قاسم يستنفر السياسيّين والدبلوماسيّين.. وإجماع رئاسي على رفض الانجرار للحرب
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
لبنان والمنطقة والعالم ينتظرون نتائج المواجهة الإيرانية الاسرائيلية وقرار الرئيس الاميركي ترامب الدخول المباشر في الحرب او الاكتفاء بالدعم اللوجيستي الحالي لاسرائيل في حربها ضد ايران.
اما داخليا فقد تجمّد البحث في الملفات الأساسية من سلاح حزب الله الى السلاح الفلسطيني حتى انقشاع صورة المشهد الإيراني الاسرائيلي.
وكتبت" النهار": شكل التناقض العلني الذي برز مساء الخميس الماضي بين موقفي طرفي الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم تطورا لافتا أطلق العنان للكثير من التفسيرات ولو أن الطرفين حاولا التقليل منه بنفي أي تضارب او تناقض بينهما. حتى أن بعض الأوساط ذهب إلى ترجيح أن يكون الرئيس بري تعمد الجزم مسبقا بنفي أي تورط للحزب في الحرب على سبيل ممارسة ضغط غير مسبوق من جانب بري كشريك وحليف أساسي للحزب منعا لانجرار الحزب مجددا إلى تورط من شأنه هذه المرة أن يشكل الخطر الأقصى خطورة على الطائفة ولبنان كلا.
ومع أن الحزب لم يصدر أي توضيح حيال هذه المسالة بما عزز وجهة النظر الذي تعتقد أن مسارعة الشيخ نعيم قاسم إلى التلويح بعمل ما في مرحلة معينة كان للإيحاء بان الحزب وحده يقرر موقفه من الرد او عدمه كورقة أساسية لا يزال يمتلكها غير ان الأوساط الوثيقة الصلة ببري شددت على نفي كل هذه التفسيرات وأكدت أن ما أعلنه بري وما أبلغه إلى الموفد الأميركي حول عدم التورط أبدا في الحرب هو المحور الجاد والجدي المتبع وتاليا فإنه موقف ثابت انطلاقا من التفويض الذي يمنحه حزب الله إلى الرئيس بري في التفاوض واتخاذ المواقف التي تعبر عن اتجاهات الثنائي.
وكان نقل أمس عن الرئيس بري استغرابه وصف البعض لكلام الشيخ نعيم قاسم كما لو أنه جاء ردّاً على كلامه. وأكد أن ما نُسب لبري بأن الحزب لن يشارك في الحرب هو "أكيد"، أما كلام قاسم فهو موقف مبدئي لا يمكن للحزب اتخاذ موقف غيره، لأنه بطبيعة الحال هو متضامن مع إيران.
وكتبت" الاخبار":بيروت تراقب عن كثب تداعيات العدوان الصهيوني على إيران، وسطَ مخاوف متصاعدة من أن تهرب إسرائيل من مأزقها بتوجيه ضربة إلى لبنان، وفتح الجبهة مجدّداً. وتكثّفت الاتصالات الداخلية والدبلوماسية مع حزب الله، إذ عبّر البعض عن «الاستغراب» من كلام قاسم ومنهم مَن أبدى «قلقاً كبيراً من إمكانية انفجار الوضع»، لا سيّما وأنّ «البيان أتى بُعيد ما جرى تسريبه على قنوات عربية من أنّ حزب الله يتحضّر لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأنه في حال دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أنّ حزب الله سيتحرّك».
من جانبه، يواصل حزب الله سياسة «الغموض» في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان ارتباطاً بالحرب الإسرائيلية على إيران، فلا يعطي جواباً عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها. لكن ما يمكن الإشارة إليه هو أنّ موقف حزب الله الذي عبّر عنه الشيخ قاسم في كلامه الأخير، مرتبط بتطوّرين: الأول، التهديد الأميركي - الإسرائيلي باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهو مرجع ديني يتّبعه الملايين في أنحاء العالم الإسلامي، ويُعتبر كلامه فتوى ملزمة لمقلّديه، لذا أتى هذا الموقف في إطار التنبيه إلى خطورة إقدام إسرائيل وأميركا على تنفيذ تهديداتهما، لأنّ ذلك قد يُحدث زلزالاً في المنطقة.
أما التطور الثاني، فيتّصل بالكلام الأميركي عن إمكانية انخراط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، وهو ما تحذّر منه جميع الدول لعلمها أنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى فتح الباب أمام حرب شاملة لا تهدّد فقط إسرائيل وإيران بل كل دول المنطقة وحتى الدول الكبرى، كما سيعطي هذا التدخل شرعية لكل الأطراف للدخول في هذه المعركة والدفاع عن مصالحها.
وبالإضافة إلى الحرب بين إيران والعدو الإسرائيلي، ثمّة جانب داخلي لا بد وأنه استدعى هذا السقف، وهو الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان وقتل المدنيّين.
ففيما تزداد وتيرة هذه الاعتداءات وتتحوّل إلى روتين يومي تتراجع مواقف الإدانة الرسمية، وكأنّ الدولة غير معنيّة بما يحصل وبالتالي فإنّ حزب الله معنيّ بعدم إظهار أي تراجع، ولو أنه أعطى الفرصة إلى الدولة للقيام بما هو مطلوب منها، علماً أنها تتلكّأ.
وكتبت" نداء الوطن": قالت مصادر نيابية بارزة إن خطورة كلام نعيم قاسم الأخير أنه موجه ضد خطاب القسم الرئاسي والبيان الوزاري. لكن الأخطر هو عجز الدولة عن تطمين اللبنانيين إلى استقرار البلاد مثلما هو عجز «الحزب» عن مواجهة إسرائيل.
أضافت المصادر، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ماضية إلى تصعيد وأن هناك ضربة كبرى بين ساعة وأخرى ستسبق طاولة المفاوضات. وما يثير القلق أن يقدم «حزب الله» بناء على قرار إيراني على عملية انتحارية يجر معه لبنان مجددًا إلى الانتحار. وتساءلت عن قدرة المسؤولين على توجيه إنذار إلى «الحزب» من مغبة انفراده مرة أخرى بقرار الحرب تحت طائلة مواجهته من الدولة نفسها؟».
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان تكرار موقف لبنان من الحياد عن التطورات الحاصلة في المنطقة جراء الصراع الإسرائيلي-الإيراني يدلل ان لا عودة عن هذا الموقف وجاء للتذكير به بمثابة رسالة يراد ان تصل الى الجميع.
كشفت المصادر نفسها انه ليس مستبعدا ان تحضر وفود خارجية الى بيروت في سياق استطلاع الأوضاع، وقالت انه وسط الانشغال المحلي بهذه التطورات فان الحكومة مررت مجموعة ملفات وستواصل العمل على بحث ملفات ملحَّة واقرارها.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان لن ينخرط في الحرب، لكن المنطقة برمّتها ستدخل في حالة توتر وفوضى بحال طال أمد الحرب الإسرائيلية الأميركية ودخلت الولايات المتحدة الأميركية مباشرة على خط الصراع، ما سيُلقي بتداعياته على كامل منطقة الشرق الأوسط والخليج والممرات المائية وصولاً إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي لكون لبنان جزءاً من هذه المنطقة فلن يبقى بمأمن من دائرة الحرب ومن خطر العدوان والمشروع التوسعي الإسرائيلي.
بينما لفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة إلى أن حزب الله أحرص الأطراف على استقرار لبنان وحماية اللبنانيين من العدوان الإسرائيلي، لكن لا أحد يمكنه توقّع ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة مع تهديد الولايات المتحدة بدخول الحرب إلى جانب “إسرائيل” لإخضاع إيران، وبالتالي بحال نجح مشروع إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران وإخضاعها، فإن المنطقة برمّتها ستسقط في قبضة نتنياهو ومشروعه الشرق الأوسط الجديد، إضافة إلى أن الحزب غير معنيّ بتوجيه تطمينات للعدو الإسرائيلي.
ومساء أمس شارك رئيس الجمهورية جوزف عون وزوجته السيدة نعمة في احتفال أقيم في وسط بيروت بعنوان "بيروت نبض الحياة" لإطلاق ورشة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة. أكد عون في كلمة القاها أن "إرادة الحياة أقوى من كل شيء ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة". وقال: "نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار". أضاف: "نعمل على بناء كل لبنان ونشكر كل مَن ساهم ودعم هذا العمل الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط". ورداً على سؤال حول احتمال دخول لبنان بالحرب، قال عون: "ما في حرب... شو كلفة هالحرب؟".
مواضيع ذات صلة استنفار دبلوماسي لجنبلاط Lebanon 24 استنفار دبلوماسي لجنبلاط
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نعیم قاسم فی الحرب حزب الله فی إیران
إقرأ أيضاً:
شبكات تجسس ومسيّرات.. كيف تستعد تركيا للحرب مع إسرائيل؟
نشرت أكاديمية الاستخبارات الوطنية التركية دراسة موسعة عن الحرب "الإسرائيلية"- الإيرانية، ليس بسبب أهميتها كمواجهة إقليمية كبيرة وحسب، ولا بحسبها مواجهة زاخرة بالدروس المستفادة، ولكن كذلك من حيث إن تركيا قد تكون مستهدفة مستقبلا بحروب مشابهة، كما دلت الدروس المستخلصة لها من قبل الأكاديمية.
التقييمأسست أكاديمية الاستخبارات الوطنية في يناير/ كانون الثاني 2024، وأعلن عنها رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين في احتفال الذكرى الـ 97 لتأسيس الجهاز في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.
وكان الهدف المعلن من إنشاء الأكاديمية، التي تعمل كمؤسسة تعليم عالٍ ضمن بنية جهاز الاستخبارات، إضفاء بعد أكاديمي على عمل جهاز الاستخبارات من خلال التعليم العالي والبحوث العلمية ونشر الدراسات في مجال الاستخبارات والأمن القومي.
ولذلك فهي تستهدف بتقاريرها المنشورة الرأي العام والأكاديميا التركية وأيضا منتسبي جهاز الاستخبارات سواء بسواء.
نشرت الأكاديمية في الأول من أغسطس/ آب الجاري تقريرا مطولا من 58 صفحة حول الحرب "الإسرائيلية"- الإيرانية بعنوان "حرب الـ 12 يوما ودروس لتركيا".
تتكون الدراسة من مقدمة ثم ثلاثة فصول رئيسة هي تقنيات الحرب التقليدية والهجينة، التقييمات والدروس المستخلصة، والسيناريوهات المحتملة، قبل أن تختم بفصل مستقل بعنوان: "النتائج والخطوات الواجب على تركيا اتخاذها".
في تقديمه للدراسة، أطّرَ رئيس الأكاديمية الدكتور طلحة كوسة الحرب "الإسرائيلية"- الإيرانية ضمن سياقين رئيسين؛ الأول هو تأثيرات عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية "طوفان الأقصى" وما بعدها)، والثاني هو فشل المفاوضات الإيرانية- الأميركية في التوصل لاتفاق حول المشروع النووي الإيراني.
وفق الدراسة، أظهرت الحرب أن كلا من إيران وإسرائيل قد غيرتا إستراتيجياتهما السابقة، وبالتالي شكّلت الحرب بدورها منعطفا جديدا في المنطقة في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وغيرت معادلات المنطقة إلى حد بعيد.
إعلانوخلصت إلى عدة تقييمات في مقدمتها أن إيران خرجت من الحرب بضربات وخسائر أكبر بسبب تقنية الهجوم المفاجئ الذي انتهجته إسرائيل، وتفوقها العسكري الكبير، وتقنيات الاستخبارات التي استخدمتها، ودعم الحلفاء (في إحالة على الولايات المتحدة) الذي حظيت به.
ويضاف لذلك أن توقعات إسرائيل بحصول حركة شعبية في الداخل الإيراني تؤدي إلى تغيير النظام لم تتحقق، حيث وقف الإيرانيون في الخارج في عمومهم مع شعبهم واستقلال دولتهم، مع إشارة إلى أن "مستقبل الوحدة الداخلية الإيرانية" مرتبط إلى حد ما بمسارات المواجهة ونتائجها على المدى البعيد.
كما أثبتت الحرب، وفق الدراسة، أهمية القوة الجوية في الحروب القصيرة، ولا سيما بين الدول التي لا تملك حدودا برية مشتركة، وهو ما عمل لصالح إسرائيل بشكل ملحوظ، فيما حاولت إيران ردم هذه الهوة من خلال صواريخها الباليستية الفرط صوتية.
كما ركزت الدراسة على أهمية وتأثير عناصر أخرى لا تقل أهمية عن البعد العسكري المباشر، مثل الهجمات السيبرانية وحرب المعلومات والبروباغندا، والشبكة الاستخباراتية والعملياتية التي أنشأتها إسرائيل داخل إيران، فضلا عن عناصر الدفاع المدني من قبيل منظومات الإنذار المبكر والملاجئ.
الدلالاتوضعت الدراسة ثلاثة سيناريوهات رئيسة لمستقبل التصعيد بين إيران وإسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية؛ العودة لطاولة المفاوضات، وفشل مسار التفاوض، واستمرار حالة التوتر، والعودة لحرب موسعة بين الجانبين.
بهذا المعنى، تناولت الدراسة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران كنموذج لتغير الحروب في العصر الحديث، وتحولها لحروب هجينة تتضافر فيها عناصر عديدة ولا تقتصر على توازنات القوة المادية أو العسكرية المباشرة.
لكن دروس تركيا المستخلصة من الدراسة لا توحي فقط بقراءة في حرب يمكن الاستفادة منها، بل تتخطى ذلك بوضوح لـ "دروس تركيا" من الحرب بعدّها دولة إقليمية قد تتعرض لحالة مشابهة.
يتسق ذلك مع تصريح الرئيس التركي مع بداية الحرب حين أكد على ضرورة تطوير بلاده صناعاتها الدفاعية وقدراتها على حماية أراضيها ومواطنيها، فضلا عن تصريحات سابقة وضعت تركيا كجهة مستهدفة من التطورات الإقليمية ولا سيما بسبب اعتداءات إسرائيل المتكررة والمستمرة في المنطقة ضد عدة أطراف.
في مقدمة الدروس التركية من الحرب، وفق الدراسة، أهمية القوة الجوية في حروب من هذا النوع، ما يؤكد على ضرورة الاستمرار في تطوير الصناعات الدفاعية التركية، والدمج والتنسيق بين الأنظمة البشرية وغير البشرية (المسيّرات وغيرها)، وكذلك تحديث أسطولها الجوي الذي تسعى له بشكل حثيث في الآونة الأخيرة.
حيث تسعى تركيا لشراء العشرات من مقاتلات "إف-16" من الولايات المتحدة الأميركية (بعد إخراجها من مشروع مقاتلات "إف-35" الذي لم تفقد الأمل منه تماما)، ومقاتلات يورو فايتر من مصادر أوروبية، فضلا عن صيانة وتحديث ما لديها من مقاتلات "إف-16" حاليا.
وتدعو الدراسة بناء على دروس الحرب الأخيرة إلى امتلاك تركيا منظومات دفاع جوي متعددة الطبقات ومنتشرة على مساحة الأراضي التركية، فضلا عن ضرورة الاهتمام بتطوير منظومة الصواريخ الفرط صوتية التي أظهرت فاعليتها فيها.
إعلانولم تهمل الدراسة الإشارة إلى أن الأهمية لا تقتصر على التفوق التقني وإنما تمتد لكمية وحجم ترسانة الأسلحة التي تمتلكها الدولة، ما يعزز أهمية تسريع التصنيع إضافة لفاعلية الأنظمة نفسها.
ومما يعزز هذه القراءة في الدراسة الحالية تكرر المعنى في دراسة حديثة، صدرت الشهر الفائت، للباحث في الشؤون العسكرية مراد أصلان في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بعنوان "حاجة تركيا للطائرات الحربية واستيرادها"، حين أكد على ضرورة استعداد بلاده لاحتمال التعرض لهجوم جوي على جبهتين، قاصدا بهما اليونان وإسرائيل.
وأما الدرس الثاني المهم لتركيا من الحرب فهو ضرورة تأمين الداخل التركي عبر منظومة دفاع مدني متقدمة تناسب منطق الحروب الحديثة، وعلى رأس الأولويات المشار لها أنظمة الإنذار المبكر، والملاجئ المنتشرة والمؤمنة من جميع النواحي والمناسبة لحرب من هذا النوع.
حيث رصدت الدراسة أن افتقار إيران لهذا النوع من المنظومات وامتلاك إسرائيل لها كان السبب الرئيس خلف الخسائر المدنية الكبيرة بشكل لافت في الجانب الإيراني.
كما أشارت الدراسة لخطورة الحرب الإلكترونية وشبكات التجسس وحرب المعلومات، مؤكدة على ضرورة إيجاد بدائل محلية لأنظمة الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات، ولا سيما بالنسبة لمؤسسات الدولة والموظفين والعاملين في مراكز حساسة.
وأخيرا، كان ثمة إشارة لأهمية تماسك الجبهة الداخلية في أي دولة تخوض حربا من هذا النوع تشترك فيه القوة النارية مع شبكات التجسس وحرب المعلومات والبروباغندا الساعية للتأثير على الجماهير وتوجيهها.
ولعله من المهم الإشارة إلى أن المسار السياسي الأخير في تركيا لإنهاء المسألة الكردية أو ما أسمي "مشروع تركيا بلا إرهاب" كان من أهم دوافعه "تمتين الجبهة الداخلية" وفق تعبير أردوغان بعد التطورات المتسارعة في المنطقة.
في الخلاصة، رغم أن تركيا تابعت حرب الـ 12 يوما بين إسرائيل وإيران من كثب مع حرص لافت على عدم الانخراط أو التورط فيها، والسعي للعب دور الوسيط، ولا سيما بين طهران وواشنطن على ما أعلن لاحقا وزير الخارجية هاكان فيدان، فإن أكاديمية الاستخبارات الوطنية أكدت على فكرة أن تركيا باتت ترى نفسها طرفا مستهدفا بحرب أو عدوان مشابه في المستقبل، ولا سيما من قبل إسرائيل، وإن لم تقل الدراسة ذلك بشكل واضح ومباشر.
يزيد ذلك من أهمية استخلاص أنقرة الدروس من الحرب الأخيرة ليس فقط كدولة إقليمية مهتمة بالتطورات في المنطقة، ولكن كذلك كطرف يمكن أن يكون طرفا في حرب مشابهة، ومما يؤكد على ذلك أن مجمل الدروس المستخلصة بالنسبة لتركيا – وفق الدراسة – ترتبط بتعزيز قدرات الأخيرة الهجومية والدفاعية مقابل إسرائيل وليس إيران.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline