أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر، في وقت سجل فيه نزوح نحو 500 ألف فلسطيني من منازلهم منذ منتصف مارس الماضي، بسبب تصعيد الاحتلال العسكري.

مساعدات متوقفة منذ شهرين

قالت ستيفاني تريمبلاي، نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بنيويورك، إن المساعدات الإنسانية لم تدخل غزة منذ ما يقرب من شهرين، وهو ما فاقم من المجاعة ونقص المواد الطبية الحيوية.

عاجل - الأمم المتحدة تحث ترامب على إعفاء الدول الأشد فقرا من التعريفات الجمركية ألمانيا تساعد عددًا من مواطنيها وأقاربهم على مغادرة قطاع غزة

وأضافت: "يجب أن تتواصل الدعوات إلى إعادة إرساء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى"، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال سمحت بمرور عمليتي مساعدات فقط من أصل ست كانت مقررة الأربعاء.

وأكدت أن القيود الإسرائيلية على الوصول الإنساني تعطل إمداد المستشفيات بالمواد الأساسية، مما يُعرّض حياة المرضى للخطر في ظل انهيار شبه تام للنظام الصحي في غزة.

نزوح جماعي وأوضاع مأساوية

في السياق نفسه، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، نتيجة تصعيد الهجمات الإسرائيلية وتجاهلها لاتفاق وقف إطلاق النار السابق.

وأشار المكتب إلى أن هذه ليست أول موجة نزوح، بل أن مئات الآلاف نزحوا مرارًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، لافتًا إلى أن استمرار العدوان خلّف آثارًا مدمرة على المدنيين، شملت القتل والتشريد وتدمير البنية التحتية.

الاحتلال يعترف بفرض "مناطق عازلة"

من جانبه، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش أجبر مئات الآلاف على النزوح، وأكد أن إسرائيل لن تغادر المناطق التي سيطرت عليها داخل قطاع غزة، وستحولها إلى "مناطق عازلة" بشكل مؤقت أو دائم.

وفي منشور على منصة "إكس"، قال كاتس: "على خلاف الماضي، لن ننسحب من المناطق التي طُهرت واستُولي عليها"، وهو ما يعزز المخاوف بشأن نوايا إسرائيل لترسيخ احتلال طويل الأمد داخل القطاع.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أن نحو 30% من مساحة قطاع غزة أصبحت الآن "منطقة أمنية عملياتية" يُمنع على الفلسطينيين دخولها، وتنتشر فيها القوات الإسرائيلية.

نقص شديد في الخيام والمساعدات

ووفق "أوتشا"، زارت فرق الأمم المتحدة مواقع نزوح في مدينة خان يونس، ووجدت أن السكان يعيشون في أماكن شديدة الازدحام دون توفر المأوى أو الغذاء أو المياه أو الدواء.

وأضاف التقرير أن الخيام نفدت بالكامل من مخازن التوزيع، وأن العائلات النازحة في بلدة بني سهيلا جنوب خان يونس لم تتلق سوى بطانيات وقماش محدود، في وقت تشهد فيه المنطقة درجات حرارة متقلبة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

كارثة غذائية في القطاع

كما أفادت تقارير الأمم المتحدة أن سوء التغذية الحاد يتفاقم بسرعة، وجرى تسجيل انخفاض بنسبة تفوق الثلثين في عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية خلال مارس الماضي، ما ينذر بتدهور صحي واسع النطاق.

وتُحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عامًا، إلا أن الوضع الإنساني ازداد سوءًا منذ بدء العدوان الشامل في 7 أكتوبر 2023، حيث أدى القصف المتواصل وتدمير البنية التحتية إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون يعيشون في القطاع.

حصيلة مروعة منذ أكتوبر 2023

بدعم أميركي مستمر، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية التي وصفتها تقارير أممية بـ "الإبادة الجماعية"، حيث خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن الاعتقال.

وتستمر الأزمة الإنسانية في غزة وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات، فيما تحذر منظمات حقوقية من كارثة لا يمكن تداركها إذا استمر الحصار ومنع دخول المساعدات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة الأمم المتحدة المساعدات الانسانية اسرائيل النزوح الجماعي خان يونس الحصار المجاعة معابر غزة الحرب على غزة أوتشا سوء التغذية الإبادة الجماعية اطفال غزة الأمم المتحدة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفرج عن فتى فلسطيني أميركي بعد 9 أشهر من اعتقاله

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مساء أمس الخميس عن الفتى الفلسطيني محمد زاهر إبراهيم (16 عاما) -الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية- بعد 9 أشهر من اعتقاله في سجونها.

ونُقل محمد إلى المستشفى للاطمئنان على وضعه الصحي بسبب الإرهاق والنحول اللذين ظهرا عليه نتيجة سياسة التجويع في السجون الإسرائيلية، بحسب بيان لمحافظة البيرة.

وقالت محافِظة رام الله والبيرة ليلى غنام خلال استقبالها محمدا إن الإفراج عنه جاء بضغط أميركي ومن مؤسسات حقوقية، مضيفة أنه خرج في وضع صحي صعب نتيجة ما تعرّض له من تعذيب وإهمال داخل السجن.

بدوره، اعتبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية أن إطلاق سراح محمد "مدعاة للاحتفال، ولكنه يجب أن يكون أيضا نقطة تحول".

وأوضح المجلس في بيان نشره عبر منصة إكس أنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في تقديم دعم غير محدود لحكومة تعذب الأطفال الأميركيين"، في إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية.

وشدد على أن الإفراج عن محمد -الذي لم يبلغ بعد سوى 16 عاما- "لن يمحو الألم والتعذيب اللذين تعرّض لهما"، مذكّرا الحكومة الأميركية بمسؤوليتها في هذا الشأن.

شهور من الخوف

وفي تصريح له نُشر عبر حسابات مختلفة على منصة إكس قال زياد قدور عم محمد إن العائلة التي عاشت شهورا من الخوف شعرت بالارتياح بعد الإفراج عن ابنها.

وأضاف أنهم يركزون الآن على توفير الرعاية الطبية لابن أخيه بعد "الاستغلال والمعاملة اللاإنسانية" اللذين تعرّض لهما لأشهر عدة من قبل إسرائيل.

واعتقل الجيش الإسرائيلي الفتى محمدا في 16 فبراير/شباط الماضي بعد شهر من وصوله إلى بلدته في الضفة الغربية قادما من الولايات المتحدة بتهمة رشق الحجارة.

وعقب اعتقال محمد وقّع 27 عضوا في الكونغرس الأميركي رسالة طالبوا فيها بالإفراج فورا عنه، كما وجهت عدد من المنظمات الدينية والحقوقية رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مطالبة بالتدخل العاجل لإطلاق سراحه.

إعلان

وتشهد الضفة الغربية تصعيدا إسرائيليا متواصلا من الجيش والمستوطنين منذ بدء حرب الإبادة في غزة قبل أكثر من سنتين، حيث استشهد في الضفة 1085 فلسطينيا وأصيب 11 ألفا، في حين اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 20 ألفا آخرين.

مقالات مشابهة

  • مؤرخ فرنسي يوثق بالأدلة دعم “إسرائيل” لسرقة المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في الصومال جراء الجفاف
  • الأونروا تؤكد ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • «يونيسف»: 9 آلاف طفل يعانون سوء تغذية حاداً في غزة
  • مؤرخ فرنسي: أدلة قاطعة على دعم إسرائيل لعمليات سرقة المساعدات في غزة
  • أبو لحية: الاحتلال يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ ويفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • "حماس": أغلب الشاحنات التي تدخل غزة تجارية ولا تحمل مساعدات
  • مفوضة أوروبية من معبر رفح: “إسرائيل” تعرقل دخول المساعدات إلى غزة
  • استشهاد 1030 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023
  • إسرائيل تفرج عن فتى فلسطيني أميركي بعد 9 أشهر من اعتقاله