صحيفة البلاد:
2025-10-13@05:39:19 GMT

الشرطي الشبح

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

الشرطي الشبح

وجد رئيس بلدية سابق حيلة جديدة لتمرير بعض المشروعات المتعطلة. فكان يتصل بصديق له من رؤساء تحرير الصحافة فيشكو له اعتراضات المعترضين على بناء كوبري مشاة (مثلا) وضرورة التغلب عليها حتى يمشي المشروع. فيقول رئيس التحرير: لا تهتم. وفي اليوم التالي يظهر خبر على الصفحة الأخيرة بتدبير رئيس التحرير المشار إليه أن الناس تحتاج حاجة أكيدة لبناء كوبري على شارع (كذا) في مدينة جدة لحماية أرواح الناس، وخصوصا طلبة المدارس.

وبعد نشر الخبر يساور الذعر فؤاد المعترض خوفا من وفاة طالب أو طالبة فيقال إن فلانا من الناس هو الذي وقف في طريق المشروع وتسبب في المصيبة.
كانت الصحافة شئنا أم أبينا، صدقا أم كذبا، تؤدي دورا نبيلا في المجتمع. وكان الأستاذ عبد الله خياط والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين والأستاذ حسن قزاز والدكتور عبد الواحد الحميد والأستاذ عبده خال وغيرهم يرفعون حاجة الناس إلى المشروع الفلاني أو تضرر المجتمع من الظاهرة كذا. وكانوا يجدون آذانا صاغية تتجاوب مع مطالبهم. وكان للصحافة الدور الكبير والهام في توعية الناس مهما قلنا عنها أنها كلام جرايد.
كان للصحافة هيبة مثل الشرطي وأكثر. أذكر أني ذات مرة توجهت إلى إدارة شرطة مكة المكرمة في طريق الميناء، وما إن اقتربت من حاجز البوابة حتى نادى الشرطي الحارس: على وين؟ فقلت له بعد تخفيف السرعة: جريدة عكاظ. فهتف وأشار بذراعه كلها: تفضل. حتى دون أن يتأكد من هويتي أني فعلا من عكاظ.
وقامت إحدى شركات الاتصالات بالحفر أما باب منزلي لتوصيل بعض الأسلاك لكنها تركت وهدة مزعجة أمام المنزل واتصلت بهم لردمها. فقال لي الموظف: نحن لا نقبل الشكاوى إلا من جوال صادر عن شركتنا. فاتصلت مرة ثانية وهددته أني أعمل في الصحافة وإذا لم تصلحوا الشارع فسوف أصور الوهدة وأنشر انكم تركتموها هكذا. وفي خلال 24 ساعة جاء عمال الشركة وسووا الطريق. ولم يشترطوا البلاغ من جوال صادر من شركتهم.
وفي إحدى الدول المجاورة انتشر الفساد قبل عدة عقود، فلما جاء رئيس جديد وأطلق حرية الصحافة، وجدت الوزارات التي عاينت خيرا (وهذا مصطلح معروف لا يحتاج لشرح) في ظل تأميم الصحافة، أن الوضع لم يعد يسمح بالتجاوز فأقلعت عن بيروقراطيتها وانحسر الفساد كثيرا.
لقد كانت الصحافة شرطياً محتسباً أو قل شرطياً شبحاً.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

المعهد الدولي للصحافة ومنظمة دعم الإعلام تخلدان أسم الصحفية الفلسطينية أبو دقة

الثورة نت/وكالات أعلن المعهد الدولي للصحافة ومنظمة دعم الإعلام الدولي، عن منح مراسلة إندبندنت عربية في غزة الراحلة مريم أبو دقة وسام “بطل حرية الصحافة العالمية”، تكريمًا لشجاعتها وصمودها في الدفاع عن حرية الإعلام، بعد استشهادها إثر ضربة إسرائيلية استهدفت مستشفى في جنوب غزة في أغسطس الماضي. وجاء في بيان مشترك، أمس الخميس، أن مريم أبو دقة اختيرت ضمن سبعة صحافيين من حول العالم حصلوا على الجائزة السنوية لعام 2025، إلى جانب صحافيين من جورجيا والولايات المتحدة وبيرو وهونغ كونغ وأوكرانيا وإثيوبيا، الذين واصلوا أداء مهامهم الصحافية رغم القمع والسجن ومحاولات إسكاتهم. وأشار البيان إلى أن الراحلة أبو دقة “خاطرت بحياتها مرارًا لتوثيق الفظائع المستمرة في غزة”، مضيفًا أن جريمة قتلها التي لم يُحاسَب مرتكبوها حتى الآن تجسد المخاطر المتزايدة التي يعيشها الصحافيون في القطاع، والذين يواجهون هجمات مستهدفة وتشريدًا وتجويعًا ممنهجًا. من جانبه، عبّر عضوان الأحمري، رئيس تحرير إندبندنت عربية، عن امتنانه لتخصيص الجائزة لزميلتهم الراحلة، مؤكدًا أنها “كانت مثالًا للشجاعة والإخلاص في أداء رسالتها الصحافية”، وأنها “نقلت للعالم صورةً صادقة عن معاناة المدنيين في واحدة من أخطر البيئات الصحافية في العالم”. وأضاف أنها “كانت نموذجًا للصحافي الحر الذي يجعل من الحقيقة أمانة ورسالة، ودفعت حياتها ثمنًا لهذه المهنة النبيلة”. كما نوّهت جولي بيس، المحررة التنفيذية في وكالة أسوشيتد برس، إلى أن مريم أنتجت “صورًا ومقاطع مؤثرة وثّقت معاناة الفلسطينيين، خصوصًا العائلات النازحة والأطباء الذين يعالجون الأطفال الجرحى”، مشددة على ضرورة ضمان حماية الصحافيين العاملين في مناطق النزاع. وشملت قائمة المكرّمين هذا العام أيضًا الصحافية الأوكرانية فيكتوريا روشينا، التي توفيت أثناء احتجازها لدى السلطات الروسية في سبتمبر 2024، إلى جانب مزيا أماجلوبلي من جورجيا، ومارتن بارون من الولايات المتحدة، وجوستافو جوريتي من بيرو، وجيمي لاي من هونغ كونغ، وتسفالِم ولديس من إثيوبيا. وأوضح البيان أن حفل تسليم الجوائز سيقام في 24 أكتوبر الجاري بجامعة فيينا، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للمعهد الدولي للصحافة ومهرجان الابتكار الإعلامي، احتفالًا بمرور 75 عامًا على تأسيس المعهد. وقال المدير التنفيذي للمعهد، سكوت جريفين، إن تكريم هؤلاء الصحافيين يهدف إلى إبراز “التضحيات الهائلة التي قدّمها المدافعون عن حرية الصحافة حول العالم”، مؤكدًا أن بعضهم “دفع حياته ثمنًا لإيمانه بحرية الكلمة”، مضيفًا أن قصصهم “تُرسم ملامح مستقبلٍ يُكرّس لحماية الصحافة الحرة للأجيال المقبلة”. يُشار إلى أن جائزة “بطل حرية الصحافة العالمية” تُمنح سنويًا منذ عام 2015، وسبق أن خُصصت نسختها لعام 2024 لتكريم الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطّون الحرب في غزة، تكريمًا لشجاعتهم في مواجهة القصف والتجويع والتعتيم الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية يطلع على سير العمل بفرع الهجرة والجوازات والمركز الشرطي النموذجي بالمكلا
  • شوبير الصغير: مقدرش أهاجم الصحافة..وحققت حلم والدي بالتأهل لكأس العالم
  • وزير الاتصال يعزي في وفاة الإعلامي والكاتب الصحفي أبو بكر حميدشي
  • رئيس الوزراء يتابع مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة الدولي
  • رئيس الوزراء يتابع مشروع إنشاء مبنى 4 بمطار القاهرة الدولي
  • محافظ مطروح يشهد احتفالية مديرية التعليم بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
  • تشييع جثمان الشرطي خالد الشخاتره
  • رئيس بلدية غزة للجزيرة: إمكاناتنا محدودة جدا وأولويتنا تسهيل عودة الناس لبيوتهم
  • الإعلامية الراحلة مريم أبو دقة تفوز بجائزة بطل حرية الصحافة
  • المعهد الدولي للصحافة ومنظمة دعم الإعلام تخلدان أسم الصحفية الفلسطينية أبو دقة