من أغرب وسائل التخذيل ضد المجموعات المقاومة للجنجويد تهديدهم بانهم حتي لو تمت هزيمة الجنجويد فان الكيزان/الجيش سيفتقون بهم أو علي الأقل لن يكافئونهم علي نضالهم وسينفردون بالغنيمة والسلطة. هذا منطق غريب مغرق في العبثية لان المدافعين غرضهم حماية أنفسهم وبلدهم ومالهم وعرضهم ومدنهم وقراهم ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا من أي جهة إذ أن دافعهم هو الدفاع عن حقهم في الوجود الامن .
الغرابة الثانية في خطاب التخذيل هي أن الإنسان حين تهدد وجوده ميليشيا همجية تمارس القتل والإغتصاب والعبودية الجنسية تكون أولويته الحاسمة هي إنهاء هذا التهديد وليس التنطع عما سيحدث بعد ذلك.
ذكرنا كثيرا أن واقع ما بعد الميليشيا لن يكون ورديا ولكن كل مشاكله سيتم التعامل معها حينها حسب المعطيات كما أن أي واقع غير مثالي تختفي فيه العبودية الجنسية وترويع القري والمدن وتنام الأسر آمنة في دورها سيكون أفضل من العيش تحت سنابك الجنجويد المنتصبة.
أما التهديد بدكتاتورية ما بعد الجنجويد المحتملة فلا يعدو كونه تخذيل وتشتيت لصفوف المقاومة لا يصب إلا في مصلحة الحلف الجنجويدي. وكأنما علي المقاومة – في هذه اللحظة الحرجة بين أن يكون السودان أو لا يكون – أن تنسي استباحة الجنجويد لحياتها وأن تشعل الخلافات المذهبية بين مكوناتها وتعيد اجترار مرارات الماضي علي نهج المثقفين الحداثيين.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تصدر كتابًا يشرح مناسك الحج بطريقة مبسطة
أصدرت وزارة الأوقاف، كتابًا مبسطًا يشرح مناسك الحج بصورة مرتبة ويسيرة، ووزعت منه ٢٥ ألف نسخة منه على حجاج بيت الله الحرام؛ تيسيرًا عليهم وتبصيرًا لهم في مناسك الحج.
وفي سياق متصل، حذر وزير الأوقاف من ارتكاب إثم عظيم بالسعي إلى أداء مناسك الحج بدون استيفاء كل المتطلبات الرسمية لدخول الأراضي المقدسة بصورة صحيحة، مشيرًا إلى أن من يُقدِم على ذلك فإنه يقع في مخالفة تنظيمية وشرعية، فقد يؤدي عدم التنظيم إلى خلل يفضي لإزهاق الأرواح، وهذا أمر يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة.
وأوصى وزير الأوقاف ، الحجاجَ بالدعاء والتضرع أن يمُنَّ على مصرنا الحبيبة بالحفظ والأمان والرخاء والاستقرار والحكمة والبصيرة، وأن يحفظ جيشها ورئيسها وشعبها وسماءها وترابها، وأن ينصر أهل فلسطين الأبية.
واختتم الوزير، اللقاء بتوديع ضيوف الرحمن بعاطفة صادقة، منشدًا قول الشاعر:
يا رَاحِلينَ إلى البيتِ العتيق لقد * سِرْتُم جُسُوما وسِرْنَا نحن أرواحا
إنَّا أقَمنَا على عـُذْرٍ وقد رحلوا * ومن أقام على عـُذْرٍ كَمنْ راحا