المؤتمر: الاستراتيجية الوطنية للشباب خطوة مؤسسية لتمكينهم ودمجهم في التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أشاد المهندس هيثم أمان، الأمين المساعد لحزب المؤتمر بالقاهرة لشؤون التنظيم، بالخطوة التي اتخذتها الحكومة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025–2032، واصفًا إياها بأنها خطوة تاريخية ومحورية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتؤكد على الإدراك العميق للدولة المصرية بأهمية الاستثمار في ثروتها الحقيقية وهم الشباب.
وأوضح أمان، في تصريحات له، أن هذه الاستراتيجية تمثل بارقة أمل حقيقية للشباب والنشء، كونها تضع إطارًا مؤسسيًا وعلميًا لتمكينهم ودمجهم في مسيرة التنمية المستدامة، مضيفًا أن الحديث عن تعزيز دور الشباب كمشاركين فاعلين، وتعظيم دور الرياضة كقوة ناعمة، هو ترجمة لرؤية سياسية طموحة تستهدف بناء الإنسان المصري وتشكيل وعيه، وهو ما يتوافق تمامًا مع أهداف حزب المؤتمر في بناء جيل قادر على حمل راية المستقبل.
وشدد الأمين المساعد لحزب المؤتمر على أن نجاح هذه الاستراتيجية الطموحة يتطلب وضع آليات تنفيذ ومتابعة واضحة وشفافة، مؤكدا أهمية وضع خطط عمل تفصيلية تضمن وصول أهداف الاستراتيجية إلى كافة ربوع مصر، لا سيما القرى والنجوع والمناطق الحدودية والأكثر احتياجًا، لضمان تحقيق العدالة في توزيع الفرص، مطالبا بضرورة تخصيص الميزانيات الكافية واللازمة لتمويل برامج ومبادرات الاستراتيجية.
كما دعا "أمان" إلى ضرورة ربط مخرجات الاستراتيجية بشكل مباشر باحتياجات سوق العمل، والعمل على خلق مسارات مهنية واضحة للشباب في المجالات الرياضية والإدارية والتكنولوجية المرتبطة بها، وأضاف: "التمكين الحقيقي لا يقتصر على المشاركة في الأنشطة، بل يجب أن يمتد ليشمل توفير فرص عمل لائقة، ودعم ريادة الأعمال لدى الشباب، وتحويل طاقاتهم إلى مشروعات منتجة تساهم في نمو الاقتصاد الوطني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الشباب الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025 2032 دور الشباب الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
جازان "الطبيعة والرؤية".. تناغمٌ يُشكِّل ملامح التنمية المستدامة
تتفرّدُ منطقة جازان بكونها واحدةً من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، لما تَتَميَّزُ به من تنوّعٍ طبيعيٍّ يجمعُ الجبال الشاهقة والسهول الخصبة والسواحل الممتدّة على البحر الأحمر، إلى جانب جُزرها البحرية التي تُشكِّلُ لوحةً متكاملةً من الجمال والثراء البيئي والإنساني، مما يجعلها مقصدًا مميّزًا للسياحة والتراث والطبيعة على حدٍّ سواء.
ويأتي الاهتمام بتنمية قطاع السياحة في المنطقة في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف مناطق المملكة، بما يُواكبُ التحوّلات الاقتصادية الكبرى ويُعزِّزُ جودة الحياة.
وشهدت جازان خلال السنوات الأخيرة حراكًا تنمويًّا لافتًا في القطاع السياحي، أسهمت فيه الجهات الحكومية عبر تنفيذ مشاريع تطويريةٍ شاملةٍ ركّزت على تحسين البنية التحتية، وتهيئة الطرق المؤدية إلى المواقع الطبيعية والسياحية، إلى جانب تطوير المرافق والخدمات وفقَ معايير بيئيةٍ حديثةٍ تُراعي التوازن بين التنمية والمحافظة على البيئة.
كما أُتيح للقطاع الخاصِّ تنفيذُ مشاريع استثماريةٍ نوعيةٍ في مجالات الإيواء والترفيه والأنشطةِ البيئية، الأمرُ الذي أسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية، وخلق فرص عملٍ جديدةٍ لأبناءِ المنطقة، وتمكينِهم من خلال برامج تدريبٍ وتأهيلٍ في مجالات السياحة والضيافة والإرشاد السياحي.
وفي القطاع الجبليّ تبرزُ جازان بجمال تضاريسها وتنوّع بيئتها، حيثُ تمتدُّ المدرّجات الزراعية على سُفوح الجبال، وتتعانقُ القرى القديمةُ مع الضباب في مشهدٍ طبيعيٍّ أخّاذ.
وتُعَدُّ مزارعُ البنِّ الخولاني رمزًا للفخرِ الزراعيّ السعودي، فيما تُشكِّلُ الأوديةُ العميقةُ والعيون الحارّةُ وجهاتٍ طبيعيةً يقصدُها الزوّار للاستجمام والاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوئها.
وعلى امتداد ساحلها الغربيّ، تتلألأ جزرُ فرسان كعِقدٍ من الجمال في وسط البحر الأحمر، بشواطئها البيضاء وشعابها المرجانية، ومحمية غزلانها النادرة، لتكون من أجمل الوجهات البحرية في المملكة، ومقصدًا لعشّاق الغوص ومراقبة الحياة البحرية.
كما تحظى القرى التراثية والأسواق الشعبية في جازان بعنايةٍ خاصّةٍ ضمن مشاريع التطوير السياحي، لما تُمثّله من قيمةٍ تاريخيةٍ وثقافيةٍ تُعبّر عن هوية المنطقة ونمط حياتها القديم، وتزخرُ بالحرف اليدوية والمنتجات المحلية التي تروي قصص الإنسان والمكان.
وتُسهمُ المهرجانات والفعاليات الموسميةُ في إحياء التراث، وتعزيز الانتماء الثقافي، وتشكّلُ رافدًا مهمًّا للحراك السياحي في المنطقة.
وتولي القيادة الرشيدة -حفظها الله- اهتمامًا خاصًّا بالمناطق الجنوبية، ومنها جازان، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية استثمار تنوّعها الجغرافي والثقافي في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز التنمية المتوازنة.
وقد انعكست هذه الرؤيةُ في المشاريع التنموية التي تشهدُها المنطقة، التي تجمعُ الحداثة والمحافظة على الموروث، لتُقدِّمَ نموذجًا يُحتذى في استدامة التنمية، وتعزيز جودة الحياة في مختلف أرجاء المملكة.
وتبرزُ كذلك المبادرات المجتمعية والتطوعية، التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتنمية الوعي السياحي، من خلال برامج توعويةٍ وأنشطةٍ بيئيةٍ ومشروعاتٍ للعنايةِ بالمواقع الطبيعية والتراثية، تأكيدًا على الشراكة بين المجتمع والجهات الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة.
وبفضل هذا التكامل بين الجهود الحكومية والمجتمعية، أصبحت جازان نموذجًا وطنيًّا للسياحة المستدامة التي توازنُ بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وتعزيز جودة الحياة.
فهي اليوم ليست مجرّد منطقةٍ على خارطة المملكة، بل قصة نجاحٍ تنبضُ بروحِ الرؤية، ووجهةٌ واعدةٌ تُجسِّدُ التلاقي بين الأصالة والطموح، وبين الطبيعة والتنمية، لتبقى شاهدًا على أن السياحةَ في المملكة ليست وجهةً فحسب، بل مستقبلٌ يُصنَعُ بإيمانٍ ورؤية.
وتواصل منطقة جازان رسم ملامح نهضتها السياحية بخُطًى واثقة، مستندةً إلى رؤيةٍ وطنيةٍ طموحةٍ تستثمرُ مقوّماتها الطبيعية والإنسانيةَ، لتغدو بوّابةَ الجنوبِ النابضةَ بالحياة، وواحدةً من أبرزِ وجهات المملكة الواعدة التي تُجسِّدُ تطلّعاتها نحو تنميةٍ متوازنةٍ ومستقبلٍ أكثر ازدهارًا.