د. حاتم النور المدير السابق للآثار حول نهب المتحف (2)

هاؤم اقراءوا كتابيه
وبعد مرور اسبوعين على اكتشاف سرقة المتحف، وبجانب الاصابع التي اشارت الى قوات الدعم السريع، تتصاعد شكوك اخرى الى تورط عناصر لا تقل خطرا. هنا سنتجاوز السرقة التي تمت ذات حقد. ذلك ان المقام والاوان يقرعا طبول الحرب ضد اعداء التراث الانساني ضد ذاكرة الشعب السوداني.

ضد المتهمين ولو ثبتت براءتهم. المتحف ليس مستودعا للاصنام ولا مخزنا للحجارة والادوات المشغولة. انه الشاهد على رحلة الانسان السوداني و ترويضه للطبيعة منذ تشذيب الحجر وزراعة الذرة و حتى بناء الحضارة. المتحف هو الوثيقة الشرعية لانتقال الحكم من كرمه ونباتا ومروي الى فرس ودنقلا وسوبا الى سنار وعين فرح وتقلي وسواكن وامدرمان والخرطوم، مالكم اين ستحكمون؟ ان من يختزل المتحف وينسبه الى جغرافيه بعينها انما يتحصن داخل قبيلة هشه ولون باهت ولغة مبهمة. اما نحن الحكماء نفهم ان السودان هو الوحدة الجدلية التي لاتنفصم بين الزمان والمكان ، كما ذهب ابن عربي في قوله: المكان زمان متجمد والزمان مكان سائل. وعندما فند القائد جون قرنق احادية الاختزال وكشف غطاء الحقيقة، حين قراء من كتاب الثقافة السودانية والتراث السوداني، عندما قدم الخطاب الثقافي على السياسي. وهذه هي الشفرة السحرية لمن اراد ان يدير الثراء التقافي والاقتصادي والطبيعي. وطبيعي ان اليد التي غدرت وسرقت المتحف لم تجد من يخبرها هذه الحكمة. هذه الكارثة ليست جريمة ضد الدولة في شرحها الخلدوني كتطور متقدم للاجتماع البشري، انما جريمة ضد الانسانية وتراثها الثقافي، اذ لم يسبقها في التاريخ سوى دمار بغداد التي ابادها التتار. انها حرب وجودية الهدف منها القتل التدريجي للسودان. انه نداء الى الشرفاء والمستنيرين والمنتمين الى هذا البلد الجميل، يجب لا ان نقف لنرثي تاريخنا و نعدد ماثره، بل ان نعلن حربنا، التي لا تشبه حربهم وان نتحداهم بسلاح الوعي ان نتحداهم باحلامنا وبامالنا وباقلامنا وبكل مايشكل وجداننا وهويتنا. سلاحنا الاقوى هو المنطلق الثقافي المؤسس على المنهج العلمي الذي يختصر الطريق الى الحقيقة. انه نداء الى كل المجتمع الانساني للمساعدة في استعادة كل الذي سرق من المتاحف السودانية

د. حاتم النور محمد سعيد
أبريل 2025م

taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المدير العام لوكالة السودان للانباء ينعي الصحفي محمد محي الدين المهل

ينعي المدير العام لوكالة السودان للانباء والعاملون بسونا الزميل الصحفي محمد محي الدين المهل مساعد المدير العام للتحرير الأسبق الذي حدثت وفاته اليوم بشندي اثر علة لم تمهله طويلا.الراحل كان من أعمدة العمل الصحفي بسونا وشغل عدة ادارات في التحرير وكان مثالا للصدق والتفاني في عمله ومحبوبا وسط العاملين وخارج سونا وقد ظل متواصلا مع الجميع حتى بعد تقاعده للمعاش.نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار ويلهم أهله واسرته وزملائه الصبر وحسن العزاء.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. شاهد حفل ومراسم عقد قران الفنان مأمون سوار الدهب وحنين محمود عبد العزيز بحضور جدتها الحاجة فايزة وتؤامها “حاتم” وعدد من المطربين
  • المدير العام لشركة كهرباء السودان يتعرض لحادث سير بطريق بورتسودان عطبرة
  • حاتم باشات: بيان الخارجية حول ضوابط زيارة المنطقة الحدودية لغزة جاء في التوقيت المناسب
  • خالد بن محمد بن زايد يستقبل المدير التنفيذي لشركة «بلاك روك»
  • الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو بطرطوس يطلق مبادرة تعليمية مجانية
  • نواة الجيش السوداني التي يريد آل دقلو القضاء عليها واستبدالها بلصوص ومرتزقة
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • فضل قراءة سورة النور يوميًا
  • شَظَفُ الطَّبْع
  • المدير العام لوكالة السودان للانباء ينعي الصحفي محمد محي الدين المهل