يانكوبا مينته من حياة الفقر في غامبيا إلى نجومية البريميرليغ
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
لم ينكر الكثير من النجوم فضل كرة القدم ومساهمتها في إحداث تغيير جذري في حياتهم، ونقلهم من الفقر والتشرد والمعاناة إلى حياة تتسم بالثراء والنجومية والشُهرة.
لكن بطبيعة الحال لم يكن ليتحقق ذلك لولا الموهبة التي تمتع بها هؤلاء اللاعبون منذ صغرهم والتي صقلوها بالعمل والجد والتعب، متجاوزين كل التحديات والصعوبات التي واجهتهم.
ويعد الغامبي يانكوبا مينته أحد النماذج الحية على ذلك، والذي تحوّل خلال سنوات قليلة من لاعب غير معروف في بلاده إلى أحد النجوم اللامعة بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم وفق وصف الموقع الرسمي "للبريميرليغ".
View this post on InstagramA post shared by Premier League (@premierleague)
فقبل 4 سنوات كان مينته يلعب مع أحد الفرق بدوري الدرجة الأولى في غامبيا ويعيش مع والديه حياة صعبة، ينام على الأرض إلى جوار أشقائه السبعة في منزلهم المتواضع الكائن بمدينة سيريكوندا الواقعة على بُعد 8 أميال جنوب غرب العاصمة بانغول.
وكافح مينته (20 عاما) بقوة من أجل أن يفي بوعد قطعه على نفسه بتحسين الظروف المعيشية لأسرته ومنحها حياة أفضل، وهو ما تحقق بالفعل الآن حيث يخوض موسمه الأول مع برايتون ألبيون ويقدّم مع الفريق أداء رائعا.
إعلانوقال مينته عن بداياته مع كرة القدم "كنت فقط أؤمن بنفسي. كنت أتدرب 3 مرات يوميا، كل يوم على هذا الحال. لقد كان الأمر صعبا جدا".
أما مدربه في فترة الطفولة عبده توراي فقال عنه "الجميع كان يراه لاعبا موهوبا منذ صغره. ما حققه اليوم لا يُفاجئ أحدا".
وفي فترة بناء مستقبله الكروي في أوروبا، عانى مينته من ظروف معيشية صعبة، خاصة وأنه قرر مغادرة غامبيا وهو في سن الـ16 فسافر إلى الدانمارك والتحق بأكاديمية فريق أودينسي.
وعن تلك التجربة تحدّث مينته "كان الأمر صعبا جدا، كنت صغيرا وبعيدا عن والدي، تعوّدت أن أكون حولهما طوال الوقت وفجأة أصبحت وحيدا".
وتابع "لكن عقلي كان دائما يقول لي يجب أن تفوز وتحقق أحلامك. هذا كل ما كان في رأسي".
وفي يوليو/تموز 2023 تعاقد نيوكاسل يونايتد مع مينته مقابل 8 ملايين يورو، لكن الفريق الإنجليزي أعار اللاعب إلى فينورد الهولندي.
That's one way to score your ????irst goal.
???? Yankuba Minteh#utrfey pic.twitter.com/O4yitENhYw
— Feyenoord Rotterdam (@Feyenoord) September 4, 2023
وفي موسمه الوحيد مع فينورد (2023-2024) لعب مينته 37 مباراة بجميع البطولات سجل خلالها 11 هدفا وصنع 5 أخرى، وتُوج مع الفريق بكأس هولندا.
وبعد عودته إلى إنجلترا، قرر برايتون شراء عقد مينته من نيوكاسل يونايتد مقابل 35 مليون يورو وفق موقع ترانسفير ماركت الشهير.
In case you missed the big news overnight… ???? Yankuba Minteh is an Albion player! ???????? pic.twitter.com/hA9HVaeHc6
— Brighton & Hove Albion (@OfficialBHAFC) July 1, 2024
وفي يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024، سجل مينته أول أهدافه في الدوري الإنجليزي الممتاز في مرمى توتنهام هوتسبير ضمن الجولة الـ7 من الموسم الجاري ليساهم في فوز فريقه بنتيجة 3-2.
إعلانوقد عبّرت عائلة مينته عن فخرها به بعد ذلك الهدف حيث صرّح شقيقه مصطفى "شعرنا بسعادة كبيرة، ووالدتنا (جاسي) كانت تبكي، كانت فخورة به".
وتذكرت والدته -التي كانت مصدر إلهامه- وعده لها حيث قالت "كان يقول لي إنه سيصبح لاعب كرة قدم وأن معاناتي كبائعة في السوق ستنتهي".
وبالفعل أوفى بوعده لأمه ولعائلته، ونقلهم إلى منزل أفضل في لحظات مليئة بالمشاعر عاشتها والدته التي حاولت حبس دموع الفرح وهي تتذكر معاناتها وحياة الفقر التي نالت منها في الماضي هي وأولادها.
ويقول مينته عن والدته "كلما رأيت أمي تبكي أتأثر جدا خاصة حين أتذكر كيف كانت تعيش والتضحيات التي قدمتها، أشعر بأن ما حدث لا يُصدّق".
وتحوّل مينته إلى بطل قومي في بلاده حيث يرتدي الأطفال هناك قمصان برايتون التي تحمل اسمه، ويحلمون بأن يسيروا على خطاه وينتشلوا أسرهم من الفقر.
وخلال الموسم الحالي لعب مينته مع برايتون 26 لقاء بالدوري الإنجليزي الممتاز، ساهم خلالها بـ9 أهداف (سجل 5 وصنع 4).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الثامن عالميا.. اقتصاد تكساس قوة ظاهرية تُخفي فقرًا وهشاشة
في مفارقة لافتة، كشفت مقالة رأي نُشرت في بلومبيرغ، أن اقتصاد ولاية تكساس، الذي يُصنّف كثامن أكبر اقتصاد في العالم ويتأهب لتجاوز فرنسا، يُعاني من فجوة داخلية كبيرة في أرقامه الكلية البراقة ومستوى معيشة سكانه.
فرغم تسجيل نمو في الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض نسبي في معدلات البطالة مقارنة بولايات أميركية أخرى، فإن تقرير الكاتبة والخبيرة الاقتصادية كاثرين آن إدواردز، أشار إلى أن تكساس تُعد الولاية "الأكثر معاناة ماليًا" بين الأميركيين، وفقًا لتصنيف صادر عن موقع "واليت هَب" المختص في الشؤون المالية الشخصية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2احتدام الخلاف بين الولاية وإدارة بايدن.. ماذا تعرف عن اقتصاد تكساس؟list 2 of 222 مليار دولار خسائر اقتصادية متوقعة للسيول في تكساسend of listأرقام النمو لا تُخفي الفقر الهيكليوبحسب بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي، بلغ متوسط دخل الفرد في تكساس عام 2024 نحو 68 ألف دولار، أي أقل من المعدل الوطني، وأدنى من نظيراتها في "الست الكبرى"، وهي الولايات التي تتجاوز اقتصاداتها تريليون دولار، وتشمل كاليفورنيا، ونيويورك، وإلينوي، وبنسلفانيا، وفلوريدا.
وباستثناء فلوريدا، تبقى تكساس في ذيل الترتيب حتى بعد تعديل الأرقام وفق فروق كلفة المعيشة.
ورغم هذا الأداء الاقتصادي الظاهري القوي، تحل تكساس في المرتبة الأخيرة من حيث أمن الدخل والصحة المالية للأسر، إذ تسجل أعلى نسب عدم تأمين صحي على مستوى الأطفال (11.9%)، وكذلك أعلى نسب لدى البالغين وكبار السن، وفقًا لمجلس الاحتياطي الفدرالي في دالاس، الذي أشار إلى "هشاشة داخلية" تخترق بنية اقتصاد تكساس.
وتنعكس هذه الهشاشة في مؤشرات الفقر أيضًا، حيث تبلغ نسبة السكان تحت خط الفقر 13.7%، مقارنة بـ12.5% للمعدل الوطني.
ورغم أن الفارق يبدو طفيفًا، إلا أنه يعني فعليًا وجود 5 ملايين أميركي إضافي في دائرة الفقر لو عمّمت النسبة التكساسية على البلاد، حسب تحليل بلومبيرغ.
مدن كبرى فقيرة في ولاية غنيةويبرز التفاوت بشكل صارخ في المناطق الحضرية؛ إذ تُسجّل مدينة هيوستن أعلى معدل للفقر بين المدن الأميركية، تليها ديترويت وسان أنطونيو، وكلتاهما تقعان في تكساس، رغم النمو السكاني والاقتصادي اللافت في الولاية.
إعلانوتصف بلومبيرغ هذه الظاهرة بـ"المعجزة الاقتصادية المشوّهة"، إذ تتوسع المدن في البنية التحتية والطلب، بينما يتدهور الأمن المعيشي لسكانها.
وأوضحت الكاتبة إدواردز، المقيمة في تكساس، أن هذه المؤشرات "لم تكن مفاجِئة"، مؤكدة أن الأرقام الكلية تُخفي واقعًا يوميًا من الديون، ونقص التأمين الصحي، والأجور غير الكافية، التي لا تُواكب متطلبات المعيشة الحضرية.
دعم حكومي متدنٍ وخسارة في الأموال الفدراليةوتحتل تكساس المرتبة 46 في نسبة الاستفادة من برنامج المساعدات الغذائية، حيث لا يتلقى سوى 74% من المستحقين هذه المساعدات، مقابل متوسط وطني يبلغ 88%، وتقترب فيه ولايات مثل بنسلفانيا وإلينوي من نسبة 100%.
وترى بلومبيرغ أن هذا القصور يُعد "خسارة مزدوجة"، لأنه يُبقي فئات واسعة في حالة هشاشة، ويُفقد اقتصاد تكساس مئات الملايين من الدولارات الفدرالية القابلة للضخ محليًا.
اقتصاد متنوع.. لكنه ليس للجميعمنذ الثمانينيات، خضعت تكساس لتحوّل جذري من اقتصاد يعتمد على النفط والغاز إلى منظومة متنوعة تشمل الصناعة، والخدمات، والصادرات التكنولوجية. وقد اجتذبت الولاية شركات كبرى، واستفادت من موجة الهجرة الداخلية خلال جائحة كورونا، لتُسجل ثاني أعلى معدلات استقطاب سكاني بعد فلوريدا.
لكن، كما تُشير بلومبيرغ، فإن "النجاح الظاهري يمنع أحيانًا التقييم الذاتي الصادق". فالقادة السياسيون في الولاية -بحسب المقال- منشغلون بتصدير صورة "تكساس الأقوى اقتصاديًا"، من دون معالجة التحديات البنيوية مثل الفقر، ضعف التأمين الصحي، وتفاوت الدخل.
وترى الكاتبة أن "النمو لا يكفي"، وأن تحقيق لقب "أقوى اقتصاد ولاية في أميركا" يتطلب مقاربة أكثر شمولية، تُعيد توزيع ثمار النمو بعدالة، وتحمي السكان من الدورات الاقتصادية المتقلبة كما حدث في انهيار أسعار النفط سابقًا.
أرقام أخرى عن اقتصاد تكساس يبلغ حجم اقتصاد ولاية تكساس 2.4 تريليون دولار لتحتل المرتبة الثامنة عالميا وتتفوق على روسيا وكندا وإيطاليا تستأثر وحدها بـ9% من الناتج المحلي الأميركي تحظى بنسبة 22% من الصادرات الأميركية أكثر الولايات الأميركية تصديرا لمدة 21 سنة استأثرت تكساس بحصة 42.6% من النفط الأميركي خلال السنة الماضية وهو النصيب الأعلى بين الولايات، بحسب مجلة فوربس الأميركية بلغ إنتاج الولاية اليومي 5.41 ملايين برميل خلال السنة الماضية 99.8% من الشركات في تكساس صغيرة، وتوظف 3.1 ملايين شركة ما يقرب من نصف جميع العاملين في تكساس تتصدر الولايات الأميركية في وظائف الخدمات المالية والهندسة الكيميائية تنتج تكساس 9% من جميع السلع المصنعة في الولايات المتحدة للولاية 26 مطارا تجاريا، و19 ميناء بحريًا.367 ميلًا طول سواحل الولاية