تتصاعد في "إسرائيل" حملات توقيع جنود احتياط ومتقاعدين على عرائض تطالب الحكومة بإعادة الأسرى من غزة، حتى على حساب وقف الحرب، وهذه المرة صدرت عن عسكريين في لواءي المظليين والمشاة وآخرين من جهاز الاستخبارات العسكرية، وفق إعلام عبري.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وقّع أكثر من 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة، رسالةً تدعو إلى إعادة جميع الرهائن، حتى لو كلّف ذلك وقف الحرب.



ووفق الصحيفة ورد في الرسالة: "نحن جنود وقادة لواءي المظليين والمشاة، الذين تحمل رايتهم عبارة: لن يُترك أي جندي خلفنا، ندعو إلى إعادة الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني وقف الأعمال العدائية. هذه دعوةٌ لإنقاذ الأرواح".



من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن نحو 170 خريجا من برنامج "تلبيوت" التابع للاستخبارات العسكرية وقّعوا رسالة طالبوا فيها بإطلاق سراح الرهائن عبر إنهاء الحرب، دون دعوة لرفض الخدمة الاحتياطية.

ووفق الإذاعة ورد في الرسالة: "إن الدعوة لإنقاذ الرهائن المدنيين والعسكريين واجب أخلاقي أساسي في منظومة القيم التي تربينا عليها وخدمنا بها".

وأضاف الخريجون: "ندين محاولات إسكات أصوات وآراء زملائنا، الذين يساهمون ويخدمون في الجيش".

وتابعوا: "في هذا الوقت، تخدم الحرب في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية أكثر من كونها احتياجات أمنية"، وهو ما يؤكد عليه الموقعون على رسائل مماثلة.

يأتي ذلك فيما تكتسب دعوات إعادة الأسرى الإسرائيليين بغزة حتى لو كان على حساب وقف الحرب زخما كبيرا في صفوف الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ما بات يشكل تحديا لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقائد الجيش إيال زامير.

وحذّر الأخير الحكومة من أن نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تنفيذ مخططاتها في الحرب على قطاع غزة.

وقد يتفاقم هذا النقص في الجنود في ظل عرائض متواترة يوقّعها عسكريون للمطالبة بإعادة الأسرى، ولو بوقف الحرب، وهي ما باتت تعرف إعلاميا بـ"عرائض العصيان".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الاثنين، إن زامير الذي تولى مؤخرًا قيادة الجيش، أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته أن "الاستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في غياب مسار دبلوماسي مُكمّل".

وحذر من أن "نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تحقيق طموحات القيادة السياسية ومخططاتها في غزة".

و"يعكس تحذير زامير فجوةً متزايدة بين القدرة العملياتية للجيش والتطلعات السياسية الأوسع للحكومة"، وفق الصحيفة.

وفي 11 نيسان/ إبريل الجاري، وقّع نحو ألف من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي رسالة تدعو إلى وقف الحرب لتحرير الأسرى بغزة، وتبعهم في خطوتهم 150 ضابطا سابقا في سلاح البحرية وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات.

وفي 12 نيسان/ أبريل، انضم إليهم نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط الإسرائيلية ومئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية و2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.

وكان نتنياهو، سعى لوصف هذا التحرك بأنه "رفض" للخدمة بالجيش الإسرائيلي لكن الموقعين سارعوا لنفي ذلك.

وحرصوا جميعا على التأكيد أن "هذه الحرب في هذا الوقت تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية" في اتهام لنتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب لأسباب شخصية.

وكانت "إسرائيل" جندت نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة بالحرب منذ شنها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم تسمه: "زامير لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها".

ورأت "تصريحات المسؤول تؤكد إحجام الجيش الإسرائيلي عن عدم تكرار ما يصفه المسؤولون بإخفاقات الماضي".

وأوضحت ذلك بأن "المكاسب العسكرية التي تحققت في وقت سابق من الحرب تآكلت، بعد أن امتنعت الحكومة عن اتخاذ إجراءات سياسية لإزاحة حماس من السلطة".

وزادت بأنه "بعد ثمانية عشر شهرا من الصراع، لا تزال حماس تسيطر على معظم قطاع غزة".

وأردفت: "يُقال إن زامير يُؤيد هجومًا بريًا أكثر حسمًا يهدف إلى هزيمة حماس عسكريًا، باستخدام تكتيكات مختلفة عن المُستخدمة قبل وقف إطلاق النار الأخير، وبينها تطويق المناطق الرئيسية وتفتيش المدنيين على مراحل".

و"ومع ذلك، قد تستغرق إعادة احتلال غزة بالكامل أشهرًا عديدة، وربما سنوات، وستتطلب إعادة تفعيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط"، حسب الصحيفة.

واستدركت: لكن "معدلات مشاركة جنود الاحتياط الحالية في الوحدات القتالية تتراوح بين 60 في المئة و70 في المئة وفقًا للجيش - وهي أرقام أُبلغت بالكامل لنتنياهو وكبار الوزراء".



وتعني هاتان النسبتان عزوف ما بين 40 بالمئة و30 بالمئة من عسكريي الاحتياط عن المشاركة في حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدعم أمريكي مطلق.

الصحيفة نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي آخر لم تسمه: "هناك قلق من أن هذه الأرقام لن تتحسن في حال شن هجوم أوسع".

وفي آذار/ مارس الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه مع تراجع الاستجابة لطلبات الخدمة الاحتياطية بالجيش، لجأت بعض وحداته إلى نشر إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال العصيان اسرى غزة الاحتلال عصيان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی من جنود الاحتیاط وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة: أشعر بالخجل والذنب لأن الناس يموتون جوعا

كشفت شبكة NBC الأميركية، في تقرير ميداني، عن تزايد الأصوات المعارضة للحرب على غزة داخل صفوف الجنود الإسرائيليين، بما في ذلك جنود احتياط وطيارون سابقون، في ظل تصاعد العمليات العسكرية واتساع دائرة الدمار والمعاناة الإنسانية في القطاع.

ونقلت الشبكة عن عدد من الجنود شهادات صريحة تعكس شعورًا متناميًا بأن الحرب فقدت مبرراتها الأخلاقية، وتحولت إلى "حرب انتقامية تُقتل فيها أعداد كبيرة من الأبرياء دون ضرورة عسكرية حقيقية". 

الخارجية الأمريكية: ترامب مصمم على أن يكون جزءا من إنهاء المـ.ذبـ.حة في غزةرئيس وزراء ماليزيا يندد بإنتهاك المعايير الإنسانية في غزةوزير الحكم المحلي الفلسطيني: بلديات غزة تعمل في ظروف كارثية وسط استمرار الحربوسائل إعلام إسرائيلية: حكومة نتنياهو ترفض أي التزام بإنهاء حرب غزة

وأعرب جندي احتياط شارك في القتال عن شعوره بـ"الخجل والذنب لأن الناس داخل غزة يموتون من الجوع"، مضيفًا: "كإسرائيلي وكإنسان، أدعو حكومتي إلى التوقف عن تجويع مليوني شخص".

واعتبر جندي آخر أن توسيع نطاق العمليات العسكرية جاء "بدافع سياسي وليس لأسباب عسكرية"، واصفًا القرار بأنه "غير أخلاقي".

وشدد جندي احتياط شارك سابقًا في الحملة على غزة أنه يرفض المشاركة في "ارتكاب جرائم حرب"، مضيفًا أن "هذا هو السلوك الوطني السليم".

وكشف التقرير عن تململ في أوساط الطيارين العسكريين، حيث نقل عن طيار متقاعد أن العديد من الزملاء يطالبون بإنهاء الحرب، ليس بدافع الإرهاق، بل لإيمانهم بأنها غير شرعية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "باتت رهينة في يد شركاء نتنياهو المتطرفين الذين يبتزونه سياسيًا للبقاء في السلطة".

وانتقد أحد جنود القوات الجوية تصريحات وسلوك بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة، واصفًا إياها بأنها لا تصدر عن مسئولين ذوي أخلاق"، فيما اتهم حكومة نتنياهو بـ"إهمال ملف الرهائن لصالح البقاء السياسي على حساب المصلحة الوطنية".

طباعة شارك الجنود الإسرائيليين حكومة نتنياهو الحكومة الإسرائيلية جرائم حرب الحرب على غزة

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل ممنهج الأبراج السكنية في مدينة غزة
  • عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق
  • جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة: أشعر بالخجل والذنب لأن الناس يموتون جوعا
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل أسيرين محررين بالضفة من صفقة التبادل الأخيرة
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • مقتل جنود في هجوم جديد بموزمبيق يعيد المخاوف الأمنية
  • خدعة نتنياهو الجديدة ومقترح ويتكوف
  • 79 مريضا فى خطر .. متحدث الصحة الفلسطينية: قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفى العودة شمال قطاع غزة