في تطور لافت ضمن الحملة الجوية الأمريكية المستمرة، هزّت العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق متفرقة من البلاد سلسلة من الانفجارات العنيفة، ناتجة عن أكثر من 21 غارة جوية نفذتها الطائرات الأمريكية ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي خلال يومي 14 و15 أبريل 2025. 

 

ويأتي هذا التصعيد في إطار جهود واشنطن لتقويض قدرات الحوثيين العسكرية والحد من تهديداتهم للملاحة الدولية.

بعد سلسلة جديدة في معقلها الرئيسي.. ماذا حققت الضربات الأمريكية من غاراتها على مواقع ميليشيات الحوثي؟ خبير استراتيجي لـ "الفجر": ميليشيات الحوثي تسعى بتوجيهات ملالي إيران إلى تأليب المجتمع الإقليمي والدولي غارات مكثفة تهز العاصمة صنعاء

 

أفاد شهود عيان بتحليق كثيف للطائرات الأمريكية فوق صنعاء، تلاه تنفيذ أكثر من 17 غارة استهدفت مواقع عسكرية حوثية بارزة، منها معسكر الحفا في نقم شرقي صنعاء، والذي يُعد موقعًا استراتيجيًا لتخزين الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى معسكري النهدين والسواد جنوب العاصمة، حيث توجد مخابئ تحت الأرض لصواريخ ومسيرات حوثية.

 

كما طالت الضربات مدينة الحزم بمحافظة الجوف، ومنشآت عسكرية في عنس وصعدة، ما أسفر عن تدمير بنى تحتية ومراكز قيادة وتدريب يستخدمها الحوثيون.

 

نتائج أولية: خسائر فادحة للحوثيين

 

رغم التدمير الكبير الذي طال منشآت حيوية وخسائر بشرية ولوجستية في صفوف المليشيات، ما تزال جماعة الحوثي تلتزم الصمت حيال حجم الأضرار. 

وتشير تقارير ميدانية إلى مقتل العشرات من القادة الميدانيين والتقنيين نتيجة هذه الغارات الدقيقة.

 

مسؤول يمني: الضربات وجهت ضربة موجعة للحوثيين

 

العقيد وضاح الدبيش، المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة، أكد في تصريحات خاصة أن الضربات الأمريكية ألحقت أضرارًا كبيرة بجماعة الحوثي، حيث دمرت مراكز قيادة ومنصات متحركة للصواريخ والطائرات المسيّرة.

 

وأشار إلى أن الغارات أثرت بشكل مباشر على قدرات الحوثيين في البحر الأحمر، وأضعفت تحركاتهم الميدانية، رغم أن الشعب اليمني لا يزال يعاني من نقص الخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

 

توزيع الغارات حسب المناطق: استهداف دقيق للبنية التحتية العسكرية

 

جزيرة كمران: تدمير شبكة أنفاق ومنشآت طائرات مسيرة

عدد الغارات: 4

النتائج: تدمير شبكة أنفاق ومخازن ذخيرة، ومحطات تشغيل طائرات مسيّرة.

مأرب – مديرية رغوان:

عدد الغارات: 7

النتائج: تدمير مركبات ومنصات صواريخ وتجمعات قيادية تضم نحو 70 عنصرًا حوثيًا.

مأرب – مديرية مدغل:

عدد الغارات: 6

النتائج: استهداف مراكز اتصالات ومركبات عسكرية ضمن استعدادات لتعزيز الجبهات.

محافظة الجوف – مدينة الحزم:

عدد الغارات: 2

النتائج: ضرب منازل تستخدم لإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ، مع سقوط قتلى من الحوثيين.

مأرب – مديرية العبدية:

عدد الغارات: 2

النتائج: قصف موقعين لتجمعات مسلحة مزودة بأسلحة متقدمة.

تحليل عسكري: تطور في تكتيك الغارات الأمريكية

 

حسب رصد ميداني:

إجمالي الطلعات الجوية: 205 طلعة منذ بدء العمليات.

عدد الأهداف المستهدفة: 90 هدفًا.

عدد الغارات خلال يومي 14 و15 أبريل: 21 غارة دقيقة.

وتُظهر المعطيات أن الولايات المتحدة تعتمد أسلوب الضربات النوعية عالية الدقة، مستهدفة مواقع استراتيجية دون الإضرار بالمدنيين، مما يشير إلى تغيير في التكتيك مقارنة بالعمليات السابقة.

رغم النجاح العملياتي للغارات الجوية، يشير العقيد الدبيش إلى أن الغارات وحدها لا تكفي لإحداث تغيير جذري على الأرض دون وجود استراتيجية متكاملة. ويؤكد أن الضغط العسكري قد يدفع الحوثيين إلى إعادة النظر في مواقفهم، خاصة إذا ترافق مع ضغط سياسي وإنساني.

ويظل السؤال مفتوحًا: هل ستكون هذه الضربات بداية لتغير فعلي في مسار الحرب اليمنية، أم أنها مجرد جولة أخرى من التصعيد المستمر؟

في ظل تهاوي الريال اليمني.. كيف حولت مليشيات الحوثي حرب اليمن إلى حرب اقتصادية بالدرجة الأولى؟ تنوعت جرائمه بين القنص والإعدامات الميدانية.. تقارير تفضح انتهاكات الحوثي بالشعب اليمني

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء الطائرات الأمريكية الضربات الأمريكية الشحات غريب اليمن الازمة اليمنية عدد الغارات

إقرأ أيضاً:

كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات

 

 

  

في قلب صنعاء، لم تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا – أكبر جامعة أهلية في اليمن – مجرد مؤسسة تعليمية، ومنارة أكاديمية لآلاف الطلاب من مختلف المحافظات، فمنذ سيطرة مليشيا الحوثي عليها مطلع 2020 ، تحول الحرم الجامعي إلى ساحة تعبئة فكرية وعسكرية، وامتداده أصبح أشبه بـ"معسكر مغلق" يخضع لإدارة طائفية صارمة، ويضم كيانا استخباراتيا يتجسس على الطلاب، وفعاليات تحث على الجهاد، وصور ضخمة للأسلحة وقادة الحرب تملأ الجدران".

 

اليوم، لم تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء صرح علمي ، بل نموذجا صارخا لكيفية تحويل منبر العلم إلى أداة للهيمنة، ومصنع للعقول المعبّأة لصالح مشروع طائفي مسلح، في مشهد يلخص كيف يمكن للمعرفة أن تتحول إلى سلاح أخطر من البنادق.

 

سيطرة بالقوة وتغيير هوية الجامعة

 

بدأت القصة حين اقتحمت مليشيا الحوثي الجامعة بقوة السلاح واعتقلت رئيس الجامعة الشرعي حميد عقلان، وعينت بدلا عنه أحد الموالين لها، عادل المتوكل، ومنذ ذلك الحين، أعادت الجماعة هيكلة الجامعة بالكامل، فارضةً قرارات تتجاوز حدود التعليم لتطال الحياة الشخصية للطلاب، خاصة الطالبات، عبر لوائح تحدد المظهر الخارجي وتمنع أبسط مظاهر الحرية الشخصية.

  

قرارات متشددة ومضايقات ممنهجة

 

للوهلة الأولى لسيطرتهم على الجامعة سعى الحوثيون المدعومون من إيران إلى فرض قرارات جديدة على الطلاب تتعلق بالرسوم الدراسية وأخرى "تنتهك خصوصيات الطالبات" وفق ما قالته هديل ، وهو اسم مستعار لطالبة في الجامعة فضلت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي لأسباب أمنية.

 

إحدى القرارات "الغريبة والمتشددة" كما تصفها هديل في حديثها لمارب برس، تتمثل في تحديد نوعية الملابس والمظهر الخارجي للطالبات، إذ أصدروا قرارا بمنع وضع "مساحيق التجميل، وإظهار الشعر أو استخدام البخور".

 

"الأمر لم يقف عند هذا فحسب، بل تم إنشاء كيانات جديدة تدين بالولاء للجماعة مهمتها تنظيم فعاليات تحث الطلاب على الجـهاد والالتحاق بالجبهات لقتال من يسمونهم بالمرتزقة"

 

وفق طلاب أفادوا لمارب برس في أحاديث منفصلة أُجريت معهم عبر الهاتف إلى أن عشرات الفعاليات أقامها الحوثيون في الجامعة فضلا عن تحويل بعض المباني إلى مراكز صيفية تُقدم فيها ما تسمى بـ "الدورات الثقافية والعسكرية".

 

ويقال أحد الطلاب أنه يتم إلزام الطلاب بحضور فعاليات طائفية منظمة، تُقام بانتظام في فناء الجامعة تحت مسميات مثل "الهوية الإيمانية، ويوم الشهـيد، ويوم الـولاية، ويوم عاشـوراء، وذكرى مقــتل الإمــام زيد، وبدر الدين الحوثي، ويوم 21 سبتمبر، "، مشيرًا إلى أن تلك الفعاليات تهدف إلى خدمة أجندة الحوثـيين وتوجهاتهم، من خلال تعبئة العقول وتجنيد الشباب.

 

تحويل الحرم إلى ساحة تعبئة

 

عشرات الفعاليات أُقيمت في أروقة الجامعة، بعضها تحوّل إلى معارض أسلحة إيرانية الصنع، من صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وصور قتلى من جماعات موالية لإيران في اليمن والعراق، بينهم أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

 

هذه الأنشطة تُموَّل بسخاء من كيان جديد أنشأته المليشيا داخل الجامعة تحت اسم "ملتقى الطالب الجامعي"، في وقت تعاني فيه الكليات التطبيقية من نقص حاد في الأجهزة والمختبرات.

  

"ملتقى الطالب الجامعي": الخلية الاستخباراتية

 

بحسب تقرير سري حصل عليه "مارب برس"، فإن الملتقى ليس مجرد نشاط طلابي، بل ذراع استخباراتية تضم 794 طالبًا وُصفوا بـ"المجاهدين"، تلقوا تدريبات ثقافية وعسكرية، ويتوزعون على فروع الجامعة في صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار.

 

مهام وأنشطة الملتقى تتمثل في "جمع قاعدة بيانات عن طلاب الجامعة بمن فيهم المنتسبين الجدد وإلحاقهم في دورات تدريبية، ومنع أي تظاهرات تهدف لإفشال الحـوثيين".

 

ومن المهام أيضًا "القيام برصد أي تحركات للمظاهرات وإبلاغ الجهات المعنية في الجامعة والعمل على منعها قبل وقوعها، إلى جانب تنظيم الفعاليات الخاصة بالحوثيين وحشد الطلاب للمشاركة فيها، والإشراف على كافة حفلات وفعاليات الجامعة".

 

ويشرف على الملتقى محمد الوادعي ورائد الشاعر، المقرب من القيادي الحوثي صالح الشاعر، المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية لدوره في تهريب الأسلحة ومصادرة ممتلكات بمئات الملايين من الدولارات.

 

تجنيد علني ودورات طائفية

 

التقرير السري يكشف أن الملتقى نجح في تجنيد 200 طالب تم إرسالهم لجبهات القتال من أصل 794 تلقوا دورات طائفية مكثفة من مختلف الفروع بمحافظات صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار بعد تسجيلهم بملتقى الطالب الجامعي التابع للحوثيين، ومعظم من تم تسجيلهم من الطلاب المستجدين بعد السيطرة على الجامعة.

 

ويتوزع الطلاب الذين تسجيلهم بكشوفات ملتقى الطلاب الجامعي بواقع 281 طالباً من المركز الرئيسي و 248 طالبة من فرع الطالبات، ومن فرع تعز 85 طالبا إضافة إلى 68 طالبا من فرع الحديدة و 57 طالبا من فرع إب و 55 طالبا من فرع ذمار

 

واستعرض التقرير السري العديد من الأنشطة التي ينفذها الملتقى من بينها جمع قاعدة بيانات عن طلاب الجامعة بمن فيهم المنتسبين الجدد وإلحاقهم في دورات تدريبية، ومنع أي تظاهرات مناهضة لمليشيا الحوثيين.

 

وحسب الوثائق فان الملتقى يقوم برصد أي تحركات للمظاهرات وإبلاغ المليشيا للعمل على منعها قبل وقوعها، إلى جانب تنظيم الفعاليات الخاصة بالحوثيين وحشد الطلاب للمشاركة فيها، والإشراف على كافة حفلات وفعاليات الجامعة.

 

ورغم أن الوثائق تظهر عدم التجاوب الكبير من قبل الطلاب لدعوات التجنيد من قبل الحوثيين إلا أنها تشير إلى توجه المليشيا لتشديد الرقابة على الطلاب تمهيدا لحملات تجبرهم على حضور دورات طائفية، خاصة بعد إدراج دورس طائفية في مناهج الجامعة بمختلف التخصصات

 

فقدان الاعتراف الأكاديمي

 

رداً على هذه الممارسات، قررت إدارة الجامعة في أغسطس 2020 نقل مقرها إلى العاصمة المؤقتة عدن، وعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة من فروع صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما أقرّته لاحقًا وزارة التعليم العالي في الحكومة الشرعية.

 

كما وجهت وزارة الخارجية اليمنية السفارات بعدم الاعتراف بمخرجات الجامعة في صنعاء، فيما أصدر مجلس الجامعات العربية قراراً مماثلاً بعدم الاعتراف بمخرجات الجامعة في صنعاء.

 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة إلى “الدعم السريع” في كردفان
  • إصابة نجل شيخ قبلي برصاص عصابة مدعومة من الحوثيين في صنعاء
  • خمسة أعوام من المماطلة... مليشيات الحوثي تواصل التهرب من القصاص لقاتل رجل المرور بقلب العاصمة صنعاء
  • كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات
  • هجوم سيبراني يستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة الحوثي في صنعاء
  • الشركات الأمريكية الصغيرة تواجه خسائر سنوية 202 مليار دولار بسبب رسوم ترامب
  • خسائر فادحة لقوات الدعم السريع في نيالا
  • ماركا الإسبانية: «صلاح» يُوجّه ضربة موجعة لليويفا بشأن وفاة “«بيليه فلسطين»
  • الحزام الأمني بلحج يحبط تحركا للحوثيين كان يهدف إلى أعادة الحياة إلى ميناء الحديدة ويضبط معدات هامة تستعمل في الموانئ كانت في طريقها إلى صنعاء
  • ناشط يمني يكشف كيف يستغل الحرس الثوري الايراني ثغرات آلية التفتيش الأممية لتهريب السلاح إلى الحوثيين؟