1149 مستوطنا يقتحمون الأقصى ومجلس الأوقاف يحذر من انتهاكات غير مسبوقة
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة من تصاعد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين بحق المسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري، ووصفها بغير المسبوقة، في وقت اقتحم المسجد الأقصى اليوم الاثنين 1149 مستوطنا بحماية شرطة الاحتلال.
ودان المجلس في بيان له اليوم الاثنين اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، وممارسة مجموعة من الانتهاكات والاستفزازات داخل المسجد بحماية الشرطة الإسرائيلية، في انتهاك للوضع التاريخي والديني والقانوني للمسجد الأقصى.
وأشار إلى الانتهاكات التي يمارسها المقتحمون كأداء صلوات تلمودية وانبطاحات وأداء الرقصات والغناء والتجمع عند أبواب المسجد وعرقلة دخول المصلين، والدعوات المستمرة لتقديم ما يعرف بالقربان داخل المسجد.
وقال المجلس إن تلك الانتهاكات تستفز مشاعر المسلمين حول العالم، وتؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المنطقة.
كما دان المجلس تمكين شرطة الاحتلال المتطرفين المقتحمين للأقصى، وإعطاءهم الحرية الكاملة للقيام بطقوسهم المختلفة داخله، بالإضافة إلى استهدافها العاملين في دائرة الأوقاف وخطباء المسجد الأقصى، وملاحقتهم لقيامهم بمهامهم وواجباتهم الدينية والوظيفية داخل المسجد الأقصى، وإبعادهم عن المسجد لفترات متفاوتة.
إعلانوكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي استدعت خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سليم بعد خروجه من المسجد يوم الجمعة الماضي، وسلمته قرار إبعاد عن الأقصى بحجة الإخلال بالنظام العام.
خطب عن الصبر والمصابرة في زمن المحنة.. استدعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سليم للتحقيق أثناء خروجه من المسجد يوم أمس بعد إلقائه خطبة الجمعة.
وسلمت شرطة الاحتلال الشيخ محمد سليم قرارا يقضي بإبعاده عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، والعودة لاحقا لإمكانية… pic.twitter.com/vwaJaEGy96
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 12, 2025
وناشد مجلس الأوقاف الدول الإسلامية والعربية تحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واتخاذ الإجراءات الجادة والفعالة لوقفها.
وأكد المجلس أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو حق خالص للمسلمين وحدهم ولا علاقة لغير المسلمين بالمسجد بتاتا ولا يقبل القسمة ولا الشراكة، ولم يكن بؤرة لصراع ديني عبر التاريخ.
وفي السياق، أعربت محافظة القدس في بيان لها اليوم الاثنين عن "مخاوفها الشديدة إزاء التصعيد الخطير والمتواصل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى، والذي بلغ ذروته خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية".
واعتبرت المحافظة الاقتحام الاستفزازي الذي قاده اليوم الاثنين عضو الكنيست المتطرف عميت هاليفي، برفقة الحاخام المتطرف شمشون إلباوم، اعتداء صارخا على حرمة المسجد، واستفزازا خطيرا لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم، وانتهاكا فاضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها.
ويواصل مئات المستوطنين اقتحامهم للمسجد الأقصى إحياء لعيد الفصح العبري، في حين فُرضت إجراءات مشددة على الفلسطينيين في محيط المسجد، منها منعهم من دخوله خلال فترة الاقتحامات الصباحية، وحجز هويات بعضهم.
إعلانويأتي هذا الاقتحام في ظل تصاعد الدعوات للحشد والرباط من قبل القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية في مواجهة تصعيد الجماعات المتطرفة خلال عيد الفصح اليهودي، الذي يمتد حتى الأحد الموافق 20 أبريل/نيسان الجاري، ودعت جمعيات استيطانية لإدخال القرابين إلى المسجد الأقصى وذبحها داخله بزعم أنه مكان "الهيكل" المزعوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی المسجد الأقصى الیوم الاثنین شرطة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
كيف يستخدم الاحتلال العمارة لإضعاف الأقصى وطمس هويته؟ الجواب في الرحلة
حذّر الأكاديمي والمختص في التخطيط العمراني الدكتور سلطان بركات من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من تدخلات معمارية إسرائيلية قد تؤدي إلى انهياره "في لحظة"، معتبرًا أن الاحتلال يوظف العمارة كسلاح لتغيير الهوية الإسلامية للمكان وسحب رمزيته السياسية والدينية.
جاء ذلك في الحلقة الأولى من بودكاست "الرحلة"، الذي يعده ويقدمه مسؤول قسم "أفكار" في "عربي21" عادل الحامدي، حيث ناقش مع الدكتور بركات خطط الاحتلال الممنهجة لتغيير طبيعة المسجد الأقصى، ليس فقط من خلال الاعتداءات المباشرة، بل عبر الهندسة المكانية والتخطيطية التي تنفذ على الأرض بهدوء، لكنها لا تقل خطرًا عن الاقتحامات العسكرية.
الهيمنة من تحت الأرض.. لا فوقها فقط
يرى بركات أن الاحتلال بات يركز على التحكم الجوفي من خلال الحفريات أسفل المسجد، مما يهدد البنية التحتية ويزيد من احتمالية الانهيار الهيكلي. وأشار إلى أن أي تصدع قد يقع، سيُبرر لاحقًا بأنه "طبيعي"، بينما هو نتيجة مباشرة لتخطيط مسبق.
كما تحدث عن تغييرات ممنهجة في محيط الأقصى، تهدف إلى فصل المسجد عن عمقه السكاني العربي، من خلال مشاريع عمرانية تهويدية تفصل البلدة القديمة عن محيطها المقدسي.
"سلاح العمارة".. تغيير الواجهة لطمس الذاكرة
أكد بركات أن "العمارة سلاح"، وأن السيطرة المعمارية هي إحدى أدوات الاحتلال في إعادة تشكيل الفضاء العام لصالح الرواية الصهيونية. وهذا يشمل: إزالة أو تهميش المعالم الإسلامية، فرض تصاميم "محايدة" ظاهريًا لكنها تخدم الهيمنة، إضعاف العناصر الرمزية كالقبة والقباب الثانوية.
خطر فيزيائي.. وخطر رمزي
لفت بركات إلى أن الخطر لا يقتصر على البناء المادي، بل يمتد إلى المعنى الرمزي والسياسي للمسجد الأقصى، إذ تسعى إسرائيل لفرض رؤية ترى في المكان مجرد "موقع تراثي مشترك"، وليس رمزًا للعقيدة والسيادة العربية والإسلامية.
ودعا بركات إلى: توثيق علمي دقيق لكل تفصيل عمراني في الأقصى، وإشراك الخبراء المسلمين عالميًا في حماية الموقع، وتنشيط الوعي المعماري العام، لا سيما بين الشباب، لفهم ما يحدث خارج إطار الاشتباك الأمني أو السياسي.
من وساطة طالبان إلى القدس.. مقارنة مؤلمة
وفي ذات الحلقة، استعاد الدكتور بركات تجربته في الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، مشيرًا إلى نجاح مسار الدوحة بفضل وجود وساطة إقليمية موثوقة (قطر، إيران) واستعداد الأطراف للاستماع والتفاوض بجدية. وقد أسهم هذا المسار في تحقيق انسحاب أمريكي عبر تفاهم سياسي مباشر.
لكنه اعتبر أن الوضع الفلسطيني يفتقر لهذه المقومات بالكامل، إذ: لا توجد جهة إقليمية أو دولية تمتلك ثقة الأطراف كافة، وتغيب الخبرة التفاوضية التراكمية لدى الفصائل الفلسطينية مقارنة بطالبان، ولا توجد قنوات وساطة نشطة أو متماسكة تسهم في بناء مسار تفاوضي عادل.
وأوضح أن غياب هذا النوع من الوساطة المركبة، كما حدث في أفغانستان، يجعل الفلسطينيين عرضة لمزيد من التآكل الرمزي والمادي، كما يظهر في حال المسجد الأقصى.
يمكنك متابعة الحلقة كاملة على الرابط التالي: