خسائر فادحة للحوثيين.. ومسؤول يمني لـ "الفجر": الضربات الأمريكية وجهت ضربة موجعة للميليشيات
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
في تطور لافت ضمن الحملة الجوية الأمريكية المستمرة، هزّت العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق متفرقة من البلاد سلسلة من الانفجارات العنيفة، ناتجة عن أكثر من 21 غارة جوية نفذتها الطائرات الأمريكية ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي خلال يومي 14 و15 أبريل 2025.
ويأتي هذا التصعيد في إطار جهود واشنطن لتقويض قدرات الحوثيين العسكرية والحد من تهديداتهم للملاحة الدولية.
أفاد شهود عيان بتحليق كثيف للطائرات الأمريكية فوق صنعاء، تلاه تنفيذ أكثر من 17 غارة استهدفت مواقع عسكرية حوثية بارزة، منها معسكر الحفا في نقم شرقي صنعاء، والذي يُعد موقعًا استراتيجيًا لتخزين الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى معسكري النهدين والسواد جنوب العاصمة، حيث توجد مخابئ تحت الأرض لصواريخ ومسيرات حوثية.
كما طالت الضربات مدينة الحزم بمحافظة الجوف، ومنشآت عسكرية في عنس وصعدة، ما أسفر عن تدمير بنى تحتية ومراكز قيادة وتدريب يستخدمها الحوثيون.
نتائج أولية: خسائر فادحة للحوثيين
رغم التدمير الكبير الذي طال منشآت حيوية وخسائر بشرية ولوجستية في صفوف المليشيات، ما تزال جماعة الحوثي تلتزم الصمت حيال حجم الأضرار.
وتشير تقارير ميدانية إلى مقتل العشرات من القادة الميدانيين والتقنيين نتيجة هذه الغارات الدقيقة.
مسؤول يمني: الضربات وجهت ضربة موجعة للحوثيين
العقيد وضاح الدبيش، المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة، أكد في تصريحات خاصة أن الضربات الأمريكية ألحقت أضرارًا كبيرة بجماعة الحوثي، حيث دمرت مراكز قيادة ومنصات متحركة للصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأشار إلى أن الغارات أثرت بشكل مباشر على قدرات الحوثيين في البحر الأحمر، وأضعفت تحركاتهم الميدانية، رغم أن الشعب اليمني لا يزال يعاني من نقص الخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
توزيع الغارات حسب المناطق: استهداف دقيق للبنية التحتية العسكرية
جزيرة كمران: تدمير شبكة أنفاق ومنشآت طائرات مسيرة
عدد الغارات: 4
النتائج: تدمير شبكة أنفاق ومخازن ذخيرة، ومحطات تشغيل طائرات مسيّرة.
مأرب – مديرية رغوان:عدد الغارات: 7
النتائج: تدمير مركبات ومنصات صواريخ وتجمعات قيادية تضم نحو 70 عنصرًا حوثيًا.
مأرب – مديرية مدغل:عدد الغارات: 6
النتائج: استهداف مراكز اتصالات ومركبات عسكرية ضمن استعدادات لتعزيز الجبهات.
محافظة الجوف – مدينة الحزم:عدد الغارات: 2
النتائج: ضرب منازل تستخدم لإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ، مع سقوط قتلى من الحوثيين.
مأرب – مديرية العبدية:عدد الغارات: 2
النتائج: قصف موقعين لتجمعات مسلحة مزودة بأسلحة متقدمة.
تحليل عسكري: تطور في تكتيك الغارات الأمريكية
حسب رصد ميداني:
إجمالي الطلعات الجوية: 205 طلعة منذ بدء العمليات.
عدد الأهداف المستهدفة: 90 هدفًا.
عدد الغارات خلال يومي 14 و15 أبريل: 21 غارة دقيقة.
وتُظهر المعطيات أن الولايات المتحدة تعتمد أسلوب الضربات النوعية عالية الدقة، مستهدفة مواقع استراتيجية دون الإضرار بالمدنيين، مما يشير إلى تغيير في التكتيك مقارنة بالعمليات السابقة.
رغم النجاح العملياتي للغارات الجوية، يشير العقيد الدبيش إلى أن الغارات وحدها لا تكفي لإحداث تغيير جذري على الأرض دون وجود استراتيجية متكاملة. ويؤكد أن الضغط العسكري قد يدفع الحوثيين إلى إعادة النظر في مواقفهم، خاصة إذا ترافق مع ضغط سياسي وإنساني.
ويظل السؤال مفتوحًا: هل ستكون هذه الضربات بداية لتغير فعلي في مسار الحرب اليمنية، أم أنها مجرد جولة أخرى من التصعيد المستمر؟
في ظل تهاوي الريال اليمني.. كيف حولت مليشيات الحوثي حرب اليمن إلى حرب اقتصادية بالدرجة الأولى؟ تنوعت جرائمه بين القنص والإعدامات الميدانية.. تقارير تفضح انتهاكات الحوثي بالشعب اليمنيالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء الطائرات الأمريكية الضربات الأمريكية الشحات غريب اليمن الازمة اليمنية عدد الغارات
إقرأ أيضاً:
بعد 12 يوماً من النار | إيران تلملم جراحها وسط خسائر فادحة .. ورسائل متبادلة تسبق طاولة التفاوض
بعد 12 يوماً من التصعيد العنيف بين إيران وإسرائيل، وبعد أن خفت صوت المدافع وبدأ الركام يكشف عن الوجع، بدأت طهران في محاولة لملمة جراحها، بينما تتبادل الأطراف المتصارعة رسائل النصر إعلامياً، في حين أن الحقائق على الأرض تحكي قصة أخرى.. مستشفيات مدمرة، أبنية منهارة، ودماء لم تجف بعد.
حصيلة ثقيلة للدم والدمارفي أول بيان شامل عقب وقف إطلاق النار، أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن الضربات الإسرائيلية أودت بحياة 606 أشخاص، فيما تجاوز عدد المصابين 4700 جريح، معظمهم سقطوا تحت أنقاض المنازل والمباني المستهدفة، والبعض الآخر فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفيات.
وتشير الإحصائيات إلى أن 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت الأنقاض، مما يعكس شدة القصف واستهدافه المباشر للبنية التحتية المدنية. كما لحقت أضرار كبيرة بقطاع الصحة، حيث تضررت سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف، مما أعاق جهود الإنقاذ والإغاثة.
خسائر فادحة في القيادة والمنشآتلم تتوقف الخسائر عند المدنيين، بل امتدت إلى الصفوف الأولى من القيادة الإيرانية. فقد فقدت إيران عدداً من القادة العسكريين الكبار، من بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، إلى جانب عدد من كبار العلماء النوويين، وهو ما شكّل ضربة موجعة لبرنامجها النووي.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الضربات، التي شاركت فيها أيضاً الولايات المتحدة، استهدفت منشآت نووية حساسة أبرزها منشأة "فوردو"، وتحدثت تقارير عن تدمير جزئي أو كلي لتلك المواقع، وهو ما لم تؤكده إيران رسمياً بعد.
جبهة إسرائيل لا تخلو من الخسائرمن الجانب الإسرائيلي، أفادت فرق الإسعاف بمقتل 28 شخصاً، وأكثر من 1300 جريح، ما يعكس أيضاً حجم الرد الإيراني وقدرته على الوصول داخل العمق الإسرائيلي. ورغم أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض عدد من الهجمات، إلا أن البعض الآخر أصاب أهدافاً حساسة، محدثاً أضراراً وموجة من القلق داخل المجتمع الإسرائيلي.
قراءة في الموقف الاستراتيجي
من جانبه، علّق اللواء سمير فرج, الخبير الاستراتيجي والعسكري، على المشهد بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً علي طاولة التفاوض، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. وأشار إلى غموض الصورة بشأن الطرف الذي خرج منتصراً، فبينما تعلن إيران أنها ردت بقوة، تؤكد إسرائيل أن امريكا ضربت المنشآت النووية في إيران دمرتها.
وأشار فرج إلى أن إسرائيل كانت تعتزم توجيه ضربات جديدة لإيران بعد وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التطور الخطير، في خطوة عكست حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.
إيران وإسرائيل... رسائل متبادلة
برأي فرج، فإن إيران نجحت في إثبات قدرتها العسكرية وتوسيع رقعة الاشتباك، موجِّهة رسالة قوية بأنها تملك أدوات الردع الإقليمي. أما إسرائيل، فقد أظهرت قدراتها الدفاعية في صد بعض الهجمات، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في منظومتها، وهو ما يضعها أمام مراجعة أمنية ضرورية.
أميركا المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تُعد الرابح الأكبر، إذ نجحت في لعب دور الوسيط الفعّال الذي أعاد ضبط الإيقاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية كانت ستضر بمصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.
رغم توقف القصف، لا تزال آثار الدمار تملأ شوارع إيران، من أحياء طهران وإسرائيل المتصدعة. المشهد في المستشفيات وبين الأنقاض لا يترك مجالاً للشك بأن الثمن كان باهظاً. ومع استمرار الغموض حول مصير البرنامج النووي الإيراني، والنية الإسرائيلية في الرد المستقبلي، تبقى الهدنة هشة، والسلام بعيد المنال.