذي عاني منه بسبب الحرب، إلا أن بعضا من الأمل يتبدى في محاولات وإن كانت مغلولة بشح الامكانيات ونقص التمويل، لبث الروح في أوصال المشروع الذي أنهكته الحرب وقبلها عانى من الإهمال وسوء الإدارة.
ومن ضمن هذه المحاولات استجلبت إدارة مشروع الجزيرة نحو 20 جرارا كبيرا بملحقاتها ستبدأ بها تحضير الأراضي للزراعة، فضلا عن العمل على توفير التقاوي اللازمة لبدء الموسم الزراعي.
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إدارة مشروع الجزیرة قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ملیون فدان
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لبحث ملف تشغيل مشروع حدائق تلال الفسطاط
عقد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعاً مع المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضارية، لبحث ملف تشغيل مشروع حدائق تلال الفسطاط على مساحة حوالي 500 فدان بمنطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، وذلك بحضور مسئولي الوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وصندوق التنمية الحضرية.
مشروع تلال الفسطاط
وفي مستهل الاجتماع، أكد المهندس شريف الشربيني، أن وزارة الإسكان وصندوق التنمية الحضرية شركاء نجاح في مشروع تلال الفسطاط، مشيرا إلى أهمية ملف تشغيل المشروع حيث سيتم قريباً الانتهاء من الأعمال الإنشائية له، وذلك لتعظيم الاستفادة منه والحفاظ على الاستثمارات التي تم ضخها به، تنفيذًا لتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال زيارته الأسبوع الماضي للمشروع.
تشغيل المشروعات
واستعرض المهندس خالد صديق الجهود المبذولة وعددا من الاقتراحات الخاصة بملف تشغيل مشروع حدائق تلال الفسطاط، مشيرا إلى أنه تقدم عدد من كبرى الشركات المتخصصة في تشغيل المشروعات.
وتناول اللقاء عدد من الاحتياجات التي تم رصدها لتوفيرها للمتقدمين للتشغيل، وفي هذا الإطار، ووجه الوزير بتوفير كافة طلبات واحتياجات المشغل للتيسير عليه وتسليمه المشروع بشكل كامل وعلى أعلى مستوى.
وفي ختام اللقاء شدد الوزير على أهمية الإسراع بملف تشغيل حدائق تلال الفسطاط لتبدأ في العمل، مؤكدا أن توفير كافة احتياجات المشغل أمر غاية في الأهمية للوصول لأفضل المستويات لخدمة المترددين على الحديق عقب الانتهاء منها.
جدير بالذكر أنه تعتبر حدائق الفسطاط من الحدائق الأكبر من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يتضمن المشروع عدداً من الأنشطة التي تعتمد على إحياء التراث المصري عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، فضلا عن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، بالإضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية.
ويتم تنفيذ المشروع من خلال الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير القاهرة الكبرى، التابع لوزارة الإسكان، فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية، وتعتبر من الحدائق الأكبر من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط.