في أجواء مفعمة بالإبداع وروح الانتماء، نظّم فرع ثقافة الشرقية يوماً ثقافياً فنياً بقرية قراموص التابعة لمركز ومدينة أبو كبير، بالتعاون مع مؤسسة الفن والحياة، وذلك في إطار جهود وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة لنشر الوعي الثقافي والفني وتعزيز قيم الهوية المصرية، بحضور عدد من القيادات الثقافية والتنفيذية، ومشاركة واسعة من الموهوبين ورواد الثقافة والفن بالمحافظة.

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن الثقافة تمثل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، كونها المكوّن الرئيسي لبناء شخصية المواطن المصري الواعي، مشيراً إلى أن المؤسسات الثقافية تلعب دوراً محورياً في نشر الوعي ومواكبة القضايا المعاصرة، والمساهمة في التنمية الفكرية للمجتمع عبر الفنون المتنوعة التي تحمل رسائل بنّاءة تعزز القيم الإيجابية، وتحارب العادات السلبية والأفكار الهدّامة.

ومن جانبه، أوضح أحمد سامي خاطر رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي ومدير عام فرع ثقافة الشرقية، أن قرية قراموص تُعد القرية الوحيدة على مستوى العالم المتخصصة في زراعة وصناعة وإنتاج ورق البردي، وهو ما يمنحها مكانة تراثية وحضارية متميزة. 

وخلال الفعالية، قام المشاركون بزيارة الورش المتخصصة في إنتاج ورق البردي، والتعرف على مراحل زراعته وتصنيعه، في جولة حملت الكثير من الفخر بتاريخ مصر العريق. 

كما تضمنت الفعاليات ورشة فنية للرسم والتلوين على ورق البردي، وأخرى لصناعة أشكال فنية من مادة الكونكريت، شارك فيها مبدعون من مدينتي الزقازيق وأبو كبير.

وشهد اليوم حضور شخصيات بارزة من المجتمع المحلي، من بينهم عبد المجيد عيد مسؤول السياحة بأبو كبير، وأحمد منصور رئيس الوحدة المحلية بالرحمانية، ومحمد الدرة مدير قصر ثقافة أبو كبير، والشاعر محمد عطا الله رئيس نادي أدب أبو كبير، وذلك في إطار حرص الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، على رعاية المواهب ودعم الإبداع، وغرس قيم الانتماء والهوية لدى الأجيال الجديدة عبر تعريفهم بأهمية التراث والتاريخ المصري.

وفي سياق متصل، واصل قصر ثقافة العاشر من رمضان أنشطته التوعوية بتنظيم محاضرة عن مكافحة الهجرة غير الشرعية، ألقاها الدكتور السيد الشاذلي الحاصل على دكتوراه فلسفة الإعلام وثقافة الأطفال، حيث تناول خلالها سبل مواجهة هذه الظاهرة من خلال التوعية بالمخاطر، وتوفير بدائل وفرص للشباب، وتطوير القوانين، وتعزيز التعاون الدولي، ودور المجتمع المدني في حماية الشباب من مخاطر الهجرة غير الآمنة.

كما عقدت الوحدة المحلية بصفط زريق محاضرة بعنوان "البيئة والتغيرات المناخية" قدمتها نورا رمضان، رئيس قسم البيئة بالوحدة، حيث شرحت مفهوم البيئة باعتبارها الإطار الذي يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء خارجي، وما تحتويه هذه الأوساط من نباتات وحيوانات ومعادن وطاقة، مع توضيح تأثير الأنشطة البشرية على التوازن البيئي وسبل الحد من التلوث.

وفي بيت ثقافة أبو حماد، وضمن التعاون المثمر مع نادي أبو حماد الرياضي، أقيمت محاضرة تثقيفية عن "عيد وفاء النيل وأهمية الحفاظ عليه"، حاضر فيها الشيخ محمد إسماعيل إمام وخطيب بأوقاف أبو حماد، والمهندس عبد الله الشاويش مدير إدارة العلاقات العامة والتوعية بشركة مياه الشرب بالعباسة، حيث تناولت المحاضرة قيمة نهر النيل في وجدان المصريين، ودوره الحيوي في الحياة، وضرورة الحفاظ على مياهه من الهدر والتلوث، وبدأت بكلمة ترحيب ألقتها مديرة بيت ثقافة الزقازيق.

بهذا التنوع في الأنشطة بين الفنون، والتراث، والتوعية المجتمعية، يواصل فرع ثقافة الشرقية رسالته في جعل الثقافة أداة فاعلة للتنمية، ووسيلة لغرس القيم الوطنية والحضارية في نفوس المواطنين، لتبقى الشرقية نموذجاً يحتذى به في الجمع بين الماضي العريق والحاضر المبدع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوعي الثقافي قصور الثقافة القيادات الثقافية الهوية المصرية قرية القراموص أبو کبیر

إقرأ أيضاً:

مركز ثقافة الطفل يواصل جهوده في تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال

"العُمانية": يواصل مركز ثقافة الطفل التابع للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب جهوده في تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال، ضمن رؤية تستهدف تنمية الوعي الرقمي وترسخ مفاهيم الإبداع والتعلم التفاعلي لدى النشء، ويأتي هذا التوجه في إطار سعي المركز إلى مواءمة البرامج الثقافية والتعليمية مع متطلبات العصر، وفتح آفاق جديدة أمام الأطفال لاكتساب مهارات المستقبل وتمكينهم من التفاعل الإيجابي مع التكنولوجيا، عبر محتوى رقمي مبتكر يجمع بين الترفيه والمعرفة.

وبلغ عدد المستفيدين من الفعاليات والمناشط التي نفذها مركز ثقافة الطفل خلال عام 2024م، 35603 مستفيدين، فيما بلغ عدد المستفيدين خلال الفترة من يناير إلى يوليو من العام الجاري، 39383 مستفيدًا.

وقالت سلوى بنت سيف الراشدية مديرة مركز ثقافة الطفل: إن الهدف من هذه المشروعات يتجاوز العرض البصري أو الترفيه التقني، إذ يتمثل في بناء علاقة معرفية مستدامة بين الطفل وهويته الثقافية، وذلك من خلال إعادة تقديم التراث الثقافي العُماني كحالة حيّة نابضة بالتفاعل.

وأوضحت أنه في إطار رؤية المركز في ترسيخ الهوية الثقافية العُمانية وتعزيز وعي النشء بموروثهم الحضاري، فإنه يواصل إطلاق حزمة من المشروعات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الأصالة والابتكار، وذلك باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الألعاب الإلكترونية التي تعد وسيلة فعّالة لربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية بطريقة معاصرة وجاذبة.

وبينت أن هذه المشروعات تنسجم بعمق مع توجهات رؤية "عُمان 2040"، والاستراتيجية الثقافية، لا سيما فيما يتعلق بمحور المجتمع الإبداعي والهوية الوطنية، والتحول الرقمي، والتعليم القائم على الابتكار، حيث يسعى المركز إلى أن يكون منصة معرفية ثقافية تمكّن الطفل من أن يكون فاعلًا ومؤثرًا في بناء مستقبل وطنه.

وأشارت إلى أن هذه المشروعات يتم استخدامها في المناشط والفعاليات المقامة داخل سلطنة عُمان وخارجها ذات العلاقة بالهوية الثقافية العُمانية.

وتجمع هذه المشروعات بين الترفيه والفائدة بهدف تعريف الناشئة بجذورهم التاريخية والثقافية، ومن بين هذه المشروعات التي تأتي في مجال الثقافة والرياضة والتكنولوجيا، مشروعان حول لعبتي "العنبر" و"الصياد"، وتتمثل أهميتهما في الحفاظ على التراث الثقافي العُماني وتعريف الأجيال الجديدة بهذه الألعاب بطريقة ممتعة ومبتكرة، بالإضافة إلى تنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات لدى الأطفال، ويعملان بتقنية محرك (Unreal Engine).

كما يأتي مشروع "النخلة والممارسات المرتبطة بها.. قصة تفاعلية لعملية قطف التمور (الخراف)" في مجال الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، ويعمل بتقنية الواقع الافتراضي وتتمثل أهميته في تعريف الأطفال بالنخلة وأهميتها ودورها في حياة المجتمع العُماني والتي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، إضافة إلى تعزيز الوعي بالتراث الزراعي.

وضمن هذه المشروعات أيضًا مشروع "تجربة سباق الهجن التفاعلية" بتقنية الواقع الافتراضي، والذي يشكل أهمية كونه يمثل إحدى العادات الاجتماعية والمرتبطة بتعزيز الوعي بالتراث الرياضي، وهو عبارة عن تجربة تفاعلية لسباق الهجن تمنح المستخدمين فرصة لمحاكاة السباق في بيئة آمنة.

أما مشروع "مركز ثقافة الطفل الذكي" والذي يعمل بعدة تقنيات منها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والتحكم عن بعد، فهو عبارة عن مجسم صديق للبيئة يحاكي فكرة الابتكار والتنوع الناجح، والذي يدعم أحد أهدافه التوجه الوطني نحو التحول الرقمي من خلال الاستثمار في الطفولة كمحور لبناء مستقبل معرفي وتقني.

الجدير بالذكر أن هذه المشروعات اعتمدت في إنشائها على مجموعة من المصادر والمراجع الموثوقة منها الشبكة المعلوماتية، وكتاب "الألعاب والرياضات التقليدية العُمانية" (وزارة الثقافة والرياضة والشباب 2010)، وكتاب "مشروع جمع التاريخ المروي النخلة في الموروث الثقافي العُماني" بمجلديه الأول والثاني الصادرين عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالإضافة إلى المختصين من فريق الاتحاد العُماني لسباقات الهجن.

يشار إلى أن المركز قام بتنفيذ عدد من المشروعات منها، مشروع "عرض مخطوطة عُمانية قديمة" للطبيب العُماني راشد بن عميرة، ومشروع "الفنون الشعبية"، كما يستعد لإطلاق عدد من المشروعات الرقمية الأخرى خلال العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يفتح حوار الهوية والإبداع مع فتيات ملتقى أهل مصر للمحافظات الحدودية بالهناجر
  • «طبيعة مُصانة» فعالية ترسخ ثقافة الحفاظ على البيئة بولاية طاقة
  • بازار وفاق في طرطوس القديمة يجمع 55 حرفياً لإحياء التراث السوري والتسويق المباشر
  • "أهل مصر".. مكتبة القاهرة الكبرى تستقبل فعاليات الملتقى 21 لثقافة وفنون المرأة
  • دوري المكتبات يواصل فعالياته في ثقافة القليوبية
  • وزارة الثقافة تدمج التراث والحداثة في مبادراتها.. من النيل عنده كتير إلى المؤتمر العالمي للإفتاء
  • ضبط 9 مقيمين مخالفين لنظام البيئة في الشرقية
  • وزارة الثقافة تنفي إيقاف عروض مسرحية الأخوين ملص وتؤكد استمرارها
  • مركز ثقافة الطفل يواصل جهوده في تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال