علي جمعة: أهل السنة هم أصحاب المنهج العلمي في الفهم والتوثيق
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن "أهل السنة" هم من اعتمدوا السنة النبوية منهجا لحياتهم.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء مفتي مصر الأسبق، خلال تصريح اليوم الثلاثاء: "أهل السنة، هم أولئك الذين اتخذوا السنة النبوية منهجًا لحياتهم، والسنة النبوية نقلها عن النبي عدد من الصحابة، فبحسب حديث أنس رضي الله عنه في حجة الوداع، فإن عدد من رأوا النبي في تلك المناسبة بلغ 114,000 صحابي، لكن الذين نعرف أسماءهم ويُوثق لهم الصحبة لا يتجاوزون 9,500، منهم 500 امرأة و9,000 رجل، كما ورد في كتب مثل (الإصابة في معرفة الصحابة) و(الاستيعاب)".
واستكمل: "لم يروِ الحديث عن النبي إلا نحو 1,700 صحابي فقط، بينما الباقي لم يروِ شيئًا، أما الإمام أحمد بن حنبل، فقد أخرج في المسند، لنحو 900 منهم، وفي صحيح البخاري لا نجد سوى روايات عن 254 صحابيًا، ومن بين الـ1,700 صحابي الذين رووا الحديث، هناك نحو 1,000 رووا حديثًا واحدًا فقط، بينما الـ700 الآخرون تفاوتت رواياتهم، فمنهم من روى حديثين أو ثلاثة أو أكثر، وتبقى قلة ممن أكثروا في الرواية وهم 15 صحابيا مثل: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم، وهؤلاء يُسمّون بـ(المكثرين من الصحابة)".
وأردف: "عدد الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي يتراوح حوالى 60 ألف حديث، نصفهم ضعيف ونصفهم الآخر مقبول، كده يبقوا 30 ألف مقبول، منهم ما يقارب 2,000 حديث فقط يتناولون الأحكام الفقهية والتشريعية، وهذا يعني أن 97% من السنة النبوية تدور حول القيم الأخلاقية، المتصلة بالعقيدة والإيمان والسلوك، مثل: (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع)، (من غشّنا فليس من)، وكل هذه أحكام أخلاقية".
وأكد مفتي مصر الأسبق أن الانتماء إلى "أهل السنة" يقوم على أساس علمي متين، وهو الالتزام بالتوثيق والفهم والاستنباط الصحيح، وقد نشأت حول هذا المنهج أكثر من 21 علمًا للتوثيق، و15 إلى 16 علمًا للفهم، من بينها: أصول الفقه، والمنطق، واللغة، والبلاغة، وغيرها من أدوات العلم الشرعي.
وأضاف: "أهل السنة هم من آمنوا بالسنة وحافظوا عليها، واتبعوا المنهج العلمي الدقيق الذي أسسه العلماء الكبار، ولم يجعلوا أهواءهم معيارًا للحكم على الأشخاص أو القضايا".
وتابع قائلاً: "في المقابل، هناك من رفضوا هذا المنهج وقالوا: ما أشعر به هو ما أفعله، دون ضوابط أو قواعد، فصار الهوى عندهم هو المرجع، وهو أمر مرفوض شرعًا وعقلاً".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء مفتي مصر الأسبق السنة النبوية أهل السنة المزيد السنة النبویة أهل السنة
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: الإكثار من الصلاة على النبي عبادة عظيمة وأقرب القربات إلى الله
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها حول حكم الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، مؤكدة عبر موقعها الرسمي أن هذه العبادة الجليلة تُعد من أعظم الطاعات وأقرب القربات إلى الله تعالى، ومشروعة بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع علماء الأمة.
وأوضحت دار الإفتاء أن عظمة مقام النبي ﷺ وعلو شأنه عند ربه تجعل كل ما يُقدَّم في حقه من الصلاة والسلام قليلًا مهما كثر، مشيرة إلى أن الإكثار من الصلاة عليه لا يُحد بحد، بل كلما زاد العبد فيها نال مزيدًا من الأجر والفضل.
وبيّنت الدار أن العلماء قد ذكروا في تحديد أقل الإكثار أعدادًا مختلفة، فذهب بعضهم إلى أن أقل الإكثار هو ألف مرة يوميًّا، وقيل ثلاثمائة مرة، وهو ما أشار إليه العلّامة المتقي الهندي في كتابه "هداية ربي عند فقد المربي"، الذي تناول فيه أهمية الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ في الأوقات التي يُفتقد فيها وجود الشيخ أو المرشد الروحي.
كما نقلت الإفتاء حديثًا مرفوعًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من صلى عليّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة»، وقد رواه ابن شاهين في "الترغيب" والضياء في "الأحاديث المختارة"، ورغم ضعف سنده، فإنه يُعمل به في باب فضائل الأعمال، بحسب ما تقرره القواعد الشرعية.
حكم استبدال الصلاة على النبي بكتابة حرف «ص»
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن استبدال الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتابة رموز مختصرة مثل حرف ص أو كلمة صلعم أمر لا يليق وينبغي على المسلم تجنبه.
جاء ذلك ردًا على سؤال ورد للدار عبر موقعها الرسمي حول مدى جواز استخدام هذه الاختصارات بدلاً من الصلاة الكاملة على النبي عليه الصلاة والسلام وأجابت الدار بأن هذا الفعل لا يحسن ولا يليق بمقام النبي الكريم بل يعد منهيًا عنه كما أقره العلماء.
وأكدت الدار أن من يتعمد ذلك قد يحرم من الأجر والثواب وقد يكون ذلك علامة على التهاون والجفاء وسوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيّنت أن التكاسل عن كتابة الصلاة عليه كاملة يفوّت على صاحبه فضلًا عظيمًا ورحمة واسعة من الله سبحانه وتعالى.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الصلاة على النبي من أعظم القربات وأفضل الطاعات التي يتقرب بها إلى الله مستشهدة بقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.