السفير الإيطالي: علاقات متميزة مع الكويت وتعاون وثيق في المجال العسكري
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
أكد سفير إيطاليا لدى الكويت لورنزو موريني أن الفعالية التي نظمت بالتعاون مع مجموعة المرأة الدولية (IWG) في فندق كراون بلازا بحضور الرئيسة الفخرية لـ IWG الشيخة هنوف البدر الصباح، بالإضافة إلى سفيري الولايات المتحدة الأميركية ومملكة ليسوتو لدى الكويت وغيرهما من كبار الشخصيات، أكد أن الفعالية تعكس عمق العلاقات الديبلوماسية والثقافية بين الدول.
وأضاف موريني أن الفعالية تهدف إلى إبراز جانب من تراث بلاده الثقافي الغني، لاسيما من منطقة فينيتو، وتحديدا مدينة البندقية، التي تعد بوابة أوروبا لتبادل التجارة والثقافة منذ قرون طويلة.
وقال السفير «قدمنا اليوم تقاليد البندقية، التي لطالما كانت ملتقى للحضارات، حيث التقت فيها التأثيرات الآسيوية والشرق أوسطية بأوروبا، فكونت فسيفساء ثقافية فريدة، وأحد أبرز رموز هذا الإرث هو فن الزجاج المورانو، الذي يعود إلى القرن الثالث عشر، ويعتمد على مواد أولية مثل الرمل المستورد من الدول العربية». وتابع «نستضيف الفنانة الإيطالية أليسا فوغا، المختصة في زجاج المورانو، التي تشارك في ورش عمل إبداعية تقام في مركز «يدوي» «أرجان بداية» بالتعاون مع أكاديمية إلستريت حتى نهاية الأسبوع، تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».
وأوضح أن الفعالية تتضمن أيضا عرضا موسيقيا لفرقة الجاز الإيطالية Quintetto Denner، التي أعادت تقديم أغان إيطالية كلاسيكية بإيقاع عصري، لافتا إلى أن الفرقة ستقدم حفلا آخر في 15 أبريل على مسرح الجامعة الأمريكية بالكويت.
وعن أهمية هذه الأنشطة في تعزيز التواصل الثقافي، قال السفير الإيطالي«يزور ملايين السياح إيطاليا سنويا، وبينهم عدد كبير من الكويتيين، وتحديدا إلى مدن مثل البندقية وروما وميلانو، ومن هنا، فإن التلاقي الثقافي يعزز الفهم المتبادل، خاصة أن البندقية تشبه الكويت في كونها ملتقى للثقافات».
وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد السفير أنها متميزة ومتنامية، مشيرا إلى تزايد حضور الشركات الإيطالية ورجال الأعمال الإيطاليين في الكويت، خاصة في قطاعات الضيافة، البناء، النفط والغاز، وحتى الدفاع.
كما أشار إلى وجود تعاون وثيق بالمجال العسكري، قائلا «لدينا برامج تعاون قائمة في إطار التحالفات الدولية، كما يوجد فريق عسكري إيطالي يعمل مع نظرائه الكويتيين، ونسعى لتوسيع آفاق التعاون ليشمل مجالات جديدة».
ووجه شكره العميق الى رئيسة المجلس بولينا وأعضاء مجلس الإدارة على دعمهم الكبير لإنجاح هذا الحدث، وقال «إنه لشرف كبير له ولزوجته ماريا لورينا أن تتاح لهما فرصة تعريف الحضور الراقي بجمال وتنوع الثقافة الإيطالية، وأشكر جميع الرعاة الذين دعموا السفارة في هذه المبادرة، وقدموا نماذج راقية من الإبداع الإيطالي في مجالات التصميم، الحرف، والصناعات الراقية، تجسيدا لتفرد الإنتاج الإيطالي الحرفي والصناعي».
وكشف السفير عن وجود مشاورات لتنظيم زيارات رسمية متبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدا تطلع بلاده لاستقبال وفود كويتية رسمية، إلى جانب تنظيم زيارات لمسؤولين إيطاليين إلى الكويت.
وفيما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية، أوضح أن هناك اهتماما كبيرا من الشركات الإيطالية بالمناقصات الكويتية، لاسيما بمجالات البنية التحتية، التكنولوجيا، والنفط والغاز، مضيفا «لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيل محددة، لكننا على علم بأن شركاتنا تتابع فرص الاستثمار بجدية».
واستمتع الحضور بعرض مرئي بعنوان «البندقية وفن زجاج مورانو»، حيث أخذهم في رحلة بصرية عبر تقاليد صناعة الزجاج بمدينة البندقية، تبعه حديث شيق من المتحدثة الضيفة أليزيا فوغا، وهي فنانة مشهورة بمجال زجاج مورانو، قدمت من خلاله لمحة عن الحرفية الدقيقة لصناعة المجوهرات الزجاجية اليدوية.
كما أثرت الفعالية عروض موسيقية حية قدمها فريق Quintetto Denner، وهو فرقة جاز إيطالية متميزة أدت مقطوعات كلاسيكية إيطالية بإيقاع عصري، وتبع ذلك عرض فيديو آخر بعنوان «كرنفال البندقية»، الذي نقل الحضور إلى قلب أحد أشهر الاحتفالات الإيطالية، مجسدا سحر وعظمة الثقافة الفينيسية.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
مارتينيس الحائز على نوبل لـيورونيوز: الجيل الجديد سيحول الثورة الكمية إلى واقع
في مقابلة مع خدمة يورونيوز اليونانية، تحدّث مارتينيس عن مسيرته العلمية، والوضع الراهن للأبحاث في هذا المجال، والتحديات التي يواجهها الجيل الجديد من العلماء المكلَّف بتحويل النظرية إلى تطبيقات عملية. اعلان
حاز جون مارتينيس على جائزة نوبل لعام 2025 في الفيزياء، تقديراً لأبحاثه الرائدة في مجال الحوسبة الكمية وقيادته لتجربة "التفوّق الكمي" التي أجرتها شركة غوغل، والتي بيّنت قدرة الحواسيب الكمومية على إنجاز مهام حسابية معقدة في ثوانٍ، في حين تحتاج أقوى الحواسيب الكلاسيكية آلاف السنين لإتمامها.
وفي مقابلة مع خدمة يورونيوز اليونانية، تحدّث مارتينيس عن مسيرته العلمية، والوضع الراهن للأبحاث في هذا المجال، والتحديات التي يواجهها الجيل الجديد من العلماء المكلَّف بتحويل النظرية إلى تطبيقات عملية.
وقال مارتينيس: "إذا نظرنا إلى الوراء إلى جائزة نوبل، نجد أن التجربة التي أجريناها آنذاك كانت في منتصف الثمانينيات، أي قبل أربعين عاماً. من المذهل حقاً أننا اليوم نمتلك حواسيب كمومية قادرة على إجراء حسابات أكاديمية، وتشغيل خوارزميات بسيطة، وفهم كيفية عملها وبرمجتها".
وأضاف، لم يكن مسار التكنولوجيا الكمية سهلًا أبدًا. من الفيزياء النظرية في الثمانينيات والتسعينيات إلى النماذج التجريبية الأولى في القرن الحادي والعشرين، تطلبت كل خطوة مزيجًا من الفيزياء والهندسة والبرمجة والمواد عالية الدقة. ويشير مارتينيس إلى أنه على الرغم من التقدم العلمي المذهل الذي أحرزه العلم، إلا أنه لا يزال هناك العديد من العقبات.
Related من غرفة صغيرة في عمّان إلى منصة نوبل.. عمر ياغي يُتوَّج بجائزة الكيمياء لعام 2025 لجنة نوبل النرويجية تمنح جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادوجدل حول دوافعه.. ترامب يسابق الزمن لنيل نوبل للسلامويوضح مارتينيس قائلاً: "لقد شاركتُ في عددٍ من المشاريع، لكلٍّ منها إيجابياته وسلبياته. من بين التحديات البارزة أن تطوير هذه التكنولوجيا بات اليوم محصورًا إلى حدٍ كبيرٍ في أيدي الشركات الخاصة، ما يجعل الباحثين أقل ميلًا لمشاركة ما يكتشفونه — وهو أمرٌ قد يُبطئ التقدّم الجماعي. صحيح أن هناك قدرًا كافيًا من الأبحاث الأكاديمية التي تُنشر علنًا، لكن تحقيق التوازن بين السرّية التجارية والشفافية العلمية ليس سهلًا دائمًا. وغالبًا ما يكون العلماء متفائلين، بل وقد يغلبهم نوعٌ من السذاجة أحيانًا إزاء مدى التعقيد الهندسي والتقني المطلوب لبناء نظام كمّي متكامل وفعّال".
يقود النقاش بطبيعة الحال إلى مستقبل الصناعة الكمية: ما مدى قربنا من التطبيقات العملية؟ ويقرّ مارتينيس بأن التطوير قد بلغ مرحلة النضج، لكنه في الوقت نفسه أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
"أصبح المجال الآن ناضجًا تمامًا" يقول مارتينيس، ويكمل، "حتى بالنسبة لشخص يتمتع بخبرتي، بات من الصعب بدء شركة ناشئة والمشاركة فيها بفعالية. لكنه في المقابل يُعدّ فرصة استثنائية للشباب، إذ تتوافر اليوم فرص وظيفية عديدة في مجال تطوير الحوسبة الكمية".
ويضيف: "عندما كنتُ طالبًا، كان من الصعب تخيّل وجود مسار مهني كهذا. أما اليوم، فيمكنك الانضمام إلى مجموعة بحثية رصينة والعمل على الخوارزميات أو المواد، وتقديم مساهمة ذات تأثير حقيقي".
ويشير إلى أن الخبرة الأكاديمية لم تعد الشرط الوحيد للإسهام في هذا المجال، قائلاً: "لدينا في شركتنا أشخاص غير حاصلين على درجة الدكتوراه، لكنهم يقدمون مساهمات كبيرة، كلٌّ وفق مهاراته الخاصة. أحدهم، على سبيل المثال، يمتلك خلفية في علوم الحاسوب، وتولّى إدارة نظام شبكتنا بالكامل، ويؤدي عمله على نحو ممتاز".
وبالنسبة له، فإن الجيل الجديد من الباحثين يمتلك القدرة على تسريع الثورة الكمية، شرط أن يرافق ذلك تعاونٌ وثيق، واتساق في الجهود، ووعٍ عميق بتعقيد المهمة. ويقول: "يجلب العلماء الشباب الطاقة والأفكار والجرأة. ما نحتاجه الآن هو الصبر والتعاون بين الجامعات والشركات والحكومات لضمان ألا تقتصر التكنولوجيا الكمية على المختبرات التجريبية، بل تمتد إلى تطبيقات فعلية في مجالات حيوية مثل الطب، وأمن البيانات، والطاقة".
ومع ذلك، في نهاية المقابلة، يبتسم جون مارتينيس عندما تُطرح عليه الشائعات المتداولة حول أصوله اليونانية.
فيقول ضاحكًا: "لست متأكدًا كيف بدأ كل ذلك — أعتقد أن شخصًا ما نشر ذلك في مكانٍ ما. أنا كرواتي. وُلد والدي في كاميزا، في جزيرة عيسى، بالقرب من سبليت، على ساحل البحر الأدرياتيكي، بينما وُلدت والدتي في الولايات المتحدة. أنا فخورٌ جدًّا بهذا التراث، وأحب أن تكون لي روابط بأكثر من بلد. إنه أمرٌ رائع — أحبّ ذلك".
بهدوئه المميز ودقّته العلمية، ينتمي جون مارتينيس إلى جيل الباحثين الذين أرسوا الأسس التي ستُبنى عليها القفزة التكنولوجية الكبرى التالية. ويختتم حديثه بتذكيرٍ بسيط لكنه عميق: "المستقبل الكمي لم يعد نظرية بل هو بالفعل بين أيدي الشباب".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة