أميركا تعتقل قائدا للحراك الطلابي الداعم لفلسطين وتعتزم ترحيله
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
كشفت صحيفة ذا إنترسبت أن سلطات الهجرة بالولايات المتحدة اعتقلت طالبا فلسطينيا من قادة المظاهرات الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالجامعات الأميركية، وتعتزم ترحيله.
وقالت الصحيفة إن الطالب الفلسطيني يدعى محسن مهداوي، ويحمل البطاقة الخضراء التي تخوّله الإقامة في الولايات المتحدة بشكل قانوني.
وأفادت ذا إنترسبت بأن مهداوي طالب في جامعة كولومبيا، واعتقل خلال وجوده في أحد مكاتب خدمات الهجرة الأميركية في كولشيستر، بولاية فيرمونت، اليوم الاثنين، لإجراء امتحان لنيل الجنسية الأميركية بعد إقامته بأميركا لمدة 10 سنوات.
وأشارت إلى أن مهداوي كان قد تعرض لهجمات من نشطاء مؤيدين لإسرائيل، على خلفية نشاطه الرافض للحرب على غزة.
وأكدت الصحيفة أن مسؤولي إدارة الهجرة بدؤوا إجراءات لترحيله إلى الضفة الغربية المحتلة، بعد اعتقاله، ليصبح بذلك ثاني ناشط في حركة الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، يتم اعتقاله ويواجه خطر الإبعاد من أميركا رغم أنه يحمل البطاقة الخضراء.
احتجاز غير قانونيونقلت إنترسبت عن لونا دروبي، محامية محسن مهداوي، قولها إن موكلها "احتُجز اليوم بشكل غير قانوني، لا لشيء سوى هويته الفلسطينية".
إعلانوأضافت "لقد جاء إلى هذا البلد أملاً في أن تكون لديه الحرية للتحدث عن الفظائع التي شاهدها، لكنه يعاقب على ذلك".
وقدّم محامو مهداوي طعنا في قانونية احتجازه، اتهموا خلاله الحكومة بانتهاك حقوقه القانونية من خلال معاقبته على التعبير عن رأيه فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وجاء في الالتماس أنه يبدو أن مهداوي يواجه الترحيل من الولايات المتحدة بموجب بند غامض استُخدم في قضايا أخرى حديثة، يمنح وزير الخارجية ماركو روبيو الحق في إعلان المهاجرين تهديدا للسياسة الخارجية الأميركية.
ويأتي اعتقال مهداوي بعد 3 أيام فقط من إصدار قاضية هجرة أميركية، قرارا يسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالمضي قدما في ترحيل الطالب بجامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقل في مدينة نيويورك الشهر الماضي.
وجاء قرار القاضية بعد جلسة استماع استغرقت 90 دقيقة عقدت في محكمة داخل مجمع سجن للمهاجرين محاط بسياج من أسلاك شائكة مزدوجة، ويديره متعاقدون حكوميون من القطاع الخاص في ريف لويزيانا.
ووصف خليل (30 عاما) نفسه بأنه سجين سياسي. واعتقل خليل من المبنى السكني التابع لجامعة كولومبيا ونقل إلى سجن لويزيانا.
وقال محامو خليل إن إدارة ترامب استهدفته بسبب تعبيره عن رأيه وهو حق يكفله الدستور الأميركي ويتضمن الحق في انتقاد السياسة الخارجية الأميركية.
وينص الدستور على حق المواطنين والمقيمين بالولايات المتحدة في حرية إبداء الرأي، وهو ما يميز مستوى ونطاق الحريات الأميركية مقارنة بغيرها من دول العالم الديمقراطي.
وتجادل إدارة ترامب اعتمادا على قانون فدرالي غامض يعود لعام 1952 يسمى قانون الهجرة والجنسية، وينص على أن المهاجرين يتم ترحيلهم "إذا كانت لدى وزير الخارجية أسباب معقولة للاعتقاد بأن وجود الأجنبي أو أنشطته في الولايات المتحدة ستكون له عواقب سلبية خطيرة محتملة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز الطلاب المؤيدين لفلسطين.. اعتقلتهم واشنطن ثم أُفرج عنهم
تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديات قانونية متصاعدة في مساعيها لترحيل طلاب ومتظاهرين أجانب مؤيدين للقضية الفلسطينية داخل الولايات المتحدة، وسط اتهامات بانتهاك حرية التعبير ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وقد شهدت هذه الإجراءات تصدياً قضائياً بارزاً، تمثل في قرار قاضٍ فدرالي، أمس الجمعة، بالإفراج عن محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، من مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة، بعد أكثر من مئة يوم من الاعتقال دون توجيه تهم.
محمود خليل
ويُعد خليل، الفلسطيني الذي وُلد في مخيم للاجئين بسوريا ويحمل إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، من أبرز المشاركين في الحراك الطلابي المناهض للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقد اعتُقل من بهو سكنه الجامعي في مانهاتن في 8 آذار/مارس الماضي، في ما وصفه محاموه بأنه "عقوبة سياسية صريحة" على خلفية مواقفه المناهضة للاحتلال، بما يشكل انتهاكاً للتعديل الأول من الدستور الأمريكي.
وقد أنجبت زوجته، الأمريكية من أصل فلسطيني، طفلهما الأول خلال فترة اعتقاله، مما أثار موجة تضامن واسعة معه داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية.
They ripped him apart from his pregnant wife in her last trimester. They stole from him the birth of his baby boy Dean, his graduation ceremony, his first Father's Day. They detained him illegally for 104 days.
But today, Mahmoud Khalil is FINALLY FREE. ????✊???? pic.twitter.com/NW3RQcf4ow — Mai El-Sadany (@maitelsadany) June 20, 2025
وفي حكمه، قال القاضي مايكل فاربيارز إن السلطات فشلت في تقديم أي دليل يثبت أن خليل يشكل تهديداً أمنياً أو يحتمل فراره من المحاكمة، وهو ما شكل صفعة قانونية جديدة لمحاولات الإدارة تقييد الحريات السياسية للمقيمين على أراضيها.
وفي خطوة مشابهة، قضت القاضية أليسون بوروز بعدم أحقية الرئيس ترامب في منع الطلاب الأجانب من الالتحاق بجامعات أمريكية مثل هارفارد، التي رفضت الالتزام بتوجيهات الحكومة بهذا الخصوص.
ووصفت القاضية هذه السياسات بأنها "غير دستورية"، وأصدرت قراراً بتعليق العمل بها إلى أجل غير مسمى، ما يُعد انتصاراً قانونياً مهماً للجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي تدافع عن تنوع الجسم الطلابي وحرية الفكر.
محسن مهداوي
من جانب آخر، أمر قاضٍ فدرالي في 30 نيسان/أبريل بالإفراج عن الطالب محسن مهداوي، المولود في مخيم لاجئين بالضفة الغربية والمقيم في الولايات المتحدة، بعد أن اعتُقل خلال تقدمه بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية.
وأوضح القاضي جيفري كروفورد أن مهداوي لا يمثل أي خطر على المجتمع، مشبهاً المناخ السياسي الحالي في الولايات المتحدة بعصر "المكارثية"، الذي شهد موجات من الملاحقة على خلفية الآراء السياسية.
The moment Mohsen Mahdawi stepped out of the court house and was FREE!!!! pic.twitter.com/UNnlyvesST — Christopher Helali (@ChrisHelali) April 30, 2025
رميساء أوزتورك
كذلك، أُفرج عن رميساء أوزتورك، الطالبة التركية في جامعة تافتس، في أوائل أيار/مايو الماضي، بعد أكثر من ستة أسابيع من الاحتجاز، على خلفية مشاركتها في مقال رأي ينتقد استثمارات الجامعة في شركات على صلة بالاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر القاضي وليام سيشنز أن احتجازها تم فقط بسبب تعبيرها عن رأيها، في انتهاك مباشر لحقوقها الدستورية.
تم إطلاق سراح طالبة الدكتوراة التركية البطلة رميسة أوزتورك التي اختطفتها الشرطة الأمريكية من الشارع كما تفعل المافيات بسبب دعمها لفلسطين 25 مارس الماضي وسط تحية الناس واكبارهم لمواقفها... pic.twitter.com/iBXEarLWZb — نحو الحرية (@hureyaksa) May 10, 2025
بدار خان سوري
أما بدار خان سوري، الباحث الهندي في جامعة جورجتاون، فقد أُطلق سراحه في منتصف أيار/مايو الماضي بعد نحو شهرين من احتجازه من قبل سلطات الهجرة.
وكان سوري، المقيم في الولايات المتحدة بتأشيرة دراسية والمتزوج من مواطنة أمريكية من أصول فلسطينية، قد وُجهت إليه اتهامات بدعم حركة المقاومة "حماس"، وهو ما نفاه محاموه بشدة، مؤكدين أن توقيفه كان لدوافع سياسية بحتة.
The moment our brother Dr. Badar Khan Suri was freed. He requested that the first piece of cloth given to him would be his Keffiyeh. pic.twitter.com/QIUmNnk5Dr — Dr. Omar Suleiman (@omarsuleiman) May 14, 2025
وتأتي هذه التطورات على خلفية اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة، والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيسان/أبريل 2024، وامتدت إلى أكثر من خمسين جامعة، وأسفرت عن اعتقال ما يزيد على 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
ويؤكد ناشطون حقوقيون أن هذه الاعتقالات، التي غالباً ما جرت دون توجيه تهم جنائية، تُعد دليلاً على تراجع الحريات الأكاديمية والسياسية في البلاد تحت إدارة ترامب، وعلى نزعة متزايدة لتجريم التضامن مع فلسطين.