اتفق خبراء ومحللون على أن الاحتجاجات المتصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي تشكل ضغطاً غير مسبوق على الحكومة، مما قد يؤثر بشكل جوهري على مسار الحرب في قطاع غزة وقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأهداف السياسية المعلنة.

فقد أوضح الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، أن توالي العرائض والرسائل المطالبة بإعادة المختطفين وإنهاء الحرب يُعد ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل.

وقال إن هذه العرائض بهذا الكم الهائل أمر غير مسبوق في تاريخ العسكرية الإسرائيلية، مقارنة بما حدث في حرب لبنان الأولى عام 1982 أو خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 2000.

وأضاف أن هذه العرائض تحمل توقيع الآلاف من جنود الاحتياط السابقين والحاليين، وهو ما يشكل كابوساً للحكومة الإسرائيلية ولرئيس هيئة الأركان إيال زامير، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي إلى انقسام حقيقي في صفوف الجيش ويشجع جنودا آخرين على التوقيع.

الاحتجاج الصامت

ولفت مصطفى إلى ظاهرة أخرى تتمثل في "الاحتجاج الصامت" داخل منظومة الاحتياط الإسرائيلية، حيث يرفض جنود الاحتياط الالتحاق بوحداتهم العسكرية.

وقال إن نسبة الالتزام في بعض الوحدات العسكرية انخفضت إلى 50%، وفي وحدات أخرى إلى 40%، وهذا يعني أن هناك حالة احتجاج صامت واسعة النطاق إلى جانب الاحتجاج العلني والصاخب.

إعلان

وأكد مصطفى أن الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي يمثل "كابوساً" للقيادة، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤثر على العمليات العسكرية وعلى الدافعية وحافز الجنود لتنفيذ عمليات في داخل قطاع غزة.

وأضاف أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انقسام صامت ورفض قد ينخر الجيش من الداخل، ولن تكون هناك قناعات عند الوحدات العسكرية وقسم كبير من الضباط والجنود في العمليات العسكرية التي ينفذونها في قطاع غزة.

من جانبه، أشار الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، إلى وجود علاقة طردية بين الإخفاق الميداني الإسرائيلي وزيادة وحشية العمليات العسكرية.

وقال إن ما يجري من تكثيف للعمليات العسكرية واستهداف للأعيان المدنية والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة والصليب الأحمر هو في الواقع محاولة للتغطية على حقيقة الإخفاق الميداني.

وأضاف أن جيش الاحتلال ليس لديه على إرادة قتال كافية وليس عنده جاهزية معنوية لخوض حرب حقيقية، وعنده إخفاق ميداني لم يحقق إنجازاً نوعياً، لكنه يقوم بالتغطية على هذا برفع منسوب الوحشية.

وفي قراءة للوضع الحالي أشار شاكر إلى أن المشهد يقترب من "نقطة تحول" نتيجة لتضافر عدة عوامل، منها الضغوط الداخلية المتمثلة في الاحتجاجات، والضغوط الخارجية المتمثلة في الجبهة الإقليمية المفتوحة مع اليمن، والأولوية الأميركية للتهدئة في الأسابيع المقبلة، خاصة مع مجيء الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة.

وأوضح أن الأميركيون سيدركون في لحظة معينة أنه لا بد من وقف هذا "العبث"، خاصة أن هذا العبث يرتد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بكثير من النقد وضعف قدرة القتال والإنهاك، وخاصة إذا لم يرفع الفلسطيني الراية البيضاء.

ديرمر لا يفهم ملف الأسرى

وحول الاحتجاجات ضد وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، والذي يُتهم بعرقلة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، قال مصطفى إن ديرمر سياسي أميركي حصل على الجنسية الإسرائيلية حديثاً.

إعلان

ولفت إلى أنه لا يفهم أهمية ملف الأسرى في المجتمع الإسرائيلي، فهو ليس إسرائيلياً بالمفهوم الثقافي ولا يعي التجربة الإسرائيلية، واعتبر أن تعيينه في الوفد المفاوض كان خطأً كبيراً، وأكبر دليل على ذلك أن ملف الأسرى لم يكن أولوية عند الحكومة الإسرائيلية.

وقارن مصطفى بين تأثير الاحتجاجات العسكرية والاحتجاجات الشعبية المدنية، وخلص إلى أن الاحتجاج داخل الجيش يؤثر أكثر من الاحتجاج الاجتماعي.

واستشهد بتجربة احتجاجات عام 2023 ضد التغييرات الدستورية، وقال إن الذي أثر في الحكومة الإسرائيلية هو تهديد طياري سلاح الجو -وأغلبهم من الاحتياط- بعدم الالتزام بالخدمة العسكرية، وهذا ما أدى في النهاية إلى تراجع الحكومة عن التغييرات الدستورية.

وفي وقت سابق، وقَّع أمس الأحد 200 طبيب وطبيبة احتياط من وحدات مختلفة بالجيش عريضة طالبوا فيها بإعادة الأسرى من غزة وبوقف حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، وفق القناة 13 العبرية.

ومنذ الخميس الماضي تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، وذلك من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقال إن إلى أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تضع شروطا غير واقعية لصفقة التبادل

تعيش إسرائيل حالة من التوتر المتزايد؛ في ظل تصاعد انتقادات عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، والذين أعربوا عن شعورهم بالتخلي عن أبنائهم، في ظل غياب أي تقدم ملموس في مفاوضات استعادة الأسرى. 

وأكدت العائلات أن الشروط التي وضعتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية لإتمام صفقة تبادل "غير واقعية"، وتبعد إمكانية التوصل إلى حل قريب.

الحكومة الكندية ترفض تصدير أي معدات عسكرية تٌستخدم في الحرب ضد غزةألمانيا: إسرائيل مُلزمة بضمان توفير شامل للمساعدات في غزةالهلال الأحمر المصري يستعد لإرسال خبز جاهز إلى غزةبمشاركة عدد من الدول.. القوات الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية على غزةاليونيسف: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق

بيان عائلات الأسرى الإسرائيليين

في بيان مشترك، قالت العائلات إن "ما يعرض من مقاطع مصورة لبعض أبنائنا؛ لا يمثل سوى جزءا بسيطا من معاناتهم اليومية في ظروف أَسْر صعبة للغاية".

واعتبرت أن "توسيع العملية العسكرية في غزة يعني حكما بالإعدام على أبنائنا".

ودعت العائلات إلى احتجاجات شعبية للضغط على الحكومة الإسرائيلية، مشددة على أن "من يستطيع إبرام صفقات جزئية؛ يمكنه أيضًا التوصل إلى صفقة شاملة تنهي هذا الملف".

شهادة الأسير أفيتار دافيد

في غضون ذلك، نشرت كتائب القسام، مقطعا مصورا للأسير الإسرائيلي أفيتار دافيد، الذي وصف وضعه بأنه "سيئ جدا"، مؤكدا أنه لم يأكل منذ أيام، ويزداد ضعفا ونحافة يوما بعد يوم، قائلاً: "كل يوم يمر؛ يضعف جسدي أكثر، وأنا أقترب من الموت".

ووجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال فيها: “أشعر بأنني تُركت وحدي وتم التخلي عني”، مضيفا: أن ما يفعله يوميا هو "حفر قبره بيديه".

وطالبت عائلة الأسير، بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة وإلى ابنهم، داعية الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ودول العالم، إلى بذل جهود عاجلة لإنقاذه.

تحذيرات من الأونروا

في سياق متصل، حذر المفوض العام لوكالة “الأونروا” من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدا أن المجاعة هناك "نتيجة سعي متعمد لاستبدال المنظومة الأممية بمؤسسات بديلة ذات دوافع سياسية".

وأشار إلى أن الآلية الحالية لتوزيع المساعدات مسؤولة عن وفاة نحو 1400 شخص بسبب الجوع.

وأكد المفوض، أن الأونروا لم تتمكن من إدخال مساعدات إلى غزة منذ 5 أشهر، مؤكدًا أن إضعاف دور الوكالة "لا علاقة له بادعاءات تحويل المساعدات إلى جماعات مسلحة".

طباعة شارك إسرائيل عائلات الأسرى الإسرائيليين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة قطاع غزة بنيامين نتنياهو

مقالات مشابهة

  • اتصالات بين نتنياهو وترمب حول مقترح لمنح حماس مهلة للإفراج عن الأسرى
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تضع شروطا غير واقعية لصفقة التبادل
  • مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة إلى الأسبوع المقبل
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • الشرطة الإسرائيلية تعتدي على متظاهرين بتل أبيب
  • هيئة البث الإسرائيلية: الجيش قرر سحب لواءي الاحتياط 646 و179 من قطاع غزة
  • قيادي حوثي يهدد السعودية وأبو ظبي.. لا حصانة لمن يخدم نتنياهو
  • ويتكوف يلتقي نتنياهو وعائلات الأسرى تدعو لمظاهرة
  • هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يقرر سحب لواءي الاحتياط 646 و179 من غزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة